عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 09:18 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الروم
[ من الآية (54) إلى الآية (60) ]

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (56) فَيَوْمَئِذٍ لَّا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57) وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58) كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (59) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)}


قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (اللّه الّذي خلقكم من ضعفٍ) و(من بعد ضعفٍ) و(من بعد قوّةٍ ضعفًا (54)
قرأ عاصم وحمزة بفتح الضاد.
وقرأ حفص من قبل نفسه (من ضعفٍ) بضم الضاد، خالف عاصمًا في هذه الحرف وحده.
وقرأ الباقون بضم الضاد.
قال أبو منصور: هما لغتان: ضعفت، وضعت.
والضم أحب إلى أهل الآثار لما روي فيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -). [معاني القراءات وعللها: 2/267]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ الضّاد وفتحها من قوله جلّ وعزّ: (الله الذي خلقكم من ضعف) [الروم/ 54] فقرأ عاصم وحمزة من ضعف بفتح الضاد فيهنّ كلّهنّ. وقرأ الباقون: (من ضعف) في كلهنّ بضم الضاد، وقرأ حفص عن نفسه (ضعف) بضم الضاد.
قال [أبو علي]: هما لغتان ومثله: الفقر والفقر، وروي عن ابن عمر أنّه قال: قرأت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من ضعف، فقال: (من ضعف).
والمعنى: خلقكم من ضعف أي من ماء ذي ضعف كما قال: ألم نخلقكم من ماء مهين [المرسلات/ 20] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/450]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({الله الّذي خلقكم من ضعف ثمّ جعل من بعد ضعف قوّة ثمّ جعل من بعد قوّة ضعفا وشيبة}
قرأ عاصم وحمزة {من ضعف} بفتح الضّاد وقرأ الباقون بالرّفع وهما لغتان مثل القرح والقرح). [حجة القراءات: 562]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {من ضعف} قرأه أبو بكر وحمزة بفتح الضاد، في ثلاثة مواضع في هذه السورة، وقد ذكر عن حفص أنه رواه عن عاصم، واختار الضم لرواية قويت عنده، وهو ما رواه ابن عمر قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم «من ضَعف» يعني بالفتح، قال: فردّ علي النبي صلى الله عليه وسلم من «من ضُعف» يعني بالضم في الثلاثة، وروي عنه أنه قال: ما خالفت عاصمًا في شيء مما قرأت به عليه إلا في ضم هذه الثلاث كلمات، وقرأ الباقون فيهن بالضم، وهما لغتان كالفقر والفقر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/186]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {مِنْ ضَعْفٍ} و{مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً} و{مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا} بفتح الضاد في جميعها [آية/ 54]:
قرأها عاصم وحمزة، وخالف ص- عاصمًا في هذه السورة فقرأها بالضم عن نفسه لا عن عاصم.
وقرأ الباقون بضم الضاد فيهن.
والوجه أن الضعف والضَّعف والضُّعف لغتان، كالفَقر والفُقر، والمعنى: خلقكم من ذي ضعفٍ أي من ماء ضعيف وهو المهين الذي ذُكر في قوله تعالى {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} ). [الموضح: 1009]

قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55)} قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {كَذَلِك كَّانُوا} [آية/ 55] بإدغام الكاف في الكاف:
قرأها أبو عمرو إذا أدغم، ويعقوب يس-.
والوجه أن المتجانسين قد اجتمعا فحسُن الإدغام، وإن كانا من كلمتين، كما لو كانا من كلمة واحدة.
[الموضح: 1009]
وقرأ الباقون ويعقوب ح- بالإظهار.
والوجه أنه هو الأصل؛ لأن الإدغام إعلالٌ، والإظهار تصحيحٌ، والأصل في الكلمة الصحةُ، ويقوي الإظهار أنهما من كلمتين، فالواحد منهما في حكم المزايل المفارق للآخر). [الموضح: 1010]

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (56)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [إِلَى يَوْمِ الْبَعَثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعَثِ]، بفتح العين فيهما.
قال أبو الفتح: قد تقدم القول على حديث فتحة الحرف الحلقي إذا كان ساكن الأصل تاليا للفتح، وذكر الفرق بين قولنا وقول البغداديين فيه، وأننى أرى فيه رأيهم لا أرى أصحابنا. وذكرت ما سمعته من الشجري وغيره من قولهم فيه: أنا محموم، وقوله: يغذو، وهو يريد: يغذو. فلا حاجة لإعادته هنا، فكذلك يجوز أن يكون أراد "البعث على قراءة الجماعة، ثم حرك بالفتح لأجل حرف الحلق). [المحتسب: 2/166]

قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ لَّا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فيومئذٍ لا ينفع الّذين ظلموا معذرتهم (57)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والحضرمي (لا تنفع) بالتاء ها هنا وفي المؤمن.
وقرأ نافع في الروم بالتاء، وفي المؤمن بالياء - وروى النقاش عن ابن عامر مثل ذلك، وخالفه ابن الأخرم فقال: جميعًا بالياء.
وقرأ الكوفيون بالتاء في السورتين.
قال أبو منصور: بن قرأ بالتاء فللفظ (المعذرة)؛ لأنها مؤنثة.
ومن قرأ بالياء فلأنه مصدر (كالعذر)، فذهب إلى المعنى لا إلى اللفظ، ومثله كثير في القرآن). [معاني القراءات وعللها: 2/266]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله عزّ وجلّ: فيومئذ لا ينفع [الروم/ 57]. فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: (لا تنفع) بالتاء هاهنا، وفي المؤمن [52] أيضا. وقرأ نافع وابن عامر: هاهنا بالتاء وفي المؤمن بالياء.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بالياء فيهما.
[قال أبو علي]: التأنيث حسن لأنّ المعذرة اسم مؤنث. فأمّا التذكير فلأنّ التأنيث ليس بحقيقي، وقد وقع الفصل بين الفاعل
[الحجة للقراء السبعة: 5/450]
وفعله، والفصل يحسّن التذكير، وقد قال فيما لم يقع فيه الفصل فمن جاءه موعظة من ربه [البقرة/ 275] فإذا انضمّ الفصل إلى أنّ التأنيث ليس بحقيقي قوي التذكير). [الحجة للقراء السبعة: 5/451]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فيومئذٍ لا ينفع الّذين ظلموا معذرتهم}
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {فيومئذٍ لا ينفع الّذين} بالياء وقرأ الباقون بالتّاء لتأنيث المعذرة ومن قرأ بالياء قال إن المعذرة بمعنى العذر كما قال تعالى {فمن جاءه موعظة من ربه} بالتذكير لأن الموعظة بمعنى الوعظ). [حجة القراءات: 562]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {لا ينفع الذين ظلموا} قرأه الكوفيون بالياء، حملوه على العذر، وهو مذكر لأن المعذرة والعذر سواء، وأيضًا فقد فرق بين المؤنث وفعله بالمفعول، فقوي التذكير، وقرأ الباقون بالتاء، لتأنيث لفظ المعذرة، وهو الاختيار). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/186]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا} [آية/ 57] بالياء:
قرأها الكوفيون، وكذلك في المؤمن، وتابعهم نافع في المؤمن.
والوجه أن تأنيث الفاعل غير حقيقي، وهو المعذرة، فيجوز تذكيره حملًا على معنى العُذر كقوله تعالى {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ}؛ لأن الموعظة وعظٌ، وازداد التذكير ههنا حسنًا لمكان الفصل بين الفعل وفاعله.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب {تَنْفَعُ} بالتاء في السورتين.
والوجه أن فاعل الفعل مؤنث وهو المعذرة، لمكان التاء التي فيه). [الموضح: 1010]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58)}
قوله تعالى: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (59)}
قوله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولا يستخفّنّك (60)
[معاني القراءات وعللها: 2/267]
قرأ يعقوب وحده (ولا يستخفّنك) بسكون النون.
وقرأ الباقون بتشديد النون.
قال أبو منصور: هي نون التأكيد، يجوز فيها التخفيف والتشديد.
ومعنى (ولا يستخفّنّك) لا يستجهلنك الذين لا يوقنون فيستزلّوك حتى تتبعهم). [معاني القراءات وعللها: 2/268]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن أبي إسحاق ويعقوب: [ولا يَسْتَحِقَّنَّكَ].
قال أبو الفتح: أي لا يغلبنك، فيصيروا أحق بك منك بنفسك، هذا محصول هذه القراءة). [المحتسب: 2/166]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {وَلَا يَسْتَخِفَّنْكَ} [آية/ 60] بسكون النون:
قرأها يعقوب وحده يس- و-ان-.
[الموضح: 1010]
وقرأ الباقون ويعقوب ح- {وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ} بتشديد النون.
والوجه فيهما أنهما نونان للتأكيد مخففة ومثقلة، والمثقلة أكثر تأكيدًا؛ لأنهما نونان أُدغم أحدهما في الآخر، والمخففة نونٌ واحدة، والمعنى لا يستجهلنّك المرتابون فيستنزلوك عن الحق). [الموضح: 1011]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس