عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 05:52 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (7) إلى الآية (10) ]
{وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9) تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)}


قوله تعالى: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7)}
قوله تعالى: {أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (يأكل منها)
قرأ حمزة والكسائي (نأكل منها) بالنون
وقرأ الباقون (يأكل منها) بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ (يأكل منها) فمعناه: يأكل الرسول منها، فيبين فضله.
ومن قرأ (نأكل منها) أراد: أو تكون له جنة يطعمنا منها، فنأكل معه منها). [معاني القراءات وعللها: 2/213]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {يأكل منها} [8]
قرأ حمزة والكسائي بالنون.
وقرأ الباقون بالياء. فمن قرأ بالنون أخبر لمتكلم عن نفسه مع جماعة.
ومن قرأ بالياء أخبر الله تعالى عن غائب مفرد، وهو الاختيار؛ لأن الله تعالى خص بالخطاب رجلاً فقال: {إن شاء جعل لك} [10]. ولم يقل: لكم. والقراءتان صحيحتان). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/116]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والنون من قوله تعالى: جنة يأكل منها [الفرقان/ 8]. فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر:
يأكل منها بالياء.
وقرأ حمزة والكسائي: (نأكل منها) بالنون.
قال أبو علي: له جنة يأكل منها يعني النبيّ صلّى الله عليه وسلم، كأنّهم أنكروا أن يكون رسول الله لما رأوه بشرا مثلهم يأكل كما يأكلون فقالوا: لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا [الفرقان/ 7]، فيبين منّا باقتران الملك به، وكونه معه نذيرا من جملتنا، فكذلك اقترحوا عليه إلقاء كنز إليه، أو كون جنّة يختصّ بما يأكل منها، حتى يتبين في مأكله أيضا منهم كما يبين باقتران الملك به وإلقاء الكنز إليه، وعلى هذا قالوا: ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون [المؤمنون/ 34]،
[الحجة للقراء السبعة: 5/335]
فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه [القمر/ 24]، وقد قال في ذلك سواهم من الكفار فقالوا فيما حكى الله تعالى عنهم: أبشر يهدوننا [التغابن/ 6] فأنكروا أن يكون لمن ساواهم في البشرية حال ليست لهم، وقد احتجّ الله سبحانه عليهم في ذلك، بقوله تعالى: ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون [الأنعام/ 9]، وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [الأنبياء/ 7]. ومن قال: نأكل فكأنّه أراد أنّه يكون له بذلك مزيّة علينا في الفضل بأكلنا من جنّته). [الحجة للقراء السبعة: 5/336]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو تكون له جنّة يأكل منها} {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنّات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} 8 و10
قرأ حمزة والكسائيّ {نأكل منها} بالنّون وقرأ الباقون بالياء أي محمّد صلى الله عليه وحجتهم قوله {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك} فخصه بالوصف ولم يقل جعل لكم فيدخلوا معه في الوصف ومن قرأ بالنّون أخبر المتكلّم عن نفسه مع جماعة كأنّهم أرادوا أن يكون للنّبي صلى الله عليه جنّة له دونهم يرونها ويأكلون منها حتّى يتيقنوا صحة ذلك بأكلهم منه نظير ما أخبر عنهم في قيلهم له {لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} وقيلهم أيضا له {ولن نؤمن لرقيك حتّى تنزل علينا كتابا نقرؤه} ولم يقل تقرؤه
[حجة القراءات: 507]
أنت علينا حتّى تفجر لنفسك
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر {ويجعل لك قصورا} برفع اللّام على الابتداء قطعوه عمّا قبله والمعنى وسيجعل لك قصورا أي سيعطيك الله في الآخرة أكثر ممّا قالوا
وقرأ الباقون {ويجعل لك} جزما عطفوا على موضع {إن شاء} المعنى إن يشأ يجعل لك جنّات ويجعل لك قصورا). [حجة القراءات: 508] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {يأكل منها} قرأ حمزة والكسائي بالنون، على معنى: إنهم اقترحوا جنة يأكلون هم منها، وقرأ الباقون بالياء على معنى أنهم اقترحوا جنة يأكل النبي منها، ودل على ذلك قوله عنهم: {لولا أنزل إليه ملك فيكون}، {أو يُلقى إليه كنز} والياء الاختيار، لأن الجماعة على ذلك، ولأن قبله لفظ غيبة خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم في اقتراحهم). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/144]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {جَنَّةٌ نَأْكُلُ مِنْهَا} [آية/ 8] بالنون:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن فاعل الفعل الكفار الذين قالوا {لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ نَأْكُلُ} نحن {مِنْهَا}، لتكون له علينا فضيلةٌ بأن نأكل من جنته.
وقيل: تظهر له جنةٌ في مكة مثمرةٌ نأكل من ثمرها فتكون بأكلنا منها أبعد من الريب.
وقرأ الباقون {يَأْكُلُ مِنْهَا} بالياء.
والوجه أن الضمير فيه يعود إلى النبي صلى الله عليه (وسلم)، أي يأكل منها هو فيختص بأكله منها، فيكون له تميزٌ في المأكل). [الموضح: 925]

قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9)}
قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويجعل لك قصورًا (10)
[معاني القراءات وعللها: 2/213]
قرأ ابن كثير، وعاصم في رواية أبي بكر عنه، وابن عامر (ويجعل لك) رفعًا.
وقرأ الباقون (ويجعل لّك) وكذلك روى الكسائي عن أبي بكر بالجزم مثل حفص.
وقال الفراء: من جزم (ويجعل لك قصورًا) ردّه على قوله: (إن شاء جعل)
و (جعل) في معنى جزم، لأن المعنى: إن شاء يجعل.
قال الفراء: وقد يكون قوله: (ويجعل لك) رفعًا وهي في ذلك مجزومة؛ لأنها لام لقيت لامًا فسكنت.
قال: وإن رفعتها رفعًا بيّنًا فهو جائز.
قال أبو إسحاق: من رفع (ويجعل لك) فعلى الاستئناف، المعنى: وسيجعل لك قصورًا، أى: سيعطك الله في الآخرة أكثر مما قالوا). [معاني القراءات وعللها: 2/214]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {ويجعل لك قصورًا} [10].
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر، وابن عامر: {ويجعل لك قصورًا} بالرفع على الاستئناف.
وقرأ الباقون: {ويجعل لك} جزمًا على الشرط الذي قبله نسق؛ لأن موضع {إن شاء} جزم على الشرك الذي قبله نسق؛ لأن موضع {إن شاء} جزم لو كان مستقبلاً، والتقدير: إن يشأ يجعل، فــ «أن» حرف شرط، و«شاء» فعل ماض لفظًا ومعناه الاستقبال، و{يجعل} جزم جواب الشرط، {جنت تجري من تحتها الأنهر} كلام تام، فمن رفع استأنف، ومن جزم عطف {ويجعل لك قصورًا} على يجعل لك جنات ولو قرأ قارئ {ويجعل لك} بالإدغام وإشمام الضم لكان جائزًا مثل: {لاتأمنا}
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/116]
فيدغم، لأنه يريد: يجعل لك وتأمننا فيدغم، ومن جزم لم يجز له الإظهار). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/117]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في رفع اللام وجزمها من قوله تعالى: ويجعل لك قصورا [الفرقان/ 10].
فقرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية يحيى عن أبي بكر: ويجعل لك برفع اللّام.
الكسائي عن أبي بكر عن عاصم ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم: (ويجعل لك قصورا) بجزم اللّام.
قال أبو علي: من جزم (ويجعل) عطفه على موضع جعل [لأنّ موضع جعل] جزم بأنّه جزاء الشرط، فإذا جزم (يجعل) حمله على ذلك، وإذا كانوا قد جزموا ما لم يله فعل لأنّه في موضع جزم، كقراءة من قرأ: (من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم) [الأعراف/ 186]، وكقول
[الحجة للقراء السبعة: 5/336]
الشاعر:
أنّى سلكت فإنّنى لك كاشح... وعلى انتقاصك في الحياة وأزدد
وكلّ ذلك ليس بأفعال، وإنما هو في موضع الأفعال، فالفعل أولى أن يحمل عليه من حيث كان الفعل بالفعل أشبه منه بغير الفعل، وحكم المعطوف أن يكون مناسبا للمعطوف عليه، ومشابها له. ومن رفع فقال: ويجعل لك قطعه ممّا قبله واستأنف، والجزاء في هذا النحو موضع استئناف، ألا ترى أنّ الجمل التي من الابتداء والخبر تقع فيه. كقوله تعالى: من يضلل الله فلا هادى له [الأعراف/ 76].
وقوله تعالى: وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم [البقرة/ 271] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/337]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عبيد الله بن موسى وطلحة بن سليمان: [وَيَجْعَلَ لَكَ]، بالنصب.
قال أبو الفتح: نصبه على أنه جواب الجزاء بالواو، كقولك: إن تأتني آتك وأُحْسِنَ إليك. وجازت إجابته بالنصب لما لم يكن واجبا إلا بوقوع الشرط من قبله وليس قويا من ذلك، ألا تراه بمعنى قولك: أفعلُ كذا إن شاء الله؟). [المحتسب: 2/118]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو تكون له جنّة يأكل منها} {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنّات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} 8 و10
قرأ حمزة والكسائيّ {نأكل منها} بالنّون وقرأ الباقون بالياء أي محمّد صلى الله عليه وحجتهم قوله {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك} فخصه بالوصف ولم يقل جعل لكم فيدخلوا معه في الوصف ومن قرأ بالنّون أخبر المتكلّم عن نفسه مع جماعة كأنّهم أرادوا أن يكون للنّبي صلى الله عليه جنّة له دونهم يرونها ويأكلون منها حتّى يتيقنوا صحة ذلك بأكلهم منه نظير ما أخبر عنهم في قيلهم له {لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} وقيلهم أيضا له {ولن نؤمن لرقيك حتّى تنزل علينا كتابا نقرؤه} ولم يقل تقرؤه
[حجة القراءات: 507]
أنت علينا حتّى تفجر لنفسك
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر {ويجعل لك قصورا} برفع اللّام على الابتداء قطعوه عمّا قبله والمعنى وسيجعل لك قصورا أي سيعطيك الله في الآخرة أكثر ممّا قالوا
وقرأ الباقون {ويجعل لك} جزما عطفوا على موضع {إن شاء} المعنى إن يشأ يجعل لك جنّات ويجعل لك قصورا). [حجة القراءات: 508] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {ويجعل لك قصورا} قرأه ابن كثير وابن عامر وأبو بكر بالرفع، على الاستئناف والقطع، وفيه معنى الحتم، ليس بموقوف على المشيئة، أي: لابد أن يجعل لك يا محمد قصورا، وقرأ الباقون بالجزم، عطفوه على موضع «جعل» لأنه جواب الشرط في موضع جزم، فيكون {ويجعل لك قصورا} داخلًا في المشيئة، أي: إن شاء الله فعل ذلك بك يا محمد، وهو فاعله بلا شك، ويجوز أن يكونوا قدروه على نية الرفع مثل الأول، لكن أدغموا اللام في اللام، فأسكنوا اللام من «يجعل» للإدغام لا للجزم، فتكون القراءتان بمعنى الحتم، أن الله فاعل ذلك لمحمد على كل حال). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/144]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {وَيَجْعَلُ لَكَ قُصُورًا} [آية/ 10] بالرفع:
قرأها ابن كثير وابن عامر وعاصم ياش-.
والوجه أنه على الاستئناف والقطع مما قبله، ولا يمتنع أن يكون ما يُعطف على جواب الشرط جملة مستأنفة؛ لأن الجمل التي تكون من الابتداء والخبر تقع في جواب الشرط نحو قوله تعالى {مَنْ يُضْلِلِ الله فَلَا هَادِيَ لَهُ} وقوله {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}.
وقرأ الباقون و-ص- عن عاصم {وَيَجْعَلْ لَكَ} جزْمًا.
والوجه أنه عطف على موضع جعل، وهو جواب الشرط الذي هو قوله {إِنْ شَاءَ}، ومواضع جواب الشرط جزمٍ، فجزم المعطوف عليه حملًا على الموضع كأنه قال إن شاء يجعل لك خيرًا من ذلك ويجعل لك قصورًا). [الموضح: 926]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس