عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:33 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (87) إلى الآية (89) ]
{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87) وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88) قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89) }

قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (21 - قَوْله {تبوآ} 87
حَفْص عَن عَاصِم يقف (تبويا) بياء من غير همز
ذكر ذَلِك ابْن أَبي مُسلم عبيد الله بن عبد الرَّحْمَن أَبي مُسلم عَن أَبِيه عَن حَفْص عَن عَاصِم
وَكَانَ حَمْزَة يقف (تبوءا) غير أَنه يلين الْهمزَة يُشِير إِلَيْهَا بصدره
وَالْبَاقُونَ يقفون بِهَمْزَة بعْدهَا ألف في وزن تبوعا). [السبعة في القراءات: 329]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (وروى عبيد الله بن أبي مسلم عن أبيه، وهبيرة عن حفص: أنه وقف على قوله: {أن تبوءا} (87): أن تبويا، بالياء بدلاً من الهمزة. فقال لنا ابن خواستي، عن أبي طاهر، عن الأشناني: أنه وقف بالهمزة. وبذلك قرأت، وبه آخذ). [التيسير في القراءات السبع: 311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(وروى [عبيد اللّه] بن أبي مسلم عن أبيه [وهبيرة] عن حفص أنه وقف على قوله: [أن
[تحبير التيسير: 401]
تبويا] بالياء بدلا من الهمزة فقال لنا ابن خواستي عن أبي طاهر عن الأشناني إنّه وقف بالهمز وبذلك قرأت وبه آخذ). [تحبير التيسير: 402]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((تَبَوَّءَا) بالياء ابن أبي مسلم عن حفص، الباقون بالهمزة، وهو الاختيار لموافقة الأكثر). [الكامل في القراءات العشر: 569]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (751- .... .... .... .... تَبَوَّءا = بِيَا وَقْفِ حَفْصٍ لَمْ يَصِحَّ فَيُحْمَلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وأما (تبويا)، فقال أبو عمرو: «حدثنا محمد بن علي حدثنا ابن مجاهد عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن أبي مسلم عن أبيه عن حفص أنه كان يقف على قوله: (تبويا) بياء مفتوحة، بدلًا من الهمزة. وكذلك روى هبيرة عنه».
قال: «وحدثنا عبد العزيز أبي غسان، ثنا أبو طاهر بن أبي هاشم قال: سألت أبا العباس الأشناني عن الوقف كما روى هبيرة، فأنكره ولم يعرفه. وقال لي: الوقف مثل الوصل».
قال أبو عمرو: «وبذلك قرأت و به آخذه»). [فتح الوصيد: 2/979]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([751] مع المد قطع السحر حكمٌ تبوءا = بيا وقف حفصٍ لم يصح فيحملا
ح: (قطع السحر): مبتدأ، (حكمٌ): خبر، (مع المد): حال، (تبوءا): مبتدأ، (وقف حفصٍ): مبتدأ ثانٍ، (بيا): متعلق به، والعائد: محذوف، أي: عليه، (لم يصح): خبر، (يحملا): نصب على الفاء بتقدير (أن) لتقدم النفي.
ص: يعني: قرأ أبو عمرو: (ما جئتم به ءآلسحر) [81] بقطع الهمز مع مدها، على أن الهمزة للاستفهام بمعنى التقرير، والمد بدل من
[كنز المعاني: 2/305]
همزة الوصل، أي: آلسحر هو ما جئتم به؟ مبتدأ وخبر، و{ما} للاستفهام، والباقون: بهمزة الوصل من غير مد على أنه خبر، {ما جئتم به}: مبتدأ، و{ما}: موصولة.
ثم قال: لم يصح وقف حفص على {تبوءا لقومكما} [87] بالياء حتى يحمل على وجه صحيح، لأنه وإن نقل ذلك عنه، لكن أنكره أبو العباس الأشناني، ولم يعرفه، بل قال: وقف حفص كالوصل على الهمز). [كنز المعاني: 2/306] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا}، فروي عن حفص أنه إذا وقف عليه أبدل الهمزة ياء مفتوحة، وأنكر ذلك أبو العباس الأشناني فيما حكاه ابن أبي هاشم عنه ولم يعرفه، قال: وقال في الوقف مثل الوصل؛ يعني: بالهمز، قال الداني: وبذلك قرأت وبه آخذ.
قلت: وهو أيضا فاسد من جهة العربية فإنه ليس على قياس تسهيل الهمز، وقول الناظم: تبوءا مبتدأ ووقف حفص إن كان مرفوعا، فهو مبتدأ ثانٍ؛ أي: وقف حفص عليه بياء لم يصح وإن كان وقف مجرورًا بإضافة "يا" إليه فالخبر لم يصح؛ أي: تبوءا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/227]
باليا لم يصح ونصب فيحملا في جواب النفي بالفاء). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/228]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (751 - .... .... .... .... تبوّءا = بيا وقف حفص لم يصحّ فيحملا
....
ثم بين الناظم أن وقف حفص على تَبَوَّءا بياء مفتوحة في مكان الهمزة لم يصح عنه حتى ينقل إلينا نقلا متواترا يسيغ القراءة به؛ بل المنقول عنه أنه يقرأ بتحقيق الهمزة في حالي الوقف والوصل، فلا يؤخذ له إلا بهذا الوجه). [الوافي في شرح الشاطبية: 288]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما ما حكي عن إبدال همز "تبؤا" في الوقف ياء لحفص فغير صحيح كما صرح به الشاطبي رحمه الله تعالى في قوله: "لم يصح فيحملا"
[إتحاف فضلاء البشر: 2/118]
أي: لم يثبت فينقل، وأما وقف حمزة عليه فبتسهيل الهمزة كالألف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/119]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "البُيُوت" [الآية: 87] و"بيوت" بكسر الباء قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/119]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أن تبوءا} [87] قرأ السبعة بالهمز في الحالتين، وهي طريقة عبيد بن الصباح عن حفص.
[غيث النفع: 703]
وجاء من طريق هبيرة وغيره عنه أنه يقلب الهمزة في الوقف ياء، وهو وإن كان صحيحًا في نفسه، فلا يقرأ به من طريق الشاطبي، لأنه لم يصح منها، فذكره له حكاية لا رواية، وليس محل وقف، وثلاثة ورش فيه لا تخفى). [غيث النفع: 704]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بمصر} تفخيم رائه للجميع لا يخفى). [غيث النفع: 704]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بيوتا} و{بيوتكم} قرأ ورش والبصري وحفص بضم الباء الموحدة، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 704]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87)}
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/75 من هذه السورة، وانظر الآيتين/51، 92 من سورة البقرة.
{تَبَوَّآ}
- ذكر عبيد الله بن عبد الرحمن بن أبي مسلم عن أبيه عن حفص عن
[معجم القراءات: 3/605]
عاصم، وكذا هبيرة عن حفص أن عاصمًا قرأ (تبويا) بياء من غير همز.
ويبدو أن هذه القراءة لم تثبت عن حفص، وقد صرح بذلك الشاطبي، ونقل هذا عنه صاحب الإتحاف، قال في الإتحاف:
(وأما ما حكي من إبدال همز (تبوءا) في الوقف ياء لحفص فغير صحيح، كما صرح به الشاطبي رحمه الله تعالى...).
وفي حاشية الجمل:
(وقد أنكر هذه الرواية عن حفص جماعة من القراء، وقد خصها بعضهم بحالة الوقف، وهو الذي لم يحك أبو عمرو الداني والشاطبي غيره.
وبعضهم يطلق إبدالها عنه ياءً، وصلًا ووقفًا، وعلى الجملة فهي قراءة ضعيفة في العربية وفي الرواية).
وقال الداني في التيسير بعد ذكر رواية هذه القراءة:
(فقال لنا ابن خواستي عن أبي طاهر عن الأشناني إنه وقف بالهمزة، وبذلك قرأت وبه آخذ).
وقال العكبري:
(ومنهم من جعلها ياءً، وهي مبدلة من الهمزة تخفيفًا).
وقال الشاطبي:
مع المد قطع السحر حكم تبوءا = بيا وقف حفصٍ لم يصح فيحملا
وعلق محمد علي الضباع على بيت الشاطبي بقوله:
[معجم القراءات: 3/606]
(ولم يصح الوقف بالياء على أن (تبوءا) لحفص، وإن نقله بعضهم عنه).
وقال أبو حيان:
(.. وهذا تسهيل غير قياسي، ولو جرى على القياس لكان بين الهمزة والألف). وهذا نص ابن عطية في المحرر.
وقال ابن خالويه:
(والحجة لمن قلبها ياءً أنه لينها، فصارت ألفًا، والألف لا تقبل الحركة، فقلبها ياءً، لأن الياء أخت الألف في المد واللين، إلا أنها تفضلها بقبول الحركة).
- وقراءة الجماعة بالهمز، وبعده ألف، وهي قراءة الداني، والرواية عن حفص (تبوءا).
- وقرأ حمزة بتسهيل الهمزة كالألف في الوقف.
قال ابن مجاهد:
(وكان حمزة يقف (تبوءا) غير أنه يلين الهمزة، يشير إليها بصدره).
وقال ابن خالويه:
(إن تبوءا، وزنه: تفعلا، يوقف عليه بالهمزة وألف بعدها، وبترك الهمز، وبياء مكان الهمزة وألف بعدها).
{بِمِصْرَ}
- قراءة الجماعة بتفخيم الراء، وبهذا قرأ الأزرق وورش بلا خلاف عنهما؛ وذلك لأن الفاصل بين الكسرة والراء ساكن، وهو حرف استعلاء.
[معجم القراءات: 3/607]
{بُيُوتًا ... بُيُوتَكُمْ}
- قرأ أبو عمرو وورش عن نافع وابن جماز وإسماعيل بن جعفر عن نافع أيضًا وهبيرة عن حفص عن عاصم، وأبو جعفر ويعقوب وابن محيصن واليزيدي والحسن، وهي قراءة ابن كثير في رواية ابن فليح، وحمزة برواية العجلي (بيوتا ... بيوتكم) بضم الباء فيهما.
- وقرأ ابن كثير وابن عامر والكسائي والمسيبي وقالون عن نافع، وكذا أبو بكر بن أبي أويس عنه، ويحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم، وحمزة وخلف والأعمش وهشام ومحمد بن حبيب عن الأعشى عن عاصم أيضًا والقواس واليزي من طريق الهاشمي عن ابن كثير أيضًا (بيوتًا. بيوتكم) بكسر الباء فيهما.
وتقدم الحديث مفصلًا في (البيوت) في الآية/189 من سورة البقرة، فارجع إليها إن شئت.
{الصَّلَاةَ}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش.
{الْمُؤْمِنِينَ}
قراءة أبي عمرو بخلاف عنه، وأبي جعفر وورش من طريق الأصبهاني (المومنين) بالواو من غير همز.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وتقدم هذا، انظر الآية/78 من هذه السورة). [معجم القراءات: 3/608]

قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {ليضلوا} (88): بضم الياء.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ليضلوا) قد ذكر في الأنعام). [تحبير التيسير: 402]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي لِيُضِلُّوا فِي الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/286]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ليضلوا} [88] ذكر في الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 544]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لِيُضِلُّوا" [الآية: 88] بضم الياء عاصم وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/119]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ليضلوا} [88] قرأ الكوفيون بضم الياء، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 704]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88)}
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/75 من هذه السورة.
{إِنَّكَ آتَيْتَ}
- قراءة الجماعة (إنك آتيت) بهمزة واحدة على الخبر.
- وقرأ أبو الفضل الرقاشي (أ إنك آتيت) بهمزتين على الاستفهام.
{فِرْعَوْنَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش، وتقدم في هذه السورة.
{الدُّنْيَا}
- سبقت الإمالة فيه مرارًا، انظر الآيتين/85، 114 من سورة البقرة.
{لِيُضِلُّوا}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف وقتادة والأعمش وعيسى، والحسن والمطوعي والأعرج بخلاف عنهما، وزيد وأبو حاتم عن يعقوب (ليضلوا) بضم الياء من (أضل)، وفي هذه اللام ثلاثة أوجه:
1- أنها لام العلة: أي آتيتهم ما آتيتهم على سبيل الاستدراج، فكان الإيتاء لهذه العلة، والفعل مجزوم.
2- هي لام الصيرورة والعاقبة كقوله تعالى: (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوًا وحزنًا)، والفعل منصوب.
3- أنها للدعاء عليهم، كأنه قال: ليثبتوا على ما هم عليه من الضلال. وهو رأي الحسن البصري.
[معجم القراءات: 3/609]
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ومجاهد وأبو رجاء والأعرج وشيبة وأبو جعفر والحسن (ليضلوا) بفتح الياء وهو مضارع (ضل) الثلاثي.
قال الفراء (وهذه لام كي).
وتقدم مثل هذا في الآية/119 من سورة الأنعام.
- وقرأ الشعبي (ليضلوا) بكسر الياء، وقد والى بين ثلاث كسرات: على اللام والياء والضاد، وكسر حرف المضارعة لغة، غير أنه عند سيبويه لا يكون في الياء، والقراءة حجة عليه.
وتقدم بيان مثل هذا في قراءة (نستعين) في سورة الفاتحة، ومواضع أخرى مما تقدم.
{رَبَّنَا اطْمِسْ}
- قراءة الجماعة (اطمس) بكسر الميم من باب (ضرب).
- وقرأ عمر بن علي بن الحسن والشعبي وجابر عن عاصم، والفضل الرقاشي (اطمس) بضم الميم من باب (نصر).
قال أبو حيان: (وهي لغة مشهورة).
وقال أبو حاتم: (وقراءة الناس بكسر الميم، والضم لغة مشهورة).
{فَلَا يُؤْمِنُوا}
- قراءة أبي عمرو بخلاف عنه وأبي جعفر وغيرهما (فلا يومنوا) بالواو من غير همز.
وتقدم مثل هذا مرارًا، انظر الآية/185 من سورة الأعراف). [معجم القراءات: 3/610]

قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (22 - قَوْله {وَلَا تتبعان} 89
قَرَأَ ابْن عَامر وَحده في رِوَايَة ابْن ذكْوَان {وَلَا تتبعان} سَاكِنة التَّاء مُخَفّفَة مُشَدّدَة النُّون
وفي رِوَايَة الحلواني عَن هِشَام بن عمار {وَلَا تتبعان} بتَشْديد النُّون
وأحسب ابْن ذكْوَان عَنى بروايته خَفِيفَة يعْني التَّاء من تبع
فَإِن كَانَ كَذَلِك فقد اتّفق هُوَ وَهِشَام في النُّون وَخَالفهُ هِشَام في التَّاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وَلَا تتبعان} بِكَسْر الْبَاء وَتَشْديد التَّاء وَالنُّون). [السبعة في القراءات: 329]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لا تتبعان) خفيفة النون، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 278]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ولا تتبعان) [89]: خفيف النون: دمشقي غير هشام إلا الداجوني). [المنتهى: 2/744]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن ذكوان (تتبعن) بتخفيف النون، وشدد الباقون). [التبصرة: 232]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن ذكوان: {ولا تتبعان} (89): بتخفيف النون.
والباقون: بتشديدها.
ولا خلاف في تشديد التاء). [التيسير في القراءات السبع: 311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن ذكوان: (ولا تتبعان) بتخفيف النّون، والباقون بتشديدها، ولا خلاف في تشديد التّاء). [تحبير التيسير: 402]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَتَّبِعَانِّ) بتخفيف النون الحسن، ودمشقي غير هشام إلا الدَّاجُونِيّ، روى هبة، وابن مجاهد عن الثعلبي، وأبو زرعة، وابن الجنيد عن اين ذكوان بإسكان التاء الثانية وفتح الباء خفيف، الباقون مشدد النون مفتوحة التاء، وهو الاختيار للتأكيد، ومن أسكن التاء إذا وقف وقف " تتبعا " بالألف، ومن خفف النون اختلف عنه في الوقف روى العراقي الوقف بالألف وغيره بالنون والأول أصح، ومن شدد النون فالوقف عنده بالنون وليس بموضع وقف). [الكامل في القراءات العشر: 569]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([89]- {وَلَا تَتَّبِعَانِّ} خفيف النون: ابن ذكوان.
وقال الأهوازي: قال النقاش: أشك كيف قرأته على الأخفش. وذكر أبو أحمد عن سلامة بن هارون عن الأخفش "تَتْبعان" مخفف التاء، مشدد النون، ولم يلتفت إلى ذلك الخزاعي.
وقال أبو عمرو: هو غلط من سلامة، ونص عليه الأخفش بتخفيف النون وتشديد التاء). [الإقناع: 2/662]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (752 - وَتَتَّبِعَانِ النُّونُ خَفَّ مَدًّا وَمَا = جَ بِالْفَتْحِ وَالإِسْكَانِ قَبْلُ مُثَقَّلاَ). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([752] وتتبعان النون خف (مـ)دًا و(مـ)ا = ج بالفتح والإسكان قبل مثقلا
خف مداه، لأن الناطق بالنون الخفيفة، أقصر مدًا من الناطق بالشديدة، وهي نون التأكيد الخفيفة.
[فتح الوصيد: 2/979]
وإنما كسرت لالتقاء الساكنين، واختير لها الكسر تشبيهًا بنون (رجلان) و(تفعلان).
وكذلك الكسر في الشديدة.
وسيبويه والكسائي لا يريان في نحو: (لا تقوما) إدخال النون الخفيفة، لأنها ساكنة وقبلها الألف، ولا تحوز حركتها، لأنها غير واجبة.
وأجاز الفراء ويونس إدخالها في ذلك ساكنة نحو: اضربان ولتضربان زيدًا، وشبهاه بـ:
التقت حلقتا البطان
ولا يمتنع ما قالا، فإن تمكين الألف يقوم مقام الحركة، ولا يمتنع الكسر كما كسرت الشديدة إجماعًا. هذا هو القياس.
وما حكى النحويون كسرها -أعني الخفيفة - عن العرب.
ويجوز أن تكون هذه هي النون التي هي علامة رفع الفعل، وأن لا تكون (لا) نهيا؛ أي ولستما تتبعان.
أو تكون هي في موضع الحال: فاستقيما غير متبعين.
و(ماج)، معناه اضطراب. وفيه ضمير يعود إلى (تتبعان). (بالفتح)، يعني في الباء. (والإسكان)، يعني في التاء. (قبل)، لأنها قبل الباء. (مثقلا)، يعني في النون.
ولم يذكر هذا الاضطراب في التيسير.
[فتح الوصيد: 2/980]
وقال في غيره: «وقد ظن عامة البغداديين أن ابن ذكوان أراد تخفيف التاء دون النون، لأنه قال في كتابه التخفيف، ولم يذكر حرفًا بعينه».
قال: «وليس كما ظنوا، لأن الذين تلقوا ذلك أداء وأخذوه منه مشافهة، أولى أن يصار إلى قولهم ويعتمد على روايتهم، وإن لم يقو ذلك في قياس العربية، ولا اطرد في اللغة، مع أن القراءة سنة تتبع.
قال ابن أشتة: «كان ابن مجاهد يحسب أن ابن ذكوان عنى بروايته خفيفة التاء من (تتبعان)، وليس كما حسب».
وكذلك قال ابن مجاهد في كتابه : «وأحسب ابن ذكوان عنى بروايته خفيفة، يعني التاء من (تتبع). فإن كان كذلك، فقد اتفق هو وهشام في النون، وخالفه هشام في التاء».
وإلى هذا أشار بقوله: (مثقلا)، لأن تخفيف النون علل باستثقال تشدیده مع تشديد التاء. فإذا حفف التاء، لم يبق إلا تشديد النون). [فتح الوصيد: 2/981]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([752] وتتبعان النون خف مدًا ومـ = ـاج بالفتح والإسكان قبل مثقلا
[كنز المعاني: 2/306]
ح: (تتبعان): مبتدأ، (النون خف): خبر، والعائد محذوف، أي: فيه، (مدًا): تمييز، و (ماج): فعلٌ ماضٍ، أي: اضطرب، والضمير لـ (تتبعان)، (مثقلا): حال منه، (قبل): مبني على الضم لقطع الإضافة، أي: قبل الفتح.
ص: يعني: قرأ ابن ذكوان: (فاستقيما ولا تتبعان) [89] بتخفيف النون على أنها نون رفع الفعل، و(لا): للنفي، والجملة: حالية، أي: فاستقيما غير متبعين، أو مستأنفة، أي: ولستما تتبعان، أو خبرية بمعنى النهي كقوله تعالى: {لا تعبدون إلا الله} [البقرة: 83]، أو {لا}: للنهي، والنون نون التوكيد الخفيفة على قول يونس.
ثم قال: اضطرب النقل عن ابن ذكون بين ما ذكرنا وبين الفتح والإسكان، حال كون النون مثقلةً، أي: فتح الباء وإسكان التاء قبلها وبتثقيل النون من (تبع يتبع)، كـ (علم يعلم)، والنون ثقيلة للتأكيد، ولم يذكر
[كنز المعاني: 2/307]
صاحب التيسير هذا الاضطراب؛ لأن العمدة على الأول). [كنز المعاني: 2/308]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (752- وَتَتَّبِعَانِ النُّونُ خَفَّ "مَـ"ـدًا وَمَا،.. جَ بِالفَتْحِ وَالإِسْكَانِ قَبْلُ مُثَقَّلا
أي: خف مداه؛ لأن الناطق بالخفيفة أقصر مدا من الناطق بالشديدة وهي نون رفع الفعل على أن تكون لا للنفي لا للنهي والواو للحال؛ أي: فاستقيما غير متعبين أو تكون جملة خبرية معناها النهي كقوله تعالى: {لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ}، أو يكون إخبارا محضا بجملة مستأنفة أي: ولستما تتبعان، وإن قلنا: إن لا: نهي كانت النون نون التأكيد الخفيفة على قول يونس والفراء، وكسرت؛ لالتقاء الساكنين وقيل: خففت الثقيلة للتضعيف كما تخفف رب وإن ثم إن الناظم ذكر رواية أخرى عن ابن ذكوان وليست في التيسير وهي بسكون التاء وفتح الباء وتشديد النون من تبع يتبع، والنون المشددة للتأكيد فهذا معنى قوله: وماج؛ أي: اضطرب بالفتح في الباء والإسكان في التاء قبل الباء، ومثقلا حال من فاعل ماج، وهو ضمير تتبعان، وهذه قراءة جيدة لا إشكال فيها، قال الداني في غير التيسير: وقد ظن عامة البغداديين أن ابن ذكوان أراد تخفيف التاء دون النون؛ لأنه قال في كتابه بالتخفيف، ولم يذكر حرفا بعينه، قال: وليس كما ظنوا؛ لأن الذين تلقوا ذلك أداء وأخذوه منه مشافهة أولى أن يصار إلى قولهم،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/228]
ويعتمد على روايتهم، وإن لم يتفق ذلك في قياس العربية، ولم يذكر ابن مجاهد عن ابن ذكوان غير هذا الوجه، وذكر الأهوازي عن ابن عامر في هذه الكلمة أربع قراءات: تشديد التاء والنون كالجماعة، وتخفيفهما، وتشديد التاء وتخفيف النون، وعكسه تخفيف التاء وتشديد النون؛ وهما الوجهان المذكوران في القصيدة، وساق الأخير من طريق ابن ذكوان.
فإن قلتَ: هل يجوز أن تكون الميم في "وماج" رمزا نحو الكاف من وكم صحبة؛ لأنها قراءة، ولم يذكر لها قارئا.
قلتُ: لا يجوز؛ لأن الرمز الحرفي إذا تمحض يجب تأخيره عن القراءة، بل تكون هذه القراءة لمن رمز له في القراءة قبلها كقوله: وعم بلا واو الذين،.. البيت، فالقراءتان متى اجتمعتا في بيت لقارئ متحد تارة يتقدم رمزه وتارة يتأخر مثل كفلا في البيت الذي أوله عليم، وقالوا: وقد رد القراءة في بيت لا رمز فيه على رمز في بيت قبله في قراءة، فتثبتوا في سورة النساء فما هنا أولى والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/229]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (752 - وتتّبعان النّون خفّ مدا وما = ج بالفتح والإسكان قبل مثقّلا
قرأ ابن ذكوان: فَاسْتَقِيما وَلا تَتَّبِعانِّ بتخفيف النون، وقرأ غيره بتشديدها.
وقوله:
[الوافي في شرح الشاطبية: 288]
(وماج بالفتح والإسكان قبل مثقلا). المعنى: أنه روي عن ابن ذكوان وجه آخر وهو فتح الباء وإسكان الحرف الذي قبله وهو التاء مع تثقيل النون. وأشار الناظم إلى ضعف هذا الوجه بقوله: (وماج) أي: اضطراب، ونقل ابن الجزري في نشره عن الداني أن هذا الوجه غلط فلا يقرأ به). [الوافي في شرح الشاطبية: 289]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتُلِفَ) عَنِ ابْنِ عَامِرٍ فِي وَلَا تَتَّبِعَانِّ، فَرَوَى ابْنُ ذَكْوَانَ وَالدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ بِتَخْفِيفِ النُّونِ فَتَكُونُ " لَا " نَافِيَةً فَيَصِيرُ اللَّفْظُ لَفْظَ الْخَبَرِ، وَمَعْنَاهُ النَّهْيُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ رَفَعَهُ، أَوْ يُجْعَلُ حَالًا مِنْ فَاسْتَقِيمَا أَيْ فَاسْتَقِيمَا غَيْرَ مُتَّبِعِينَ وَقِيلَ هِيَ نُونُ التَّوْكِيدِ الْخَفِيفَةُ كُسِرَتْ كَمَا كُسِرَتِ الثَّقِيلَةُ، أَوْ كُسِرَتْ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنِينَ تَشْبِيهًا بِالنُّونِ مِنْ رَجُلًا وَيَفْعَلَانِ، وَقَدْ سُمِعَ كَسْرُهَا، وَقَدْ أَجَازَ الْفَرَّاءُ وَيُونُسُ إِدْخَالَهَا سَاكِنَةً نَحْوَ اضْرِبَانِ وَلِيَضْرِبَانِ زَيْدًا، وَمَنَعَ ذَلِكَ سِيبَوَيْهِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ النُّونُ هِيَ الثَّقِيلَةَ إِلَّا أَنَّهَا اسْتُثْقِلَ تَشْدِيدُهَا فَخُفِّفَتْ كَمَا خُفِّفَتْ " رُبَّ "، وَإِنْ قَالَ أَبُو الْبَقَاءِ، وَغَيْرُهُ هِيَ الثَّقِيلَةُ وَحَذْفُ النُّونِ الْأُولَى مِنْهُمَا تَخْفِيفًا، وَلَمْ تُحْذَفِ الثَّانِيَةُ لِأَنَّهُ لَوْ حَذَفَهَا حَذَفَ نُونًا مُحَرَّكَةً وَاحْتَاجَ إِلَى تَحْرِيكِ السَّاكِنَةِ، وَتَحْرِيكُ السَّاكِنَةِ أَقَلُّ تَغْيِيرًا انْتَهَى. وَتَتَّبِعَانِّ عَلَى أَنَّ النُّونَ نُونُ التَّوْكِيدِ خَفِيفَةً، أَوْ ثَقِيلَةً مَبْنًى. وَ " لَا " قَبْلَهُ لِلنَّهْيِ. وَانْفَرَدَ ابْنُ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ بِتَخْفِيفِ التَّاءِ الثَّانِيَةِ سَاكِنَةً وَفَتْحِ الْبَاءِ مَعَ تَشْدِيدِ النُّونِ، وَكَذَا رَوَى سَلَامَةُ بْنُ وَهْرَانَ أَدَاءً عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، قَالَ الدَّانِيُّ: وَذَلِكَ غَلَطٌ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، وَمِنْ سَلَامَةَ لِأَنَّ جَمِيعَ الشَّامِيِّينَ رَوَوْا ذَلِكَ عَنِ
[النشر في القراءات العشر: 2/286]
ابْنِ ذَكْوَانَ عَنِ الْأَخْفَشِ سَمَاعًا وَأَدَاءً بِتَخْفِيفِ النُّونِ وَتَشْدِيدِ التَّاءِ، وَكَذَا نَصَّ عَلَيْهِ فِي كِتَابِهِ، وَكَذَلِكَ رَوَى الدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ وَهِشَامٍ، جَمِيعًا.
(قُلْتُ): قَدْ صَحَّتْ عِنْدَنَا هَذِهِ الْقِرَاءَةُ، أَعْنِي تَخْفِيفَ التَّاءِ مَعَ تَشْدِيدِ النُّونِ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ ابْنِ مُجَاهِدٍ وَسَلَامَةَ فَرَوَاهَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْدَلَانِيُّ عَنْ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْأَخْفَشِ نَصَّ عَلَيْهَا أَبُو طَاهِرِ بْنُ سَوَّارٍ. وَصَحَّ أَيْضًا مِنْ رِوَايَةِ التَّغْلِبِيِّ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ تَخْفِيفُ التَّاءِ وَالنُّونِ جَمِيعًا وَوَرَدَتْ أَيْضًا عَنْ أَبِي زُرْعَةَ وَابْنِ الْجُنَيْدِ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، وَذَلِكَ كُلُّهُ لَيْسَ مِنْ طُرُقِنَا، وَانْفَرَدَ الْهُذَلِيُّ بِهِ عَنْ هِشَامٍ، وَهُوَ وَهْمٌ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهَا بِإِسْكَانِ النُّونِ إِلَّا مَا حَكَاهُ الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ فَقَالَ وَقُرِئَ بِتَخْفِيفِ التَّاءِ، وَإِسْكَانِ النُّونِ، وَهِيَ الْخَفِيفَةُ.
(قُلْتُ): وَذَهَبَ أَبُو نَصْرٍ مَنْصُورُ بْنُ أَحْمَدَ الْعِرَاقِيُّ إِلَى أَنَّ الْوَقْفَ عَلَيْهَا فِي مَذْهَبِ مَنْ خَفَّفَ النُّونَ بِالْأَلِفِ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا عِنْدَهُ نُونُ التَّوْكِيدِ الْخَفِيفَةُ، وَلَمْ أَعْلَمْ ذَلِكَ لِغَيْرِهِ، وَلَا يُؤْخَذُ بِهِ وَإِنْ كَانَ قَدِ اخْتَارَهُ الْهُذَلِيُّ، وَذَلِكَ لِشُذُوذِهِ قَطْعًا، وَرَوَى الْحُلْوَانِيُّ عَنْ هِشَامٍ بِتَشْدِيدِ التَّاءِ الثَّانِيَةِ وَفَتْحِهَا وَكَسْرِ الْبَاءِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ، وَنَصَّ كُلٌّ مِنْ أَبِي طَاهِرِ بْنِ سَوَّارٍ وَالْحَافِظِ أَبِي الْعَلَاءِ عَلَى الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا عَنِ الدَّاجُونِيِّ تَخْيِيرًا عَنْ هِشَامٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/287]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر إلا الحلواني عن هشام {ولا تتبعان} [89] بتخفيف النون، وروي عنه تخفيف التاء وفتح الباء مع تشديد النون، ولا يصح من طرقنا، والباقون بالتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 544]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (685- .... .... .... .... وخف = تتّبعان النّون من له اختلف). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وخف) أي خفف النون من قوله تعالى: ولا تتبعان سبيل الذين لا يعملون لابن عامر، بخلاف عن هشام من طريق الحلواني، قيل هي نون التوكيد الشديدة خففت، وقيل أكد بالخفيفة على مذهب يونس والقراء، والباقون بالتشديد). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 250]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
خلف و(ظ) نّ شركاؤكم وخفّ = تتّبعان النّون (م) ن (ل) هـ اختلف
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظن) يعقوب: وشركاؤكم ثم لا [71] بالرفع عطفا على ضمير فاجمعوا [71]، وحسنه الفصل بالمفعول، ويحتمل الابتدائية، أي:
وشركاؤكم كذلك.
والباقون بنصبه عطفا على أمركم [71] بتقدير مضاف.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/374]
[واختلف عن ابن عامر؛ فروى] ذو ميم (من) ابن ذكوان والداجوني عن أصحابه عن هشام: ولا تتبعان سبيل [89] بتخفيف (النون)؛ فتكون «لا» نافية؛ فيصير خبرا معناه النفي، أو يجعل حالا من فاستقيما [89]، أي: فاستقيما غير متبعين.
وقيل: هي نون التوكيد الشديدة خففت.
وقيل: أكد بالخفيفة على مذهب يونس والفراء، ثم كسرت للساكنين، والفعل معرب دائما.
تنبيه:
انفرد ابن مجاهد عن ابن ذكوان بتخفيف التاء الثانية ساكنة، وفتح الباء مع تشديد النون، وكذلك روى سلامة بن هارون أداء عن الأخفش عن ابن ذكوان.
قال الداني: «وذلك غلط من سلامة، وابن مجاهد؛ لأن جميع الشاميين رووا ذلك عن ابن ذكوان عن الأخفش سماعا وأداء بتخفيف النون وتشديد التاء».
قال الناظم: صحت عندنا لكن من غير طريق ابن مجاهد وسلامة؛ فرواها الصيدلاني عن هبة الله عن الأخفش، ورواها أبو زرعة، وابن الجنيد عن ابن ذكوان، وكله ليس من طرق الكتاب.
وذهب أبو نصر العراقي إلى أن من خفف وقف بالألف.
قال المصنف: «ولا أعلمه لغيره، ولا يؤخذ به وإن اختاره الهذلي؛ لشذوذه قطعا»، وروى الحلواني عن هشام كالجماعة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/375] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف عن ابن عامر في "وَلا تَتَّبِعَان" [الآية: 89] فروى ابن ذكوان والداجواني عن أصحابه عن هشام بفتح التاء وتشديدها وكسر الباء وتخفيف النون على أن لا نافية، ومعناه النهي، نحو: "لا تُضَار" أو يجعل حالا من فاستقيما أي: فاستقيما غير متبعين، وقيل نون التوكيد الثقيلة خففت، وقيل أكد بالخفيفة على مذهب يونس والفراء، وانفرد ابن مجاهد عن ابن ذكوان بتخفيف التاء الثانية وإسكانها وفتح الباء مع تشديد النون، ورواه سلامة بن هارون أداء عن الأخفش عن ابن ذكوان والوجهان في الشاطبية، لكن في النشر نقلا عن الداني أنه غلط من أصحاب ابن مجاهد سلامة؛ لأن جميع الشاميين رووا عن ابن ذكوان بتخفيف النون وتشديد التاء، ثم ذكر أنها صحت من طرق أخرى وبينها، ثم قال: وذلك كله ليس من طرقنا، ولذا لم يعرج عليها في الطيبة على عادته في الانفرادات، وروى الحلواني عن هشام بتشديد التاء الثانية وفتحها وكسر الباء وتشديد النون، وبه قرأ الباقون فتكون لا للنهي، ولذا أكد بالنون؛ لأن تأكيد النفي ضعيف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/119]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا تتبعآن} [89] قرأ ابن ذكوان بتخفيف النون، فـــ {لا} نافية، والفعل معرب مرفوع بثبوت النون، خبر بمعنى النهي، كقوله {لا تضآر والدة} [البقرة: 233] على قراءة الرفع.
والباقون بتشديدها، فـــ{لا} ناهية، والنون للتوكيد، واتفقوا على فتح التاء الثانية وتشديدها، وكسر الموحدة بعدها، وزاد ابن مجاهد وغيره لابن ذكوان إسكان التاء، وفتح الموحدة، وتشديد النون، وضعفه الداني وغيره فلا يقرأ به). [غيث النفع: 704]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)}
{أُجِيبَتْ}
- قراءة الجماعة (أجيبت) بضم أوله على البناء للمفعول.
- وقرأ ابن السميفع والربيع (أجبت) بفتح أوله وضم التاء.
{دَعْوَتُكُمَا}
- قرأ ابن السميفع (قد أجبت دعوتكما) خبرًا عن الله سبحانه وتعالى، ونصب دعوة.
- وقرأ الربيع (قد أجبت دعوتيكما) خبرًا عنه في الفعل باستجابة دعاء هارون وموسى، قال أبو حيان: (وهذا يؤكد قول من قال: إن هارون دعا مع موسى).
- وقرأ السلمي وعلي والضحاك والسدي وحماد بن سلمة والضحاك وأبو بكر عن عاصم (قد أجيبت دعواتكما) على الجمع، وهي في معنى قراءة الجماعة.
وعن علي والسلمي (دعاؤكما).
- وقراءة الجماعة (قد أجيبت دعوتكما) مفردًا، والمراد بالواحد معنى الكثرة.
{أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا}
أدغم التاء في الدال جميع القراء.
[معجم القراءات: 3/611]
قال ابن مهران الأصبهاني:
(... وعلى هذا إجماع القراء، وكلام العرب، ولا ننظر إلى قول من أظهر منه شيئًا في القرآن في رواية شاذة بعيدة غير صحيحة، وإنما الاعتماد على ما أجمعوا عليه ولم يختلفوا فيه، والله أعلم).
وكان ابن مهران يتحدث عن إدغام حرفين مخرجهما واحد والأول ساكن، وذكر له صورًا مختلفة منها قوله تعالى: (أجيبت دعوتكما).
{وَلَا تَتَّبِعَانِّ}
قراءة الجمهور (ولا تتبعان) بتشديد التاء الثانية وفتحها وكسر الباء وتشديد النون.
وهي رواية الحلواني عن هشام بن عمار وهو من اتبع يتبع.
و(لا): ناهية، ولهذا أكد الفعل بالنون الثقيلة، وحركت النون بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين:
الأول: هو الألف، وهو حرف مد.
والثاني: مدغم.
وقالوا: إنها أشبهت نون الاثنين في أنها زائدة بعد ألف زائدة.
وقال مكي في قراءة الجماعة: (وهو الاختيار لصحته في المعنى
[معجم القراءات: 3/612]
والإعراب...).
- وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان، وابن عباس والداجوني عن أصحابه عن هشام، ورواها سلامة بن هارون أداءً عن الأخفش عن ابن ذكوان (ولا تتبعان) ساكنة التاء الثانية، مشددة النون، وهو من تبع يتبع.
قال ابن الجزري في النشر:
(وانفرد ابن مجاهد عن ابن ذكوان بتخفيف التاء الثانية ساكنة، وفتح الباء مع تشديد النون، كذا روى سلامة بن هارون أداءً عن الأخفش عن ابن ذكوان.
قال الداني: وذلك غلط من أصحاب ابن مجاهد ومن سلامة؛ لأن جميع الشاميين رووا ذلك عن ابن ذكوان عن الأخفش سماعًا وأداءً بتخفيف النون وتشديد التاء، وكذا نص عليه الأخفش في كتابه، وكذلك روى الداجوني عن أصحابه عن ابن ذكوان وهشام جميعًا.
قلت: [أي صاحب النشر]: وقد صحت عندنا هذه القراءة، أعني تخفيف التاء مع تشديد النون من غير طريق ابن مجاهد وسلامه، فرواها أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الصيدلاني عن هبة الله بن جعفر عن الأخفش، نص عليها أبو طاهر بن سوار...).
[معجم القراءات: 3/613]
- وقرأ ابن عامر والأخفش الدمشقي وابن مجاهد والنقاش والتغلبي عن ابن ذكوان، وهي عن أبي زرعة وابن الجنيد عن ابن ذكوان (ولا تتبعان) بسكون التاء الثانية وفتح الباء وكسر النون خفيفة. وفي حاشية الجمل عن السمين أنها قراءة حفص.
و(لا) تحتمل وجهين:
- الأول:النفي، فتكون النون نون الرفع، والجملة اسمية، أي: وأنتما لا تتبعان.
أو أنها نفي في معنى النهي، أو أنه خبر محض مستأنف، أو هو حال من (فاستقيما) أي: فاستقيما غير متبعين.
- الثاني: النهي، وتكون النون للتوكيد، فقيل: هي النون الثقيلة وخففت، وحذفت النون الأولى ولم تحذف الثانية؛ لأنه لو حذفت لحذفت نون محركة، واحتيج إلى تحريك الساكنة، فحذف الساكنة أقل تغييرًا.
- وقرأ ابن عامر وابن ذكوان والداجوني عن أصحابه عن هشام بن
[معجم القراءات: 3/614]
عمار (ولا تتبعان) بفتح التاء الثانية، وتشديدها، وتخفيف النون مكسورة، وذهب بعضهم إلى أنها قراءة حفص.
قال الهمذاني: (وخير الداجوني عن هشام وهبة الله عن ابن ذكوان بين التخفيف والتشديد).
وتخريج (لا) والنون، في هذه القراءة على النحو الذي سبق في القراءة المتقدمة، من احتمال النفي والنهي، والنون للرفع، أو أنها الثقيلة، وقد خففت بالحذف.
- وروى الأخفش الدمشقي عن أصحابه عن ابن عامر (ولا تتبعان) بتخفيف التاء وسكون النون، وذكر أبو حيان أنها قراءة فرقة.
وقال ابن الجزري:
(ولا أعلم أحدًا رواها بإسكان النون إلا ما حكاه الشيخ أبو علي الفارسي قال: وقرئ بتخفيف التاء وإسكان النون، وهي الخفيفة.
قلت -والقول لابن الجزري-: وذهب أبو نصر منصور بن أحمد العراقي إلى أن الوقف عليها في مذهب من خفف النون بالألف، وهذا يدل على أنها عنده نون التوكيد الخفيفة، ولم أعلم ذلك
[معجم القراءات: 3/615]
لغيره، ولا يؤخذ به -وإن كان قد اختاره الهذلي- لشذوذه قطعًا).
قال ابن الأنباري في الإنصاف:
(فهي قراءة تفرد بها [أي ابن عامر] وباقي القراء على خلافها...).
- وقرأ ابن عيينة (ولا تتبعان) بضم التاء الأولى وكسر الباء من أتبع يتبع بمعنى اتبع). [معجم القراءات: 3/616]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس