عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 08:16 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي تقدم الواو على لام التعليل

تقدم الواو على لام التعليل
في الآيات التي تقدمت الواو فيها على لام التعليل نجد للمعربين والمفسرين طريقين:
الأول: ذكره الفراء وغيره أن يقدر فعل متأخر هو المعلل بهذه العلة.
الثاني: جعل الواو عاطفة على علة محذوفة متقدمة.
وبعضهم يجعل الواو زائدة، وهو ضعيف.
وفي [معاني القرآن: 1/ 113]: «والعرب تدخلها في كلامها على إضمار فعل بعدها ولا تكون شرطا للفعل الذي قبلها وفيها الواو ألا ترى أنك تقول: جئتك لتحسن إلي ولا تقول جئتك ولتحسن إلي.
فإذا قلته فأنت تريد: ولتحسن إلى جئتك وهو في القرآن كثير منه قوله:
{ولتصغي إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة} ومنه قوله: {وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين} لو لم تكن فيه الواو كان شرطًا... فإذا كانت الواو فيها فلها فعل مضمر بعدها {وليكون من الموقنين} أريناه.
وفي [المغني: 1/ 186]: «وإما متعلق بفعل مقدر مؤخر أي {وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله} أنزله. ومثله: {وخلق الله السموات والأرض بالحق ولتجزي كل نفس} أي وللجزاء خلقهما. وقوله سبحانه: {وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين} أي وأريناه ذلك».
الآيات
1- {فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون} [2: 150].
في [الكشاف: 1/ 103]: «ومتعلق اللام محذوف معناه: ولإتمامي النعمة عليكم وإرادتي اهتداءكم أمرتكم بذلك، أو يعطف على علة مقدرة كأنه قيل: واخشوني لأوفقكم ولأتم نعمتي عليكم».
وفي [البحر: 1/ 433]: «ومن زعم أن الواو رائدة فقوله ضعيف».
2- {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم} [2: 185].
الزجاج: (ولتكملوا) معطوف على علة محذوفة قد حذف معلولها.
التقدير: فعل الله ذلك ليسهل عليكم ولتكملوا العدة أو الفعل المعلل مقدر بعد التعليل.
تقديره: ولأن تكلموا العدة رخص لكم هذه الرخصة.
[البحر: 2/ 42-43]، [معاني القرآن: 1/ 113].
3- {وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس} [2: 259].
في [معاني القرآن: 1/ 173]: «(ولنجعلك) إنما أدخلت فيه الواو لنية فعل بعدها مضمر كأنه قال: ولنجعلك آية فعلنا ذلك وهو كثير في القرآن».
[العكبري: 1/ 62]، [القرطبي: 2/ 1102]، [البحر: 2/ 293].
4- {ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم} [3: 50].
التقدير: ولأحل لكم جئتكم أو عطف على محذوف تقديره: لأخفف عنكم. [البحر: 2/ 269].
5- {وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء} [3: 140].
التقدير: فعلنا ذلك أو عطف على محذوف تقديره: ليتعظوا وليعلم الله. [الكشاف: 1/ 219]، [العكبري: 1/ 84]، [البحر: 3/ 63].
6- {قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم} [3: 154].
التقدير: فعل ذلك أو عطف على محذوف تقديره: ليقضي الله أمره وليبتلي. [القرطبي: 2/ 1485]، [البحر: 3/ 90].
7- {وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين} [6: 55].
التقدير: فصلناها لكم، أو قبلها علة محذوفة، وهو قول الكوفيين.
التقدير: لنبين لكم ولتستبين.
[البحر: 4/ 141-142]، [القرطبي: 3/ 2434].
8- {وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين} [6: 75].
التقدير: أريناه ذلك، أو عطف على محذوف تقديره: ليقيم الحجة على قومه. وقيل: الواو زائدة. [البحر: 4/ 165]، [العكبري: 1/ 139]،[ القرطبي: 3/ 2460]، [المغني: 1/ 186].
9- {وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها} [6: 92].
التقدير: أنزلناه أو ليؤمنوا ولتنذر.
[العكبري: 1/ 142]، [البحر: 4/ 179].
10- {وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست} [6: 105].
التقدير: نصرفها أو عطف على محذوف تقديره: لتقوم الحجة وليقولوا. [الكشاف: 2/ 33]، [القرطبي: 3/ 2494].
11- {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا} [8: 17].
التقدير: فعل ذلك: أو عطف على محذوف تقديره: ولكن الله رمى ليمحق الكافرين وليبلى. [القرطبي: 4/ 3822]،[ أبو السعود: 2/ 333].
12- {وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث} [12: 21].
أي ولنعلمه مكناه أو عطف على محذوف تقديره: لنمكنه ونعلمه. [البحر: 5/ 392]، [العكبري: 2/ 27].
13- {هذا بلاغ للناس ولينذروا به} [14: 52].
التقدير:أنزل، أو تلا، أو عطف على محذوف تقديره: لينصحوا ولينذروا. [العكبري: 2/ 38]، [البحر: 5/ 441].
14- {وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله}[16: 14].
في [البحر: 5/ 480]: «أجاز ابن الأنباري أن يكون معطوفًا على علة محذوفة أي لتبتغوا ذلك ولتبتغوا، وأن يكون على إضمار فعل أي وفعل ذلك لتبتغوا».
قدر الفعل مقدما وحقه أن يقدر مؤخرًا كما صرح بذلك الفراء وغيره.
15- {قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس} [19: 21].
متعلق بمحذوف متأخر أي فعلنا ذلك أو عطف على محذوف تقديره: لنبين لهم قدرتنا ولنجعله. [البحر: 6/ 181].
16- {وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني} [20: 39].
أي فعلت ذلك أو عطف على محذوف تقديره: لنعطف عليك ونرأم ونحوه. وقيل: الواو زائدة.
[الكشاف: 2/ 433]، [القرطبي :5/ 4237]، [البحر: 6/ 242].
17- {فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق} [28: 13].
ولتعلم أن وعد الله حق فعلنا ذلك. [البحر: 1/ 108]، [النهر: 106].
18- {ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته} [30: 46].
التقدير: أرسلناها. وقيل: عطف على {مبشرات} عطف توهم كأنه قيل: ليبشركم والحال والصفة قد يجيئان وفيهما معنى التعليل. وقيل الواو زائدة. [الحبر: 7/ 178]، [الكشاف: 3/ 207].
19- {ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى} [40: 67].
أي يبقيكم لتبلغوا، وكذلك {ثم لتكونوا}.
وأما {ولتبلغوا} فمعناه ونفعل ذلك لتبلغوا، أو معطوف على علة محذوفة أي لتعيشوا. [الكشاف: 3/ 377]، [القرطبي: 7/ 5774]، [البحر: 7/ 474]، [الجمل: 4/ 22].
نجد الزمخشري وأبا حيان قدرا الفعل مقدما وحقه أن يقدر مؤخرًا.
20- {قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه} [43: 63].
عطف على مقدر أي قد جئتكم بالحكمة لأعلمكم إياها ولأبين. [أبو السعود: 5/ 48].
21- {وخلق الله السموات والأرض بالحق ولتجزي كل نفس بما كسبت} [45: 22].
في [الكشاف: 3/ 429]: « {ولتجزي} معطوف على {بالحق} لأن فيه معنى التعليل أو على معلل محذوف تقديره ليدل بها على قدرته ولتجزي» وافقه أبو حيان [البحر: 8/ 48].
22- {ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم} [46: 19].
أي قدر جزاءهم. [البحر: 8/ 62]، [العكبري: 2/ 123]، [الكشاف: 3/ 447].
23- {وكيف أيدى الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين} [48: 20].
التقدير: فعل ذلك أو عاطفة على محذوف أي ليشكروه ولتكون عند غير الكوفيين أو الواو زائدة عند الكوفيين. [البحر: 8/ 97]، [القرطبي: 7/ 6099]، [الجمل: 4/ 162].
24- {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله} [57: 25].
عطف على محذوف يدل عليه ما قبله فإنه حال متضمنة للتعليل كأنه قيل: ليستعملوه وليعلم الله علما يتعلق به الجزاء. [أبو السعود: 5/ 141]،[ الجمل: 4/ 489].
25- {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين} [59: 5].
في [الجمل: 4/ 306]: «اللام متعلقة بمحذوف والواو عاطفة على علة محذوفة. التقدير: أذن الله في قطعها ليسر المؤمنين ويخزي الفاسقين. من السمين».
أما الواو التي تعطف لام كي على لام أخرى سبقتها فهي واو عطف عطفت جارًا ومجرورًا على جار ومجرور ولا يجري عليها الحديث السابق وذلك كالتي في قوله تعالى:
1- {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم} [2: 185].
2- {وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم} [3: 154].
3- {وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا} [3: 166-167]
4- {ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم} [5: 6].
5- {ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب} [38: 29].
6- {لينذركم ولتتقوا} [7: 63].
7- {لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله} [28: 73].


رد مع اقتباس