عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2 شعبان 1434هـ/10-06-2013م, 02:54 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)}
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ):(قوله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا} الآية.
قال المفسرون: نزلت في سعد بن أبي وقاص وذاك أنه لما أسلم قالت له أمه حمنة: يا سعد بلغني أنك صبوت فوالله لا يظلني سقف بيت من الضح والريح ولا آكل ولا أشرب حتى تكفر بمحمد وترجع إلى ما كنت عليه، وكان أحب ولدها إليها، فأبى سعد وصبرت هي ثلاثة أيام لم تأكل ولم تشرب ولم تستظل بظل حتى خشي عليها، فأتى سعد النبي صلى الله عليه وسلم وشكا ذلك إليه، فأنزل الله تعالى هذه الآية والتي في لقمان والأحقاف.
- أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر الغازي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان قال: حدثنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا الحسن بن موسى قال: حدثنا زهير قال: حدثنا سماك بن حرب قال: حدثني مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه قال: (نزلت هذه الآية في. قال: حلفت أم سعد لا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب ومكثت ثلاثة أيام حتى غشي عليها من الجهد، فأنزل الله تعالى {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا}). رواه مسلم عن أبي خيثمة). [أسباب النزول: 356]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ):(قوله تعالى: {وإن جاهداك لتشرك بي..} الآية.
- أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحافظ قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أحمد بن أيوب بن راشد الضبي قال: حدثنا مسلمة بن علقمة قال: حدثنا داود بن أبي هند عن أبي عثمان النهدي أن سعد بن مالك قال: (أنزلت في هذه الآية {وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما} قال: كنت رجلاً براً بأمي، فلما أسلمت قالت: يا سعد ما هذا الدين الذي قد أحدثت، لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي فيقال: يا قاتل أمه، قلت: لا تفعلي يا أمه فإني لا أدع ديني هذا لشيء، قال: فمكثت يوما وليلة لا تأكل فأصبحت قد جهدت، قال: فمكثت يوما آخر وليلة لا تأكل، فأصبحت وقد اشتد جهدها، قال: فلما رأيت ذلك قلت: تعلمين والله يا أمه لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا لشيء، إن شئت فكلي وإن شئت فلا تأكلي، فلما رأت ذلك أكلت، فنزلت هذه الآية: {وإن جاهداك..} الآية). ). [أسباب النزول: 356-357]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
أخرج مسلم والترمذي وغيرهما عن سعد بن أبي وقاص قال: قالت أم سعد: أليس قد أمر الله بالبر، والله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفر، فنزلت: {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي} الآية.). [لباب النقول: 198]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا..} .
مسلم[15/185]: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا: حدثنا الحسن بن موسى حدثنا زهير حدثنا سماك بن حرب حدثني مصعب بن سعد عن أبيه أنه نزلت فيه آيات من القرآن قال: (حلفت أم سعد ألا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه ولا تأكل ولا تشرب، قالت: زعمت أن الله وصاك بوالديك وأنا أمك وأنا آمرك بهذا، قال: مكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد، فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الآية {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي..} وفيها {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}.
قال: وأصاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم غنيمة عظيمة فإذا فيها سيف فأخذته؛ فأتيت به الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت: أنفلني هذا السيف فأنا من قد علمت حاله فقال: ((رده من حيث أخذته)) فانطلقت حتى إذا أردت أن ألقيه في القبض لامتني نفسي فرجعت إليه فقلت: أعطنيه. قال: فشد لي صوته: ((رده من حيث أخذته)). قال: فأنزل الله عز وجل {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ}. قال: ومرضت فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأتاني، فقلت: دعني أقسم مالي حيث شئت. قال: فأبى، قلت: فالنصف. قال: فأبى، قلت: فالثلث، قال: فسكت فكان بعد الثلث جائزا.
قال: وأتيت على نفر من الأنصار والمهاجرين فقالوا: تعال نطعمك ونسقيك خمرا وذلك قبل أن تحرم الخمر. قال: فأتيتهم في حش -والحش البستان- فإذا رأس جزور مشوي عندهم وزق من خمر. قال: فأكلت وشربت معهم. قال: فذكرت الأنصار والمهاجرين عندهم فقلت: المهاجرون خير من الأنصار فأخذ رجل أحد لحى الرأس فضربني به فجرح بأنفي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبرته فأنزل الله عز وجل فيَّ –يعني نفسه- شأن الخمر {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}). الحديث أخرج الترمذي منه الخصلة الأولى، وأشار إلى بقيته وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد [1 /181، 186] بتمامه في الموضعين، وفي الموضع الأول ذكر الآية التي في سورة لقمان، والطيالسي [2 /18]، والبخاري في [الأدب المفرد: 23]، و[الطبري :21/70] وفيه آية لقمان.
فإما أن تكونا نزلتا معا، وإما أن يكون اضطرب فيها سماك بن حرب فإنه رحمه الله يضطرب في كثير من الأحاديث والله أعلم.
قوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ} تقدم سبب نزولها في سورة النحل). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 177-178]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس