عرض مشاركة واحدة
  #62  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 12:33 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَالَّذينَ إِذا فَعَلوا فاحِشَةً ...} الآية.
قال ابن عباس في رواية عطاء: نزلت الآية في نبهان التمار أتته امرأة حسناء باع منها تمرًا فضمها إلى نفسه وقبلها ثم ندم على ذلك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وذكر ذلك له فنزلت هذه الآية.
وقال في رواية الكلبي: إن رجلين أنصاريًا وثقفيًا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما فكانا لا يفترقان فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه وخرج معه الثقفي وخلف الأنصاري في أهله وحاجته وكان يتعاهد أهل الثقفي فأقبل ذات يوم فأبصر امرأة صاحبه قد اغتسلت وهي ناشرة
[أسباب النزول: 118]
شعرها فوقعت في نفسه فدخل ولم يستأذن حتى انتهى إليها فذهب ليلثمها فوضعت كفها على وجهها فقبل ظاهر كفها ثم ندم واستحيا فأدبر راجعًا فقالت: سبحان الله خنت أمانتك وعصيت ربك ولم تصب حاجتك قال: فندم على صنيعه فخرج يسيح في الجبال ويتوب إلى الله تعالى من ذنبه حتى وافى الثقفي فأخبرته أهله بفعله فخرج يطلبه حتى دل عليه فوافقه ساجدًا وهو يقول: رب ذنبي ذنبي قد خنت أخي فقال له: يا فلان قم فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأله عن ذنبك لعل الله أن يجعل لك فرجًا وتوبة فأقبل معه حتى رجع إلى المدينة وكان ذات يوم عند صلاة العصر نزل جبريل عليه السلام بتوبته فتلا عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَالَّذينَ إِذا فَعَلوا فاحِشَةً} إلى قوله: {وَنِعمَ أَجرُ العامِلينَ} فقال عمر: يا رسول الله أخاص هذا لهذا الرجل أم للناس عامة؟ قال: ((بل للناس عامة في التوبة)).
أخبرني أبو عمرو محمد بن عبد العزيز المروزي إجازة قال: أخبرنا محمد بن الحسين الحدادي قال: أخبرنا محمد بن يحيى قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا روح قال: حدثنا محمد عن أبيه عن عطاء: أن المسلمين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أبنو إسرائيل أكرم على الله منا كانوا إذا أذنب أحدهم أصبحت كفارة ذنبه مكتوبة في عتبة بابه اجدع أذنك اجدع أنفك افعل كذا فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت: {وَالَّذينَ إِذا فَعَلوا فاحِشَةً} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بخير من ذلك؟)) فقرأ هذه الآيات). [أسباب النزول: 119]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله} [الآية: 135]
1 - نقل الثعلبي عن عطاء قال نزلت هذه الآية في نبهان التمار وكنيته أبو مقبل أتته امرأة حسناء تبتاع منه تمرا فقال لها إن هذا التمر ليس بجيد وفي البيت أجود منه فهل لك فيه
قالت نعم فذهب بها إلى بيته فضمها إلى نفسه وقبلها فقالت له اتق الله فتركها وندم على ذلك فأتى النبي وذكر له ذلك فنزلت هذه الآية
قلت وهو من رواية موسى بن عبد الرحمن الصنعاني وهو كذاب
[العجاب في بيان الأسباب: 2/755]
والمشهور في هذه القصة نزول إن الحسنات يذهبن السيئات وسيأتي في تفسير هود
2 - وذكره مقاتل بن سليمان فقال خرج رجل غازيا وخلف في أهله رجلا فتعرض له الشيطان فهوي المرأة فكان منه ما ندم عليه فأتى أبا بكر فذكر ذلك له فقال أما علمت أن الله يغار للمغازي فأتى عمر فذكر له فقال له مثل ذلك فأتى النبي فذكر ذلك له فأنزل الله هذه الآية فقال له النبي إنك ظلمت نفسك فاستغفر الله ففعل
ثم قال وقيل نزلت في عمر بن قيس ويكنى أبا مقبل قصة تأتي في سورة هود
3 - سبب آخر عن الثعلبي قال آخى رسول الله بين رجلين أحدهما من الأنصار والآخر من ثقيف فخرج الثقفي في غزاة واستخلف الأنصاري على نفسه فاشترى لهم اللحم ذات يوم فلما أرادت المرأة أن تأخذ منه دخل على أثرها فدخلت
[العجاب في بيان الأسباب: 2/756]
المرأة بيتا فتبعها فأتقته بيدها فقبل يدها ثم ندم وانصرف فقال له والله ما حفظت غيبة أخيك ولا نلت حاجتك فخرج الأنصاري ووضع التراب على رأسه وهام على وجهه فلما رجع الثقفي لم يستقبله الأنصاري فسأل امرأته عن حاله فقالت لا أكثر الله في الإخوان مثله ووصفت له الحال والأنصاري يسيح في الجبال تائبا مستغفرا فطلبه الثقفي حتى وجده فأتى به أبا بكر رجاء أن يجد عنده راحة وفرجا فقال له الأنصاري هلكت قال وما أهلكك فذكر له القصة فقال له أبو بكر ويحك أما علمت أن الله يغار للغازي ما لا يغار للمقيم ثم لقيا عمر فقال مثل ذلك فأتيا النبي فقال له مثل مقالتهما فأنزل الله تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة الآية
وذكره الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن رجلين أنصاريا وثقفيا آخى بينهما رسول الله فكانا لا يفترقان فخرج النبي في بعض مغازيه وخرج معه الثقفي وخلف الأنصاري في أهله وحاجته فكان يتعاهد أهل الثقفي فأقبل ذات يوم فأبصر امرأة صاحبه قد اغتسلت وهي ناشرة شعرها فوقعت في نفسه فدخل ولم يستأذن حتى انتهى إليها فذهب ليقبلها فوضعت كفها على وجهها فقبل ظاهر كفها ثم ندم واستحيا فأدبر راجعا فقالت سبحان الله خنت أمانتك وعصيت ربك ولم تصب حاجتك فندم على صنيعه فخرج يسيح في الجبال ويتقرب إلى الله من ذنبه حتى وافى الثقفي فأخبرته أهله بفعله فخرج يطلبه حتى دل عليه فوفقه ساجدا وهو يقول رب ذنبي قد خنت أخي فقال له يا فلان قم فانطلق إلى رسول الله فسله عن ذنبك لعل الله أن يجعل لك فرجا وتوبة فأقبل معه حتى رجع إلى المدينة فكان ذات يوم عند صلاة العصر نزل جبريل بتوبته فتلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/757]
والذين إذا فعلوا فاحشة إلى قوله ونعم أجر العاملين فقال عمر يا رسول الله أخاص هذا به أم للناس عامة قال بل للناس عامة في التوبة). [العجاب في بيان الأسباب: 2/758]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس