عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 16 رجب 1434هـ/25-05-2013م, 10:43 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)}
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَكانوا مِن قَبلُ يَستَفتِحونَ عَلى الَّذينَ كَفَروا}
قال ابن عباس: (كان يهود خيبر تقاتل غطفان فكلما التقوا هزمت يهود خيبر؛ فعاذت اليهود بهذا الدعاء وقالت: اللهم إنا نسألك بحق النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم قال: فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كفروا به فأنزل الله تعالى: {وَكانوا مِن قَبلُ يَستَفتِحونَ عَلى الَّذينَ كَفَروا} أي بك يا محمد، إلى قوله: {فَلَعنَةُ اَلله عَلى الكافِرينَ}).
وقال السدي: (كانت العرب تمر بيهود فيلقون منهم أذى وكانت اليهود تجد نعت محمد في التوراة ويسألون لله أن يبعثه فيقاتلون معه العرب، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم كفروا به حسدًا وقالوا: إنما كانت الرسل من بني إسرائيل فما بال هذا من بني إسماعيل؟) ). [أسباب النزول: 25-26]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا}
أخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق محمد بن إسحاق بالسند المذكور أولا: (إن اليهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله قبل بعثته، فلما بعثه الله جحدوا ما كانوا يقولون؛ فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء بن معرور أحد بني سلمة: يا معشر يهود اتقوا الله وأسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل شرك وتخبروننا بأنه مبعوث وتصفونه لنا بصفته، فقال سلام بن مشكم -أخو بني النضير-: ما جاءنا بشيء نعرفه وما هو بالذي كنا نذكره لكم؛ فأنزل الله عز وجل {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا..} الآية).
وهكذا أخرجه ابن إسحاق في السيرة الكبرى. وأخرج فيها أيضا والطبري من طريقه عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ
منهم قالوا: فينا والله وفيهم -أي الأنصار واليهود- نزلت هذه القصة، قالوا: كنا علوناهم دهرا في الجاهلية ونحن أهل شرك وهم أهل كتاب، فكانوا يقولون أن نبيا يبعث الآن نتبعه قد أظل زمانه نقتلكم معه قتل عاد وأرم، فلما بعث الله عز وجل رسوله من قريش واتبعناه كفروا به، قال الله عز وجل {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به..} الآية.


وأخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: (كان أهل الكتاب يستنصرون بخروج محمد عليه الصلاة والسلام على مشركي العرب فلما بعث الله عز وجل محمدا ورأوه من غيرهم كفروا به وحسدوه).
ومن طريق قتادة نحوه وزاد: (وقالوا: اللهم ابعث هذا النبي الذي نجده مكتوبا في التوراة يعذبهم ويقتلهم؛ فلما بعث من غيرهم كفروا به حسدا) ). [العجاب في بيان الأسباب: 1/281-282]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا}
قال الواحدي: قال ابن عباس: (كانت يهود خيبر تقاتل غطفان فإذا التقوا هزمت يهود، فعاذت اليهود بهذا الدعاء "اللهم إنا نسألك بحق النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم" فكانوا إذا التقوا فدعوا بهذا الدعاء هزموا غطفان، فلما بعث النبي كفروا به فأنزل الله عز وجل: {وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا..} أي بك يا محمد، إلى قوله: {..فلعنة الله على الكافرين}).
قال: وقال السدي: كانت العرب تمر باليهود فتلقى اليهود منهم أذى، وكانت اليهود تجد نعت محمد في التوراة فيسألون الله عز وجل أن يبعثه ليقاتلوا معه؛ فلما جاءهم محمد كفروا به حسدا وقالوا: إنما كانت الرسل من بني إسرائيل.
قلت: المحفوظ عن ابن عباس ما تقدم، وأما هذا الطريق بهذا اللفظ فأخرجه الحاكم في المستدرك من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عنه، واعتذر عن إخراجه فقال: غريب من حديثه، أدت الضرورة إلى إخراجه في التفسير.
قلت: وأي ضرورة تحوج إلى إخراج حديث من يقول فيه يحيى بن معين كذاب في المستدرك على البخاري ومسلم! ما هذا إلا اعتذار ساقط.
- وجاء عن ابن عباس في تفسير {يستفتحون} قول آخر؛ أخرجه الطبري من طريق أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله {يستفتحون} قال: (كانوا يستظهرون يقولون: نحن نعين محمدا عليهم، وليسوا كذلك بل يكذبون).وأما أثر السدي فأخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق أسباط عنه بهذا، ولكن فيه "تمر باليهود ويؤذونهم وكانوا يجحدون محمدا في التوراة" وفيه "فيقاتلوا معه العرب" وفيه "كفروا به حين لم يكن" والباقي سواء، زاد ابن أبي حاتم في آخره "فما بال هذا من بني إسماعيل".
وأخرجه الطبري من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية قال: (كانت اليهود تستنصر بمحمد على مشركي العرب، يقولون: "اللهم ابعث هذا النبي الذي نجده مكتوبا عندنا حتى يعذب المشركين ويقتلهم"، فلما بعث الله محمدا ورأوه أنه من غيرهم كفروا به حسدا للعرب- وهم يعلمون أنه رسول الله- فقال عز وجل {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به..} الآية).
ومن طريق ابن جريج: (قلت لعطاء: قوله تعالى {وكانوا من قبل يستفتحون..}؟ قال: كانوا يرجون أن يكون منهم، فلما خرج ورأوا أنه ليس منهم كفروا به، وقد عرفوا أنه الحق).
ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: (كانت يهود يستفتحون على كفار العرب يقولون: أما والله لو قد جاء النبي الذي بشر به موسى وعيسى أحمد لكان لنا عليكم، وكانوا يظنون أنه منهم وكانوا بالمدينة والعرب حولهم، فلما كان من غيرهم أبوا أن يؤمنوا به وحسدوه وقد تبين لهم أنه رسول الله، فمن هناك نفع الله الأوس والخزرج بما كانوا يسمعون منهم أن نبيا خارج).
ومن طريق ابن أبي نجيح عن علي الأزدي هو ابن عبد الله البارقي تابعي ثقة قال: (قالت اليهود "اللهم ابعث لنا هذا النبي يحكم بيننا وبين الناس"، يستفتحون يستنصرون).
وأخرج عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة نحو رواية السدي وأوله: "كانت اليهود تستفتح بمحمد على كفار العرب"، وقال في آخره: "كفروا به حسدا للعرب وهم يعرفون أنه رسول الله"). [العجاب في بيان الأسباب: 1/282-285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}
أخرج الحاكم في المستدرك والبيهقي في الدلائل بسند ضعيف عن ابن عباس قال: (كانت يهود خيبر تقاتل غطفان، فكلما التقوا هزمت يهود، فعاذت يهود بهذا الدعاء: اللهم إنا نسألك بحق محمد النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم، فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا فيهزمون غطفان، فلما بعث النبي عليه السلام كفروا به، فأنزل الله: {وكانوا من قبل يستفتحون على الكافرين}).
(ك)، وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس: (أن يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه، فلما بعثه الله من العرب كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه، فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء وداود بن سلمة: يا معشر يهود اتقوا الله وأسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل شرك وتخبروننا بأنه مبعوث وتصفونه بصفته، فقال سلام بن مشكم أحد بني النضير: ما جاءنا بشيء نعرفه، وما هو بالذي كنا نذكر لكم فأنزل الله {ولما جاءهم كتاب من عند الله} الآية) ). [لباب النقول: 16-17]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا}.
قال ابن إسحاق: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن رجال من قومه قالوا: (إن مما دعانا إلى الإسلام -مع رحمة الله تعالى وهداه لنا- لما كنا نسمع من رجال يهود، وكنا أهل شرك أصحاب أوثان، وكانوا أهل كتاب عندهم علم ليس لنا، وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا: إنه قد تقارب زمان نبي يبعث الآن نقتلكم معه قتل عاد وإرم فكنا كثيرا ما نسمع ذلك منهم؛ فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أجبناه حين دعانا إلى الله تعالى، وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به فبادرناهم إليه، فآمنا به وكفروا به، ففينا وفيهم نزل هذه الآيات من البقرة {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}) ا.هـ. [من سيرة ابن هشام ج1 ص213]، وهو حديث حسن، فإن ابن إسحاق إذا صرح بالتحديث فحديثه حسن كما ذكره الحافظ الذهبي في الميزان). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 19-20]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس