عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 16 رجب 1434هـ/25-05-2013م, 10:21 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80)}
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله: {وَقالوا لَن تَمَسَّنا النارُ إِلا أَيّامًا مَّعدودَةً}
أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم الصوفي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن حامد العطار قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن سعد الزهري قال: حدثنا أبي وعمي قالا: حدثنا أبي عن أبي إسحاق قال: حدثنا محمد بن أبي محمد عن عكرمة عن ابن عباس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تقول: إنما هذه الدنيا سبعة آلاف سنة وإنما يعذب الناس في النار لكل ألف سنة من أيام الدنيا يوما واحدا في النار من أيام الآخرة وإنما هي سبعة أيام ثم ينقطع العذاب فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهم: {وَقالوا لَن تَمَسَّنا النارُ إِلا أَيّامًا مَّعدودَةً}.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد التميمي أخبرنا عبد الله بن محمد بن حيان حدثنا محمد بن عبد الرحمن الرازي حدثنا سهل بن عثمان حدثنا مروان بن معاوية حدثنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله: {وَقالوا لَن تَمَسَّنا النارُ إِلا أَيّامًا مَّعدودَةً} قال: وجد أهل الكتاب ما بين طرفي جهنم مسيرة أربعين عاما فقالوا: لن نعذب في النار إلا ما وجدنا في التوراة فإذا كان يوم القيامة اقتحموا في النار فساروا في العذاب حتى انتهوا إلى سقر وفيها شجرة الزقوم إلى آخر يوم من الأيام المعدودة قال: فقال لهم خزنة أهل النار: يا أعداء الله زعمتم أنكم لن تعذبوا في النار إلا أيامًا معدودات فقد انقضى العدد وبقي الأمد). [أسباب النزول: 24-25]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة}
أسند الواحدي من طريق محمد بن إسحق: حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة عن ابن عباس قال: (قدم النبي المدينة واليهود تقول "إنما هذه الدنيا سبعة آلاف سنة وإنما يعذب الناس في النار لكل ألف سنة من أيام الدنيا يوما واحدا من أيام الآخرة، وإنما هي سبعة أيام ثم ينقطع العذاب"؛ فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهم {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة}).
ثم أسند من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: (وجد أهل الكتاب ما بين طرفي جهنم مسيرة أربعين يوما فقالوا: لن نعذب في النار إلا ما وجدنا في التوراة فإذا كان يوم القيامة اقتحموا في النار فساروا في العذاب حتى انتهوا إلى سقر وفيها شجرة الزقوم إلى آخر يوم من الأيام المعدودة، قال: فقال لهم خزنة أهل النار يا أعداء الله زعمتم أنكم لن تعذبوا في النار إلا أياما معدودة فقد انقضى العدد وبقي الأمد).
قلت: وجويبر ضعيف جدا، والضحاك لم يسمع من ابن عباس والسند الذي قبله إلى ابن عباس أولى بالاعتماد.
وقد أخرجه الطبري من رواية العوفي عن ابن عباس، والعوفي ضعيف، ولعله أخذه عن الضحاك لكن سياق العوفي أتم من سياق الضحاك وعنده عن ابن عباس ذكر أن (اليهود وجدوا في التوراة..) فذكره، وقال في آخره: (ساروا في العذاب حتى انتهوا إلى شجرة الزقوم آخر يوم من الأيام المعدودة؛ فلما أكلوا من شجرة الزقوم وملؤوا منها البطون؛ قال لهم خزان سقر: زعمتم أنكم لن تمسكم النار إلا أياما معدودة فقد خلا العدد وأنتم في الأمد، فأخذ بهم في صعود في جهنم يرهقون).
و أخرج الطبري من وجه آخر عن جويبر عن الضحاك في هذه الآية قال: (قالت اليهود: لا نعذب في النار إلا أربعين يوما بمقدار ما عبدنا العجل).
وأما السند الأول من طريق ابن إسحاق فقد تقدم في حال النسخة المروية عن محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد وإنه صدوق عند ابن أبي حاتم وغيره لكن الأحاديث التي يقول فيها ابن إسحاق "حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس" فالترديد بين عكرمة وسعيد بن جبير وفي هذا الموضع اقتصر الواحدي في سياقه على عكرمة وأظنه اختصر، وإلا فقد أخرجه الطبري من طريق ابن إسحاق على العادة قال: عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس.
وقد أخرجه الطبري أيضا من طريق حفص بن عمر عن الحكم بن إبان عن عكرمة مرفوعا مرسلا قال: (خاصمت اليهود رسول الله فقالوا: لن ندخل إلا أربعين ليلة ويخلفنا فيها قوم آخرون يعنون أصحاب محمد فقال النبي: ((بل أنتم فيها خالدون لا يخلفكم فيها أحد))؛ فأنزل الله تعالى ذكره هذه الآية).
وأخرجه سنيد في تفسيره عن حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عكرمة قال: (اجتمعت يهود تخاصم النبي فقالوا لن تصيبنا النار فذكره وفيه كذبتم بل أنتم خالدون مخلدون فيها لا نخلفكم فيها إن شاء الله تعالى أبدا فنزل القرآن تصديقا لقول النبي وتكذيبا لهم {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة..} إلى قوله {..هم فيها خالدون}).
وأخرج الطبري عن قتادة قال: قالت اليهود: لن ندخل النار إلا تحلة القسم عدد الأيام التي عبدنا فيها العجل فقال الله تعالى {قل أتخذتم عند الله عهدا} أي بهذا الذي تقولون فهاتوا حجتكم.
وأخرج الطبري من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: (حدثني أبي زيد بن أسلم أن رسول الله قال ليهود: ((أنشدكم الله الذي أنزل التوراة على موسى من أهل النار الذين ذكرهم الله تعالى في التوراة؟)) قالوا: إن ربهم غضب عليهم غضبة فنمكث في النار أربعين ليلة ثم نخرج فتخلفوننا فيها. فقال: ((كذبتم والله لا نخلفكم فيها أبدا))؛ فنزل القرآن تصديقا لرسول الله {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة..} إلى {..خالدون}).
قلت: أصل هذا دون ذكر نزول الآية في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أخرجه من رواية الليث عن سعيد المقبري عنه في أثناء حديث قال فيه: قال لهم -أي النبي-: ((من أهل النار؟)) قالوا: نكون فيها يسيرا ثم تخلفوننا فيها.
فقال النبي: ((اخسؤوا فيها والله لا نخلفكم فيها أبدا)) ). [العجاب في بيان الأسباب: 1/273-277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}
أخرج الطبراني في الكبير وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قدم رسول الله المدينة ويهود تقول: إنما مدة الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما يعذب الناس بكل ألف سنة من أيام الدنيا يوما واحدا في النار من أيام الآخرة، فإنما هي سبعة أيام ثم ينقطع العذاب، فأنزل الله في ذلك {وقالوا لن تمسنا النار} إلى قوله: {فيها خالدون}.

وأخرج ابن جرير من طريق الضحاك عن ابن عباس أن اليهود قالوا: لن يدخلنا الله النار إلا تحلة القسم الأيام التي أصبنا فيها العجل أربعين ليلة، فإذا انقضت انقطع عنا العذاب، فنزلت الآية. وأخرج عن عكرمة وغيره). [لباب النقول: 16]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس