عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 14 رجب 1434هـ/23-05-2013م, 03:01 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

أوجه الاختلاف والتوافق بين نزول القرآن الكريم ونزول الكتب السابقة

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):
(تذ
نيب
: ما تقدم في كلام هؤلاء من أن سائر الكتب أنزلت جملة هو مشهور في كلام العلماء وعلى ألسنتهم حتى كاد يكون إجماعا وقد رأيت بعض فضلاء العصر أنكر ذلك وقال إنه لا دليل عليه بل الصواب أنها نزلت مفرقة كالقرآن .
وأقول الصواب الأول ومن الأدلة على ذلك آية الفرقان السابقة .
أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: "قالت اليهود يا أبا القاسم لولا أنزل هذا القرآن جملة واحدة كما أنزلت التوراة على موسى فنزلت " وأخرجه من وجه آخر عنه بلفظ "قال المشركون" وأخرج نحوه عن قتادة والسدي .
فإن قلت ليس في القرآن التصريح بذلك وإنما هو على تقدير ثبوته قول الكفار .
قلت سكوته تعالى عن الرد عليهم في ذلك وعدوله إلى بيان حكمته دليل على صحته ولو كانت الكتب كلها نزلت مفرقة لكان يكفي في الرد عليهم أن يقول إن ذلك سنة الله في الكتب التي أنزلها على الرسل السابقة كما أجاب بمثل ذلك قولهم: {وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق} فقال: {وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق} وقولهم: أجعل الله بشرا رسولا؟ فقال: {وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم} وقولهم: كيف يكون رسولا ولا هم له إلا النساء فقال: {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية} إلى غير ذلك .
ومن الأدلة على ذلك أيضا قوله تعالى في إنزال التوراة على موسى يوم الصعقة: {فخذ ما آتيتك} {وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة} {وألقى الألواح} {ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة} {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة} فهذه الآيات كلها دالة على إتيانه التوراة جملة .
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: "أعطي موسى التوراة في سبعة ألواح من زبرجد فيها تبيان لكل شيء وموعظة فلما جاء بها فرأى بني إسرائيل عكوفا على عبادة العجل رمى بالتوراة من يده فتحطمت فرفع الله منها ستة أسباع وبقي منها سبع ".
وأخرج من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده رفعه قال (( الألواح التي أنزلت على موسى كانت من سدر الجنة كان طول اللوح اثني عشر ذراعا )).
وأخرج النسائي وغيره عن ابن عباس في حديث الفتون قال "أخذ موسى الألواح بعدما سكت عنه الغضب فأمرهم بالذي أمر الله أن يبلغهم من الوظائف فثقلت عليهم وأبوا أن يقروا بها حتى نتق الله عليهم الجبل كأنه ظلة ودنا منهم حتى خافوا أن يقع عليهم فأقروا بها ".
وأخرج ابن أبي حاتم عن ثابت بن الحجاج قال جاءتهم التوراة جملة واحدة فكبر عليهم فأبوا أن يأخذوها حتى ظلل الله عليهم الجبل فأخذوها عند ذلك .
فهذه آثار صحيحة صريحة في إنزال التوراة جملة ويؤخذ من الأثر الأخير منها حكمة أخرى لإنزال القرآن مفرقا فإنه أدعى إلى قبوله إذا نزل على التدريج بخلاف ما لو نزل جملة واحدة فإنه كان ينفر من قبوله كثير من الناس لكثرة ما فيه من الفرائض والمناهي .
ويوضح ذلك ما أخرجه البخاري عن عائشة قالت: " إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبدا ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا أبدا" ثم رأيت هذه الحكمة مصرحا بها في الناسخ والمنسوخ لمكي). [الإتقان في علوم القرآن:؟؟]

ما روي في نزول الكتب السابقة في رمضان
انظر هذه المسألة


رد مع اقتباس