عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (112) إلى الآية (115) ]

{ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115) }

قوله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112)}
{تَعْمَلُونَ}
قراءة السبعة وأبو جعفر ويعقوب «تعملون» بالتاء على الخطاب.
وقرأ الحسن والأعمش وعيسى بن عمر الثقفي في رواية وهارون عن أبي عمرو (يعملون) بالياء على الغيبة). [معجم القراءات: 4/152]

قوله تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا تَرْكَنُوا) بضم الكاف قَتَادَة، وأبو حيوة، وطَلْحَة، وعبد الوارث، والواقدي، والخفاف عن أَبِي عَمْرٍو بكسر الكاف، هارون عن أَبِي عَمْرٍو، وبكسر التاء وفتح الكاف محبوب عنه، الباقون بفتحتين غير أن ابن أبي عبلة بضم التاء وفتح الكاف على ما لم يسم فاعله وهو قبيح، والاختيار بفتحتين من فعل يفعل). [الكامل في القراءات العشر: 574]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَتَمَسَّكُمُ) بكسر التاء محبوب عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بفتحها وهو الاختيار لموافقة الأكثر). [الكامل في القراءات العشر: 574]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113)}
{وَلَا تَرْكَنُوا}
قرأ الجمهور من القراء {ولا تركنوا} بفتح التاء والكاف، والماضي: ركن، بكسر الكاف، وهي لغة قريش.
قال الأزهري: «هي اللغة الفصحى».
وقال أبو عمرو بن العلاء: «هي لغة أهل الحجاز».
وفي التاج: «ركن إليه يركن كنصر»، حكى أبو زيد ركن إليه يركن مثل علم.
وأما ما حكاه أبو عمرو: ركن يركن مثل منع فإنما هو على الجمع بين اللغتين».
قال أبو حيان: «وشد يك بفتح الكاف مضارع ركن بفتحها».
وذهب العكبري إلى أن ماضيه على هذه القراءة ركن، وقيل ركن بفتح الكاف وهو شاذ، وقيل: اللغتان متداخلتان».
وقرأ محبوب، عن أبي عمرو، ويحيى بن وثاب وقتادة وطلحة والأشهب (ولا تركنوا) بكسر التاء، وهي لغة تميم في مضارع «علم» غير الياء.
وروي هارون والأزرق وخالد كلهم عن أبي عمرو (ولا تركنوا) بفتح التاء وكسر الكاف.
[معجم القراءات: 4/153]
وقرأ قتادة وطلحة والأشهب وأبو عمرو في رواية هارون وعبد الوارث وعباس (ولا تركوا) بضم الكاف مضارع ركن، بفتح الكاف، من باب نصر، وهي لغة قيس وتميم، قال الكسائي: «وأهل نجد».
وقرأ ابن أبي عبلة وأبو حيوة (ولا تركنوا) بضم التاء مبنيًا للمفعول، من أركنه: إذا أماله، أي: لا يملكم إليهم أغراضكم الفاسدة.
{ظَلَمُوا}
تقدم تغليظ اللام فيه عن الأزرق وورش، انظر الآية/25 من سورة الأنفال.
{فَتَمَسَّكُمُ}
قراءة الجماعة {فتمسكم} بفتح التاء من «مس»، وهو منصوب بإضمار «أن» في جواب النهي.
وقرأ يحيى بن وثاب وعلقمة والأعمش وطلحة بن مصرف وحمزة في رواية (فتمسكم)بكسر التاء، وهي لغة تميم.
قال النحاس:
«وأنكر هذا لأي كسر التاء أبو عبيد، قال: لأنه ليس فيه حرف من حروف الحلق.
[معجم القراءات: 4/154]
قال أبو جعفر: لا معنى لقوله: ليس فيه حرف من حروف الحلق؛ لأن حروف الحلق لا تجتلب الكسرة، وهذه اللغة ذكرها الخليل وسيبويه عن غير أهل الحجاز، إذا كان الفعل على فعل كسروا أول مستقبله ليدلوا على الكسرة التي في ماضيه، وكان يجب أن يكسروا ثانية مع الماضي فلم يجز ذلك للزوم الثاني الإسكان فكسر الأول، فقالوا: يحذر، وهي مشهورة في بني فزارة وهذيل... ».
وقرأ الأعمش ومحبوب والهمداني وعدي كلهم عن أبي عمرو (فتمسكم) بكسر التاء.
وذكر ابن خالويه قراءة علقمة ويحيى والأعمش (فيمسكم)بالياء المفتوحة على التذكير، ولا يبعد عندي أن يكون في هذه القراءة تصحيف أصاب التاء.
وقرأ بعض الأسديين (فيمسكم) بضم الياء وكسر الميم من «أمس»، والفاعل هو الله سبحانه وتعالى، و«النار» بالنصب على هذه القراءة، وهو المفعول الثاني.
وجاءت القراءة عند العكبري بالتاء (فتمسكم).
{ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}
قراءة الجماعة {ثم لا تنصرون} بإثبات النون.
وقرأ زيد بن علي وعائشة رضي الله عنهما (ثم لا تنصروا) بحذف النون عطفًا على قوله: {فتمسكم}.
وجملة {ومالكم من دون الله من أولياء} حالية، أو اعتراضية بين
[معجم القراءات: 4/155]
المتعاطفين، وجيء بثم تنبيهًا على تباعد الرتبة... ). [معجم القراءات: 4/156]

قوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (زلفا) بضم اللام، يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 284]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وزلفًا) [114]: بضم اللام يزيد). [المنتهى: 2/754]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَزُلُفًا) بضمتين أبو جعفر، وشيبة، ومجاهد رواية بن أبي نجيح، والجهضمي وهارون، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو، وبإسكان اللام على وزن فعلي حجاج عن مجاهد، وعبيد عن ابْن كَثِيرٍ، وابن سبعون عن ابن مُحَيْصِن، وبإسكان اللام مع تنوين الفاء خارجة، وابن المنادي عن نافع، ونصر بن علي عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بفتح اللام وتنوين الفاء، وهو الاختيار جمع زُلفة). [الكامل في القراءات العشر: 574]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (134- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... زُلَفَا أَلَا
135 - بِضَمٍّ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: زلفا ألا أي المرموز له (بألف) ألا وهو أبو جعفر {وزلفًا من الليل} [114] بضم اللام اتباعًا لضمة الأول وعلم من انفراده للآخرين بفتحاللام). [شرح الدرة المضيئة: 151]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَزُلَفًا مِنَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِضَمِّ اللَّامِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ طَلْحَةَ وَشَيْبَةَ وَعِيسَى بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ وَرِوَايَةُ نَصْرِ
[النشر في القراءات العشر: 2/291]
بْنِ عَلِيٍّ وَمَحْبُوبِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي عُمَرَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ اللَّامِ، وَهُمَا لُغَتَانِ مَسْمُوعَتَانِ فِي جَمْعِ زُلْفَةً، وَهِيَ الطَّائِفَةُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ كَمَا قَالُوا: ظُلَمٌ فِي ظُلْمَةٍ وَيُسَرٌ فِي يُسْرَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/292]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {وزلفًا} [114] بضم اللام، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 550]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (698- .... .... .... لام زلف = ضمّ ثنا .... .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (لام زلف) أي ضم اللام من قوله تعالى: وزلفا من الليل أبو جعفر، والباقون بفتحها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وضم ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر اللام من وزلفا من اليل [114]، وفتحها الباقون). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/385]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت أبو جعفر (وزلفًا) بضم اللّام، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 409]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَزُلَفًا" [الآية: 114] فأبو جعفر بضم اللام للاتباع جمع زلفة نحو: بسرة وبسر بالضم وافقه الشنبوذي وعن الحسن وابن محيصن بإسكان اللام وعنه في وجه من المبهج ترك التنوين على وزن حبلى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/136]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)}
{الصَّلَاةَ}
قرأ الأزرق وورش بتغليظ اللام.
وروي عن ورش الترقيق كالجماعة.
{الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام التاء في الطاء وبالإظهار.
والباقون على الإظهار.
{النَّهَارِ}
قرأ أبو عمرو والدوري عن الكسائي، واليزيدي وابن ذكوان من رواية الصوري بإمالة الألف.
والأزرق وورش على التقليل.
والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{وَزُلَفًا}
قراءة الجمهور {زلفًا}، بفتح اللام، جمع زلفة، مثل: ظلمة وظلم، وهي الطائفة من الليل.
وقال قوم: الزلفة: «أول ساعة من الليل بعد مغيب الشمس».
[معجم القراءات: 4/156]
وهي أعجب القراءتين إلى الطبري.
وقرأ عيسى بن عمر وابن محيصن. فيما ذكره ابن مجاهد عنه - وابن أبي إسحاق وأبو جعفر وشيبة والشنبوذي وطلحة بن مصرف بخلاف عنه، وهي رواية نصر بن علي ومحبوب بن الحسن والأزرق وهارون كلهم عن أبي عمرو وابن أبي إسحاق والأعمش (زلفا) بضمتين.
وفيه وجهان:
۱. قد يكون مفردًا مثل حلم.
۲. قد يكون جمع زلفة، مثل بسر وبسرة، بضم سينهما.
وقيل: الضم للإتباع، أتبع ضمة اللام ضمة الزاء.
وذهب العكبري إلى أنه قد يكون جمع زليف، ومثل هذا عند الزجاج.
وقرأ ابن محيصن وهبيرة عن حفص عن عاصم ومجاهد والحسن ومحمد بن السميفع اليماني (زلفا)بضم أوله وسكون اللام،
وهو على هذا قد يكون جمع زلفة، وقد يكون جمع زليف، مثل القرب والقريب.
قال الزجاج: «.... ولكن الزلف أجود في الجمع، وما علمت أن زليفًا يستعمل في الليل».
[معجم القراءات: 4/157]
وقرأ ابن محيصن ومجاهد (زلفى) على وزن (فعلى)، على صفة الواحد من المؤنث مثل: «حبلى»، والألف للتأنيث.
قال الشهاب:
«وقرئ زلفى بمعنى قريبة، أو على إبدال الألف من التنوين، إجراء للوصل مجرى الوقف».
وقرأ ابن مجاهد (زلفى) بالإمالة.
{السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ}
إدغامالتاء في الذال عن أبي عمرو ويعقوب، وعنهما الإظهار أيضًا.
{ذِكْرَى}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي والأعمش.
والأزرق وورش بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 4/158]

قوله تعالى: {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس