عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 02:39 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {بأييكم المفتون}؛ قال: «أيكم أولى بالشيطان»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 308]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {فستبصر ويبصرون (5) بأيّكم المفتون} يقول:
«هو وإبليس بكم»). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 62] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {بأيّكم المفتون}. اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: تأويله بأيّكم المجنون، كأنّه وجّه معنى الباء في قوله: {بأيّكم} إلى معنى في. وإذا وجّهت الباء إلى معنى في كان تأويل الكلام: ويبصرون في أيّ الفريقين، المجنون في فريقك يا محمّد أو فريقهم، ويكون المجنون اسمًا مرفوعًا بالباء.
ذكر من قال: معنى ذلك: بأيّكم المجنون
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: {بأيّكم المفتون} قال:
«المجنون».
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ {بأيّكم المفتون} قال:
«بأيّكم المجنون».
وقال آخرون: بل تأويل ذلك: بأيّكم الجنون؛ وكأنّ الّذين قالوا هذا القول وجّهوا المفتون إلى معنى الفتنة أو الفتون، كما قيل: ليس له معقولٌ ولا معقودٌ رأي، بمعنى: ليس له عقلٌ ولا عقدٌ رأيٌ فكذلك وضع المفتون موضع الفتون.
ذكر من قال: المفتون: بمعنى المصدر، وبمعنى الجنون:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بأيّكم المفتون} قال:
«الشّيطان».
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {بأيّكم المفتون}:
«يعني الجنون».
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، يقول:
«بأيّكم الجنون».
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أيّكم أولى بالشّيطان؛ فالباء على قول هؤلاء زيادة دخولها وخروجها سواءٌ، ومثّل هؤلاء ذلك بقول الرّاجز:
نحن بنو جعدة أصحاب الفلج
نضرب بالسّيف ونرجو بالفرج

بمعنى: نرجو الفرج، فدخول الباء في ذلك عندهم في هذا الموضع وخروجها سواءٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فستبصر ويبصرون (5) بأيّكم المفتون}، يقول:
«أيّكم أولى بالشّيطان».
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة في قوله: {بأيّكم المفتون}، قال:
«أيّكم أولى بالشّيطان».
واختلف أهل العربيّة في ذلك نحو اختلاف أهل التّأويل، فقال بعض نحويّ البصرة: معنى ذلك: فستبصر ويبصرون أيّكم المفتون.
وقال بعض نحويّ الكوفة: {بأيّكم المفتون}: المفتون هاهنا، بمعنى الجنون، وهو في مذهب الفتون، كما قالوا: ليس له معقولٌ ولا مجلودٌ؛ قال:
«وإن شئت جعلت بأيّكم في أيّكم في أيّ الفريقين المجنون»؛ قال: «وهو حينئذٍ اسمٌ ليس بمصدرٍ».
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: بأيّكم الجنون، ووجّه المفتون إلى الفتون بمعنى المصدر، لأنّ ذلك أظهر معاني الكلام، إذا لم ينو إسقاط الباء، وجعلنا لدخولها وجهًا مفهومًا. وقد بيّنّا أنّه غير جائزٍ أن يكون في القرآن شيءٌ لا معنى له). [جامع البيان: 23 / 152-155]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {فستبصر ويبصرون} الآيات.
- وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {فستبصر ويبصرون}، قال:
«تعلم ويعلمون يوم القيامة»، {بأيكم المفتون}، قال: «الشيطان كانوا يقولون: إنه شيطان مجنون».
- وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله: {فستبصر ويبصرون (5) بأيكم المفتون} يقول:
«يتبين لكم المفتون».
- وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {فستبصر ويبصرون (5) بأيكم المفتون} يقول:
«بأيكم المجنون»). [الدر المنثور: 14 / 623] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن سعيد بن جبير، وابن أبزي {بأيكم المفتون} بأيكم المجنون.
- وأخرج عبد بن حميد، عن مجاهد، {بأيكم المفتون} قال:
«بأيكم المجنون».
- وأخرج عبد بن حميد، عن الحسن، {بأيكم المفتون} قال:
«المجنون».
- وأخرج عبد بن حميد، عن أبي الجوزاء، {بأيكم المفتون} قال:
«الشيطان».
- وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة، {بأيكم المفتون} قال:
«أيكم أولى بالشيطان».
- وأخرج ابن المنذر عن الحسن {فستبصر ويبصرون (5) بأيكم المفتون} قال:
«أيكم أولى بالشيطان فكانوا أولى بالشيطان منه»). [الدر المنثور: 14 / 623-624]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله}، يقول تعالى ذكره: إنّ ربّك يا محمّد هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله، كضلال كفّار قريشٍ عن دين اللّه، وطريق الهدى. {وهو أعلم بالمهتدين}، يقول: وهو أعلم بمن اهتدى، فاتّبع الحقّ، وأقرّ به، كما اهتديت أنت فاتّبعت الحقّ، وهذا من معاريض الكلام. وإنّما معنى الكلام: إنّ ربّك هو أعلم يا محمّد بك، وأنّك لمهتدي، وبقومك من كفّار قريشٍ، وإنّهم لضالّون عن سبيل الحقّ). [جامع البيان: 23/ 155]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلا تطع المكذّبين (8) ودّوا لو تدهن فيدهنون (9) ولا تطع كلّ حلاّفٍ مهينٍ (10) همّازٍ مشّاءٍ بنميمٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فلا تطع يا محمّد المكذّبين بآيات اللّه ورسوله). [جامع البيان: 23 / 155-156]

تفسير قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة {ودوا لو تدهن}؛ قال: «ودوا لو يدهن رسول الله فيدهنون»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 308]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({ودّوا لو تدهن فيدهنون}، اختلف أهل التّأويل في تأويله، فقال بعضهم: معنى ذلك: ودّ المكذّبون بآيات اللّه لو تكفر باللّه يا محمّد فيكفرون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لو تدهن فيدهنون}، يقول:
«ودّوا لو تكفر فيكفرون».
- حدّثت، عن الحسين، فقال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ودّوا لو تدهن فيدهنون}، قال:
«تكفر فيكفرون».
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان: {ودّوا لو تدهن فيدهنون} قال:
«تكفر فيكفرون».
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ودّوا لو ترخّص لهم فيرخّصون، أو تلين في دينك فيلينون في دينهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لو تدهن فيدهنون} يقول:
«لو ترخّص لهم فيرخّصون».
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ودّوا لو تدهن فيدهنون}، قال:
«لو تركن إلى آلهتهم، وتترك ما أنت عليه من الحقّ فيمالئونك».
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ودّوا لو تدهن فيدهنون}؛ يقول:
«ودّوا يا محمّد لو أدهنت عن هذا الأمر، فأدهنوا معك».
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة في قوله: {ودّوا لو تدهن فيدهنون}، قال:
«ودّوا لو يدهن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيدهنون».
وأولى القولين في ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: ودّ هؤلاء المشركون يا محمّد لو تلين لهم في دينك بإجابتك إيّاهم إلى الرّكون إلى آلهتهم، فيلينون لك في عبادتك إلهك، كما قال جلّ ثناؤه: {ولولا أن ثبّتناك لقد كدت تركن إليهم شيئًا قليلاً إذًا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات}، وإنّما هو مأخوذٌ من الدّهن شبّه التّليين في القول بتليين الدّهن). [جامع البيان: 23/ 156-157]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله: {تدهن فيدهنون}؛ ترخّص فيرخّصون كذا للنّسفيّ وحده هنا وسقط للباقين وقد رأيته أيضًا في المستخرج لأبي نعيم وهو قول بن عبّاس أخرجه ابن المنذر، من طريق عليّ بن أبي طلحة، ومن طريق عكرمة، قال: «تكفر فيكفرون
» وقال الفرّاء: «المعنى: تلين فيلينون» وقال أبو عبيدة: «هو من المداهنة»). [فتح الباري: 8 / 662]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ودوا لو تدهن فيدهنون}، قال:
«لو ترخص له فيرخصون».
- وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد {ودوا لو تدهن فيدهنون} يقول:
«لو تركن إليهم وتترك ما أنت عليه من الحق فيمالئونك».
- واخرج عبد بن حميد عن قتادة {ودوا لو تدهن فيدهنون} قال:
«ودوا لو يدهن نبي الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر فيدهنوا عنه».
- وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {ودوا لو تدهن فيدهنون} قال:
«لو تكفر فيكفرون»). [الدر المنثور: 14 / 624-625]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري، قال الحسن في قوله تعالى: {كل حلاف مهين}: قال: يقول:«كل مكثار في الحلف مهين يقول ضعيف»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 308]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولا تطع كلّ حلاّفٍ مهينٍ}، يقول: ولا تطع يا محمّد كلّ ذي إكثارٍ للحلف بالباطل؛ {مهينٍ}: وهو الضّعيف.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل. غير أنّ بعضهم وجّه معنى المهين إلى الكذّاب، وأحسبه فعل ذلك لأنّه رأى أنّه إذا وصف بالمهانة فإنّما وصف بها لمهانة نفسه كانت عليه، وكذلك صفة الكذوب، إنّما يكذب لمهانة نفسه عليه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {ولا تطع كلّ حلاّفٍ مهينٍ}، والمهين: الكذّاب.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {حلاّفٍ مهينٍ} قال: «ضعيفٌ
».
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولا تطع كلّ حلاّفٍ مهينٍ}: وهو المكثار في الشّرّ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن، في قوله: {كلّ حلاّفٍ مهينٍ}، يقول:
«كلّ مكثارٍ في الحلف مهينٍ ضعيفٍ».
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن سعيدٍ، عن الحسن وقتادة: {ولا تطع كلّ حلاّفٍ مهينٍ}، قال:
«هو المكثار في الشّرّ»). [جامع البيان: 23 / 157-158]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (
- أخرج ابن مردويه عن أبي عثمان النهدي قال: قال مروان بن الحكم لما بايع الناس ليزيد سنة أبي بكر عمر فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: إنها ليست بسنة أبي بكر وعمر ولكنها سنة هرقل فقال مروان: هذا الذي أنزلت فيه (والذي لوالديه أف لكما) قال: فسمعت ذلك عائشة فقالت:
«إنها لم تنزل في عبد الرحمن ولكن نزلت في أبيك {ولا تطع كل حلاف مهين (10) هماز مشاء بنميم}».
- وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {ولا تطع كل حلاف} الآية قال:
«يعني الأسود بن عبد يغوث».
- وأخرج عبد بن حميد عن عامر الشعبي {ولا تطع كل حلاف} الآية قال:
«هو رجل من ثقيف يقال له: الأخنس بن شريق».
- وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن الحسن في قوله: {ولا تطع كل حلاف مهين}، يقول:
«مكثار في الحلف {مهين} يقول: ضعيف».
- وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد {ولا تطع كل حلاف مهين}، قال:
«ضعيف القلب {عتل}، قال: «شديد الأسر»، {زنيم} قال: «ملحق في النسب زعم ابن عباس».
- وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {ولا تطع كل حلاف مهين}، قال:
«المهين المكثار في الشر»). [الدر المنثور: 14 / 625-626]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {ولا تطع كل حلاف مهين} قال:
«نزلت في الأخنس بن شريق».
- وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن الكلبي مثله.
- وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ولا تطع كل حلاف مهين} قال:
«هو الأسود بن عبد يغوث».
- وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس قال:
«نزلت على النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-: {ولا تطع كل حلاف مهين (10) هماز مشاء بنميم} فلم يعرف حتى نزل عليه بعد ذلك {زنيم} فعرفناه له زنمة كزنمة الشاة»). [الدر المنثور: 14 / 629-630]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {مهين} قال:
«الكذاب»). [الدر المنثور: 14 / 633]

تفسير قوله تعالى: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن الكلبي، في قوله تعالى: {مشاء بنميم}؛ قال: «هو الأخنس بن شريق أصله من ثقيف وعداده في بني زهرة»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 308]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا هنّاد بن السّريّ، عن وكيعٍ، عن الأعمش، قال: سمعت مجاهدًا، يحدّث عن طاوسٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: مرّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على قبرين، فقال: «إنّهما ليعذّبان وما يعذّبان في كبيرٍ، أمّا هذا فكان لا يستتر من بوله، وأمّا هذا فكان يمشي بالنّميمة»، ثمّ دعا بعسيبٍ رطبٍ، فشقّه باثنين، فغرس على هذا واحدًا، وعلى هذا واحدًا، ثمّ قال: «لعلّه يخفّف عنهما ما لم ييبسا»
- أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، حدّثنا بشر يعني ابن المفضّل، حدّثنا شعبة، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن همّامٍ، أنّ حذيفة، قال: سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: «لا يدخل الجنّة قتّاتٌ»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 309-310]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {همّازٍ} يعني: مغتابٍ للنّاس يأكل لحومهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله:
«{همّازٍ}: يعني الاغتياب».
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {همّازٍ}: يأكل لحوم المسلمين.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {همّازٍ} قال: الهمّاز: الّذي يهمز النّاس بيده ويضربهم، وليس باللّسان وقرأ {ويلٌ لكلّ همزةٍ لمزةٍ}. الّذي يلمز النّاس بلسانه، والهمز أصله الغمز فقيل للمغتاب همّازٍ، لأنّه يطعن في أعراض النّاس بما يكرهون، وذلك غمزٌ عليهم.
وقوله: {مشّاءٍ بنميمٍ} يقول: مشّاءٍ بحديث النّاس بعضهم في بعضٍ، ينقل حديث بعضهم إلى بعضٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {همّازٍ} يأكل لحوم المسلمين {مشّاءٍ بنميمٍ} ينقل الأحاديث من بعض النّاس إلى بعضٍ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {مشّاءٍ بنميمٍ} يمشي بالكذب.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الكلبيّ، في قوله: {مشّاءٍ بنميمٍ} قال: هو الأخنس بن شريقٍ، وأصله من ثقيفٍ، وعداده في بني زهرة). [جامع البيان: 23 / 158-160]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {ولا تطع كل حلاف مهين} قال: المهين المكثار في الشر {هماز} قال: يأكل لحوم الناس). [الدر المنثور: 14 / 626] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {مهين} قال: الكذاب {هماز} يعني الاغتياب). [الدر المنثور: 14 / 633] (م)

تفسير قوله تعالى: (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {منّاعٍ للخير معتدٍ أثيمٍ (12) عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ}.
وقوله: {منّاعٍ للخير}. يقول تعالى ذكره: بخيلٍ بالمال ضنينٍ به عن الحقوق.
وقوله: {معتدٍ}. يقول: معتدٍ على النّاس {أثيمٍ}: ذي إثمٍ بربّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {معتدٍ}. في عمله {أثيمٍ} بربّه). [جامع البيان: 23 / 160]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {ولا تطع كل حلاف مهين} قال: المهين المكثار في الشر {هماز} قال: يأكل لحوم الناس {مناع للخير} قال: فلا يعطي خيرا {معتد} قال: معتد في قوله: متعمد في عمله {أثيم} بربه). [الدر المنثور: 14 / 626] (م)

تفسير قوله تعالى: (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني معاوية بن صالحٍ عن كثير بن الحارث عن القاسم مولى معاوية قال: سئل رسول اللّه عن العتلّ الزّنيم، قال: هو الفاحش اللّئيم.
قال معاوية: وحدّثني عياض بن عبد اللّه الفهريّ عن موسى بن عقبة عن رسول اللّه بمثل ذلك). [الجامع في علوم القرآن: 1/73-74]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب أنه سمعه يقول في هذه الآية: {عتلٌ بعد ذلك زنيم}، قال سعيد: وهو الملصق في القوم، ليس منهم). [الجامع في علوم القرآن: 1/74]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني أشهل بن حاتم، عن شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت سعيد بن جبيرٍ يقول: قال ابن عبّاسٍ: الزّنيم الّذي يعرف بذنبه). [الجامع في علوم القرآن: 1/147-148]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى عتل بعد ذلك قال الفاحش اللئيم الضريبة). [تفسير عبد الرزاق: 2/308]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن زيد بن أسلم في قوله تعالى زنيم قال: قال رسول الله تبكي السماء من رجل أصح الله جسمه وأرحب جوفه وأعطاه من الدنيا مقضما وكان للناس ظلوما فذلك العتل الزنيم قال وتبكي السماء من الشيخ الزاني ما تكاد الأرض تقله.
عن ابن عيينة عن معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن النبي مثله في زنيم.
عن معمر عن قتادة عن علي قال الزنيم هو الهجين الكافر.
قال معمر هو ولد الزنا في بعض اللغة). [تفسير عبد الرزاق: 2/309]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا ابن إدريس، عن ليثٍ، عن أبي الزّبير، عن عبيد بن عميرٍ في قوله: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} قال: هو الأكول الشّروب القوي الشّديد يوزن فلا يزن شعيرةً، يدفع الملك من أولئك سبعين ألفًا دفعةً واحدةً في جهنّم). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 309-310]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} [القلم: 13]

- حدّثنا محمودٌ، حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي حصينٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} [القلم: 13] قال: «رجلٌ من قريشٍ له زنمةٌ مثل زنمة الشّاة»
- حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا سفيان، عن معبد بن خالدٍ، قال: سمعت حارثة بن وهبٍ الخزاعيّ، قال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: " ألا أخبركم بأهل الجنّة؟ كلّ ضعيفٍ متضعّفٍ، لو أقسم على اللّه لأبرّه، ألا أخبركم بأهل النّار: كلّ عتلٍّ، جوّاظٍ مستكبرٍ "). [صحيح البخاري: 6 / 159]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب عتل بعد ذلك زنيم)
اختلف في الّذي نزلت فيه فقيل هو الوليد بن المغيرة وذكره يحيى بن سلّامٍ في تفسيره وقيل الأسود بن عبد يغوث ذكره سنيد بن داود في تفسيره وقيل الأخنس بن شريقٍ وذكره السّهيليّ عن القتيبيّ وحكى هذين القولين الطّبريّ فقال يقال هو الأخنس وزعم قومٌ أنّه الأسود وليس به وأبعد من قال إنّه عبد الرّحمن بن الأسود فإنّه يصغر عن ذلك وقد أسلم وذكر في الصّحابة
- قوله حدّثنا محمود بن غيلان في رواية المستمليّ محمّدٌ وكأنّه الذّهليّ قوله حدّثنا عبيد اللّه بن موسى هو من شيوخ المصنّف وربّما حدّث عنه بواسطةٍ كالّذي هنا قوله عن أبي حصينٍ عن مجاهدٍ لإسرائيل فيه طريقٌ أخرى أخرجها الحاكم من طريق عبيد اللّه بن موسى أيضًا والإسماعيليّ من طريق وكيعٍ كلاهما عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبيرٍ عن بن عبّاسٍ نحوه وأخرجه الطّبريّ من طريق شريقٍ عن أبي إسحاق بهذا الإسناد وقال الّذي يعرف بالشّرّ قوله رجلٌ من قريشٍ له زنمةٌ مثل زنمة الشّاة زاد أبو نعيمٍ في مستخرجه في آخره يعرف بها وفي رواية سعيد بن جبيرٍ المذكورة يعرف بالشّرّ كما تعرف الشّاة بزنمتها وللطّبريّ من طريق عكرمة عن بن عبّاسٍ قال نعت فلم يعرف حتّى قيل زنيمٌ فعرف وكانت له زنمةٌ في عنقه يعرف بها وقال أبو عبيدة الزّنيم المعلّق في القوم ليس منهم قال الشّاعر زنيمٌ ليس يعرف من أبوه وقال حسّان وأنت زنيمٌ نيط في آل هاشمٍ قال ويقال للتّيس زنيمٌ له زنمتان
- قوله سفيان هو الثّوريّ قوله عن معبد بن خالدٍ هو الجدليّ بضمّ الجيم والمهملة وتخفيف اللّام كوفيٌّ ثقةٌ ماله في البخاريّ سوى هذا الحديث وآخر تقدّم في كتاب الزّكاة وثالثٍ يأتي في الطّبّ قوله ألا أخبركم بأهل الجنّة كلّ ضعيفٍ متضعّفٍ بكسر العين وبفتحها وهو أضعف وفي رواية الإسماعيليّ مستضعفٌ وفي حديث عبد اللّه بن عمرٍو عند الحاكم الضّعفاء المغلوبون وله من حديث سراقة بن مالكٍ الضّعفاء المغلوبون ولأحمد من حديث حذيفة الضّعيف المستضعف ذو الطّمرين لا يؤبه له والمراد بالضّعيف من نفسه ضعيفةٌ لتواضعه وضعف حاله في الدّنيا والمستضعف المحتقر لخموله في الدّنيا قوله عتلٍّ بضمّ المهملة والمثنّاة بعدها لامٌ ثقيلةٌ قال الفرّاء الشّديد الخصومة وقيل الجافي عن الموعظة وقال أبو عبيدة العتلّ الفظّ الشّديد من كلّ شيءٍ وهو هنا الكافر وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن الحسن العتلّ الفاحش الآثم وقال الخطّابيّ العتلّ الغليظ العنيف وقال الدّاوديّ السّمين العظيم العنق والبطن وقال الهرويّ الجموع المنوع وقيل القصير البطن قلت وجاء فيه حديثٌ عند أحمد من طريق عبد الرّحمن بن غنمٍ وهو مختلفٌ في صحّته قال سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن العتلّ الزّنيم قال هو الشّديد الخلق المصحّح الأكول الشّروب الواجد للطّعام والشّراب الظّلوم للنّاس الرّحيب الجوف قوله جوّاظٍ بفتح الجيم وتشديد الواو وآخره معجمةٌ الكثير اللّحم المختال في مشيه حكاه الخطابيّ وقال بن فارسٍ قيل هو الأكول وقيل الفاجر وأخرج هذا الحديث أبو داود عن عثمان بن أبي شيبة عن وكيعٍ عن الثّوريّ بهذا الإسناد مختصرًا لا يدخل الجنّة جوّاظٌ ولا جعظريٌّ قال والجوّاظ الفظّ الغليظ انتهى وتفسير الجوّاظ لعلّه من سفيان والجعظريّ بفتح الجيم والظّاء المعجمة بينهما عينٌ مهملةٌ وآخره راءٌ مكسورةٌ ثمّ تحتانيّةٌ ثقيلةٌ قيل هو الفظّ الغليظ وقيل الّذي لا يمرض وقيل الّذي يتمدّح بما ليس فيه أو عنده وأخرج الحاكم من حديث عبد اللّه بن عمر أنه تلا قوله تعالى مناع للخير إلى زنيمٍ فقال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول أهل النّار كلّ جعظري جواظ مستكبر). [فتح الباري: 8 / 662-663]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب: {عتلٍ بعد ذالك زنيمٍ} (القلم: 13)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {عتل بعد ذلك} أي: مع ذلك، والعتل الفانك الشّديد المنافق. قاله ابن عبّاس: وعن عبيد بن عمير: العتل الأكول الشروب القوي الشّديد يوضع في الميزان فلا يزن شعيرة يدفع الملك من أولئك في جهنّم سبعين ألفا دفعة واحدة، هو الزنيم والدعي الملحق النّسب الملصق بالقوم وليس منهم، وعن عليّ، رضي الله تعالى عنه: الزنيم الّذي لا أصل له. وقيل: هو الّذي له زنمة كزنمة الشّاة، وقيل: هو المرمي بالأبنة.
- حدّثنا محمودٌ حدّثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي حصينٍ عن مجاهدٍ عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما عتلٍّ بعد ذالك زنيمٍ قال رجلٌ من قريشٍ له زنمةٌ مثل زنمة الشّاة.
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. ومحمود هو ابن غيلان، ووقع في رواية المستملي محمّد، فإن صحّ فهو الذهلي، وعبيد الله هو ابن موسى من شيوخ البخاريّ، وروى عنه هنا بواسطة، وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو حصين، بفتح الحاء وكسر الصّاد المهلمتين واسمه عثمان بن عاصم الأسدي.
والحديث أخرجه النّسائيّ في التّفسير عن أحمد بن سليمان.
قوله: (قال رجل من قريش) أي: قال ابن عبّاس: الزنيم هو رجل من قريش له زنمة مثل زنمة الشّاة. وقال الزّمخشريّ: الزنمة هي الهنة من جلد الماعز تقطع فتخلى معلقة في حلقها. وقيل: الزنمة للمعز في حلقها كالقرط فإن كانت في الأذن فهو زنمة، واختلف في الموصوف بهذه الصّفة القبيحة فعن ابن عبّاس: هو الوليد بن المغيرة المخزومي، وقال عطاء والسّديّ: هو الأخنس بن شريق، وقال مجاهد الأسود بن عبد يغوث، وعن مجاهد: كانت للوليد ستّ أصابع في كل يد أصبع زائدة.
- حدّثنا أبو نعيمٍ حدّثنا سفيان عن معبد بن خالدٍ قال سمعت حارثة بن وهبٍ الخزاعيّ قال سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: (ألا أخبركم بأهل الجنّة، وكلّ ضعيفٍ متضعّفٍ لو أقسم على الله لأبرّه ألا أخبركم بأهل النّار كلّ عتلٍّ جوّاظٍ مستنكرٍ) .
مطابقته للتّرجمة في قوله: (كل عتل) وأبو نعيم الفضل بن دكين، وسفيان هو الثّوريّ، ومعبد، بفتح الميم وسكون العين المهملة وفتح الباء الموحدة: ابن خالد الكوفي ماله في البخاريّ إلاّ ثلاثة أحاديث هذا، وآخر تقدم في الزّكاة، وآخر يأتي في الطّبّ، وحارثة بن وهب الخزاعيّ بالمهملة والثاء المثلّثة.
والحديث ذكره البخاريّ أيضا في الأدب عن محمّد بن كثير وفي النذور عن محمّد بن المثنى. وأخرجه مسلم في صفة الجنّة عن محمّد بن المثنى وغيره وأخرجه التّرمذيّ في صفة جهنّم عن محمود بن غيلان وأخرجه النّسائيّ في التّفسير عن محمّد بن المثنى به. وأخرجه ابن ماجه في الزّهد عن محمّد بن بشار عن ابن مهدي عن سفيان به.
قوله: (متضعف) بكسر العين وفتحها والفتح أشهر، وكذا ضبطه الدمياطي. وقال ابن الجوزيّ: وغلط من كسرها وإنّما هو بالفتح. وقال النّوويّ: روي بالفتح عند الأكثرين وبكسرها ومعناه: ويستضعفه النّاس ويحتقرونه لضعف حاله في الدّنيا يقال: تضعفه أي: استضعفه، وأما الكسر فمعناه: متواضع خامل متذلل. واضع من نفسه، وقيل: الضعف رقة القلب ولينه للإيمان. قوله: (لو أقسم على الله لأبرّه) أي: لو حلف يمينا طمعا في كرم الله تعالى بإبراره لأبّره. وقيل: لو دعاه لأجابه. قوله: (كل عتل) هو الغليظ. وقيل: الشّديد من كل شيء، وقيل: الكافر. وقال الدّاوديّ: هو السمين، العظيم العنق والبطن، وقال الهرويّ: هو الجموع المنوع، ويقال: هو القصير البطن، وقيل: الأكول الشروب الظلوم. (والجواظ) بفتح الجيم وتشديد الواو ثمّ ظاء معجمة وهو الشّديد الصّوت في الشّرّ، وقيل: المتكبر المختال في مشيته الفاخر. وقيل: الكثير اللّحم. وليس المراد استيعاب الطّرفين وإنّما المراد أن أغلب أهل الجنّة وأن أغلب أهل النّار هؤلاء). [عمدة القاري: 19 / 256-257]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ}
(باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ({عتل}) غليظ جاف ({بعد ذلك زنيم}) [القلم: 13] أي دعيّ ينسب إلى قوم ليس منهم مأخوذ من زنمتي الشاة وهما المتدليتان من أذنها وحلقها فاستعير للدعي لأنه كالمعلق بما ليس منه وسقط باب لغير أبي ذر.
- حدّثنا محمودٌ، حدّثنا عبيد اللّه عن إسرائيل، عن أبي حصينٍ عن مجاهدٍ عن ابن عبّاسٍ -رضي الله عنهما-، {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ}، قال رجلٌ من قريشٍ: له زنمةٌ مثل زنمة الشّاة.
وبه قال: (حدّثنا) ولأبي ذر حدّثني بالإفراد (محمود) هو ابن غيلان العدوي مولاهم المروزي ولأبي ذر عن المستملي محمد قال الحافظ ابن حجر وكأنه الذهلي قال: (حدّثنا عبيد الله بن موسى)
بضم العين مصغرًا العبسي مولاهم الكوفي وهو شيخ المؤلّف روى عنه بالواسطة وسقط لغير أبي ذر ابن موسى (عن إسرائيل) بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي (عن أبي حصين) بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين عثمان بن عاصم الأسدي (عن مجاهد) هو ابن جبر (عن ابن عباس -رضي الله عنهما-) في قوله تعالى: ({عتل بعد ذلك زنيم} قال): هو (رجل من قريش) قيل هو الوليد بن المغيرة وقيل أسود بن عبد يغوث وقيل الأخنس بن شريق وليس هو عبد الرحمن بن الأسود فإنه يصغر عن ذلك (له زنمة) في عنقه (مثل زنمة الشاة) يعرف بها وقيل كان للوليد بن المغيرة ستة أصابع في كل يد أصبع زائدة.
وهذا الحديث أخرجه النسائي في التفسير وعند ابن جرير عن سعيد بن جبير الزنيم الذي يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها والزنيم الملصق وقال الضحاك كانت له زنمة في أصل أذنه مثل زنمة الشاة.
- حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا سفيان عن معبد بن خالدٍ، قال سمعت حارثة بن وهبٍ الخزاعيّ قال: سمعت النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول: «ألا أخبركم بأهل الجنّة، كلّ ضعيفٍ متضعّفٍ لو أقسم على اللّه لأبرّه ألا أخبركم بأهل النّار كلّ عتلٍّ جوّاظٍ مستكبرٍ». [الحديث 4918 - أطرافه في: 6071، 6657].
وبه قال: (حدّثنا أبو نعيم) الفضل بن دكين قال: (حدّثنا سفيان) الثوري (عن معبد بن خالد) بفتح الميم وسكون المهملة وفتح الموحدة الكوفي الجدلي بفتح الجيم والمهملة وتخفيف اللام (قال: سمعت حارثة بن وهب الخزاعي قال: سمعت النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول):
(ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف) بكسر العين في الفرع كالأصل اليونيني أي متواضع خامل وبفتحها ضبطه الدمياطي وقال النووي إنه رواية الأكثرين وغلط ابن الجوزي من كسر أي يستضعفه الناس ويحتقرونه وعند أحمد من حديث حذيفة الضعيف المتضعف ذو الطمرين لا يؤبه له (لو أقسم على الله لأبرّه) أي لو حلف يمينًا طمعًا في كرم الله بإبراره أو لو دعاه لأجابه (ألا أخبركم بأهل النار كل عتلّ) فظ غليظ أو شديد الخصومة أو الفاحش الآثم أو الغليظ العنيف أو المجموع المنوع أو القصير البطن (جوّاظ مستكبر) بفتح الجيم والواو المشددة آخره ظاء معجمة الكثير اللحم المختال في مشيته وقيل الفاجر وقيل الأكول والمراد كما قاله الكرماني وغيره أن أغلب أهل الجنة هؤلاء كما أن أغلب أهل النار القسم الآخر وليس المراد الاستيعاب في الطرفين.
وهذا الحديث أخرجه أيضًا في الأدب والنذور ومسلم في صفة الجنة والترمذي في صفة جهنم أعاذنا الله منها بمنّه وكرمه والنسائي في التفسير وابن ماجة في الزهد). [إرشاد الساري: 7 / 398-399]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {عتلٍّ بعد ذلك زنيم} قال: يعرف الزّنيم بما وصفه اللّه عزّ وجلّ كما تعرف الشّاة الزّنماء من الّتي ليست بزنماء). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 62-63]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ}
- أخبرنا محمّد بن المثنّى، حدّثنا محمّدٌ، حدّثنا شعبة، عن معبد بن خالدٍ، عن حارثة بن وهبٍ، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ألا أدلّكم على أهل الجنّة، كلّ ضعيفٍ متضعّفٍ، لو أقسم على الله لأبرّه»، وقال: «أهل النّار كلّ جوّاظٍ عتلٍّ مستكبرٍ»
- أخبرنا أحمد بن سليمان، حدّثنا عبيد الله، حدّثنا إسرائيل، عن أبي حصينٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} [القلم: 13]، قال: «رجلٌ من قريشٍ كانت له زنمةٌ مثل زنمة الشّاة»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/310]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {عتلٍّ}. يقول: وهو عتلٍّ، والعتلّ: الجافي الشّديد في كفره، وكلّ شديدٍ قويٍّ فالعرب تسمّيه عتلًّا؛ ومنه قول ذي الإصبع العدوانيّ:
والدّهر يغدو معتلاً جذعا
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {عتلٍّ}: العتلّ: العاتل الشّديد المنافق.
- حدّثني إسحاق بن وهبٍ الواسطيّ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ العقديّ، قال: حدّثنا زهير بن محمّدٍ، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن وهبٍ الذّماريّ، قال: تبكي السّماء والأرض من رجلٍ أتمّ اللّه خلقه، وأرحب جوفه، وأعطاه مقضمًا من الدّنيا، ثمّ يكون ظلومًا للنّاسٍ، فذلك العتلّ الزّنيم.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن ليثٍ، عن أبي الزّبير، عن عبيد بن عميرٍ، قال: العتلّ: الأكول الشّروب القويّ الشّديد، يوضع في الميزان فلا يزن شعيرةً، يدفع الملك من أولئك سبعين ألفًا دفعةً في جهنّم.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن أبي رزينٍ، في قوله: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} قال: العتلّ: الشّديد.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن أبي رزينٍ، في قوله: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} قال: العتلّ: الصّحيح.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن كثير بن الحارث، عن القاسم، مولى معاوية قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن العتلّ الزّنيم، قال: الفاحش اللّئيم.
- قال معاوية، وثني عياض بن عبد اللّه الفهريّ، عن موسى بن عقبة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بمثل ذلك.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ}. قال: فاحش الخلق، لئيم الضّريبة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ}. قال الحسن وقتادة: هو الفاحش اللّئيم الضّريبة
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن، في قوله: {عتلٍّ}. قال: هو الفاحش اللّئيم الضّريبة.
- قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن زيد بن أسلم، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: تبكي السّماء من عبدٍ أصحّ اللّه جسمه، وأرحب جوفه، وأعطاه من الدّنيا مقضمًا فكان للنّاس ظلومًا، فذلك العتلّ الزّنيم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن أبي رزينٍ، قال: العتلّ: الصّحيح الشّديد.
- حدّثني جعفر بن محمّدٍ البزوريّ، قال: حدّثنا أبو زكريّا وهو يحيى بن مصعبٍ، عن عمر بن نافعٍ، قال: سئل عكرمة عن {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} فقال: ذلك الكافر اللّئيم.
- حدّثني عليّ بن الحسن الأزديّ، قال: حدّثنا يحيى يعني ابن يمانٍ، عن أبي الأشهب، عن الحسن في قوله: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} قال: الفاحش اللّئيم الضّريبة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا معاذ بن هشامٍ، قال: حدّثني أبي، عن قتادة قال: العتلّ الزّنيم: الفاحش اللّئيم الضّريبة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {عتلٍّ} قال: شديد الأشر.
- حدّثت، عن الحسن، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول: {عتلٍّ} قال: العتلّ: الشّديد.
{بعد ذلك زنيمٍ} ومعنى {بعد} في هذا الموضع معنى مع، وتأويل الكلام: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ}. أي: مع العتلّ زنيمٌ.
وقوله: {زنيمٍ}. والزّنيم في كلام العرب: الملصق بالقوم وليس منهم؛ ومنه قول حسّان بن ثابتٍ:
وأنت زنيمٌ نيط في آل هاشمٍ = كما نيط خلف الرّاكب القدح الفرد
وقال آخر:
زنيمٌ ليس يعرف من أبوه = بغيّ الأمّ ذو حسبٍ لئيم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {زنيمٍ} قال: والزّنيم: الدّعيّ، ويقال: الزّنيم: رجلٌ كانت به زنمةٌ يعرف بها، ويقال: هو الأخنس بن شريقٍ الثّقفيّ حليف بني زهرة. وزعم ناسٌ من بني زهرة أنّ الزّنيم هو: الأسود بن عبد يغوث الزّهريّ، وليس به.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: أخبرنا ابن إدريس، قال: حدّثنا هشامٌ، عن عكرمة، قال: هو الدّعيّ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: حدّثني سليمان بن بلالٍ، عن عبد الرّحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيّب، أنّه سمعه يقول في هذه الآية: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ}. قال سعيدٌ: هو الملصق بالقوم ليس منهم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جابرٍ، عن الحسن، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: الزّنيم الّذي يعرف بالشّرّ، كما تعرف الشّاة بزنمتها؛ الملصق.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه زعم أنّ الزّنيم الملحق النّسب.
وقال آخرون: هو الّذي له زنمةٌ كزنمة الشّاة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا داود، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قال في الزّنيم قال: نعت، فلم يعرف حتّى قيل زنيمٍ. قال: وكانت له زنمةٌ في عنقه يعرف بها.
وقال آخرون: كان دعيًّا.
- حدّثني الحسين بن عليٍّ الصّدائيّ، قال: حدّثنا عليّ بن عاصمٍ، قال حدّثنا داود بن أبي هندٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {بعد ذلك زنيمٍ} قال: نزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم {ولا تطع كلّ حلاّفٍ مهينٍ همّازٍ مشّاءٍ بنميمٍ} قال: فلم نعرفه حتّى نزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم {بعد ذلك زنيمٍ} قال: فعرفناه له زنمةٌ كزنمة الشّاة.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن أصحاب التّفسير، قالوا: هو الّذي يكون له زنمةٌ كزنمة الشّاة.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: الزّنيم: يقول: كانت له زنمةٌ في أصل أذنه، يقال: هو اللّئيم الملصق في النّسب.
وقال آخرون: هو المريب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا تميم بن المنتصر، قال: حدّثنا إسحاق، عن شريكٍ، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} قال: زنيمٌ: المريب الّذي يعرف بالشّرّ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جابرٍ، عن الحسن بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: الزّنيم: الّذي يعرف بالشّرّ.
وقال آخرون: هو الظّلوم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {زنيمٍ} قال: ظلومٌ.
وقال آخرون: هو الّذي يعرف بأبنةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قال في الزّنيم: الّذي يعرف بأبنةٍ. قال أبو إسحاق: وسمعت النّاس في إمرة زيادٍ يقولون: العتلّ: الدّعيّ.
وقال آخرون: هو الجلف الجافي.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثني عبد الأعلى، قال: حدّثنا داود بن أبي هندٍ، قال: سمعت شهر بن حوشبٍ، يقول: هو الجلف الجافي الأكول الشّروب من الحرام.
وقال آخرون: هو علامة الكفر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن أبي رزينٍ، قال: الزّنيم: علامة الكفر.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن أبي رزينٍ، قال: الزّنيم: علامة الكافر.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، أنّه كان يقول: الزّنيم يعرف بهذا الوصف كما تعرف الشّاة.
وقال آخرون: هو الّذي يعرف باللّؤم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن خصيفٍ، عن عكرمة، قال: الزّنيم: الّذي يعرف باللّؤم، كما تعرف الشّاة بزنمتها.
وقال آخرون: هو الفاجر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن أبي رزينٍ، في قوله: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ}. قال: الزّنيم: الفاجر). [جامع البيان: 23 / 161-169]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق الهمذاني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عتل بعد ذلك زنيم قال هو الرجل يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها). [تفسير مجاهد: 688]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصّفّار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأ إسرائيل، ثنا أبو إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} [القلم: 13] قال: «يعرف بالشّرّ كما تعرف الشّاة بزنمتها» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 541]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيّوب، ثنا عبد اللّه بن رباحٍ، ثنا موسى بن عليٍّ، قال: سمعت أبي يحدّث، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، أنّه تلا هذه الآية {منّاعٍ للخير معتدٍ أثيمٍ (12) عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} [القلم: 12، 13] فقال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «أهل النّار كلّ جعظريٍّ جوّاظٍ مستكبرٍ جمّاعٍ، وأهل الجنّة الضّعفاء المغلوبون» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرّجاه بهذه السّياقة «قد أخرجاه من حديث شعبة والثّوريّ، عن معبد بن خالدٍ، عن حارثة بن وهبٍ عن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم مختصرًا»). [المستدرك: 2 / 541]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ } [ن: 13] قال رجلٌ من قريش: كانت له زنمةٌ مثل زنمة الشاة. أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
(عتل) العتل: الفظ الغليظ، وقيل: الجافي الشديد الخصومة.
(زنيم) الزنمة: الهناة المعلقة عند حلق المعزى، وهما زنمتان، والمراد بالزنيم: الدعي في النسب الملحق في القوم وليس منهم، تشبيهاً له بالزنمة). [جامع الأصول: 2 / 411]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} [القلم: 13].
- عن عبد الرّحمن بن غنمٍ قال: «سئل رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - عن العتلّ الزّنيم، قال: " هو الشّديد الخلق المصحّح الأكول الشّروب الواجد للطّعام والشّراب الظّلوم للنّاس رحيب الجوف».
رواه أحمد، وفيه شهرٌ، وثّقه جماعةٌ وفيه ضعفٌ، وعبد الرّحمن بن غنمٍ ليس له صحبةٌ على الصّحيح). [مجمع الزوائد: 7 / 128]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {ولا تطع كل حلاف مهين} قال: المهين المكثار في الشر {هماز} قال: يأكل لحوم الناس {مناع للخير} قال: فلا يعطي خيرا {معتد} قال: معتد في قوله: متعمد في عمله {أثيم} بربه {عتل} هو الفاجر اللئيم الضريبة وذكر لنا أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وسوء الجوار وقطيعة الرحم). [الدر المنثور: 14 / 626]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي أمامة في قوله: {عتل بعد ذلك زنيم} قال: هو الفاحش اللئيم.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن الحسن وأبي العالية مثله.
وأخرج عبد بن حميد، وابن عساكر عن عكرمة عن ابن عباس في قوله: {زنيم} قال: هو الدعي أما سمعت قول الشاعر:
زنيم تداعاه الرجال زيادة = كما زيد في عرض الأديم أكارعه
وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن عكرمة أنه سئل عن الزنيم قال: هو ولد الزنا وتمثل بقول الشاعر:
زنيم ليس يعرف من أبوه = بغي الأم ذو حسب لئيم.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال: العتل الزنيم رجل ضخم شديد كانت له زنمة زائدة في يده وكانت علامته.
وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب قال: العتل الصحيح الأكول الشروب والزنيم الفاجر.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله: {عتل بعد ذلك زنيم} قال: يعرف الكافر من المؤمن مثل الشاة الزنماء والزنماء التي في حلقها كالمتعلقتين في حلق الشاة.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال: الزنيم يعرف بهذا الوصف كما تعرف الشاة الزنماء من التي لا زنمة لها.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب في قوله: {عتل بعد ذلك زنيم} قال: هو الملزق في القوم ليس منهم.
وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب عن ابن عباس قال: ستة لا يدخلون الجنة أبدا: العاق والمدمن والجعشل والجواظ والقتات والعتل الزنيم، فقلت يا ابن عباس: أما اثنتان فقد علمت فأخبرني بالأربع قال: أما الجعشل فالفظ الغليظ وأما الجواظ فمن يجمع المال ويمنع وأما القتات فمن يأكل لحوم الناس وأما العتل الزنيم فمن يمشي بين الناس بالنميمة.
وأخرج أحمد، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر عن شهر بن حوشب قال: حدثني عبد الرحمن بن غنم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة جواظ ولا جعظري ولا العتل الزنيم فقال له رجل من المسلمين: ما الجواظ الجعظري والعتل الزنيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما الجواظ فالذي جمع ومنع تدعوه (لظى نزاعة للشوى) (سورة المعارج 16) وأما الجعظري فالفظ الغليظ قال الله: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) (سورة آل عمران 159) وأما العتل الزنيم فشديد الخلق رحيب الجوف مصحح شروب واجد للطعام والشراب ظلوم للناس.
وأخرج ابن سعد، وعبد بن حميد عن عامر أنه سئل عن الزنيم قال: هو الرجل تكون لها زنمة من الشر يعرف بها وهو رجل من ثقيف يقال له: الأخنس بن شريق.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن الأنباري في الوقف والإبتداء عن ابن عباس قال: الزنيم الدعي الفاحش اللئيم الملزق ثم أنشد قول الشاعر:
زنيم تدعاه الرجال زيادة = كما زيد في عرض اللئيم الأكارع.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {ولا تطع كل حلاف مهين} قال: نزلت في الأخنس بن شريق.
وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن الكلبي مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ولا تطع كل حلاف مهين} قال: هو الأسود بن عبد يغوث.
وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت على النّبيّ صلى الله عليه وسلم {ولا تطع كل حلاف مهين (10) هماز مشاء بنميم} فلم يعرف حتى نزل عليه بعد ذلك {زنيم} فعرفناه له زنمة كزنمة الشاة.
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي، وابن ماجة، وابن مردويه عن حارثة بن وهب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لابره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ جعظ متكبر.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر عن زيد بن أسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبكي السماء من عبد أصح الله جسمه وأرحب جوفه وأعطاه من الدنيا فكان للناس ظلوما فذلك العتل الزنيم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن القاسم مولى معاوية وموسى بن عقبة قالا: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العتل الزنيم قال: هو الفاحش اللئيم.
وأخرج أبو الشيخ، وابن مردويه والديلمي عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {بعد ذلك زنيم} قال: العتل كل رحيب الجوف وثيق الخلق أكول شروب جموع للمال منوع له.
وأخرج الحاكم وصححه، وابن مروديه عن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر وأنه تلا {مناع للخير} إلى {زنيم} فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر مناع وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: العتل هو الدعي والزنيم هو المريب الذي يعرف بالشر.
وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر والخرائطي في مساوئ الأخلاق والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله: {عتل بعد ذلك زنيم} قال: هو الرجل يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: الزنيم هو الرجل يمر على القوم فيقولون رجل سوء.
وأخرج البخاري والنسائي، وابن أبي حاتم، وابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس في قوله: {عتل بعد ذلك زنيم} قال: رجل من قريش كانت له زنمة زائدة مثل زنمة الشاة يعرف بها.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال: نعت فلم يعرف حتى قيل {زنيم} وكانت له زنمة في عنقه يعرف بها.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: الزنيم الملحق النسب.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {زنيم} قال: ظلوم.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {زنيم} قال: ولد الزنا، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول الشاعر:
زنيم تداعته الرجال زيادة = كما زيد في عرض الأديم الأكارع.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن علي بن أبي طالب قال: الزنيم هو الهجين الكافر.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {مهين} قال: الكذاب {هماز} يعني الاغتياب {عتل} قال: الشديد الفاتك {زنيم} الدعي وفي قوله: {سنسمه على الخرطوم} فقاتل يوم بدر فخطم بالسيف في القتال). [الدر المنثور: 14 / 626-633]

تفسير قوله تعالى: (أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أن كان ذا مالٍ وبنين (14) إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين (15) سنسمه على الخرطوم}.
اختلفت القرأة في قراءة قوله: {أن كان} فقرأ ذلك أبو جعفرٍ المدنيّ وحمزة: (أأن كان ذا مالٍ) بالاستفهام بهمزتين، وتتوجّه قراءة من قرأ ذلك كذلك إلى وجهين: أحدهما أن يكون مرادًا به تقريع هذا الحلاّف المهين، فقيل: ألأن كان هذا الحلاّف المهين ذا مالٍ وبنين {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين}؟ وهذا أظهر وجهيه. والآخر أن يكون مرادًا به: ألأن كان ذا مالٍ وبنين تطيعه، على وجه التّوبيخ لمن أطاعه. وقرأ ذلك بعد سائر قرّاء المدينة والكوفة والبصرة: {أن كان ذا مالٍ} على وجه الخبر بغير استفهامٍ بهمزةٍ واحدةٍ؛ ومعناه إذا قرئ كذلك: ولا تطع كلّ حلاّفٍ مهينٍ أن كان ذا مالٍ وبنين كأنّه نهاه أن يطيعه من أجل أنّه ذو مالٍ وبنين). [جامع البيان: 23 / 169]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {أن كان ذا مال وبنين} بهمزتين يستفهم.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن عمر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من مات همازا لمازا ملقبا للناس كان علامته يوم القيامة أن يسمه الله على الخرطوم من كلا الشدقين). [الدر المنثور: 14 / 633-634]

تفسير قوله تعالى: (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين} يقول: إذا تقرأ عليه آيات كتابنا، قال: هذا ممّا كتبه الأوّلون استهزاءً به وإنكارًا منه أن يكون ذلك من عند اللّه). [جامع البيان: 23 / 169]

تفسير قوله تعالى: (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى سنسمه على الخرطوم قال سيما على أنفه). [تفسير عبد الرزاق: 2/309]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {سنسمه على الخرطوم} اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: سنخطمه بالسّيف، فنجعل ذلك علامةً باقيةً، وسمةً ثابتةً فيه ما عاش.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {سنسمه على الخرطوم} فقاتل يوم بدرٍ، فخطم بالسّيف في القتال.
وقال آخرون: بل معنى ذلك سنشينه شينًا باقيًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {سنسمه على الخرطوم}: شينٌ لا يفارقه آخر ما عليه.
وقال آخرون: سيمى على أنفه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {سنسمه على الخرطوم} قال: سنسم على أنفه.
وأولى القولين بالصّواب في تأويل ذلك عندي قول من قال: معنى ذلك: سنبيّن أمره بيانًا واضحًا حتّى يعرفوه، فلا يخفى عليهم، كما لا تخفى السّمة على الخرطوم.
وقال معنى قول قتادة: شينٌ لا يفارقه آخر ما عليه، وقد يحتمل أيضًا أن يكون خطم بالسّيف، فجمع له مع بيان عيوبه للنّاس الخطم بالسّيف.
ويعني بقوله: {سنسمه} سنكويه.
وقال بعضهم: معنى ذلك: سنسمه سمة أهل النّار: أي سنسوّد وجهه. وقال: إنّ الخرطوم وإن كان خصّ بالسّمة، فإنّه في مذهب الوجه، لأنّ بعض الوجه يؤدّي عن بعضٍ، والعرب تقول: واللّه لأسمنّك وسمًا لا يفارقك، يريدون الأنف. قال: وأنشدني بعضهم:
لأعلطنّه وسمًا لا يفارقه = كما يحزّ بحمي الميسم البجر
و البجر: داءٌ يأخذ الإبل فتكوى على أنفها). [جامع البيان: 23 / 169-171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {مهين} قال: الكذاب {هماز} يعني الاغتياب {عتل} قال: الشديد الفاتك {زنيم} الدعي وفي قوله: {سنسمه على الخرطوم} فقاتل يوم بدر فخطم بالسيف في القتال). [الدر المنثور: 14 / 633]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: {سنسمه على الخرطوم} قال: سيما على أنفه لا تفارقه.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {سنسمه على الخرطوم} قال: سنسمه بسيما لا تفارقه آخر ما عليه). [الدر المنثور: 14 / 633]


رد مع اقتباس