عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 01:03 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ويقول الأشهاد} واحدهم شاهد بمنزلة صاحب والجميع أصحاب، ويقول: بعضهم شهيد في معنى شاهد بمنزلة شريف والجميع أشراف.
{ألا لعنة الله على الظّالمين} مجازه: لعنة الله، وألا إيجاب وتوكيد وتنبيه). [مجاز القرآن: 1/286]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ومن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبا أولئك يعرضون على ربّهم ويقول الأشهاد هؤلاء الّذين كذبوا على ربّهم ألا لعنة اللّه على الظّالمين}
الأشهاد هم الأنبياء والمؤمنون، وقال أولئك يعرضون على ربّهم.
والخلق كلهم يعرضون على ربهم، كما قال جلّ ثناؤه: (إلينا مرجعهم) {إلينا يرجعون} فذكر عرضهم على ربهم توكيدا لحالهم في الانتقام منهم.
وقوله: (ألا لعنة اللّه على الظّالمين) لعنة الله إبعاده من يلعنه من عفوه ورحمته). [معاني القرآن: 3/44]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم}
قال الضحاك الأشهاد الأنبياء والمرسلون قال الله جل وعز: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}
وقال مجاهد الأشهاد الملائكة
وقال سفيان سألت الأعمش عن الأشهاد فقال هم الملائكة). [معاني القرآن: 3/339]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {الّذين يصدّون عن سبيل اللّه ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون}
أي: يصدّون عن طريق الإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم - يريدون ردّ السبيل التي هي الإيمان والاستواء إلى الكفر والاعوجاج عن القصد.
{وهم بالآخرة هم كافرون} ذكرت هم ثانية على جهة التوكيد لتشأنهم في الكفر). [معاني القرآن: 3/45-44]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما كان لهم مّن دون اللّه من أولياء يضاعف لهم العذاب...}
ثم رءوس الكفرة الذين يضلّون. وقوله: {ما كانوا يستطيعون السّمع} على وجهين. فسّره بعض المفسّرين: يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون السّمع ولا يفعلون.
فالباء حينئذ كان ينبغي لها أن تدخل، لأنه قال: {ولهم عذابٌ أليمٌ بما كانوا يكذبون} في غير موضع من التنزيل أدخلت فيه الباء، وسقوطها جائز كقولك في الكلام:
بأحسن ما كانوا يعملون وأحسن ما كانوا يعملون. وتقول في الكلام: لأجزينّك بما عملت، وما عملت. ويقال: ما كانوا يستطيعون السّمع وما كانوا يبصرون:
أي أضلّهم الله عن ذلك في اللوح المحفوظ). [معاني القرآن: 2/8]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون اللّه من أولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السّمع وما كانوا يبصرون}
أي اللّه لا يعجزه انتقام من دار الدنيا، ولا وليّ يمنع من انتقام الله لمن أراد به النقمة، ثم استأنف فقال: {يضاعف لهم العذاب}.
فوصف مضاعفة العذاب على قدر ما وصف من عظم كفرهم بنبيه - صلى الله عليه وسلم - وبالبعث والنشور.
(ما كانوا يستطيعون السّمع وما كانوا يبصرون) أي من شدة كفرهم وعداوتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - لا يستطيعون أن يسمعوا ما يقول.
ثم بيّن - جلّ وعزّ - ضرر ذلك عليهم فقال: (أولئك الّذين خسروا أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون}. [معاني القرآن: 3/45]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون} [معاني القرآن: 3/339]
قال قتادة ما كانوا يستطيعون أن يسمعوا خبرا فينتفعوا به ولا يبصرون خيرا فيأخذوا به
وحكى الفراء عن بعض المفسرين أن المعنى يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون السمع ولا يعقلون
وذهب إلى أن هذا مثل قولهم جزيته فعله وبفعله
ومن أحسن ما قيل فيه وهو معنى قول ابن عباس إن المعنى لا يستطيعون أن يسمعوا الحق سماع منتفع ولا يبصرونه بصر مهتد لاشتغالهم بالكفر الذي كانوا عليه مقيمين
وقد روي عنه ما كانوا يستطيعون السمع يعني الآلهة). [معاني القرآن: 3/340]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم بيّن - جلّ وعزّ - ضرر ذلك عليهم فقال:{أولئك الّذين خسروا أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون}). [معاني القرآن: 3/45] (م)

تفسير قوله تعالى: {لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا جرم أنّهم...}
كلمة كانت في الأصل بمنزلة لا بدّ أنّك قائم ولا محالة أنّك ذاهب، فجرت على ذلك، وكثر استعمالهم إيّاها، حتّى صارت بمنزلة حقّا؛ ألا ترى أن العرب تقول: لا جرم لآتينك،
لا جرم قد أحسنت. وكذلك فسّرها المفسّرون بمعنى الحقّ. وأصلها من جرمت، أي: كسبت الذنب وجرّمته. وليس قول من قال إنّ جرمت كقولك: حققت أو حققت بشيء وإنما لبّس على قائله قول الشاعر:
ولقد طعنت أبا عيينة طعنةً = جرمت فزارة بعدها أن تغضبا
فرفعوا (فزارة) قالوا: نجعل الفعل لفزارة كأنه بمنزلة حقّ لها أو حقّ لها أن تغضب وفزارة منصوبة في قول الفراء أي جرمتهم الطعنة أن يغضبوا.
ولكثرتها في الكلام حذفت منها الميم فبنو فزارة يقولون: لا جر أنك قائم. وتوصل من أوّلها بذا، أنشدني بعض بني كلاب:
إن كلاباً والدي لاذا جرم = لأهدرنّ اليوم هدراً صادقا
* هدر المعنّى ذي الشقاشيق اللهم *
وموضع أن مرفوع كقوله:
أحقّا عباد الله جرأة محلقٍ عليّ وقد أعييت عاد وتبّعا).
[معاني القرآن: 2/9-8]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {لا جرم أن لهم النار} كان ابن عباس يقول: لا جرم أي حقا حقًا، وقالوا في اللغة: لا ذا جرم، ولا عن ذا جرم يا هذا.
وقال ناس من فزارة: لا جر أنه؛ فحذفوا الميم، كما قالوا: سو ترى؛ يريد سوف ترى؛ وهذا كقولهم: أيم الله، وقالوا: وم الله؛ وهذا كثير.
وقال بعضهم: "لا جرم إنه" بكسر الألف؛ كأنه قال: حقًا، ثم ابتدأ فقال: إنه؛ وهو ضعيف.
وقال الشاعر:
ولقد طعنت أبا عيينة طعنة = جرمت فزارة بعدها أن تغضبا
وعلى هذا: جرمت أن أفعل؛ أي حق لي؛ فدل على أن جرم فعل بتاء التأنيث في التأنيث.
وقال الآخر:
[معاني القرآن لقطرب: 685]
ونبئت أن مسعود بن قيس يسبني = وهل عرضه إلا كأعراضنا جرم
فأسكن الراء؛ أي حق؛ فكأنه يصير المصدر من: لا جرم). [معاني القرآن لقطرب: 686]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا جرم} حقا). [تفسير غريب القرآن: 202]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (لا جَرَمَ) قالَ الفرَّاء: هي بمنزلةِ لا بُدَّ ولا مَحَالةَ، ثمَّ كَثُرَت في الكلام حتى صارت بمنزلة حقًّا.
وأصلها من جَرَمْتُ: أي كَسَبْتُ.
وقال في قول الشاعر:
ولقد طعنتُ أبا عيينةَ طعنةً = جَرَمَتْ فَزَارَةُ بعدَها أَن يَغْضَبُوا
أي: كَسَبْتُهُمُ الغَضَبَ أَبَدًا.
قال: وليس قول من قال: (حُقَّ لِفَزَارَةَ الغَضَبُ) بِشيء.
ويقال: فلان جَارِمُ أَهْلِهِ، أَي كاسبُهُم وَجَرِيمَتُهُم.
ولا أحسبُ الذَّنبَ سُمِّيَ جُرْمًا إِلاَّ مِن هَذَا: لأَنَّهُ كَسْبٌ واقترِافٌ). [تأويل مشكل القرآن: 551-550] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لا جرم أنّهم في الآخرة هم الأخسرون}
قال المفسرون: المعنى جزاء حقا، أنهم في الآخرة هم الأخسرون
وزعم سيبويه أن جرم بمعنى حق.
قال الشاعر:
ولقد طعنت أبا عيينة طعنة= جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا
معناه أحقّت فزارة الطعنة بالغضب.
ومعنى " لا " نفي لما ظنّوا أنّه ينفعهم، كأن المعنى لا ينفعهم ذلك جرم أنّهم في الآخرة هم الأخسرون، أي كسب ذلك الفعل لهم الخسران). [معاني القرآن: 3/45-46]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لاَ جَرَمَ} حقا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 106]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأخبتوا إلى ربّهم...}
معناه: تخشّعوا لربّهم وإلى ربّهم. وربّما جعلت العرب (إلى) في موضع اللام. وقد قال الله عزّ
وجلّ: {بأنّ ربّك أوحى لها} وقال: {الحمد للّه الذي هدانا لهذا} وقال: {يهديهم إليه صراطاً مستقيماً} وقال: {فأوحى إليهم ربّهم} وقد يجوز في العربيّة أن تقول: فلان يخبت إلى الله تريد: يفعل ذلك بوجهه إلى الله؛ لأن معنى الإخبات الخشوع، فيقول: يفعله بوجهه إلى الله ولله. وجاء التفسير: وأخبتوا فرقا من الله فمن يشاكل معنى اللام ومعنى إلى إذا أردت به لمكان هذا ومن أجل هذا). [معاني القرآن: 2/10-9]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (وأخبتوا إلى ربّهم) مجازه: أنابوا إلى ربهم وتضرعوا إليه، وخضعوا وتواضعوا له). [مجاز القرآن: 1/286]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {وأخبتوا إلى ربهم} إخباتًا؛ المعنى فيها: أنابوا إلى ربهم وتضرعوا.
قال أبو علي: وحكي لنا: أنهم قالوا: أسبأ قلبه إلى أمر الله؛ أي إذا خبت له، بغير ألف). [معاني القرآن لقطرب: 686]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وأخبتوا إلى ربهم}: أنابوا وتواضعوا). [غريب القرآن وتفسيره: 173]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأخبتوا إلى ربّهم} أي تواضعوا لربهم. والإخبات: التواضع والوقار). [تفسير غريب القرآن: 202]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وأخبتوا إلى ربهم} أي: تضرعوا إلى ربهم.
وأما قوله: {وبشر المخبتين} أي: بشر المؤمنين المتواضعين لله - جل وعز. والإخبات: التضرع في وقت، والإخبات: التواضع لله - عز وجل - في كل وقت). [ياقوتة الصراط: 263-262]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ} أي خشعوا، وخافوا، وخضعوا، وذلوا، وأنابوا، واطمأنوا. كل هذه الألفاظ قد رويت في معنى (أخبتوا)، وقد فسر الله معنى {المخبتين} فقال: {وبشر المخبتين} ثم فسر من هم فقال: {الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم... } إلى قوله: {... ينفقون} ).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 106]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأَخْبَتُواْ}: تواضعوا). [العمدة في غريب القرآن: 154]

تفسير قوله تعالى: {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (24)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {مثل الفريقين كالأعمى والأصمّ والبصير والسّميع هل يستويان مثلاً}
مجازه: مثل الكافر وهو الأعمى الذي لا يبصر الهدى والحق ولا أمر الله وإن كان ينظر، وهو الأصم الذي لا يسمع الحق ولا أمر الله وإن كان يسمع بأذنه؛ والمؤمن وهو البصير
أي المبصر الحق والهدى، وهو السامع الذي يسمع أمر الله ويهتدي له، ومجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك: مثل الفريقين كمثل الأعمى، ثم رجع الوصف إلى مثل الكافر ومثل المؤمن فقال: (هل يستويان مثلاً) أي لا يستوي المثلان مثلا، ولي موضع هل ها هنا موضع الاستفهام ولكن موضعها ها هنا موضع الإيجاب أنه لا يستويان،
وموضع تقرير وتخبير، أن هذا ليس كذاك، ولها في غير هذا موضع آخر: موضع قد، قال: {هل أتى على الإنسان حينٌ من الدّهر لم يكن شيئاً مذكوراً}
معناها: قد أتى على الإنسان).[مجاز القرآن: 1/287]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {مثل الفريقين كالأعمى والأصمّ والبصير والسّميع هل يستويان مثلاً أفلا تذكّرون}
وقال: {مثل الفريقين كالأعمى والأصمّ} يقول "كمثل الأعمى والأصمّ"). [معاني القرآن: 2/40]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم ضرب اللّه مثلا للمؤمنين والكافرين فقال:
{مثل الفريقين كالأعمى والأصمّ والبصير والسّميع هل يستويان مثلا أفلا تذكّرون}
ومثل فريق الكافرين كالأعمى والأصم لأنهم في عداوتهم وتركهم التفهم كمن لا يسمع ولا يبصر). [معاني القرآن: 3/46]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع}
قال الضحاك الأعمى والصم مثل للكافر والبصير والسميع مثل للمؤمن
قال أبو جعفر وهذا قول حسن يدل عليه قوله تعالى: {هل يستويان مثلا} فدل هذا على أن هذا لاثنين). [معاني القرآن: 3/341-340]


رد مع اقتباس