عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 10:02 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ويوم نسير الجبال} الآية. التقدير: واذكر يوم، وهذا أفصح ما يتأول في هذا هنا. وقرأ نافع، والأعرج، وشيبة، وعاصم، وابن مصرف، وأبو عبد الرحمن: "نسير" بنون العظمة. وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والحسن، وشبل، وقتادة، وعيسى: "تسير" بالتاء، وفتح الياء المشددة "الجبال" بالرفع، وقرأ الحسن: "يسير" بياء مضمومة والثانية مفتوحة مشددة "الجبال" رفعا. وقرأ ابن محيصن: "تسير" بتاء مفتوحة وسين مكسورة، أسند الفعل إلى "الجبال"، وقرأ أبي بن كعب: "ويوم سيرت الجبال".
وقوله تعالى: "بارزة"، إما أن يريد أن الأرض لذهاب الجبال والظراب والشجر، برزت وانكشفت، وإما أن يريد بروز أهلها، والمحشورين من سكان بطنها. "وحشرناهم" أي أقمناهم من قبورهم وجمعناهم لعرضة القيامة. وقرأ الجمهور: "نغادر" بنون العظمة، وقرأ قتادة: "تغادر" على الإسناد إلى القدرة أو إلى الأرض. وروى أبان بن زيد عن عاصم: "يغادر" بياء مضمومة وفتح الدال "أحد" بالرفع.
وقرأ الضحاك: "فلم نغدر" بنون مضمومة وكسر الدال وسكون الغين.
والمغادرة: الترك، ومنه: غدير الماء، وهو ما تركه السيل). [المحرر الوجيز: 5/615]

تفسير قوله تعالى: {وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "صفا" إفراد نزل منزلة الجمع، أي: صفوفا، وفي الحديث الصحيح: "يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد صفوفا يسمعهم الداعي وينفدهم البصر" الحديث. وفي حديث آخر: "أهل الجنة يوم القيامة مائة وعشرون
[المحرر الوجيز: 5/615]
صفا، أنتم منها ثمانون صفا". وقوله تعالى: {لقد جئتمونا} إلى آخر الآية، مقاولة للكفار المنكرين للبعث، ومضمنها التقريع والتوبيخ، والمؤمنون المعتقدون في الدنيا أنهم يبعثون يوم القيامة، لا تكون هذه المخاطبة لهم بوجه، وفي الكلام حذف يقتضيه القول ويحسنه الإيجاز، تقديره: يقال للكفرة منهم. كما خلقناكم أول مرة يفسره قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا"، كما بدأنا أول خلق نعيده). [المحرر الوجيز: 5/616]

تفسير قوله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا}
"الكتاب" اسم جنس يراد به كتب الناس التي أحصتها الحفظة لواحد واحد، ويحتمل أن يكون الموضوع كتابا واحدا حاضرا، و"إشفاق المجرمين": فزعهم من كشفه لهم وفضحه، فشكاية المجرمين إنما هي من الإحصاء، لا من ظلم ولا حيف.
[المحرر الوجيز: 5/616]
وقدم "الصغيرة" اهتماما بها لينبه منها ويدل أن الصغيرة إذا أحصيت فالكبيرة أحرى بذلك، والعرب أبدا تقدم في الذكر الأقل من كل مقترنين، ونحو هذا قولهم: القمران والعمران، سموا باسم الأقل تنبيها منهم، وقال ابن عباس رضي الله عنهما:
"الصغيرة": الضحك.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا مثال، وباقي الآية بين). [المحرر الوجيز: 5/617]

رد مع اقتباس