عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 08:40 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا}
لما اقتضى قوله تعالى: {لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا} اختلافا وقع في أمر الفتية عقب بالخبر عن أنه عز وجل يعلم من أمرهم بالحق الذي وقع. وفي مجموع هذه الآيات جواب قريش عن سؤالهم الذي أمرتهم به بنو إسرائيل و"القص": الإخبار بأمر
[المحرر الوجيز: 5/574]
يسرد، لا بكلام يروى شيئا شيئا، لأن تلك المخاطبة ليست بقصص. وقوله تعالى: {وزدناهم هدى} أي: يسرناهم للعمل الصالح، والانقطاع إلى الله عز وجل، ومباعدة الناس، والزهد في الدنيا، وهذه زيادات على الإيمان). [المحرر الوجيز: 5/575]

تفسير قوله تعالى: {وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وربطنا على قلوبهم} عبارة عن شدة عزم وقوة صبر أعطاها الله لهم، ولما كان الفزع وخور النفس يشبه بالتناسب الانحلال، حسن في شدة النفس وقوة التصميم أن يشبه الربط، ومنه يقال: "فلان رابط الجأش" إذا كان لا تفترق نفسه عند الجزع والحرب وغيرها، ومنه الربط على قلب أم موسى. وقوله تعالى: {إذ قاموا فقالوا} يحتمل معنيين: أحدهما أن يكون هذا وصف مقامهم بين يدي الملك الكافر; فإنه مقام يحتاج إلى الربط على القلب، حيث طلبوا عليه، وخالفوا دينه، ورفضوا في ذات الله هيبته. والمعنى الثاني أن يعبر بالقيام عن انبعاثهم بالعزم إلى الهروب إلى الله تعالى ومنابذة الناس، كما تقول: "قام فلان إلى أمر كذا" إذا عزم عليه بغاية الجد، وبهذه الألفاظ التي هي: قاموا فقالوا تعلقت الصوفية في القيام والقول، وقرأ الأعمش: "إذ قاموا قياما فقالوا".
وقولهم: {لقد قلنا إذا شططا}، أي: لو دعونا من دون ربنا إلها، و"الشطط": الجور وتعدي الحد والغلو بحسب أمر أمر، ومنه: "اشتط الرجل في السوم" إذا طلب في سلعته فوق قيمتها، ومنه: شطوط النوى والبعد، ومنه قول الشاعر:
ألا يا لقومي قد اشتط عوازلي ... ويزعمن أن أودى بحقي باطلي). [المحرر الوجيز: 5/575]

تفسير قوله تعالى: {هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {هؤلاء قومنا} مقالة يصلح أن تكون مما قالوا في مقامهم بين يدي الملك، ويصح أن تكون من قول بعضهم لبعض عند قيامهم للأمر الذي عزموا عليه. وقولهم: {لولا يأتون} تحضيض بمعنى التعجيز; لأنه تحضيض على ما لا يمكن; وإذا لم يمكنهم ذلك لم يجب أن يلتفت إلى دعواهم. و"السلطان": الحجة، وقال قتادة: المعنى: بعذر بين.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذه عبارة محلقة.
ثم عظموا جرم الداعين مع الله آلهة وظلمهم بقوله -على جهة التقرير-: {فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا} ). [المحرر الوجيز: 5/576]

رد مع اقتباس