عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 6 رجب 1434هـ/15-05-2013م, 03:57 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويوم نسيّر الجبال وترى الأرض بارزةً} مستويةً.
سعيدٌ، عن قتادة قال: ليس عليها بناءٌ ولا شجرٌ.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: ليس عليها خمرٌ ولا غيايةٌ.
قال: {وحشرناهم} ، يعني: وجمعناهم. وهو تفسير السّدّيّ.
{فلم نغادر منهم أحدًا}: أحضروا فلم يغب منهم أحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/189]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {ويوم نسيّر الجبال...}

وقوله: {وترى الأرض بارزةً} يقول: أبرزنا أهلها من بطنها. ويقال: سيّرت عنها الجبال فصارت كلها بارزة لا يستر بعضها بعضاً.
وقوله: {فلم نغادر منهم} هذه القراءة (ولو قرئت "ولم نغدر" كان صواباً)، ومعناهما واحد، يقال: "ما أغدرت منهم أحداً"، و"ما غادرت"، وأنشدني بعضهم:

هل لك والعائض منهم عائض.......في هجمة يغدر منها القابض
* سدسا وربعا تحتها فرائض *
قال الفراء: سدس وربع من أسنان الإبل.). [معاني القرآن: 2/147-146]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وترى الأرض بارزةً} أي ظاهرة). [مجاز القرآن: 1/406]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الحسن وأبي عمرو {ويوم تسير الجبال}.
[معاني القرآن لقطرب: 853]
والأعمش وأهل المدينة {نسير الجبال} بالنون). [معاني القرآن لقطرب: 854]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فلم نغادر منهم أحدا}: لم نترك). [غريب القرآن وتفسيره: 230]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فلم نغادر منهم أحداً} أي لم نخلّف. يقال: "غادرت كذا" و"أغدرته": إذا خلفته. ومنه سمي الغدير، لأنه ماء تخلّفه السيول). [تفسير غريب القرآن: 268]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ويوم نسيّر الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا}
(يوم) منصوب على معنى التلاوة والذكر، المعنى: واذكر يوم نسير الجبال.
ويجوز أن يكون نصبه على " والباقيات الصالحات خير يوم يسير الجبال" أي: خير في القيامة من الأعمال التي تبقى آثامها.
وقوله {وترى الأرض بارزة}، معناه ظاهرة، وقد سيّرت جبالها، واجتثت أشجارها، وذهبت أبنيتها فبقيت ظاهرة، وقد ألقت ما فيها وتخلت.
وقوله: {وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا}؛ أي: لم نخلّف أحدا منهم). [معاني القرآن: 3/292]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة} في قوله: {بارزة} قولان:
أحدهما: قد اجتثت ثمارها وقلعت جبالها وهدم بنيانها فهي بارزة أي ظاهرة وعلى هذا القول أهل التفسير وهو البين
والقول الآخر: إن معنى {بارزة}: قد أبرز من فيها من الموتى؛ فيكون هذا على النسب، كما قال كليني لهم يا أميمة ناصب). [معاني القرآن: 4/251-250]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا}
أي لم نبق). [معاني القرآن: 4/251]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({وترى الأرض بارزة}
قال أبو عبد الله: أي: ظاهره بلا جبل، ولا تل ولا رمل). [ياقوتة الصراط: 326]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({فلم نغادر}: فلم نترك). [ياقوتة الصراط: 326]

تفسير قوله تعالى: {وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وعرضوا على ربّك صفًّا} صفوفًا.
وقال السّدّيّ: صفًّا، يعني: جميعًا.
- مندل بن عليٍّ، عن موسى الجهنيّ، عن الشّعبيّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لأصحابه ذات يومٍ: ((يسرّكم أن تكونوا ثلث أهل الجنّة؟))

قالوا: اللّه ورسوله أعلم.
قال: ((يسرّكم أن تكونوا شطر أهل الجنّة؟))

قالوا: اللّه ورسوله أعلم.
قال: فقال: ((النّاس يوم القيامة عشرون ومائة صفٍّ وأنتم منها ثمانون صفًّا)).
- المبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((عرضت عليّ البارحة الأنبياء وأممها فرأيت النّبيّ يتبعه من أمّته الثّلاثة، ورأيت النّبيّ يتبعه من أمّته العصابة، ورأيت النّبيّ يتبعه من أمّته الرّجلان، ورأيت النّبيّ يتبعه من أمّته الواحد، ورأيت النّبيّ لا يتبعه من أمّته أحدٌ، فاهتممت بأمّتي فقلت: أي ربّ، أمّتي)).
قال: [انظر هاهنا]؛ فرفعت رأسي فإذا الأفق سادٍّ.
قال: [أرضيت يا محمّد؟]، قلت: نعم.
قال: [انظر هاهنا]؛ فنظرت فإذا شعاب مكّة وظرابها مواشٍ ناسًا.
قال: [أرضيت يا محمّد؟]، قلت: نعم أي ربّ.
قال: [ومع هؤلاء سبعون ألفًا يدخلون الجنّة بغير حسابٍ].
فقال أصحاب رسول اللّه: ما ترون هؤلاء؟ هؤلاء قومٌ يولدون في الإسلام لم يشركوا باللّه شيئًا، لم يدركوا الجاهليّة ولا جهلها ولا ضلالتها.
فقال رسول اللّه: ما تقولون؟ فأخبروه، فقال: بل هم الّذين لا يسترقون ولا يكتوون، ولا يتطيّرون، وعلى ربّهم يتوكّلون.
فقام عكّاشة فقال: يا رسول اللّه، ادع اللّه أن يجعلني منهم، قال: اللّهمّ اجعله منهم.
ثمّ قال آخر: يا رسول اللّه ادع اللّه أن يجعلني منهم.
قال: سبقك بها عكّاشة.
- إبراهيم بن محمّدٍ، عن صفوان بن سليمٍ، عن عائشة، قالت: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن الّذي يحاسب حسابًا يسيرًا، قال: «يعرف بعمله ثمّ يتجاوز اللّه عنه، ولكن من نوقش حسابًا فذلك الهالك».
- همّامٌ، عن قتادة، عن صفوان بن محرزٍ، قال: بينما أنا آخذٌ بيد ابن عمر إذ عرض له رجلٌ، فقال: يا أبا عبد الرّحمن كيف سمعت رسول اللّه يقول في النّجوى؟ فقال ابن عمر: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: " إنّ اللّه يدني منه المؤمن يوم القيامة حتّى يضع عليه كنفه ويستره من النّاس، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم يا ربّ، أتعرف ذنب كذا؟
فيقول: نعم يا ربّ، أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم يا ربّ، حتّى إذا قرّره بذنوبه، ورئي في نفسه أنّه قد هلك قال: فإنّي سترتها عليك في الدّنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، ثمّ يعطى كتاب حسناته، وأمّا الكفّار والمنافقون فإنّه ينادي الأشهاد {هؤلاء الّذين كذبوا على ربّهم ألا لعنة اللّه على الظّالمين} [هود: 18] ".
قوله: {لقد جئتمونا كما خلقناكم أوّل مرّةٍ} حفاةً عراةً غرلا، أي: غلفًا غير مختّنين.
{بل زعمتم} يقول للمشركين.
{ألّن نجعل لكم موعدًا} أن لن تبعثوا.
- وبلغنا عن الحسن أنّ عائشة قالت: يا رسول اللّه، أما يحتشم النّاس يومئذٍ بعضهم من بعضٍ؟ قال: «هم أشغل من أن ينظر بعضهم إلى عورة بعضٍ».
حدّثني الأزهر بن عبد اللّه الأزديّ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا ذكر هذه الآية قالت عائشة: يا سوأتاه لك يا ابنة أبي بكرٍ.
فقال رسول اللّه: «النّاس يومئذٍ أشغل من أن ينظر بعضهم إلى بعضٍ؛ إنّ أوّل من يكسى إبراهيم خليل اللّه»). [تفسير القرآن العظيم: 1/189-191]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {وعرضوا على ربك صفا} وقوله {ثم ائتوا صفا} يكون على صفوفًا؛ وقالوا: هل أتيت الصف: أي المصلى.
وقال ابن عباس {وعرضوا على ربك صفا} قال جميعًا). [معاني القرآن لقطرب: 874]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وعرضوا على ربّك صفّا لقد جئتمونا كما خلقناكم أوّل مرّة بل زعمتم ألّن نجعل لكم موعدا}
معناه أنهم كلهم ظاهرون للّه، ترى جماعتهم كما يرى كل واحد منهم، لا يحجب واحد واحدا.
وقوله: {لقد جئتمونا كما خلقناكم أوّل مرّة} أي بعثناكم كما خلقناكم.
وجاء - في التفسير أنهم يحشرون عراة غرلا حفاة.
معنى غرلا، جمع أغرل وهو الأقلف.
وقوله: {بل زعمتم ألّن نجعل لكم موعدا} أي: بل زعمتم أن لن تبعثوا، لأن الله جل ثناؤه، وعدهم بالبعث). [معاني القرآن: 3/292-293]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وعرضوا على ربك صفا}
أي: لا يسترهم شيء ولا يحجبهم). [معاني القرآن: 4/251]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة}
قيل: معناه بعثناكم كما خلقناكم أول مرة.
وقيل: هو كما روى أنهم يحشرون حفاة عراة غرلا.). [معاني القرآن: 4/252]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {بل زعمتم أن لن نجعل لكم موعدا} أي كنتم تنكرون البعث). [معاني القرآن: 4/252]

تفسير قوله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ووضع الكتاب} ما كانت تكتب عليهم الملائكة في الدّنيا من أعمالهم.
{فترى المجرمين} المشركين.
{مشفقين} أي: خائفين.
{ممّا فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرًا} في كتبهم.
{ولا يظلم ربّك أحدًا}). [تفسير القرآن العظيم: 1/191]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} كأنه قال: لا يغادرها إلا محصاة، كقولك: لم يدع شيئًا إلا أخذه؛ كأنه قال: إلا وهو آخذ له؛ كأنه قال: ولا يغادر؛ أي لا يتركها إلا محصاة). [معاني القرآن لقطرب: 882]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين ممّا فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلّا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربّك أحدا }
معناه - والله أعلم - وضع كتاب كل امرئ بيمينه أو شماله.
{فترى المجرمين مشفقين ممّا فيه ويقولون يا ويلتنا}، كل من وقع في هلكة دعا بالويل.
{مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلّا أحصاها}أي لا تاركا صغيرة.
{ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربّك أحدا} أي: إنما يعاقبهم فيضع العقوبة موضعها في مجازاة الذنوب.
وأجمع أهل اللغة أن "الظلم": وضع الشيء في غير موضعه). [معاني القرآن: 3/293]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {ووضع الكتاب} في الكلام حذف، والمعنى: ووضع الكتاب في يد كل امريء إما في يمينه وإما في شماله). [معاني القرآن: 4/252]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم يبين هذا بقوله: {فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} أي تراهم خائفين وجلين مما فيه من أعمالهم السيئة ويقولون ما شأن هذا الكتاب لا يبقى صغيرة من ذنوبنا ولا كبيرة إلا حفظها وضبطها). [معاني القرآن: 4/253]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا} أي إنما تقع العقوبة على المجازاة وأصل الظلم في اللغة وضع الشيء في غير موضعه). [معاني القرآن: 4/253]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُغادِرُ}: يترك). [العمدة في غريب القرآن: 190]


رد مع اقتباس