عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 جمادى الآخرة 1434هـ/6-05-2013م, 03:26 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال له صاحبه} المؤمن.
{وهو يحاوره أكفرت بالّذي خلقك من ترابٍ} يعني أوّل خلق الإنسان، يعني آدم). [تفسير القرآن العظيم: 1/186]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {وهو يحاوره} أي يكلّمه، ومعناه من المحاورة). [مجاز القرآن: 1/403]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {أكفرت بالّذي خلقك من تراب ثمّ من نطفة ثمّ سوّاك رجلا }
أي ثم أكملك، فأنكرت أمر البعث حتى شككت فيه، وقد أعلمنا أن الشاكّ في أمر اللّه كافر، وأن بعض الظنّ إثم أي باطل، وقد قال اللّه تعالى:
{وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظنّ الّذين كفروا فويل للّذين كفروا من النّار}
ثم أعلمه صاحبه أنه موحّد للّه، وأن كل ما قدر عليه الإنسان من ملك ونعمة فلا قوة له ولا قدرة عليه إلا باللّه، فقال:
{لكنّا هو اللّه ربّي ولا أشرك بربّي أحدا} ). [معاني القرآن: 3/286]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة} فألزمه الكفر بقوله).[معاني القرآن: 4/242]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {ثم سواك رجلا} أي كملك). [معاني القرآن: 4/242]

تفسير قوله تعالى: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {لكنّا هو اللّه ربّي...}
معناه: لكن أنا هو الله ربّي ترك همزة الألف من أنا، وكثر بها الكلام، فأدغمت النون من (أنا) مع النون من (لكن) ومن العرب من يقول: أنا قلت ذاك بتمام الألف فقرئت لكنّا على تلك اللغة وأثبتوا الألف في اللغتين في المصحف: كما قالوا: رأيت يزيدا وقواريرا فثبتت فيهما الألف في القولين إذا وقفت. ويجوز الوقوف بغير ألف في غير القرآن في أنا.
ومن العرب من يقول إذا وقف: أنه وهي في لغة جيّدة. وهي في عليا تميم وسفلى قيس. وأنشدني أبو ثروان:
وترمينني بالطّرف أي أنت مذنب.......وتقلينني لكنّ إيّاك لا أقلى
يريد: لكن أنا إيّاك لا أقلى، فترك الهمز فصار كالحرف الواحد.
وزعم الكسائي
أنه سمع العرب تقول لكنّ والله، يريدون: لكن أنا والله.
وقال الكسائي: سمعت بعض العرب يقول: إنّ قائم يريد إن أنا قائم فترك الهمز: وأدغم فهي نظير للكن). [معاني القرآن: 2/145-144]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({لكنّا هو الله ربّي} مجازه: لكن أنا هو الله ربي، ثم حذفت الألف الأولى وأدغمت إحدى النونين في الأخرى فشددت، والعرب تفعل ذلك). [مجاز القرآن: 1/403]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الأعرج وأبو جعفر وشيبة وعاصم والأعمش {لكنا هو الله ربي} وهي قراءة أبي عمرو.
وقد جاء عن أبي عمرو "لكن هو الله ربي" بإسكان النون فليس في هذا إدغام.
وقراءة موسى بن الزبير {لكنا هو} يقف بالألف.
وقراءة أبي "لكن أنا هو الله ربي" جاء بها على الأصل، ولم يدغم.
قال أبو علي: وأما من قرأ "لكن هو الله ربي" فالمعنى: لكن أنا هو الله ربي؛ فحذف همزة أنا، وألقى حركتها على نون "لكن"، فتحركت نون "لكن" ونون "أنا"، والتقتا، فأدغمت إحداهما في الأخرى؛ فصار اللفظ "لكن هو الله ربي".
[وزاد محمد بن صالح]:
ويرمينني بالذنب أي أنت مذنب = ويقلينني لكن إياك لا أقلي
أما {لكنا هو الله ربي} فوصل بالألف وأثبتها، فيكون أراد أيضًا ما أراد الذي قرأ "لكن هو الله ربي" فحذفها في الوصل؛ إلا أنه وصل بالألف، على لغة من أثبت الألف في الوصل، فقال: أنا فعلت، وفيها لغات ثلاث: أنا فعلت ذاك، بحذف الألف في الوصل فهذه الفاشية الكثيرة؛ والثانية: أنا فعلت ذاك، تصير الألف من الأصل، مثل ألف قفى وعصى.
وقال على ذلك عدي بن زيد:
يا ليت شعري وأنا ذو عجة = متى أرى شربًا حوالي أصيص
فأثبت الألف.
وقال العديل بن الفرخ العجلي:
أنا عدل الظلام لمن بغاني = أنا العدل المبين فاعرفوني
فأثبت الألف أيضًا.
[معاني القرآن لقطرب: 851]
وقال أمية أيضًا:
سميتني باسم المفند رأيه = وقلت ولم تعدل أنا منك أفضل
فأثبت الألف.
قال أبو علي: وحكى لنا الثقة أنهم يقولون: أن قلت ذاك، بإسكان النون، كما أسكن بعضهم في: هو وهي.
وقد يجوز أن يكون: لكننا هو الله، بحذف الهمزة وتحريك النون الأولى، فتحركان جميعًا، ولا يدغم؛ لأن كل واحدة منهما في كلمة على حيالها؛ فلم يلزم الإدغام؛ ألا ترى أنك تقول {إن شاء جعل لك} و{يعلم ما بين أيديهم} لا تدغم، و{تعرف في وجوههم}؛ فلا تدغم في أكثر اللغة؛ لانفصال الحرفين؛ فلما لم يلزم كل واحد صاحبه خف ذلك عليهم، كما جمعوا بين همزتين في الانفصال، في مثل: {جاء أشراطها} و{جاء أحدهم الموت}؛ ولو كانتا في كلمة واحدة تلزمانها، لأبدلت إحداهما؛ وكذلك المدغم في مثل: ردد ومرر لزمه الإدغام في رد ومرر لأنهما لا تفارقان الكلمة). [معاني القرآن لقطرب: 852]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({لكن هو الله}: معناه لكن أنا). [غريب القرآن وتفسيره: 229]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({لكنّا هو اللّه ربّي ولا أشرك بربّي أحدا }
فدل خطابه على أنّ صاحب الجنتين مشرك عابد مع الله غيره، وفي قوله: {لكنّا هو اللّه ربّي} خمسة أوجه:
لكنّ هو الله ربي - بتشديد النون وفتحها، ويوقف عليها بالألف، ويوصل بغير ألف، ويقرأ: لكنا هو الله ربي بالألف موصولة، ويقرأ لكن هو اللّه ربي بسكون النون.
ويجوز - ولا أعلم أحدا قرأ به - لكنن هو اللّه ربي بنونين مفتوحتين، ويجوز لكننا هو الله ربي بنونين وألف.
فمن قرأ بتشديد النون فالمعنى لكن أنا هو الله ربي فطرحت الهمزة على النون فتحركت بالفتح واجتمع حرفان من جنس واحد، فأدغمت النون الأولى في الثانية، وحذفت الألف في الوصل لأنها تثبت في الوقف وتحذف في الوصل ومن قرأ: لكنّا فأثبت الألف في الوصل كما كان تثبيتها في الوقف فهذا على لغة من قال أنا قمت فأثبت الألف قال الشاعر:
أنا سيف العشيرة فاعرفوني جميعا قد تذرّيت السّناما
قال أبو إسحاق وألف أنا في كل هذا إثباتها شاذ في الوصل؛ ولكن من أثبت فعلى الوقف كما أثبت الهاء في قوله:
{وما أدراك ما هيه}، و{كتابيه}.
ومن قرأ {لكنّ هو اللّه ربّي}، وهي لكن وحدها ليس معها اسم، ومن قرأ لكنن لم يدغم لأن النونين من كلمتين، وكذلك من قال: لكننا بنونين وألف، على قياس لكن أنا،
لم يدغم لأن النونين من كلمتين، وفي أنا في الوصل ثلاث لغات أجودها أنا قمت، مثل قوله (أنا ربكم) بغير ألف في اللفظ، ويجوز أنا قمت بإثبات الألف، هو ضعيف جدا،
وحكوا أن قمت بإسكان النون، وهو ضعيف أيضا فأما {لكنّا هو اللّه ربّي} - فهو الجيّد بإثبات الألف، لأن الهمزة قد حذفت من أنا، فصار إثبات الألف عوضًا من الهمزة.
فهذا جميع ما يحتمله هذا الحرف.
والجيّد البالغ ما في مصحف أبي بن كعب ولم نذكره في هذه القراءات لمخالفته المصحف وهو " لكن أنا هو الله ربي "، فهذا هو الأصل، وجميع ما قرئ به جيد بالغ، ولا أنكر القراءة بهذا، لأن الحذف قد يقع في الكتاب كثيرا في الياءات والهمزات، فيقرأ بالحذف وبالتمام نحو قوله: {يوم يدع الدّاع إلى شيء نكر}
من قرأ الداعي فمصيب، ومن قرأ الداع فمصيب.
وكذلك من قرأ لكنّا، ولكن أنا فهو مصيب، والأجود اتباع القراء ولزوم الرواية، فإن القراءة سنة، وكلما كثرت الرواية في الحرف وكثرت به القراءة فهو المتبع،
وما جاز في العربية ولم يقرأ به قارئ فلا تقرأنّ به فإن القراءة به بدعة، وكل ما قلّت فيه الرواية وضعف عند أهل العربية فهو داخل في الشذوذ، ولا ينبغي أن تقرأ به). [معاني القرآن: 3/288-286]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا}
فدل هذا على أنه كان مشركا،
والمعنى لكن أنا). [معاني القرآن: 4/242-243]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لكِنَّا}: لكن أنا). [العمدة في غريب القرآن: 189]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ثمّ من نطفةٍ ثمّ سوّاك رجلا * لكنّا هو اللّه ربّي ولا أشرك بربّي أحدًا * ولولا..} فهلا.
{إذ دخلت جنّتك قلت ما شاء اللّه لا قوّة إلا باللّه}). [تفسير القرآن العظيم: 1/186]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ما شاء اللّه...}

ما، في موضع رفع، إن شئت رفعته بإضمار (هو) تريد: هو ما شاء الله. وإن شئت أضمرت ما شاء الله كان فطرحت (كان) وكان موضع (ما) نصبا بشاء، لأن الفعل واقع عليه.
وجاز طرح الجواب كما قال {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلّماً في السّماء} ليس له جواب لأن معناه معروف.
وقوله: {إن ترن أنا أقلّ منك} (أنا) إذا نصبت (أقلّ) عماد. وإذا رفعت (أقل) فهي اسم والقراءة بهما جائزة). [معاني القرآن: 2/145]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة العامة {إن ترن أنا أقل منك} بالنصب إلا عيسى بن عمر فإنه كان يقرؤها "أنا أقل منك" يرفع "أقل".
فالنصب على أن تكون {أنا} كالصفة للياء في {إن ترن}؛ لأنه مضمر مثله، ويكون {أقل} كأنه قال: إن ترني أقل منك؛ وكأنه لم يذكر {أنا}.
والرفع على الابتداء، وتصير "أقل" خبرًا عن "أنا"، كقولك: إن ترني أبي خير منك؛ وصاحبي خير منك.
ومثل ذلك في الابتداء قول الشاعر:
[معاني القرآن لقطرب: 852]
تبكي على لبني وأنت تركتها = وكنت عليها بالملا أنت أقدر
فرفع على الابتداء). [معاني القرآن لقطرب: 853]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {قلت ما شاء الله} يكون على قولك: مشيئة الله، ومشيئة الله لي، أو التي أشاء؛ تضمر خبرًا؛ وإن نصبت فعلى أشاء مشيئة الله). [معاني القرآن لقطرب: 882]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله {ولولا إذ دخلت جنّتك قلت ما شاء اللّه لا قوّة إلّا باللّه إن ترن أنا أقلّ منك مالا وولدا }
والجنة البستان. ومعنى: (ولولا) هلّا، وتأويل الكلام التوبيخ.
{قلت ما شاء اللّه}.
(ما) في موضع رفع، المعنى قلت: الأمر ما شاء اللّه.
ويجوز أن تكون (ما) في موضع نصب على معنى الشرط والجزاء، ويكون الجواب مضمرا، ويكون التأويل أيّ شيء شاء اللّه كان، ويضمر الجواب كما أضمر جواب لو في قوله: {ولو أنّ قرآنا سيّرت به الجبال}، المعنى لكان هذا القرآن.
وقوله: {لا قوّة إلّا باللّه}.
الاختيار النصب بغير تنوين على النفي كما قال لا ريب فيه، ويجوز لا قوة إلا باللّه على الرفع بالابتداء، والخبر " باللّه " المعنى أنه لا يقوى أحد في ديدنه ولا في ملك يمينه إلا باللّه، ولا يكون له إلا ما شاء اللّه.
وقوله: {إن ترن أنا أقلّ منك}.
(أقلّ) منصوب، وهو مفعول ثان بـ ترني، وأنا يصلح لشيئين، إن شئت كانت توكيدا للنون والياء، وإن شئت كانت فصلا، كما تقول: كنت أنت القائم يا هذا،
ويجوز رفع (أقلّ)، وقد قرأ بها عيسى بن عمر: إن ترني أنا أقلّ منك مالا، على أن أنا ابتداء، وأقل خبر الابتداء، والجملة في موضع المفعول الثاني لترني). [معاني القرآن: 3/289-288]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} المعنى هذه الجنة هي ما شاء الله.
ويجوز أن يكون المعنى ما شاء الله كان والمعنى لا يكون لأحد إلا ما شاء الله وليس لأحد في بدنه ولا ماله قوة إلا بالله.
وروى عمرو بن ميمون عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أدلك على كلمة من كنز الجنة، من تحت العرش؟))
قال: قلت: بلى، بأبي أنت وأمي يا رسول الله.
قال: لا قوة إلا بالله، إذا قالها العبد قال الله: [أسلم عبدي واستسلم])) ). [معاني القرآن: 4/244-243]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا * فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك..}
يجوز أن يكون أراد في الدنيا وأن يكون أراد في الآخرة). [معاني القرآن: 4/244]

تفسير قوله تعالى: {فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {إن ترن أنا أقلّ منك مالا وولدًا * فعسى ربّي أن يؤتين} في الآخرة.
{خيرًا من جنّتك ويرسل عليها حسبانًا من السّماء} نارًا من السّماء، أي: عذابًا من السّماء، وهي النّار.
وهو تفسير السّدّيّ.
قال: {فتصبح صعيدًا زلقًا} لا نبات فيها، والصّعيد الزّلق في تفسير الحسن: الزّلق، التّراب الّذي لا نبات فيه.
وفي تفسير قتادة: أي قد حصد ما فيها فلم يترك فيها شيءٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/187]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {صعيداً زلقاً...}

الزلق: التراب الذي لا نبات فيه محترق رميم). [معاني القرآن: 2/145]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({حسباناً من السّماء} مجازها: مرامى، وواحدتها حسبانة أي ناراً تحرقها.
{صعيداً زلقاً} الصعيد وجه الأرض، والزّلق الذي لا يثبت فيه القدم). [مجاز القرآن: 1/403]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({حسبانا}: واحدها حسبانة وهي المرامي.
{زلقا}: لا تثبت فيها قدم). [غريب القرآن وتفسيره: 229]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({حسباناً من السّماء} أي مرامي. واحدها: حسبانة.
(الصّعيد) الأملس المستوي.
و(الزّلق) الذي تزل عنه الأقدام). [تفسير غريب القرآن: 267]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فعسى ربّي أن يؤتين خيرا من جنّتك}.
جائز أن يكون أراد في الدنيا، أو في الآخرة.
{ويرسل عليها حسبانا من السّماء}.
وهذا موضع لطيف يحتاج أن يشرح وهو أن الحسبان في اللغة – هو الحساب قال تعالى: {الشّمس والقمر بحسبان} المعنى بحساب، فالمعنى في هذه الآية أن يرسل عليها عذاب حسبان، وذلك الحسبان هو حساب ما كسبت يداك.
وقوله: {فتصبح صعيدا زلقا}
الصعيد الطريق الذي لا نبات فيه، وكذلك الزلق). [معاني القرآن: 3/289]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {ويرسل عليها حسبانا من السماء}
قال قتادة والضحاك: أي عذابا.

وقال أبو عبيدة: هي المرامي جمع مرماة وشيء فيه الحصب.
والمعروف في اللغة أن الحسبان والحساب واحد قال الله جل وعز: {الشمس والقمر بحسبان}
وقول قتادة والضحاك صحيح المعنى كأنه قال أو يرسل عليها عذاب حساب ما كسبت يداه وهو مثل قوله تعالى: {واسأل القرية} ). [معاني القرآن: 4/245-244]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {فتصبح صعيدا زلقا} الصعيد في اللغة وجه الأرض الذي لا نبات عليه والزلق ما نزل فيه الأقدام). [معاني القرآن: 4/245]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): ({حسبانا} أي: مرامي يا هذا، والحسبانة: السحاب،
والحسبانة - أيضا - الوسادة، والحسبانة - أيضا - الصاعقة). [ياقوتة الصراط: 326-325]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({حسبانا من السماء} أي مرامي.
(والصعيد): الأملس المستوي.
(الزلق): الذي تزلق عليه الأقدام). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 143]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({حُسْباناً}: المَرَامِي.
{زَلَقاً}: لا يثبت فيها قدم). [العمدة في غريب القرآن: 189-190]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أو يصبح} ، يعني: أو يصير.
تفسير السّدّيّ.
{ماؤها غورًا} سعيدٌ، عن قتادة قال: ذاهبًا قد غار في الأرض.
{فلن تستطيع له طلبًا} قد غار في الأرض.
قال الكلبيّ: والغور الّذي لا تناله الدّلاء). [تفسير القرآن العظيم: 1/187]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
([قوله:] {ماؤها غوراً...}

العرب تقول: ماء غور، وماءان غور، ومياه غور بالتوحيد في كل شيء.
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أو يصبح ماؤها غّوراً} أي غائراً، والعرب قد تصف الفاعل بمصدره وكذلك الأثنين والجميع على لفظ المصدر،
قال عمرو بن كلثوم.
تظلّ جياده نوحاً عليه.......مقلّدةً أعنّتها صفونا
أي ناحيات، وقال باكٍ يبكي هشام بن المغيرة:
هريقي من دموعها سجاما.......ضباع وجاوبي نوحاً قياما
وقال لقيط بن زرارة يوم جبلة:
شتّان هذا والعناق والنوم.......والمشرب البارد والظلّ الدّوم
أي الدائم). [مجاز القرآن: 1/404-403]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {أو يصبح ماؤها غورا} فهذا مصدر وضع في موضع الوصف؛ وقالوا أيضًا: غار الماء غورًا؛ أي ذهب؛ ومنه {إن أصبح ماؤكم غورا}؛ ومما صيروا في المصدر في موضع الاسم: رجل صوم ونوم، وامرأة صوم ونوم، ورجل فطن أيضًا مثل صوم؛ وقوم صوم.
ومثله قول الشاعر:
تظل جياده نوحًا عليه = مقلدة أعنتها صفونا
وقال لقيط بن زرارة:
شتان هذا والعناق والنوم = والمشرب البارد والظل الدوم
ورجل حوم: أي حائم؛ وقوم دوم؛ وهذا كثير في كلامهم؛ وقالوا: قوم ضنا، وقوم داء، ورجل نأي، وامرأة نأي: أي نائية؛ ورجل نضو، وقوم نضو؛ وهذه جملة منه.
والمعنى في {أو يصبح ماؤها غورا} أي غائرًا؛ لأنه من غار يغور، ولكنه مصدر وضع موضع الاسم على ما وصفنا لك.
وقوله: {وجاءوا على قميصه بدم كذب} فوصف به؛ وهذا مثل ما ذكرنا). [معاني القرآن لقطرب: 873]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({غورا}: غائرا). [غريب القرآن وتفسيره: 229]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أو يصبح ماؤها غوراً} أي غائرا. فجعل المصدر صفة. كما يقال: رجل نوم ورجل صوم ورجل فطر، ويقال للنساء: نوح: إذا نحن). [تفسير غريب القرآن: 267]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا}
معناه غائرا، يقال ماء غور، ومياه غور، وغور مصدر مثل عدل ورضى.
وقوله: {فلن تستطيع له طلبا}.
أي يغور فلا تقدر على أثر تطلبه من أجله). [معاني القرآن: 3/289]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {أو يصبح ماؤها غورا}
أي: غائرا والتقدير ذا غور). [معاني القرآن: 4/246]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {فلن تستطيع له طلبا} أي لم يبق له أثر فيطلب من أجله). [معاني القرآن: 4/246]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({غورا} أي غائرا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 144]

تفسير قوله تعالى: {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {وأحيط بثمره} من اللّيل.
{فأصبح} من الغد قائمًا.
{يقلّب كفّيه} يسفّق كفّيه في تفسير الحسن وقتادة.
وقال الحسن: يضرب إحداهما على الأخرى ندامةً.
{على ما أنفق فيها} وقال قتادة: تلهّفًا على ما فاته.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: {وأحيط بثمره} مثل قوله: {وكان له ثمرٌ} : ذهبٌ وفضّةٌ.
قال: {وهي خاويةٌ على عروشها} قال الحسن: عروشها: التّراب، قد ذهب ما فيها من النّبات.
وبعضهم يقول: مقلوبةٌ على رءوسها.
{ويقول} في الآخرة.
{يا ليتني لم أشرك بربّي} في الدّنياأحدًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/187-188]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {خاويةٌ على عروشها...}
على سقوفها). [معاني القرآن: 2/145]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فأصبح يقلّب كفّيه على ما أنفق فيها} أي فأصبح نادماً، والعرب تقول ذلك للنادم:
أصبح فلان يقّلب كفيه ندماً وتلهّفاً على ذلك وعلى ما فاته.
{وهي خاويةٌ على عروشها} مجازه: خالية على بيوتها). [مجاز القرآن: 1/405-404]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (ابن عباس رحمه الله {وأحيط بثمره} بالإشباع، {وكان له ثمر} يضمها جميعًا، وهي قراءة مجاهد والأعرج والأعمش.
[معاني القرآن لقطرب: 849]
وقرأ أبو عمرو {وأحيط بثمره} {وكان له ثمر} بإسكان الميم.
قراءة الحسن {وأحيط بثمره} {وكان له ثمر} بفتحهما جميعًا، وهي قراءة أبي جعفر وعاصم.
وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: الثمر: المال والولد.
وقال الحارث بن حلزة:
ولقد رأيت معاشرًا = قد ثمروا مالا ًوولدًا
ثمروا؛ أي جمعوا.
وقال النابغة:
مهلاً فداء لك الأقوام كلهم = وما أثمر من مال ومن ولد
وقال بعضهم "الثمر": جمع الثمر، كما قالوا: أسد وأسد، وثمر وثمر؛ وهذا موجود على هذا الجميع.
وقال ابن عباس: من قرأ {ثمر} فهو مال، ومن قرأ {ثمر} فهي الثمرة). [معاني القرآن لقطرب: 850] (م)
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {يقلب كفيه على ما أنفق فيها} فالعرب تقول للنادم على ما فاته: أصبح يقلب كفيه.
قال ابن عباس {يقلب كفيه} يصفق بكفيه إحداهما على الأخرى نادمًا). [معاني القرآن لقطرب: 873]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({يقلب كفيه}: أي يتندم. يقال أنه ليقلب كفيه إذا كان نادما). [غريب القرآن وتفسيره: 229]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأحيط بثمره} أي أهلك.
{فأصبح يقلّب كفّيه} أي نادما. وهذا مما يوصف [به] النادم.
{خاويةٌ} خربة.
(العروش) السّقوف). [تفسير غريب القرآن: 268]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ} أي دنوا من الهلاك.
وأصل هذا: أن العدوّ إذا أحاط بقوم أو بلد فحاصره فقد دنا أهله من الهلكة. وقال في موضع آخر: {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ}). [تأويل مشكل القرآن: 167] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (أحيط بثمره فأصبح يقلّب كفّيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربّي أحدا}
أي أحاط اللّه العذاب بثمره.
{فأصبح يقلّب كفّيه على ما أنفق فيها} تقلب الكفين، يفعله الناس كثيرا.
{وهي خاوية على عروشها} أي: حيطانها قائمة لا سقوف عليها، وقد تهدّمت سقوفها فصارت في قرارها والعروش: السقوف، فصارت الحيطان كأنّها على السقوف). [معاني القرآن: 3/290-289]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وأحيط بثمره}
أي: أحاط الله العذاب بثمره). [معاني القرآن: 4/246]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها}
وهذا يوصف به النادم). [معاني القرآن: 4/246]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {وهي خاوية على عروشها}
الخاوية في اللغة: الخالية، والعروش: السقوف، والمعنى أن: حيطانها قيام، وقد سقطت سقوفها؛ فكان الحيطان على السقوف). [معاني القرآن: 4/247-246]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وأحيط بثمره} أي أهلك.
{فأصبح يقلب كفيه} أي نادما.
(العروش) السقوف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 144]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {ولم تكن له فئةٌ} تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه: عشيرةٌ.
{ينصرونه من دون اللّه} يمنعوه من دون اللّه.
{وما كان منتصرًا} ممتنعًا في تفسير قتادة والسّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/188]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولم تكن لّه فئةٌ ينصرونه...}

ذهب إلى الرجال.
ولو قيل: تنصره يذهب إلى الفئة - كما قال {(فئةٌ) تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرةٌ} – لجاز). [معاني القرآن: 2/145]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فئةٌ ينصرونه من دون الله} أي جماعة،
وقال العجّاج:كما يحوز الفئة الكميّ.). [مجاز القرآن: 1/405]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ولم تكن له فئة ينصرونه من دون اللّه وما كان منتصرا}
{ينصرونه} محمول على معنى فئة، المعنى ولم يكن له أقوام ينصرونه.
ولو كان ينصره لجاز، كما قال: {فئة تقاتل في سبيل اللّه}.
{وما كان منتصرا} وما كان هو أيضا قادرا على نصر نفسه). [معاني القرآن: 3/290]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله}
قال مجاهد: أي عشيرة.). [معاني القرآن: 4/247]


تفسير قوله تعالى: {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {هنالك الولاية للّه الحقّ} في الآخرة.
هنالك يتولّى اللّه كلّ عبدٍ، لا يبقى أحدٌ يومئذٍ إلا تولّى اللّه، فلا يقبل ذلك من المشرك.
وقال السّدّيّ: يعني ولاية الدّين.
هي مفتوحةٌ عنده.
وهي تقرأ على وجهين: أحدهما: برفع الحقّ، والآخر: بجرّه.
فمن قرأها بالرّفع يقول: هناك الولاية الحقّ للّه، فيها تقديمٌ، ومن قرأها بالجرّ يقول: للّه الحقّ.
والحقّ اسمٌ من أسماء اللّه.
{هو خيرٌ ثوابًا} خير من أثاب وخيرٌ ثوابًا للمؤمنين من الأوثان لمن عبدها.
{وخيرٌ عقبًا} وخير من أثاب). [تفسير القرآن العظيم: 1/188]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {هنالك الولاية للّه الحقّ...}

رفع من نعت (الولاية) وفي قراءة أبيّ (هنالك الولاية الحقّ للّه).
وإن شئت خفضت تجعله من نعت (الله) والولاية الملك.
ولو نصبت (الحقّ) على معنى حقّا كان صواباً).
[معاني القرآن: 2/145-146]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({هنالك الولاّية لله} مصدر الولى، فإذا كسرت الواو فهو مصدر وليت العمل والأمر تليه.
{خيرٌ ثواباً وخيرٌ عقباً} مجازه مجاز العاقبة والعقبي والعقبة، كلهن واحدة والمعنى الآخرة). [مجاز القرآن: 1/405]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو وشيبة ونافع وأبو جعفر وعاصم {هنالك الولاية} بالفتح.
قراءة الأعمش {الولاية} يكسر، وفي الأنفال {ما لكم من ولايتهم} بكسر الواو.
قراءة عمرو بن عبيد {هنالك الولاية لله الحق} يصير خفضًا على: لله الحق.
وفي قراءة أبي "هنالك الولاية الحق لله" يرفع "الحق" ويقدمه.
الحسن وعاصم والأعمش {عقبا} مخففة منونة.
والأعرج وأبو جعفر وشيبة وأبو عمرو {عقبا} مضمومة القاف منونة.
وقالوا في اللغة: في عقبى أمره، وعقبة أمره، وعقب أمره؛ أي عاقبته، وقالوا: في عقب ممرك، وعقبانه؛ وقدم رجل في عقب رمضان وفي عقبه: إذا قدمت لعشر بقين إلى ليلة واحدة؛ والعقب أيضًا: القوة بعد الضعف؛ وقالوا أيضًا: العقبة والعقبة كالأثر عليه). [معاني القرآن لقطرب: 853]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {هنالك} فقالوا: هاهنا، وهناك، وهاهنا، بتثقيل النون، وها هناك للبعيد؛ وإن حذفت ها قلت: هنا، وهنا.
وقال ذو الرمة:
[معاني القرآن لقطرب: 873]
هنا وهنا ومن هنا لهن بها = ذات الشمائل والأيمان هينوم
ففتح كلها.
وقوله للبعيد: هناك وهنانيك؛ وأهل الحجاز يقولون: هاهنا مقصور، وقالوا: هاهنا بهمز). [معاني القرآن لقطرب: 874]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الولاية}: التولي والولاية النصر. يقال هم ولاية عليك
أي متناصرون. والولاية ولاية السلطان.
وقد يجوز الفتح في هذا والكسر في ذلك كما قالوا الوكالة والوكالة والوصاية والوصاية بمعنى واحد.

{خير عقبا}: أي عاقبة). [غريب القرآن وتفسيره: 230-229]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({هنالك الولاية للّه} يريد: يومئذ [يتولون اللّه ويؤمنون ويتبرءون مما كانوا يعبدون].
{وخيرٌ عقباً} أي عاقبة.
و(الهشيم) من النبت المتفتت. وأصله: من هشمت الشيء إذا كسرته ومنه سمي الرجل: هاشما). [تفسير غريب القرآن: 268]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {هنالك الولاية للّه الحقّ هو خير ثوابا وخير عقبا}
وتقرأ (الولاية) - بكسر الواو وفتحها - (للّه الحقّ)، وتقرأ (الحقّ)، المعنى: في مثل تلك الحال بيان الولاية للّه.
أي عند ذلك يتبين نصره، ولي اللّه - يتولى الله إياه.
فمن قرأ (الحقّ) بالرفع، فهو نعت للولاية، ومن قرأ (الحقّ) فهو بالجر فهو نعت للّه - جلّ وعزّ.
ويجوز (الحقّ)، ولا أعلم أحدا قرأ بها.
ونصبه على المصدر في التوكيد، كما تقول: هنالك الحقّ، أي أحقّ الحقّ.
وقوله: {هو خير ثوابا وخير عقبا}.
وعقبا، ويجوز و (خير عقبى) على وزن بشرى، وثوابا وعقبا منصوبان على التمييز). [معاني القرآن: 3/290]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {هنالك الولاية لله الحق} أي يؤمنون بالله وحده ويتبرءون مما كانوا يعبدون ويقرأ الولاية بكسر الواو والمعنى على الفتح لأن الولاية المعروف أنها الإمارة). [معاني القرآن: 4/247]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {هو خير ثوابا وخير عقبا}
العقب عند أهل اللغة، والعقبى والعاقبة واحد، وهو: ما يصير إليه الأمر). [معاني القرآن: 4/248-247]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عقبا} أي عاقبة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 144]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الوَلايَةُ}: النصر). [العمدة في غريب القرآن: 190]


رد مع اقتباس