عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:06 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (50) إلى الآية (53) ]

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51) وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52) وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)}

قوله تعالى: {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51)}

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويوم نقول نادوا شركائي (52)
قرأ حمزة (ويوم نقول (بالنون، وقرأ الباقون بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ بالياء فالمعنى: يوم يقول الله للمشركين نادوا شركائي بزعمكم، يعنى: الآلهة التي عبدوها وجعلوها للّه شركاء.
ومن قرأ بالنون فهو للّه، يقول: نقول نحن للمشركين). [معاني القراءات وعللها: 2/113]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- وقوله تعالى: {ويوم يقول نادوا شركآءي} [52].
قرأ حمزة بالنون، الله تعالى يخبر عن نفسه.
وقرأ الباقون بالياء، أي: يا محمد: يقول الله تعالى). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/399]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: ويوم يقول نادوا [الكهف/ 52] في النون والياء.
فقرأ حمزة وحده: (نقول) بالنون وقرأ الباقون بالياء.
[الحجة للقراء السبعة: 5/151]
قال أبو علي: قول حمزة (نقول) إن قبلها: وما كنت متخذ المضلين عضدا [الكهف/ 51] (ويوم نقول): محمول على ما تقدم في المعنى، فكما أن كنت للمتكلم كذلك (نقول) والجمع والإفراد في ذلك بمعنى.
وحجة الياء أن الكلام الأول قد انقضى. وهذا استئناف، فالمعنى: ويوم يقول: أي يوم يقول الله سبحانه: أين شركائي الذين زعمتم وهذا يقوّي القراءة بالياء دون النون، ولو كان بالنون لكان أشبه بما بعده أن يكون جمعا مثله، فيقول: شركاءنا، فأما قوله: الذين زعمتم، فالراجع إلى الموصول محذوف، وخبر الزعم محذوف، والمعنى: الذين زعمتموهم إياهم، أي: زعمتموهم شركاء، فحذف الراجع من الصلة، ولا بد من تقديره، كقوله: أهذا الذي بعث الله رسولا [الفرقان/ 41] ومثل هذا في حذف المفعولين جميعا، قول الشاعر، وهو الكميت:
بأيّ كتاب أم بأيّة سنّة... ترى حبّهم عارا عليّ وتحسب
فالآية أقوى من هذا، لأن الراجع إلى الموصول مقتضى، وإذا ثبت الراجع ثبت حصول المفعول الثاني، لأن الاقتصار على الأول من المفعولين لا يجوز). [الحجة للقراء السبعة: 5/152]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما كنت متخذ المضلين عضدا * ويوم يقول نادوا شركائي الّذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا} 51 و52
قرأ حمزة (ويوم نقول نادوا شركائي) الله أخبر عن نفسه وحجته ما تقدم وما تأخّر فأما ما تقدم فقوله {وما كنت متخذ المضلين عضدا} فكما أن {كنت} للتكلم كذلك {تقول} وأما ما تأخّر فقوله {وجعلنا بينهم موبقا}
وقرأ الباقون {ويوم يقول} بالياء أي قل يا محمّد يوم يقول الله تعالى وحجتهم قوله {نادوا شركائي الّذين زعمتم} ولم يقل شركاءنا). [حجة القراءات: 420]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (30- قوله: {ويوم يقول} قرأه حمزة بالنون، على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه بالقول، رده على قوله: {وما كنت متخذ المضلين} «51» وقرأه الباقون بالياء، قطعوه مما قبله، أي: واذكر يا محمد يوم يقول نادوا شركائي، ويقوي الياء قوله: {شركائي} ولو رُدّ على النون لقال «شركاءنا» والياء الاختيار، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/65]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {وَيَوْمَ نَقُولُ نَادُوا} [آية/ 52] بالنون من {نَقُولُ}:
قرأها حمزة وحده.
والوجه أنه على موافقة ما قبله وهو قوله تعالى {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا}، وكلاهما واحدٌ في إخبار الرب سبحانه عن نفسه، وإن كان أحدهما بلفظ الجمع، والآخر بلفظ الوحدة.
وقرأ الباقون {وَيَوْمَ يَقُولُ} بالياء.
والوجه أن الكلام الأول قد انقضى، وهذا على استئناف كلام آخر، والمعنى يوم يقول الله نادوا شركائي، ولهذا قال {شُرَكَائِي} ولم يقل شركاءنا). [الموضح: 786]

قوله تعالى: {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس