عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 07:56 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (19) إلى الآية (25) ]

{وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)}

قوله تعالى: {وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن محيصن: [من هذِي الشجرة].
قال أبو الفتح: هذا هو الأصل في هذه الكلمة، وإنما الهاء في "ذه" بدل من الياء في "ذي"، يدل على الياء الأصل قولهم في المذكر: "ذا"، فالألف في ذا بدل من الياء في ذي، وأصل ذا عندنا ذَيّ، وهو من مضاعف الياء مثل: حي، فحذفت الياء الثانية التي هي لام تخفيفًا فبقي ذَيْ. قال لي أبو علي: فكرهوا أن يشبه آخره آخر كي وأي، وأبدلوها ألف كما أبدلت في باءَس ويايَس.
ويدل على أن أصل ذا ذَيّ وأنه ثلاثي جواز تحقيره في قولك: ذَيَّا، ولو كان ثنائيًّا لما جاز تحقيره كما لا تحقر "ما"، "ومَن" لذلك. وقد شرحت هذا الموضع في كتابي الموسوم بالمنصف بما يمنع من الإطالة بذكره هنا.
فأما الياء اللاحقة بعد الهاء في [هذهِي سبيلي] ونحوه فزائدة، لحقت بعد الهاء تشبيهًا لها بهاء الإضمار في نحو: مررت بهِي، ووجه الشبه بينهما أن كل واحد من الاسمين معرفة مبهمة لا يجوز تنكيره، وإذا وَقَفْتَ قلت: هذهْ، فأسكنت الهاء، ومنهم من يدعها على سكونها في الوصل كما يسكِّنها عند الوقف عليها، كما أن منهم من يسكن الهاء المضمرة إذا وصلها فيقول: مررت بِهْ أَمس، وذكر أبو الحسن أنها لغة لأزْد السراة، وأنشد هو وغيره:
فظَلْت لدى البيت العتيق أُخليه ... ومِطْواي مشتاقان لهْ أَرِقان
وروينا عن قطرب قول الآخر:
وأَشربُ الماء ما بي نحوَه عَطَشٌ ... إلا لأَنَّ عيونَهْ سَيْلُ وادِيها). [المحتسب: 1/244]

قوله تعالى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وأبي جعفر وشيبة والزهري: [سَوَّاتِهما] بتشديد الواو.
قال أبو الفتح: حكى سيبويه ذلك لغة قليلة، والوجه في تخفيف نحو ذلك أن تحذف الهمزة وتلقى حركتها على الواو قبلها، فتقول في تخفيف نحو السوءة: السَّوَة، وفي تخفيف الجيئة: الجيَة، ومنهم من يقول: السَّوَّة والْجَيَّة، وهو أدون اللغتين وأضعفهما، ومنهم من يقول في المنفصل من أوْ أَنت: أوَّنت، وفي أبو أيوب: أَبوَّيُّوب، وهو في المنفصل أسهل منه في المتصل؛ لما يوهم "سَوَّة" أنه من مضاعف الواو، نحو: القُوَّة والْحُوَّة.
وقرأ: [سوْءَتِهما] واحدة مجاهد.
ووجه ذلك أن السوءَة في الأصل فَعْلَة من ساء يسوء، كالضربة والقتلة، فأَتاها التوحيد من قِبَلِ المصدرية التي فيها.
فإن قلت: إن الفَعْلَة واحدة من جنسها، والواحد مُعرَّض للتثنية والجمع.
قيل: قد يوضع الواحد موضع الجماعة، وقد مضى ذلك مشروحًا). [المحتسب: 1/243]

قوله تعالى: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21)}

قوله تعالى: {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الزهري: [يُخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا] من أَخْصَفْت، و[يَخِصفان] الحسن بخلاف، وقرأ [يُخَصِّفَان] ابن بريدة والحسن والزهري والأعرج، واختلف عنهم كلهم.
قال أبو الفتح: مألوف اللغة ومستعملها خَصَفت الورق ونحوه، وما أخصفت فكأنها منقولة من خصفت؛ كأنه -والله أعلم- يُخْصِفان أنفسهما وأجسامهما من ورق الجنة، ثم حذف المفعول على عادة حذفه في كثير من المواضع، أنشد أبو علي للحطيئة:
منعَّمةٌ تصون إليك منها ... كصونك من رداءٍ شرْعبيِّ
أي: تصون الحديث ونخزنه.
وأما قراءة الحسن: [يَخِصِّفَان]، فإنه أراد بها يختصفان يفتعلان من خصفت، كقولهم: قرأت الكتاب واقترأته، وسمعت الحديث واسمتعته؛ فآثر إدغام التاء في الصاد فأسكنها، والخاء قبلها ساكنة، فكسرها لالتقاء الساكنين؛ فصارت [يَخِصِّفان].
وأما من قرأها [يَخَصِّفان]، فإنه أراد أيضًا إدغام التاء في الصاد فأسكنها على العبرة في ذلك، ثم نقل الفتحة إلى الخاء؛ فصار [يَخَصِّفان].
ويجوز [يِخِصِّفَّانِ] بكسر الياء فيمن كسر الخاء إتباعًا، كما قال أبو النجم:
تَدافُعَ الشِّيبِ ولم تِقِتِّل
أراد: تَقْتَتِل على ما ذكرت لك. ونحو من ذلك القراءة: يَهَدِّي ويَهِدِّي ويِهِدِّي، وأصله كله يَهتدي على ما مضى.
وأما من قرأ: [يُخَصِّفَان] وهو ابن بريدة والحسن أيضًا والأعرج، واختلف عنهم كلهم فهو يُفَعِّلان، كيُقَطِّعان ويكسران، وهذا واضح). [المحتسب: 1/245]

قوله تعالى: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)}

قوله تعالى: {قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24)}

قوله تعالى: {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ومنها تخرجون (25).
قرأ حمزة والكسائي (ومنها تخرجون)، وفي الروم (وكذلك تخرجون)، وفي الزخرف (وكذلك تخرجون) بفتح التاء وضم الراء، وقرأ في آخر الجاثية (فاليوم لا يخرجون) بفتح الياء وضم الراء.
وقرأ ابن عامر هاهنا وفي الزخرف بفتح التاء وضم الراء، وفي الباقي بضم التاء والياء وفتح الراء.
[معاني القراءات وعللها: 1/401]
وقرأ يعقوب (ومنها تخرجون) بفتح التاء في هذه وحدها، وضم التاء في الباقي.
وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الراء في جميع هذه الحروف.
قال أبو منصور: من قرأ (تخرجون) أو (يخرجون) فهو من خرج يخرج خروجا، ومن قرأ (تخرجون) فهو من أخرج يخرج، أي: يخرجكم الله، وتخرجون أنتم بأمر الله خروجا). [معاني القراءات وعللها: 1/402]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- قوله تعالى: {ومنها تخرجون} [25].
وفي (الروم): {وكذلك تخرجون * ومن ءآيته} وفي (الزخرف) و(الجاثية).
قرأ حمزة والكسائي {تخرجون} كل ذلك بالفتح.
وقرأ ابن عامر برواية ابن ذكوان في (الأعراف) بالفتح و(حَمَ) الباقي.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/177]
والباقون يضمون كل ذلك، فمن فتح الفاء جعل الفعل لهم، لأن الله إذا بعثهم يوم القيامة [وأحياهم] وأخرجهم خرجوا هم، كما تقول مات فلان، فتنسب الفعل إليه، وإنما أماته الله، ومن ضم التاء لم يسم الفاعل جعلهم مفعولين مخرجين. وأما قوله في (الروم) {إذا أنتم تخرجون} وفي (سأل سآئل) {يوم يخرجون} فاتفق القراء على فتحها فأما قوله في (الرحمن): {يخرج منهما اللؤلؤ} فيأتي في موضعه إن شاء الله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/178]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في ضم التاء [وفتحها من قوله]: ومنها تخرجون [الأعراف/ 25].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو، ونافع، وعاصم ومنها تخرجون، بضم التاء وفتح الراء هاهنا، وفي الروم: وكذلك تخرجون، ومن آياته [الآية/ 19] مثله. وفي الزخرف [11]:
كذلك تخرجون، مثله، وفي الجاثية [35]: فاليوم لا يخرجون منها، وقرأ في: سأل سائل: يوم يخرجون [المعارج/ 43]، وفي الروم [25]: إذا أنتم تخرجون؛ ففتح التاء والياء في هذين، ولم يختلف الناس فيهما.
وقرأ حمزة والكسائي: ومنها تخرجون في الأعراف، بفتح التاء وضم الراء، وفي الروم: وكذلك تخرجون مثله، وفي الجاثية: فاليوم لا يخرجون منها مثله وكذلك الزخرف [11] يخرجون.
وفتح ابن عامر التاء في الأعراف فقط. وضمّها في
[الحجة للقراء السبعة: 4/9]
الباقي. وأما قوله: يخرج منهما اللؤلؤ [الرحمن/ 22]؛ فقرأ ابن كثير، وعاصم، وحمزة، والكسائيّ، وابن عامر: يخرج منهما بنصب الياء وضم الراء.
وقرأ نافع وأبو عمرو: يخرج منهما بضم الياء وفتح الراء، وروى أبو هشام عن حسين الجعفي، عن أبي عمرو (نخرج منهما) بنون مضمومة (اللّؤلؤ والمرجان) نصبهما.
حدثني محمد بن عيسى المقرئ، عن أبي هشام، عن حسين الجعفي، عن أبي عمرو: (نخرج) بنون مضمومة.
ومن قرأ: (يخرجون) بضم الياء فحجّته قوله: أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون [المؤمنون/ 35]. وقوله: كذلك نخرج الموتى [الأعراف/ 57].
وحجّة من قال: (تخرجون) اتفاق الجميع في قوله: ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون [الروم/ 25] بفتح التاء.
ومن حجّته قوله: إلى ربهم ينسلون [يس/ 51]؛ فأسند الفعل إليهم.
ومن حجته أنه أشبه بما قبله من قوله: قال فيها تحيون
[الحجة للقراء السبعة: 4/10]
وفيها تموتون ومنها تخرجون [الأعراف/ 25]، ومن حجّتهم قوله: كما بدأكم تعودون [الأعراف/ 29].
فأمّا قوله: يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان [الرحمن/ 22]، فمن قال: (تخرج منهما) فعلى أنه أسند الفعل إلى الله تعالى، كما قال: فأخرجنا به من كل الثمرات [الأعراف/ 57]، ومن قال: (يخرج) جعله مطاوع أخرج، كما تقول: أخرجته فخرج، والأوّل أدخل في الحقيقة، وقال:
يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان، واللؤلؤ يخرج من الملح.
وزعم أبو الحسن: أن قوما قالوا: إنّه يخرج منهما جميعا، ويجوز أن يكون: يخرج منهما في المعنى: يخرج من الملح، فقال: يخرج منهما على أنه يخرج من أحدهما، فحذف المضاف، ومثل ذلك في حذف المضاف قوله: وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم [الزخرف/ 31].
والرجل إنما يكون من قرية واحدة، كما أنّ اللؤلؤ يخرج من الملح، وإنما المعنى: على رجل من رجلي
[الحجة للقراء السبعة: 4/11]
القريتين عظيم، والقريتان: مكة والطائف). [الحجة للقراء السبعة: 4/12]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون}
قرأ حمزة والكسائيّ بن عامر {ومنها تخرجون} بفتح التّاء جعلوا الفعل لهم لأن الله جلّ وعز إذا بعثهم يوم القيامة فأحياهم وأخرجهم خرجوا كما تقول مات فلان فتنسب الفعل إليه وإنّما أماته الله وحجتهم قوله {فيها تحيون وفيها تموتون} على تصيير الفعل لهم فكذلك أيضا {ومنها تخرجون} على ما تقدمه من الكلام وفي التّنزيل ما يدل على قراءتهم وهو قوله {إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون} بالفتح
وقرأ الباقون {تخرجون} بالضّمّ على ما لم يسم فاعله وحجتهم إجماع الجميع على قوله {ثمّ إنّكم يوم القيامة تبعثون} على أنهم مفعولون ولم يسم الفاعل والمعنيان يتداخلان لأن الله إذ أخرجهم خرجوا وإذا خرجوا ف بإخراج الله خرجوا فهم فاعلون مفعولون). [حجة القراءات: 280]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {ومنها تخرجون} قرأ ابن ذكوان وحمزة والكسائي بفتح التاء، وضم الراء، ومثله في الزخرف، أضافوا الفعل إليهم، لأنهم إذا أخرجوا خرجوا، فهم مفعولون فاعلون في المعنى، وقرأ الباقون بضم التاء، وفتح الراء فيهما، أجروه على ما لم يسم فاعله؛ لأنهم لا يخرجون حتى يخرجوا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/460]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} [آية/ 25] بضم التاء وفتح الراء:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم، وكذلك في الروم، وفي الزخرف {كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ}، وفي الجاثية {فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ} بضم التاء والياء وفتح الراء في الأربعة الأحرف.
والوجه أن خروج الأموات من القبور، إنما هو بإخراج الله تعالى إياهم، فإذا قال يخرجون فهو على أصله وحقيقته، وحجته قوله تعالى {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ}.
وقرأ حمزة والكسائي بفتح التاء والياء، وضم الراء في الأربعة الأحرف.
والوجه أنه أوفق لما قبله، وهو قوله {فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ}؛ لأن الفعل فيهما مسند إليهم، وكذلك في الخروج ينبغي أن يكون مسندًا إليهم ليكون مشاكلاً لهما في إسناد الفعل، وحجته قوله تعالى {ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ}.
وقرأ ابن عامر في الأعراف والزخرف {تَخْرُجُونَ} بفتح التاء وضم الراء، وفي الروم والجاثية بضم التاء والياء، وفتح الراء.
وقرأ يعقوب في الأعراف بفتح التاء وضم الراء، وفي الروم والزخرف
[الموضح: 524]
والجائية بضم الياء والتاء، وفتح الراء في الأحرف الثلاثة). [الموضح: 525]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس