عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:35 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (60) إلى الآية (62) ]

{وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (60) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62)}

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (60)}

قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (توفّته رسلنا وهم لا يفرّطون (61).
قرأ حمزة وحده (توفاه) بألف ممالة، وقرأها الباقون (توفّته) بالتاء.
قال أبو منصور: إذا تقدم فعل الجماعة فأنت مخير في تذكير الفعل أو تأنيثه، وله نظائر في القرآن.
وقوله جلّ وعزّ: (قل من ينجّيكم من ظلمات البرّ والبحر تدعونه تضرّعًا وخفيةً لئن أنجانا من هذه لنكوننّ من الشّاكرين (63) قل اللّه ينجّيكم)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر (قل من ينجّيكم)... لئن أنجيتنا)... قل اللّه ينجيكم) خفيفة، وقرأ الكوفيون (قل اللّه ينجّيكم) (من ينجّيكم) (لئن أنجانا) بألف وأمالها حمزة والكسائي، وفخمها عاصم، وقرأ يعقوب (قل من ينجيكم) (قل اللّه ينجيكم) مخففتين
[معاني القراءات وعللها: 1/361]
(لئن أنجيتنا) بالتاء.
قال أبو منصور: يقال أنجيته ونجّيته بمعنى واحد، وقوله (لئن أنجيتنا) مخاطبة لله جلّ وعزّ.
ومن قرأ (لئن أنجانا) بمعناه: لئن أنجانا الله، إخبار عن فعله). [معاني القراءات وعللها: 1/362]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (كلّهم قرأ: توفته رسلنا [الأنعام/ 61] بالتاء غير حمزة فإنّه قرأ: توفاه حجّة من قال: توفته بالتاء قوله: كذبت رسل من قبلك [الأنعام/ 34]، وقوله: إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم [فصلت/ 14].
جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم وقالت رسلهم: أفي الله شك [إبراهيم/ 9].
وحجّة حمزة أنّه فعل متقدّم مسند إلى مؤنّث غير حقيقي، وإنّما التأنيث للجمع، فهو مثل قوله: وقال نسوة في المدينة [يوسف/ 30]، وما أشبه ذلك ممّا تأنيثه تأنيث الجمع.
وإن كان الكتاب في المصحف بسينة، فليس ذلك بخلاف له، لأنّ الألف الممالة قد كتبت ياء). [الحجة للقراء السبعة: 3/321]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعرج: [وهُمْ لا يُفْرِطُون].
قال أبو الفتح: يقال: أفرط في الأمر إذا زاد فيه، وفرَّط فيه: إذا قصَّر، فكما أن قراءة العامة: {لا يُفَرِّطُونَ}: لا يقصرون فيما يؤمرون به من تَوَفِّي من تحضر منيته، فكذلك أيضًا لا يزيدون، ولا يَتَوَفَّوْنَ إلا من أُمروا بتَوَفِّيه. ونظيره قوله جل وعز: {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَار} ). [المحتسب: 1/223]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({توفته رسلنا وهم لا يفرطون}
قرأ حمزة «توفاه رسلنا» بالياء وقرأ الباقون بالتّاء الوجهان جميعًا جائزان لأن الجماعة يلحقها اسم التّأنيث لأن معناها معنى جماعة ويجوز أيعبر عنها بلفظ التّذكير كما يقال جمع الرّسل والتأنيث
[حجة القراءات: 254]
كما قال {قد جاءت رسل ربنا بالحقّ} ). [حجة القراءات: 255]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (31- قوله: {توفته} و{استهوته} قرأهما حمزة بالألف والإمالة، على تذكير الجميع، كما قال: {وقال نسوة} «يوسف 30» وقرأ الباقون بالتاء على تأنيث الجماعة، كما قال: {قالت الأعراب} «الحجرات 14»، و{قالت لهم رسلهم} «إبراهيم 11» و{إذ جاءتهم الرسل} «فصلت 14» وهو الأكثر، وهو الاختيار، والإمالة تحسن فيه، لأن الألف أصلها الياء، لأنه من «هوى يهوي» ولأن الألف رابعة وخامسة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/435]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {تَوَفَّاهُ رُسُلُنَا} [آية/ 61] بالألف ممالة:-
قراها حمزة وحده.
وإنما ذكر الفعل وإن كان مسندا إلى مؤنث؛ لأن التأنيث غير حقيقي، فإن التأنيث تأنيث جمع، فالأمر فيه سهل؛ لأنه يجوز تذكيره، وقد انضاف إلى ذلك أن الفعل قد تقدم.
وأما الإمالة في مثل هذا فقد سبق حكمها.
وقرأ الباقون {تَوَفَّتْهُ} بالتاء، لتأنيث الرسل، فالرسل مؤنثة لكونه جمعا، وقال الله تعالى في تأنيث الرسل {فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ} وقال: {إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ} وقال {قَالَتْ رُسُلُهُمْ} ). [الموضح: 473]

قوله تعالى: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس