عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:18 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (21) إلى الآية (26) ]

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25) وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26) }

قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21)}

قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {ويوم نحشرهم ....} [22].
قرأ حفص عن عاصم بالياء هاهُنا وفي (يُونس) قبل الثلاثين، وقرأ سائر القرآن بالنون.
وقرأ الباقون كل ذلك بالنون. فمن قرأ بالنون فالله تعالى يُخبر عن نفسه، وإنما أتى بلفظ الجمع؛ لأن الملك يخبر عن نفسه بلفظ الجماعة تعظيمًا وتخصيصًا كما قال الله: {إنا نحن نزلنا الذكر} والله تعالى، وحده لا شريك له). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/152]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ عاصم في رواية حفص ويوم نحشرهم [الأنعام/ 22] بالنون حرفين هاهنا، وفي يونس قبل الثلاثين أيضا:
ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا [يونس/ 28] وباقي القرآن بالياء.
وروى أبو بكر عن عاصم ذلك كلّه بالنون.
وقرأ الباقون بالنون إلّا أنّهم اختلفوا في سورة الفرقان، ويأتي في موضعه [إن شاء الله].
حجّة من قرأ بالنون قوله: وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا [الكهف/ 47] وقوله: ويوم نحشرهم [الأنعام/ 22]، والياء في المعنى كالنون). [الحجة للقراء السبعة: 3/290]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ} بالياء، {ثُمَّ يَقُولُ} [آية/ 22] بالياء فيهما:-
[الموضح: 461]
قرأها يعقوب (وحده)، وقرأ الباقون بالنون فيهما.
ومعنى القراءتين واحد في أن الفعل لله تعالى، وقد مضى الكلام في مثله). [الموضح: 462]

قوله تعالى: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ثمّ لم تكن فتنتهم... (23)
قرأ ابن كثير وابن عامر وحفص (ثمّ لم تكن) بالتاء (فتنتهم) رفعًا، وقرأ نافع وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم (ثمّ لم تكن فتنتهم) نصبًا، وكذلك روى شبل عن ابن كثير، وقرأ حمزة والكسائي والحضرمي (ثمّ لم يكن فتنتهم) نصبًا.
قال أبو منصور: من نصب (فتنتهم) فهو على أنه خبر (تكن)، ويكون (أن قالوا) الاسم، وأنثت (تكن) وهو لـ (أن قالوا) لأنّ (أن قالوا) ها هنا هي الفتنة، ومن قرأ (ثمّ لم تكن فتنتهم) بالرفع فعلى أن الفتنة هي الاسم لـ (تكن)، ويكون (أن قالوا) الخبر.
وقال بعضهم: من قرأ (لم يكن) بالياء وجعله لـ (أن قالوا) فمعناه: (القول)، وهو مذكّر). [معاني القراءات وعللها: 1/347]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (واللّه ربّنا... (23)
قرأ حمزة والكسائي (واللّه ربّنا) نصب على الدعاء، وقرأ الباقون (واللّه ربّنا) خفضا.
[معاني القراءات وعللها: 1/347]
قال أبو منصور: من قرأ (ربّنا) فعلى البدل، كأنه قال: وربّنا.
وقال الزجاج: من قرأ (ربّنا) فعلى النعت والثناء لقوله: (والله).
ومن نصب فعلى وجهين:
أحدهما: على الدعاء، كأنهم قالوا: والله يا ربّنا ما كنّا مشركين.
ويجوز أن يكون نصبه على المدح، كأنه قال: والله أعني (ربّنا) وأذكر (ربّنا) ). [معاني القراءات وعللها: 1/348]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا} [23].
قرأ حمزة والكسائي {يكن} بالياء ونصبا {فتنتهم}.
وقرأ ابن كثير وحفص عن عاصم وابن عامر بالتاء ورفع الفتنة. فأما ابن كثير فإنه يجعل الفتنة اسم الكون، والخبر {إلا أن قالوا} لأن «أن» مع الفعل بتقدير المصدر، وتلخيصه: ثم لم تكن فتنتهم إلا قولهم ....
وقرأ الباقون بالتاء ونصب الفتنة، فأما حمزة فإنه يجعل {أن قالوا} الاسم، والفتنة الخبر، وهو الاختيار لعلتين:
إحداهما: أن الفتنة تكون معرفة ونكرة، والضمير في {أن قالوا} لا يكون إلا معرفة.
وأما حجة أبي عمرو ومن تبعه قال: لما كانت الفتنة هي القول والقول هو الفتنة جاز أن تحل محله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/153]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله: {والله ربنا ما كنا مشركين} [23].
قرأ حمزة والكسائي {ربنا} بالنصب على: والله يا ربنا؛ لأن الله تعالى قد ذكر نفسه قبل ذلك وخاطبوه.
وقرأ الباقون: {والله ربنا} بالخفض فجعلوه مقسمًا به تعالى، وقالوا: هذا أحسن في اللفظ والمعنى أن تقول: والله العظيم ما فعلت كيت وكيت، من أن تقول: والله يا أيها العظيم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/153]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في الياء والتاء والرفع والنصب من قوله [جلّ وعزّ]: ثم لم تكن فتنتهم [الأنعام/ 23].
فقرأ ابن كثير في رواية قنبل عن القواس، وعبيد بن عقيل عن شبل عن ابن كثير، وابن عامر، وحفص عن عاصم ثم لم تكن بالتاء فتنتهم رفعا.
وروى خلف وغيره عن عبيد عن شبل عن ابن كثير: ثم لم تكن بالتاء فتنتهم نصبا.
[الحجة للقراء السبعة: 3/287]
وقرأ نافع وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر تكن بالتاء فتنتهم نصبا.
وقرأ حمزة والكسائي ثم لم يكن بالياء فتنتهم نصبا.
[قال أبو علي] من قرأ: ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا [الأنعام/ 23] تكن بالتاء ورفع الفتنة، كان ذلك حسنا لإثباته علامة التأنيث في الفعل المسند إليه الفتنة، والفتنة مؤنثة بلحاقها علامة التأنيث وأن قالوا على هذه القراءة: في موضع نصب، والتقدير: لم تكن فتنتهم إلّا قولهم. فأمّا ما روي عن ابن كثير من قراءته: ثم لم تكن
بالتاء فتنتهم نصبا، فقد أنّث، أن قالوا لمّا كان الفتنة في المعنى، وفي التنزيل: فله عشر أمثالها [الأنعام/ 160] فأنّث الأمثال، وواحدها مثل، حيث كانت الأمثال في المعنى الحسنات، وقد كثر مجيء هذا في الشعر والرواية الأولى أوجه من حيث كان الكلام محمولا فيها على اللفظ. ومثل هذا قراءة نافع، وأبي عمرو، وعاصم في رواية أبي بكر. ومما جاء على هذا في الشعر قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 3/288]
.. وكانت عادة... منه إذا هي عرّدت إقدامها
فأنّث الإقدام لما كان العادة في المعنى، وهذا البيت، وهذه الآية إذا قرئت على القياس أقرب من قول الشاعر:
هم أهل بطحاوي قريش كليهما... هم صلبها ليس الوشائظ كالصلب
لأنّ بطحاوي مكة مؤنث، والمذكر: الأبطح، فهو لفظ غير لفظ المؤنّث، والفتنة هي: القول.
وقد جاء في الكلام: ما جاءت حاجتك، فأنّث ضمير (ما) حيث كان الحاجة في المعنى: وألزم التأنيث ونصبت الحاجة. ومثل
[الحجة للقراء السبعة: 3/289]
ذلك قولهم: من كانت أمّك، فأنّث ضمير من حيث كان الأمّ ومثله: ومن تقنت منكن [الأحزاب/ 31]. وممّا يقوّي [نصب فتنتهم] أنّ قوله: أن قالوا: أن يكون الاسم دون الخبر أولى، لأنّ أن* إذا وصلت لم توصف فأشبهت بامتناع وصفها المضمر. فكما أنّ المضمر إذا كان مع المظهر كان أن يكون الاسم أحسن، كذلك أن* إذا كانت مع اسم غيرها، كانت أن تكون الاسم أولى). [الحجة للقراء السبعة: 3/290]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الخفض والنصب من قوله تعالى: والله ربنا [الأنعام/ 23].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر بالكسر فيهما.
وقرأ حمزة والكسائي: والله ربنا بالنصب.
من قرأ والله ربنا: جعل الاسم المضاف وصفا للمفرد، ومثل ذلك: رأيت زيدا صاحبنا، وبكرا جاركم. وقوله: ما كنا مشركين [الأنعام/ 23] جواب القسم.
ومن قال: والله ربنا، فصل بالاسم المنادى بين القسم والمقسم عليه بالنداء، والفصل به لا يمتنع، وقد فصل بالمنادى بين الفعل ومفعوله [كما فعل ذلك] في نحو قوله: إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك [يونس/ 88] والمعنى آتيتهم زينة وأموالا ليضلوا فلا يؤمنوا، وفصل به في أشدّ من ذلك، وهو الفصل بين الصلة والموصول قال:
[الحجة للقراء السبعة: 3/291]
فلأحشأنّك مشقصا* أوسا أويس من الهبالة وهذا لكثرة النداء في الكلام ومثل ذلك في الفصل قوله:
ذاك الّذي وأبيك تعرف مالك... والحقّ يدفع ترّهات الباطل). [الحجة للقراء السبعة: 3/292]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ثمّ لم تكن فتنتهم إلّا أن قالوا والله ربنا ما كنّا مشركين}
قرأ ابن كثير وابن عامر وحفص {ثمّ لم تكن} بالتّاء {فتنتهم} رفع جعلوا الفتنة اسم كان والخبر {إلّا أن قالوا} لأن أن مع الفعل في تقدير المصد ر المعنى ثمّ لم تكن فتنتهم إلّا قولهم
وقرأ نافع وأبو عمرو وأبو بكر {ثمّ لم تكن} بالتّاء {فتنتهم} نصب جعلوا الفتنة خبرا والاسم {إلّا أن قالوا} وتقدير الكلام ثمّ لم تكن فتنتهم إلّا قولهم يقال لم أنث تكن والاسم مذكّر الجواب إنّما أنث لأن الفعل لما جاء ملاصقا للفتنة أنث لتأنيثها وإنّما جاز ذلك لأن الفتنة هي القول والقول هو الفتنة فجاز أن يحل محله
[حجة القراءات: 243]
ولا يؤثر في الخبر إلّا فيما كان الأول بعينه نحو كان زيد أخاك فالخبر هو الاسم فكذلك الفتنة هي القول
وجواب آخر وهو أن المصدر قد يقدر مؤنثا ومذكرا التّقدير ثمّ لم تكن فتنتهم إلّا مقالتهم والاسم مؤنث
قرأ حمزة والكسائيّ (ثمّ لم يكن) بالياء {فتنتهم} نصبا جعلا {أن قالوا} الاسم التّقدير ثمّ لم يكن فتنتهم إلّا قولهم وحجتهما إجماع القرّاء على نصب قوله {فما كان جواب قومه إلّا أن قالوا} وأخرى وهي أن في حرف عبد الله (فما كان فتنتهم) فهذا دليل على التّذكير
قرأ حمزة والكسائيّ {والله ربنا} بالنّصب أي يا ربنا على النداء وحجتهما أن الآية ابتدئت بمخاطبة الله إيّاهم إذ قال للّذين أشركوا {أين شركاؤكم} فجرى جوابهم إيّاه على نحو سؤاله لمخاطبتهم إيّاه فقالوا {والله ربنا} بمعنى والله يا ربنا ما كنّا مشركين فأجابوه مخاطبين له كما سألهم مخاطبين
وقرأ الباقون {والله ربنا} خفضا على النّعت والثناء وحجتهم في ذلك أنّك إذا قلت أحلف باللّه ربّي كان أحسن من أن تقول أحلف باللّه يا رب). [حجة القراءات: 244]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {تكن فتنتهم} قرأه حمزة والكسائي بالياء، وقرأ الباقون بالتاء، وقرأ ابن كثير وابن عامر وحفص «فتنتُهم» بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب.
وحجة من قرأ بالتاء أنه أنّث الفعل لتأنيث لفظ الفتنة، إن رفع الفتنة أنّث؛ لأن الفاعل مؤنث اللفظ، وإن نصب الفتنة أنّث؛ لأن الفاعل في المعنى هو الفتنة؛ لأن خبر كان هو اسمها في المعنى.
4- وحجة من قرأ بالياء أنه أتى بلفظ التذكير، لتذكير «أن» وما بعدها، في قوله: {إلا أن} إذا نصب {فتنتهم}، فإن رفعها ذكر؛ لأن الفتنة المعذرة، والمعذرة والعُذر واحد، فذكر لتذكير العذر، ويجوز أن يكون ذكر لأن «الفتنة » «القول» في المعنى، فذكّر لتذكير القول إذ القول هو الفتنة.
5- وحجة من رفع الفتنة أنها لما كانت معرفة، وتقدمت «القول» جعلها اسم كان، و{أن قالوا} الخبر، فأتى الكلام في الإعراب على رتبته، من غير تقديم ولا تأخير، لا سيما إذا قرئ بالتاء، فهو أقوى لرفع الفتنة، لأن التأنيث في الفعل يدل على إضافة الفعل إلى «الفتنة» فقوي الرفع في «الفتنة» لتأنيث الفعل، ولتقدّم «الفتنة» في اللفظ، ولأنها معرفة، فأما إذا قرئ {تكن} بالتاء فالرفع يقوى، لتقدم «الفتنة» في اللفظ، ولأنها معرفة ولأنها هي «القول» الذ حمل التذكير عليه.
6- وحجة من نصب «الفتنة» أنه لما وقع بعد «كان» معرفتان، وكان أحدهما أعرف جعله اسم «كان»، وهو «أن» وما بعدها، وإنما كانت أعرف لأنها لا توصف، كما لا يوصف المضمر، فأشبهت المضمر، فجعلت اسم كان كما يجعل المضمر إذا وقع بعد كان اسمها والظاهر خبرها، ولأنها
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/426]
لا تتنكر أبدًا كما تتنكر «الفتنة»، وتنفصل عما أضيفت إليه، لا سيما إذا قرئ «يكن» بالياء، فهو أقوى في نصب «الفتنة»؛ لأنه قد بان أن الفعل لـ «القول» بالتذكير، والاختيار القراءة بالتاء، ونصب «الفتنة»؛ لأنها هي القول في المعنى ولأنها بمعنى العذر ولأن «أن» وما بعدها أعرف؛ لأن على ذلك أكثر القراء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/427]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {والله ربنا} قرأه حمزة والكسائي «ربنا» بالنصب على النداء المضاف، وفصل به بين القَسَم وجوابه، وذلك حسن، لأن فيه معنى الخضوع والتضرع حين لا ينفع ذلك، وقرأه الباقون بالخفض، على النعت لـ «الله» عز وجل، أو على البدل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/427]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ} بالتاء {فِتْنَتُهُمْ} [آية/ 23] بالرفع:-
قرأها ابن كثير وابن عامر و-ص- عن عاصم.
ووجهه أن التاء لعلامة التأنيب لأجل الفتنة، والفتنة مؤنثة للحاق علامة التأنيث لها وهي الهاء، و{فِتْنَتُهُمْ} رفع لكونها اسم {تَكُنْ}، وقوله {أَنْ قَالُوا} خبره، وهو في موضع نصب، والتقدير: ثم لم تكن فتنتهم إلا قولهم.
وقرأ نافع وأبو عمرو و-ياش- عن عاصم {تَكُنْ} بالتاء {فِتْنَتُهُمْ} بالنصب؛ لأنهم جعلوا {أَنْ قَالُوا} اسم كان و{فِتْنَتُهُمْ} بالنصب خبرها، وأنثوا {أَنْ قَالُوا} وإن كان التقدير: قولهم، والقول مذكر؛ لأنه هو الفتنة في المعنى، كما قال تعالى {فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} ولم يقل عشرة؛ إذ كانت الأمثال هي الحسنات في المعنى.
وقرأ حمزة والكسائي {يَكُنْ} بالياء {فِتْنَتُهُمْ} بالنصب.
[الموضح: 462]
وهذا على القياس؛ لأن اسم {يَكُنْ} ههنا {أَنْ قَالُوا} وهو مذكر؛ لأنه في تقدير القول، والمراد ثم لم يكن فتنتهم بالنصب -إلا قولهم -بالرفع-، فأن قالوا اسم كان و{فِتْنَتُهُمْ} خبره، فلما كان اسم كان مذكرًا ألحق الياء بيكن لأنه علم التذكير). [الموضح: 463]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {وَالله رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [آية/ 23] بجر {الله} ونصب {رَبِّنَا}:-
قرأها حمزة والكسائي.
ووجه ذلك أن قوله تعالى {وَالله} قسم، و{رَبِّنَا} منادى، وانتصابه على أنه منادى مضاف، وقد فصل بهذا المنادى بين القسم والمقسم عليه، والتقدير: والله يا ربنا ما كنا مشركين.
وقرأ الباقون {وَالله رَبِّنَا} بالجر فيهما، على أن الاسم المضاف الذي هو {رَبِّنَا} صفة لله، كما تقول: مررت بزيد صاحبنا وبكر أخينا، فالجر في {رَبِّنَا} لكونه صفة لله، والجر في {وَالله} لكونه مقسما به). [الموضح: 463]

قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)}

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25)}

قوله تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس