عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:12 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (57) إلى الآية (58) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (57) وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ (58)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (57)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفّار أولياء (57)
قرأ أبو عمرو ويعقوب والكسائي (والكفّار أولياء) خفضًا، وقرأ الباقون بالنصب، وروى حسين عن أبي عمرو (والكفار) نصبًا.
قال أبو منصور: من قرأ (والكفّار) خفضًا عطفه على قوله (من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم) ومن الكفار، ومن قرأ (والكفّار) عطفه على قوله: (لا تتخذوا الذين) ولا تتخذوا الكفار). [معاني القراءات وعللها: 1/334]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في نصب الراء وخفضها من قوله تعالى: والكفار أولياء [المائدة/ 57].
فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وحمزة: والكفار نصبا.
وقرأ أبو عمرو والكسائي: والكفار* خفضا، وروى حسين الجعفي عن أبي عمرو والكفار بالنصب.
حجة من قرأ بالجر فقال: والكفار* أنه حمل الكلام على أقرب العاملين وقد تقدّم أن لغة التنزيل الحمل على أقرب العاملين، فحمل على عامل الجرّ من حيث كان أقرب إلى المجرور من عامل النصب، وحسن الحمل على الجر، لأنّ فرق الكفار الثلاث: المشرك، والمنافق، والكتابي الذي لم يسلم، قد كان
منهم الهزء فساغ لذلك أن يكون الكفار... مجرورا وتفسيرا
[الحجة للقراء السبعة: 3/234]
للموصول، وموضحا له، فالدليل على استهزاء المشركين قوله: إنا كفيناك المستهزئين. الذين يجعلون مع الله إلها آخر [الحجر/ 95 - 96] والدليل على استهزاء المنافقين قوله: وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن [البقرة/ 14]. وأمّا الكتابي الذي لم يسلم فيدا، على وقوع ذلك منه قوله: لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب [المائدة/ 57] وكلّ من ذكرنا من المشركين والمنافقين ومن لم يسلم من أهل الكتاب يقع عليه اسم كافر ويدل على ذلك قوله: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين [البيّنة/ 1] وقال: ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب [الحشر/ 11] وقال: إن الذين آمنوا ثم كفروا [النساء/ 137]، فإذا وقع على المستهزئين اسم كافر حسن أن يكون قوله: والكفار* تفسيرا للاسم الموصول، كما كان قوله: من الذين أوتوا الكتاب تفسيرا له، ولو فسّر الموصول بالكفار لعمّ الجميع. ولكنّ الكفار كأنه أغلب على المشركين وأهل الكتاب، على من إذا عاهد دخل في ذمّة المسلمين وقبلت منه الجزية، على دينه أغلب فلذلك فصّل ذكرهما، ويدل على تقدم قوله: والكفار* قوله: ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم [البقرة/ 105] فكما
[الحجة للقراء السبعة: 3/235]
أنّ الاتفاق فيما علمنا على الجرّ في قوله: ولا المشركين ولم يحمل على العامل الرافع، كذلك ينبغي أن يتقدم الجرّ في قوله: والكفار أولياء.
وحجّة من نصب فقال: والكفار أولياء أنه عطف على العامل الناصب، فكأنّه قال: لا تتخذوا الكفار أولياء، وحجتهم في ذلك قوله: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين [آل عمران/ 28] فكما وقع النهي عن اتّخاذ الكفار أولياء في هذه الآية، كذلك يكون في الأخرى معطوفا على الاتخاذ). [الحجة للقراء السبعة: 3/236]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزوا ولعبًا من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفّار أولياء}
قرأ أبو عمرو والكسائيّ {من قبلكم والكفّار} بالخفض على النسق على {الّذين أوتوا الكتاب} المعنى من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الكفّار وقرأ الباقون بالنّصب على النسق على قوله
[حجة القراءات: 230]
{لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزوا ولعبًا} ولا تتّخذوا الكفّار أولياء). [حجة القراءات: 231]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (23- قوله: {والكفار أولياء} قرأه أبو عمرو والكسائي بالخفض، ونصبه الباقون.
وحجة من خفضه أنه عطفه على أقرب العاملين منه، وهو قوله: {من الذين أوتوا} فنهاهم الله أن يتخذوا اليهود والمشركين أولياء، وأعلمهم أن الفريقين اتخذوا دين المؤمنين هزوا ولعبا، ولما كانت فرق الكفار ثلاثًا: مشرك ومنافق وكتابي، وكل هذه الفرق قد اتخذت دين المؤمنين هزوا بدلالة قوله: {من الذين أوتوا الكتاب} و{الكفار} بدلالة قوله في المنافقين أنهم قالوا: {إنما نحن مستهزئون} وبدلالة قوله: {إنا كفيناك المستهزئين. الذين يجعلون مع الله إلهًا آخر} الحجر «95، 96» فقد أخبر عن الكفار بالاستهزاء، فحسن دخولهم في هذه الآية، في الاستهزاء أيضًا مع الذين أوتوا الكتاب، وهم اليهود، فجعل النوعين تفسيرًا للموصول، وهو قوله: {لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوًا ولعبًا} ثم فسرهم بنوعين: يهود ومشركين، فوجب الخفض على العطف على قوله: {من الذين} لظهور المعنى وقوته، ولقرب المعطوف عليه من المعطوف.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/413]
24- وحجة من نصب أنه عطفه على «الذين» الأول، في قوله: {لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا}، {والكفار أولياء}، أي: لا تتخذوا هؤلاء وهؤلاء أولياء، فالموصوف بالهزء واللعب، في هذه القراءة، هم اليهود لا غير، والمنهي عن اتخاذهم أولياء هم اليهود والمشركون، وكلاهما في القراءة بالخفض، موصوف بالهزوء واللعب منهي عن اتخاذهم أولياء، ولولا اتفاق الجماعة على النصب لاخترت الخفض، لقوته في الإعراب وفي المعنى والتفسير، والقرب من المعطوف عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/414]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ} [آية/ 57]:-
بالخفض، قرأها أبو عمرو والكسائي ويعقوب.
والوجه فيه أن الحمل على عامل الجر أولى، وهو قوله {مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} من حيث كان أقرب إلى المعطوف، وحمل الكلام على أقرب العاملين لغة التنويل، كما قال تعالى {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ} ولم يقل: ولا المشركون.
وقرأ الباقون {الكُفَّارَ} بالنصب، حملاً على عامل النصب، وهو قوله تعالى {لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ}، كأنه قال: ولا تتخذوا الكفار أولياء، كما قال تعالى {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ}). [الموضح: 446]

قوله تعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ (58)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس