عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 09:05 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (21) إلى الآية (22) ]

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويقتلون الّذين يأمرون... (21).
قرأ حمزة وحده: (ويقاتلون) بالألف بعد القاف، وروى نصير عن الكسائي مثل ذلك.
وسائر القراء قرأ: (ويقتلون).
قال أبو منصور: من قرأ (ويقتلون) فمعناه: أنهم يفتلون الذين لا يقاتلونهم.
ومن قرأ (يقاتلون) فمعناه: أنه يقاتلون الذين يخالفونهم في كفرهم، والمقاتلة من اثنين، والقتل من واحد، والاختيار (يقاتلون) بالألف، لأن المعنى: أنهم يقتلون من غلبوه ممن لا يوافقهم على كفرهم). [معاني القراءات وعللها: 1/246]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {ويقتلون النبيين} [21].
قرأ حمزة وحده: {ويقتلون} بألف.
وقرأ الباقون: {ويقتلون} بغير ألف. فيقتلون إخبار عن واحد {ويقاتلون} بألف إخبار عن اثنين فعل وفاعل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/109]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): ( [قال] أحمد: كلهم قرأ: ويقتلون الذين يأمرون بالقسط [آل عمران/ 21] بغير ألف إلّا حمزة فإنّه قرأ (ويقاتلون) بألف.
قال أبو علي: حجة من قرأ: ويقتلون الذين يأمرون أنّه معطوف على قوله، ويقتلون النبيين [آل عمران/ 21] وقد
[الحجة للقراء السبعة: 3/23]
جاء في أخرى فلم تقتلون أنبياء الله من قبل [البقرة/ 91] فجاء الفعل على يفعل دون يفاعل، فكذلك: ويقتلون الذين يأمرون بالقسط [آل عمران/ 21] لأنّ الآمرين بالقسط من الناس قد وافقوا الأنبياء في الأمر بالقسط، وكبر عليهم مقامهم وموضعهم فقتلوهم، كما قتلوا الأنبياء.
وحجة من قرأ: ويقاتلون الذين يأمرون أنّ في حرف عبد الله فيما زعموا: وقاتلوا الذين يأمرون بالقسط فاعتبرها، وكأن معنى يقاتلونهم، أنّهم لا يوالونهم ليقلّ نهيهم إياهم عن العدوان عليهم، فيكونون مباينين لهم، مشاقّين لهم؛ لأمرهم بالقسط، وإن لم يقتلوهم كما قتلوا الأنبياء، ولكن قاتلوهم قتال المباين المشاقّ لهم.
فإن قال قائل: إنّه في قراءته (ويقاتلون) لم يقرأ بحرف عبد الله، وترك قراءة الناس. قيل: ليس بتارك حرف عبد الله الذي هو (قاتلوا) في قراءته (يقاتلون) لأنّ قوله: (يقاتلون) يجوز أن يريد به (قاتلوا)، ألا ترى أنّه قد جاء إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله [الحج/ 25].
وقال في أخرى: الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله [النحل/ 88، محمد/ 1] فإذا جاء المعنى لم يكن تاركا لقراءة
[الحجة للقراء السبعة: 3/24]
عبد الله، وذلك أنّ قوله: يصدون يجوز أن يكون في المعنى (صدّوا)، إلّا أنّه جاء على لفظ المضارع حكاية للحال، وكذلك حمزة في قراءته (يقاتلون) يجوز أن يكون مراده به (قاتلوا) إلّا أنّه جاء على لفظ المضارع حكاية للحال). [الحجة للقراء السبعة: 3/25]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويقتلون النّبيين بغير حق ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس}
قرأ حمزة (ويقاتلون الّذين يأمرون) بالألف وبضم الياء أي يحاربون وحجته قراءة عبد الله (وقاتلوا الّذين يأمرون بالقسط من النّاس)
وقرأ الباقون {ويقتلون الّذين يأمرون} بغير ألف وحجتهم أنهم لم يختلفوا في الحرف الأولى أنه بلا ألف وهو قوله {ويقتلون النّبيين بغير حق} وكذلك {ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط}). [حجة القراءات: 158]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {ويقتلون الذين يأمرون بالقسط} قرأه حمزة «يقاتلون» بالألف من القتال وقرأ الباقون بغير ألف، من القتل.
14- وحجة من جعله من القتل أنه عطفه على قوله: {ويقتلون النبيين} فقد أخبر عنهم بقتلهم للأنبياء، فقتل من هو دون الأنبياء أسهل عليهم، في
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/338]
كعمرهم، ومن تجرأ على قتل نبي فهو أجرأ على قتل من هو دون النبي من المؤمنين، فحمل آخر الكلام على أوله في الإخبار بالقتل عنهم.
15- ووجه القراءة بالألف في حرف ابن مسعود «وقاتلوا الذين يأمرون بالقسط» فأخبر عنهم بالمقاتلة لا بالقتل على أن القتل أكثر ما يكون بالمقاتلة فأخبر عنهم بالسبب الذي يكون منه القتل، وقراءة الجماعة بغير ألف أولى لينتظم آخر الكلام بأوله، ولأنه إجماع). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/339]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ} [آية/ 21]:-
بالألف، قرأها حمزة وحده.
وذلك لأن في حرف عبد الله {وَقَاتَلُوا الّذين يَأْمُرُونَ} على الماضي من
[الموضح: 364]
القتال، فلهذا ذهب حمزة الى هذه القراءة.
ووجهها أنهم كانوا يشاقون من أمرهم بالقسط ونهاهم عن العدوان، ويخالفونهم مخالفة المشاق المباين لهم، فكل من لم يوافقهم على غيهم كانوا حربًا له.
وقرأ الباقون {وَيَقْتُلُونَ} بغير ألف؛ لأن {وَيَقْتُلُونَ} معطوف على قوله {ويَقْتُلُونَ النَبيّينَ}، والآمرون بالقسط يوافقون الأنبياء لا محالة في الأمر بالقسط والنهي عن الجور، فإذا قتلوا الأنبياء لم يمنعهم حرج من قتلهم أيضًا، ويؤيد هذا ما جاء في قصتهم أنهم قتلوا ثلاثة وأربعين نبيًا من أول النهار في ساعةٍ واحدةٍ، فقام مائة واثنا عشر رجلاً من عبادهم، فأمروهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوهم جميعًا في آخر النهار). [الموضح: 365]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس