عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 11:43 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الضحى

[ من الآية (1) إلى الآية (5) ]
{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)}

قوله تعالى: {وَالضُّحَى (1)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (والضحى جزء من الشمس، وهي أول ساعة من النهار من حين تطلع الشمس. فأقسم الله تعالى بالضحى وبـ{الليل إذا سجى} [2] ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/495]

قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (فأقسم الله تعالى بالضحى وبـ{الليل إذا سجى} [2] يعني: إذا غطى ظلمته ضوء النهار.
فقرأ الناس كلهم: {سجا} مخففًا إلا الحسن، فإنه قرأ {سجى} مشددا، والساجي: الساكن، ويقال: بحر ساج، وليل ساج لام الفعل ياء مبدلة من واو، والأصل: ساجو فصارت الواو ياء لانكسار ما قبلها. فأما الساج الطيلسان فلام الفعل جيم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/495]

قوله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({ما ودعك ربك} [3] جواب القسم.
وأجمع القراء على تشديد الدال من ودع يودع من التوديع والمفارقة والترك، وذلك أن الوحي احتبس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة سنة فقال كفار قريش: إن الله قد ودع محمدًا وقلاه أي: أبغضه كذبا منهم، وعدوانًا فأنزل الله تعالى مقسما برب: {الضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى} وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هشام بن عروة: {ما ودعك ربك} مخففًا، أي: ما تركك من قولهم: زيد يدع عمرًا أو ينبذه أي: يتركه، وهذا لا يصححه أهل النقل؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفصح الناس فلا يقرأ إلا باللغة الفصحي، وكلام العرب يدع، ويذر، ولا يقال منه ودعته، ولا وذرته. وإنما جاء ذلك في بيت شعر
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/495]
أنشدنيه أبو بشر بالري عن المازني:
ليت شعري عن خليلي ما الذي = غاله في الحب حتى ودعه
وقال سيبوية: استغنت العرب بتركه عن ودعته كما استغنوا بأنت مثلي وأنا مثلك عن أن يقولوا أنت لي وأنا لك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/496]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ: [مَا وَدَعَك]، خفيفة - النبي صلى الله عليه وسلم وعروة بن الزبير.
قال أبو الفتح: هذه قليلة الاستعمال. قال سيبويه: استغنوا عن وذر وودع بقولهم: ترك، وعلى أنها قد جاءت في شعر أبي الأسود، قال: وأنشدناه أبو علي:
ليت شعري عن خليلي ما الذي ... غاله في الحب حتى ودعه
[المحتسب: 2/364]
إلا أنهم قد استعملوا مضارعة، فقالوا: يدع. ويروى بيت الفرزدق:
وعض زمان يا بن مروان لم يدع ... من المال إلا مسحتا أو مجلف
على ثلاث أصرب: لم يدع، ولم يدع -بكسر الدال، وفتح الياء- ولم يدع، بضم الياء.
فأما يدع -بفتح الياء والدال- فهو المشهور، وإعرابه أنه لما قال: لم يدع من المال إلا مسحتا دل على أنه قد بقى، فأضمر ما يدل عليه القول، فكأنه قال: وبقى مجلف.
وأما يدع -بفتح الياء وكسر الدال- فهو من الاتداع، كقولك: قد استراح وودع، وهو وادع من تعبه. فالمسحت -على هذه الرواية- مرفوع بفعله، ومجلف معطوف عليه، وهذا ما لا نظر فيه لوضوحه.
وأما يدع -بضم الياء- فقياسه يودع، كقول الله تعالى : {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}، ومثله يوضع، والحديد يوقع، أي: يطرق، من قولهم: وقعت الحديدة، أي: طرقتها. قالوا: إلا أن هذا الحرف كأنه -كثرة استعماله- جاء شاذا، فحذفت واوه تخفيفا، فقيل: لم يدع، أي: لم يترك، والمسحت والمجلف جميعا مرفوعان أيضا، كما يجب). [المحتسب: 2/365]

قوله تعالى: {وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4)}
قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس