عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 10:38 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفجر

[ من الآية (15) إلى الآية (20) ]
{فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) }

قوله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أكرمن)، و(أهانن).
قرأ ابن كثير في رواية البرى (أكرمني) و(أهانني) بياء في الوصل والوقف.
وقرأ نافع (أكرمني) و(أهانني) في الوصل بياء، وبغير ياء في الوقف.
وأما أبو عمرو فروى عنه اليزيدي وعبد الوارث أنه قال: ما أبالي قرأته بياء أو بغير ياء في الوصل.
وأما في الوقف فعلى ما في الكتاب.
وقال أبو زيد وعباس: إنه كان يقف على (أكرمن) و(أهانن) على النون. وقرأ يعقوب " أكرمني) و(أهانني) بياء في الوصل والوقف.
وقرأ الباقون بغير ياء في الوصل والوقف.
[معاني القراءات وعللها: 3/143]
وفتح الياء من (ربي أكرمني) و(ربى أهانني) ابن كثير ونافع وأبو عمرو. وأرسلها الباقون.
قال أبو منصور: من قرأ - (أكرمني) و(أهانني) بالياء فهي ياء الإضافة.
ومن كسر النون مكتفيًا بكسرتها عن الياء فهي لغة). [معاني القراءات وعللها: 3/144] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {أكرمن ... وأهانن} [15، 16].
قرأ نافع، والبزي عن ابن كثير بإثبات الياء فيهما في الوصل، واختلف عن أبي عمرو فروي عنه أنه كان يقف على النون ساكنة خفيفة {أكرمن... وأهانن}.
وروي عنه أنه يثبت الياء مع نافع.
قال أبو عبد الله: سمعت ابن مجاهد يقول: قال اليزيدي: عن أبي عمرو: وما أبالي كيف قرأتهما بالياء في الوصل أم بغير ياء، فأما الوقف فبغير ياء.
ومعنى هذه الآية: أن رجلاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير المال مشركًا قال: إنما رزقني الله ما ترون لإكرامي على الله، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم الفقراء قد حبس الله الرزق عنهم لهوانهم عليه، فأخبر الله تعالى عن كذبه فقال: {فأما الإنسان إذا ما ابتله ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتله فقدر عليه رزقه} قدر وقتر بمعنى، وهو الضيق والاختيار التخفيف من قوله: {الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر}.
وقرأ أبو جعفر المدني مشددا فيما حدثني أحمد عن على عن أبي عبيد أن أبا جعفر قرأ {فقدر عليه رزقه} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/478] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقال اليزيدي عن ابن كثير: أكرمني [الفجر/ 15] وأهانني [الفجر/ 16] بياء في الوصل والوقف، وقرأ ابن كثير في رواية قنبل، وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: أكرمن وأهانن بغير ياء في وصل ولا وقف.
وقرأ نافع في رواية قالون، والمسيّبي وأبي بكر بن أبي أويس
[الحجة للقراء السبعة: 6/403]
وأخيه، وإسماعيل بن جعفر، وأبي قرّة وأبي خليد ويعقوب بن جعفر، وخارجة وورش عن نافع: أكرمني وأهانني بياء في الوصل.
حدّثني الخزّاز قال: حدّثنا محمّد بن يحيى القطعيّ قال: حدّثنا محبوب عن إسماعيل بن مسلم عن أهل المدينة: أكرمني وأهانني بياء في الوصل. وقال إسماعيل عن نافع بالواو بغير ياء. وقال ورش عن نافع: بالوادي [الفجر/ 9] بالياء، وقال عليّ بن نصر: سمعت أبا عمرو يقرأ: أكرمن، وأهانن يقف عند النون. وقال اليزيدي:
كان أبو عمرو يقول: ما أبالي كيف قرأت أبالياء أم بغير الياء في الوصل، فأما الوقف فعلى الكتاب.
وقال عبد الوارث مثل ما قال اليزيدي سواء، وقال عباس:
سألت أبا عمرو فقال: أكرمن، وأهانن وقف، وقال أبو زيد:
أكرمن وأهانن مجزومتا النون، محذوفتا الياء، وقال أبو الربيع عن أبي زيد عن أبي عمرو: أكرمن وأهانن يقف عند النون.
قال أبو علي: وجه قول ابن كثير: يسري* بالياء، وصل أو وقف، أن الفعل لا يحذف منه في الوقف، كما يحذف من الأسماء، نحو: قاض وغاز، تقول: هو يقضي، وأنا أقضي، فتثبت الياء، ولا تحذف الياء من الفعل كما تحذفه من الاسم، نحو: هذا قاض، لأنها لا تسقط في الوصل، كما تسقط الياء من نحو: قاض، في الوصل، وليس إثباتها بالأحسن من الحذف، وذلك أنها في فاصلة.
وجميع ما لا يحذف في الكلام، وما يختار فيه أن لا يحذف
[الحجة للقراء السبعة: 6/404]
نحو: القاضي من الألف واللام، يحذف إذا كان في قافية أو فاصلة.
قال سيبويه: والفاصلة نحو: والليل إذا يسر [الفجر/ 4] ويوم التناد [غافر/ 32] والكبير المتعال [الرعد/ 9]، فإذا كان شيء من ذلك في كلام تام، شبه بالفاصلة، فحسن حذفها نحو. ذلك ما كنا نبغ [الكهف/ 64]، فإن قال: كيف كان الاختيار فيه، أن يحذف إذا كان في فاصلة أو قافية، وهذه الحروف من أنفس الكلم، وهلّا لم يستحسن حذفها، كما أثبت سائر الحروف ولم تحذف؟ فالقول في ذلك أن الفواصل والقوافي مواضع وقف، والوقف موضع تقرير، فلما كان الوقف تغيّر فيه هذه الحروف الصحيحة بالتضعيف والإسكان، وروم الحركة فيها غيّرت فيه هذه الحروف المشابهة للزيادة بالحذف. ألا ترى أن النداء لمّا كان موضع حذف بالترخيم، والحذف للحروف الصحيحة، ألزموا الحذف في أكثر الأمر للحرف المتغيّر، وهو تاء التأنيث، فكذلك ألزم الحذف في الوقف لهذه الحروف المتغيّرة، فجعل تغييرها الحذف، ولم يراع فيها ما روعي في نفس الحروف الصحيحة. ألا ترى أنه سوّى بالزيادة في قولهم في النسب إلى مدامى: مداميّ، كقولهم في النسب إلى حبارى: حباريّ، فحذف كما حذفت للزيادة، وقالوا في تحية: تحويّ، فشبهوها بحنيفة.
ونحوه، وحذفوا اللام وسوّوا بينها وبين الزائد في الحذف للجزم، نحو: لم يغز، ولم يرم، ولم يخش، أجري مجرى الزائد في الإطلاق نحو:
[الحجة للقراء السبعة: 6/405]
وبعض القوم يخلق ثم لا يفري و: ما يمرّ ولا يحلو فجعلوا هذه الحروف بمنزلة الزيادة للكلمة، وسوّوا بينهما في الحذف فقالوا: يفر، ويحل، كما قال:
أقوين من حجج ومن دهر وقال:
وشجر الهدّاب عنه فجفا فجعل المنقلب عن اللام بمنزلة الألف في قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 6/406]
بسلهبين فوق أنف أذلفا فلما خالفا ما ذكرنا اختير فيهما الحذف في الفواصل والقوافي.
فإن قلت: فقد قال سيبويه: إثبات هذه الياءات والواوات أقيس الكلامين، وهذا بمعنى الحذف جائز عربي كثير، فإنه يجوز أن يعنى بقوله: أقيس الكلامين، القياس على الأصل الذي هو متروك والاستعمال على غيره، وإذا كانوا قد حذفوا في مواقع ليست بموضع وقوف، نحو قراءة من قرأ: يوم يأت لا تكلم نفس [هود/ 105] فأن يلزم الحذف ما كان موضع وقف أجدر، وكذلك قوله: جابوا الصخر بالوادي [الفجر/ 9]. الأوجه فيه الحذف إذا كانت فاصلة، وإن كان الأحسن إذا لم يكن فاصلة الإثبات.
وأما قول نافع في الوصل: يسري* وبغير ياء في الوقف، فيشبه أن يكون ذهب إلى أنه إنما حذف من الفاصلة لمكان الوقف عليها، فإذا لم يقف عليها صار بمنزلة غيرها من المواضع التي لا يوقف عليها، فلم يحذف من الفاصلة إذا لم يوقف عليها كما لم يحذف من غيرها، وحذفها إذا وقف عليها من أجل الوقف.
ويروى عن أبي عمرو مثل قول نافع، وروى عنه أيوب مثل ما روي عن ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي.
وقراءة عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: يسر بغير ياء في وصل ولا وقف، يدلّ أن هذا موضع وقف، فغيّر بالحذف كما غيّر من غيّر بإبدال النون في الحرف في آخره نحو:
من طلل كالأتحميّ أنهجا
[الحجة للقراء السبعة: 6/407]
ونحو إلحاق الياء في قوله:
فاغن وازددي ألا ترى أنه لمّا كان قافية بناها على إلحاق الياء، وإن كان السكون يجوز عنده في غير القافية، وفي القافية في بعض الإنشادات، وجعل الوزن يقتضي ذلك، فكذلك الفاصل يقتضي الحذف، وإن وقف عليها، كما تقتضي القافية الزيادة في نحو: «وازددي» فهذا يدلّك على مخالفتهم بين القوافي والفواصل، وبين سائر كلامهم، ورجوع الكسائي عن الإثبات إلى الحذف في يسر حسن، وهو الذي عليه الاستعمال وكثرته، فأما: دعوة الداعي [البقرة/ 186]، فإذا وقف قال: الداع فيجوز حذف الياء من الداع وإن لم تكن فاصلة، لأن سيبويه حكي: أن منهم من يحذف الياء مع الألف واللام. كما يحذفها مع غير الألف واللام نحو: قاض، إذا وقف قال: هذا قاض. وهو أجود من الإثبات، ورواية البزيّ عن ابن كثير: أكرمني وأهانني بياء في الوصل والوقف، فهو على قياس قراءته: يسري* بياء في الوصل والوقف، ورواية قنبل وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: أكرمن،
[الحجة للقراء السبعة: 6/408]
وأهانن بغير ياء في وصل ولا وقف، هو كقراءة من قرأ: يسر في الوصل والوقف، لأنها ياء قبلها كسرة في فاصلة، ورواية من روى عن نافع: أكرمني، وأهانني بياء في الوصل هو من قياس ما روي عنه في يسري* من إثبات الياء في الوصل وحذفها في الوقف، ورواية إسماعيل عن نافع: بالواد بغير ياء، ورواية ورش عنه بالوادي بالياء، فهذا على أن في الوادي والداعي ونحوه مما فيه الألف واللام وآخره ياء لغتين إذا وقف عليه، إحداهما: إثبات الياء والأخرى: حذفها، فكأنه أخذ باللغتين، فليس الحذف في الواد من حيث كان الحذف في الفواصل، لأنه ليست بفاصلة، ورواية علي بن نصر عن أبي عمرو: أكرمن وأهانن يقف عند النون، مثل رواية سيبويه عنه.
قال سيبويه: قرأ أبو عمرو: ربي أكرمن ربي أهانن على الوقف، وكذلك رواية أبي زيد عنه، وهذه أثبت من غيرهم عندنا). [الحجة للقراء السبعة: 6/409] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- (أَكْرَمَنِي) [آيَةُ/15] و(أَهَانَنِي) [آيَةُ/16] بِالْيَاءِ فِي الْحَالَيْنِ: -
قَرَأَهُمَا ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ، وَعَنْ- ل- بِغَيْرِِ يَاءٍ فِي الْحَالَيْنِ، وَالْمُطَّوِّعِيُّ عَنْهُ بِيَاءٍ فِي الْحَالَيْنِ.
وَقَرَأَ نَافِعٌ (أَكْرَمَنِي) وَ{أَهَانَنِ}بِيَاءٍ فِي الْوَصْلِ دُونَ الْوَقْفِ.
وَرَوَى الْيَزِيدِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو {أَكْرَمَنِ} وَ{أَهَانَنِ} بِغَيْرِِ يَاءٍ فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ؛ لأَنَّهُ رَأْسُ آيَةٍ.
وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَالْكُوفِيُّونَ {أَكْرَمَنِ} وَ{أَهَانَنِ} بِغَيْرِِ يَاءٍ فِيهِمَا فِي الْحَالَيْنِ.
وَالْوَجْهُ فِي إِثْبَاتِ الْيَاءِ وَحَذْفِهَا فِي (أَكْرَمَنِي) وَ(أَهَانَنِي) مِثْلُ مَا ذَكَرْنَا فِي {يَسْرِ} وَ{بِالْوَادِ}، وَإِنْ كَانَ الْيَاءُ فِي (أَكْرَمَنِي) وَ(أَهَانَنِي) يَاءَ ضَمِيرِ الْمَفْعُولِ بِهِ؛ لأَنَّهُ كَمَا تُحْذَفُ الْيَاءُ الَّتِي هِيَ لامُ الْفِعْلِ، فَكَذَلِكَ تُحْذَفُ يَاءُ الضَّمِيرِ وَخُصُوصًا فِي الْفَوَاصِلِ، لَكِنَّ يَاءَ ضَمِيرِ الْمَفْعُولِ بِهِ قَلَّمَا تُحْذَفُ فِي غَيْرِ الْفَاصِلَةِ وَالْقَافِيَةِ، أَلا تَرَى أَنَّكَ لا تَكَادُ تَقُولُ ضَرَبَنِ إِلاَّ فِي الشِّعْرِ، وَحَذْفُ يَاءِ مِثْلِ الْقَاضِ وَالْوَادِ وَالتَّنَادِ فِي غَيْرِ الْقَوَافِي كَثِيرٌ.
[الموضح: 1368]
وَفَتَحَ الْيَاءَ مِنْ (رَبِّيَ) ابْنُ كَثِيرٍ وَنَافِعٌ وَأَبُو عَمْرٍو فِي الْحَرْفَيْنِ، وَأَسْكَنَهُمَا الْبَاقُونَ.
وَقَدْ مَضَى الْكَلامُ عَلَى مِثْلِهِ فِي مَوَاضِعَ). [الموضح: 1369] (م)

قوله تعالى: {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أكرمن)، و(أهانن).
قرأ ابن كثير في رواية البرى (أكرمني) و(أهانني) بياء في الوصل والوقف.
وقرأ نافع (أكرمني) و(أهانني) في الوصل بياء، وبغير ياء في الوقف.
وأما أبو عمرو فروى عنه اليزيدي وعبد الوارث أنه قال: ما أبالي قرأته بياء أو بغير ياء في الوصل.
وأما في الوقف فعلى ما في الكتاب.
وقال أبو زيد وعباس: إنه كان يقف على (أكرمن) و(أهانن) على النون. وقرأ يعقوب " أكرمني) و(أهانني) بياء في الوصل والوقف.
وقرأ الباقون بغير ياء في الوصل والوقف.
[معاني القراءات وعللها: 3/143]
وفتح الياء من (ربي أكرمني) و(ربى أهانني) ابن كثير ونافع وأبو عمرو. وأرسلها الباقون.
قال أبو منصور: من قرأ - (أكرمني) و(أهانني) بالياء فهي ياء الإضافة.
ومن كسر النون مكتفيًا بكسرتها عن الياء فهي لغة). [معاني القراءات وعللها: 3/144] (م)
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فقدر عليه رزقه).
قرأ ابن عامر وحده (فقدّر عليه رزقه) بتشديد الدال.
وقرأ الباقون (فقدر) خفيفة.
قال أبو منصور: معنى (قدر) و(قدّر) ضيّق وقتّر.
قال الله: (ومن قدر عليه رزقه) أي: ضيّق وقتر). [معاني القراءات وعللها: 3/145]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {أكرمن ... وأهانن} [15، 16].
قرأ نافع، والبزي عن ابن كثير بإثبات الياء فيهما في الوصل، واختلف عن أبي عمرو فروي عنه أنه كان يقف على النون ساكنة خفيفة {أكرمن... وأهانن}.
وروي عنه أنه يثبت الياء مع نافع.
قال أبو عبد الله: سمعت ابن مجاهد يقول: قال اليزيدي: عن أبي عمرو: وما أبالي كيف قرأتهما بالياء في الوصل أم بغير ياء، فأما الوقف فبغير ياء.
ومعنى هذه الآية: أن رجلاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير المال مشركًا قال: إنما رزقني الله ما ترون لإكرامي على الله، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم الفقراء قد حبس الله الرزق عنهم لهوانهم عليه، فأخبر الله تعالى عن كذبه فقال: {فأما الإنسان إذا ما ابتله ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتله فقدر عليه رزقه} قدر وقتر بمعنى، وهو الضيق والاختيار التخفيف من قوله: {الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر}.
وقرأ أبو جعفر المدني مشددا فيما حدثني أحمد عن على عن أبي عبيد أن أبا جعفر قرأ {فقدر عليه رزقه} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/478] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقال اليزيدي عن ابن كثير: أكرمني [الفجر/ 15] وأهانني [الفجر/ 16] بياء في الوصل والوقف، وقرأ ابن كثير في رواية قنبل، وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: أكرمن وأهانن بغير ياء في وصل ولا وقف.
وقرأ نافع في رواية قالون، والمسيّبي وأبي بكر بن أبي أويس
[الحجة للقراء السبعة: 6/403]
وأخيه، وإسماعيل بن جعفر، وأبي قرّة وأبي خليد ويعقوب بن جعفر، وخارجة وورش عن نافع: أكرمني وأهانني بياء في الوصل.
حدّثني الخزّاز قال: حدّثنا محمّد بن يحيى القطعيّ قال: حدّثنا محبوب عن إسماعيل بن مسلم عن أهل المدينة: أكرمني وأهانني بياء في الوصل. وقال إسماعيل عن نافع بالواو بغير ياء. وقال ورش عن نافع: بالوادي [الفجر/ 9] بالياء، وقال عليّ بن نصر: سمعت أبا عمرو يقرأ: أكرمن، وأهانن يقف عند النون. وقال اليزيدي:
كان أبو عمرو يقول: ما أبالي كيف قرأت أبالياء أم بغير الياء في الوصل، فأما الوقف فعلى الكتاب.
وقال عبد الوارث مثل ما قال اليزيدي سواء، وقال عباس:
سألت أبا عمرو فقال: أكرمن، وأهانن وقف، وقال أبو زيد:
أكرمن وأهانن مجزومتا النون، محذوفتا الياء، وقال أبو الربيع عن أبي زيد عن أبي عمرو: أكرمن وأهانن يقف عند النون.
قال أبو علي: وجه قول ابن كثير: يسري* بالياء، وصل أو وقف، أن الفعل لا يحذف منه في الوقف، كما يحذف من الأسماء، نحو: قاض وغاز، تقول: هو يقضي، وأنا أقضي، فتثبت الياء، ولا تحذف الياء من الفعل كما تحذفه من الاسم، نحو: هذا قاض، لأنها لا تسقط في الوصل، كما تسقط الياء من نحو: قاض، في الوصل، وليس إثباتها بالأحسن من الحذف، وذلك أنها في فاصلة.
وجميع ما لا يحذف في الكلام، وما يختار فيه أن لا يحذف
[الحجة للقراء السبعة: 6/404]
نحو: القاضي من الألف واللام، يحذف إذا كان في قافية أو فاصلة.
قال سيبويه: والفاصلة نحو: والليل إذا يسر [الفجر/ 4] ويوم التناد [غافر/ 32] والكبير المتعال [الرعد/ 9]، فإذا كان شيء من ذلك في كلام تام، شبه بالفاصلة، فحسن حذفها نحو. ذلك ما كنا نبغ [الكهف/ 64]، فإن قال: كيف كان الاختيار فيه، أن يحذف إذا كان في فاصلة أو قافية، وهذه الحروف من أنفس الكلم، وهلّا لم يستحسن حذفها، كما أثبت سائر الحروف ولم تحذف؟ فالقول في ذلك أن الفواصل والقوافي مواضع وقف، والوقف موضع تقرير، فلما كان الوقف تغيّر فيه هذه الحروف الصحيحة بالتضعيف والإسكان، وروم الحركة فيها غيّرت فيه هذه الحروف المشابهة للزيادة بالحذف. ألا ترى أن النداء لمّا كان موضع حذف بالترخيم، والحذف للحروف الصحيحة، ألزموا الحذف في أكثر الأمر للحرف المتغيّر، وهو تاء التأنيث، فكذلك ألزم الحذف في الوقف لهذه الحروف المتغيّرة، فجعل تغييرها الحذف، ولم يراع فيها ما روعي في نفس الحروف الصحيحة. ألا ترى أنه سوّى بالزيادة في قولهم في النسب إلى مدامى: مداميّ، كقولهم في النسب إلى حبارى: حباريّ، فحذف كما حذفت للزيادة، وقالوا في تحية: تحويّ، فشبهوها بحنيفة.
ونحوه، وحذفوا اللام وسوّوا بينها وبين الزائد في الحذف للجزم، نحو: لم يغز، ولم يرم، ولم يخش، أجري مجرى الزائد في الإطلاق نحو:
[الحجة للقراء السبعة: 6/405]
وبعض القوم يخلق ثم لا يفري و: ما يمرّ ولا يحلو فجعلوا هذه الحروف بمنزلة الزيادة للكلمة، وسوّوا بينهما في الحذف فقالوا: يفر، ويحل، كما قال:
أقوين من حجج ومن دهر وقال:
وشجر الهدّاب عنه فجفا فجعل المنقلب عن اللام بمنزلة الألف في قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 6/406]
بسلهبين فوق أنف أذلفا فلما خالفا ما ذكرنا اختير فيهما الحذف في الفواصل والقوافي.
فإن قلت: فقد قال سيبويه: إثبات هذه الياءات والواوات أقيس الكلامين، وهذا بمعنى الحذف جائز عربي كثير، فإنه يجوز أن يعنى بقوله: أقيس الكلامين، القياس على الأصل الذي هو متروك والاستعمال على غيره، وإذا كانوا قد حذفوا في مواقع ليست بموضع وقوف، نحو قراءة من قرأ: يوم يأت لا تكلم نفس [هود/ 105] فأن يلزم الحذف ما كان موضع وقف أجدر، وكذلك قوله: جابوا الصخر بالوادي [الفجر/ 9]. الأوجه فيه الحذف إذا كانت فاصلة، وإن كان الأحسن إذا لم يكن فاصلة الإثبات.
وأما قول نافع في الوصل: يسري* وبغير ياء في الوقف، فيشبه أن يكون ذهب إلى أنه إنما حذف من الفاصلة لمكان الوقف عليها، فإذا لم يقف عليها صار بمنزلة غيرها من المواضع التي لا يوقف عليها، فلم يحذف من الفاصلة إذا لم يوقف عليها كما لم يحذف من غيرها، وحذفها إذا وقف عليها من أجل الوقف.
ويروى عن أبي عمرو مثل قول نافع، وروى عنه أيوب مثل ما روي عن ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي.
وقراءة عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: يسر بغير ياء في وصل ولا وقف، يدلّ أن هذا موضع وقف، فغيّر بالحذف كما غيّر من غيّر بإبدال النون في الحرف في آخره نحو:
من طلل كالأتحميّ أنهجا
[الحجة للقراء السبعة: 6/407]
ونحو إلحاق الياء في قوله:
فاغن وازددي ألا ترى أنه لمّا كان قافية بناها على إلحاق الياء، وإن كان السكون يجوز عنده في غير القافية، وفي القافية في بعض الإنشادات، وجعل الوزن يقتضي ذلك، فكذلك الفاصل يقتضي الحذف، وإن وقف عليها، كما تقتضي القافية الزيادة في نحو: «وازددي» فهذا يدلّك على مخالفتهم بين القوافي والفواصل، وبين سائر كلامهم، ورجوع الكسائي عن الإثبات إلى الحذف في يسر حسن، وهو الذي عليه الاستعمال وكثرته، فأما: دعوة الداعي [البقرة/ 186]، فإذا وقف قال: الداع فيجوز حذف الياء من الداع وإن لم تكن فاصلة، لأن سيبويه حكي: أن منهم من يحذف الياء مع الألف واللام. كما يحذفها مع غير الألف واللام نحو: قاض، إذا وقف قال: هذا قاض. وهو أجود من الإثبات، ورواية البزيّ عن ابن كثير: أكرمني وأهانني بياء في الوصل والوقف، فهو على قياس قراءته: يسري* بياء في الوصل والوقف، ورواية قنبل وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: أكرمن،
[الحجة للقراء السبعة: 6/408]
وأهانن بغير ياء في وصل ولا وقف، هو كقراءة من قرأ: يسر في الوصل والوقف، لأنها ياء قبلها كسرة في فاصلة، ورواية من روى عن نافع: أكرمني، وأهانني بياء في الوصل هو من قياس ما روي عنه في يسري* من إثبات الياء في الوصل وحذفها في الوقف، ورواية إسماعيل عن نافع: بالواد بغير ياء، ورواية ورش عنه بالوادي بالياء، فهذا على أن في الوادي والداعي ونحوه مما فيه الألف واللام وآخره ياء لغتين إذا وقف عليه، إحداهما: إثبات الياء والأخرى: حذفها، فكأنه أخذ باللغتين، فليس الحذف في الواد من حيث كان الحذف في الفواصل، لأنه ليست بفاصلة، ورواية علي بن نصر عن أبي عمرو: أكرمن وأهانن يقف عند النون، مثل رواية سيبويه عنه.
قال سيبويه: قرأ أبو عمرو: ربي أكرمن ربي أهانن على الوقف، وكذلك رواية أبي زيد عنه، وهذه أثبت من غيرهم عندنا). [الحجة للقراء السبعة: 6/409] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربّي أهانن} 16
قرأ ابن عامر {فقدر عليه} بالتّشديد أي ضيق وقرأ الباقون بالتّخفيف وهو الاختيار وحجتهم قوله {يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} وهما لغتان والمعنى ضيق عليه رزقه ولم يوسعه له). [حجة القراءات: 761]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («2» قَوْلُهُ: {فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ} قَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالتَّشْدِيدِ، عَلَى مَعْنَى التَّكْثِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ، وَكِلاَهُمَا بِمَعْنَى التَّضْيِيقِ فِي الرِّزْقِ، وَقَدْ مَضَى الْكَلامُ عَلَى هَذَا فِي سُورَةِ الأَعْلَى وَغَيْرِهَا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/372]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- (أَكْرَمَنِي) [آيَةُ/15] و(أَهَانَنِي) [آيَةُ/16] بِالْيَاءِ فِي الْحَالَيْنِ: -
قَرَأَهُمَا ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ، وَعَنْ- ل- بِغَيْرِِ يَاءٍ فِي الْحَالَيْنِ، وَالْمُطَّوِّعِيُّ عَنْهُ بِيَاءٍ فِي الْحَالَيْنِ.
وَقَرَأَ نَافِعٌ (أَكْرَمَنِي) وَ{أَهَانَنِ}بِيَاءٍ فِي الْوَصْلِ دُونَ الْوَقْفِ.
وَرَوَى الْيَزِيدِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو {أَكْرَمَنِ} وَ{أَهَانَنِ} بِغَيْرِِ يَاءٍ فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ؛ لأَنَّهُ رَأْسُ آيَةٍ.
وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَالْكُوفِيُّونَ {أَكْرَمَنِ} وَ{أَهَانَنِ} بِغَيْرِِ يَاءٍ فِيهِمَا فِي الْحَالَيْنِ.
وَالْوَجْهُ فِي إِثْبَاتِ الْيَاءِ وَحَذْفِهَا فِي (أَكْرَمَنِي) وَ(أَهَانَنِي) مِثْلُ مَا ذَكَرْنَا فِي {يَسْرِ} وَ{بِالْوَادِ}، وَإِنْ كَانَ الْيَاءُ فِي (أَكْرَمَنِي) وَ(أَهَانَنِي) يَاءَ ضَمِيرِ الْمَفْعُولِ بِهِ؛ لأَنَّهُ كَمَا تُحْذَفُ الْيَاءُ الَّتِي هِيَ لامُ الْفِعْلِ، فَكَذَلِكَ تُحْذَفُ يَاءُ الضَّمِيرِ وَخُصُوصًا فِي الْفَوَاصِلِ، لَكِنَّ يَاءَ ضَمِيرِ الْمَفْعُولِ بِهِ قَلَّمَا تُحْذَفُ فِي غَيْرِ الْفَاصِلَةِ وَالْقَافِيَةِ، أَلا تَرَى أَنَّكَ لا تَكَادُ تَقُولُ ضَرَبَنِ إِلاَّ فِي الشِّعْرِ، وَحَذْفُ يَاءِ مِثْلِ الْقَاضِ وَالْوَادِ وَالتَّنَادِ فِي غَيْرِ الْقَوَافِي كَثِيرٌ.
[الموضح: 1368]
وَفَتَحَ الْيَاءَ مِنْ (رَبِّيَ) ابْنُ كَثِيرٍ وَنَافِعٌ وَأَبُو عَمْرٍو فِي الْحَرْفَيْنِ، وَأَسْكَنَهُمَا الْبَاقُونَ.
وَقَدْ مَضَى الْكَلامُ عَلَى مِثْلِهِ فِي مَوَاضِعَ). [الموضح: 1369] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- (فَقَدَّرَ عَلَيْهِ) [آيَةُ/16] بِتَشْدِيدِ الدَّالِ: -
قَرَأَهَا ابْنُ عَامِرٍ وَحْدَهُ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {فَقَدَرَ} بِالتَّخْفِيفِ.
وَالْوَجْهُ قَدْ تَقَدَّمَ، وَأَنَّ قَدَّرَ وَقَدَرَ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ لُغَتَانِ، مَعْنَاهُمَا ضَيَّقَ). [الموضح: 1369]

قوله تعالى: {كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بل لا تكرمون اليتيم (17) ولا تحاضّون) (18) (وتأكلون) (19).
قرأ أبو عمرو ويعقوب (يكرمون) و(يحضّون) و(يأكلون) و(يحبون) بالياء فيهن كلهن.
وقرأ الباقون بالتاء فيهن كلهن، إلا أن ابن كثيرٍ ونافعًا وابن عامر قرءوا (تحضون) - بفتح التاء، وضم الضاد -، بغير ألف.
وقرأ الكوفيون (تحاضون) بفتح التاء، وألف بعد الحاء وقبل الضاد.
قال أبو منصور: من قرأها بالياء فللغيبة، ومن قرأها بالتاء فللمخاطبة.
ومن قرأ (لا تحاضون) فمعناه: لا يحضّ بعضكم بعضًا على إطعام المسكين، وكانوا يأكلون أموال اليتامى ظلمًا، فقال الله: (ويأكلون التّراث أكلًا لمًّا).
أي: ميراث اليتامى يلفونه لفًّا). [معاني القراءات وعللها: 3/144] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {كلا بلا تكرمون اليتيم} [17].
{وتحبون} [20] {وتأكلون} [19] قرأ أبو عمرو كل ذلك بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء، فالتاء للخطاب أي: قل لهم يا محمد ذلك. ومن قرأ بالياء أخبر عن من تقدم ذكره أنهم بهذه الصفة لا يكرمون اليتيم، {ويحبون المال حبا جما} أي: شديدا {ويأكلون التراث أكلا لما} أي: الميراث). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/479] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: تحبون- وتكرمون- وتأكلون [الفجر/ 17 - 20] بالتاء. وقرأ أبو عمرو وحده بالياء كلّه.
وجه قول أبي عمرو أنه لما تقدّم ذكر الإنسان في قوله: فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه [الفجر/ 12]، وكان يراد به الجنس والكثرة، وعلى لفظ الغيبة جعل يحبون، ويكرمون، ويأكلون عليه، ولا يمتنع في هذه الأسماء الدالّة على الكثرة أن تحمل مرّة على
[الحجة للقراء السبعة: 6/409]
اللفظ، وأخرى على المعنى كقوله: وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون [الأعراف/ 4] وذلك أكثر من ذاك.
ومن قرأ بالتاء فعلى: قل لهم ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/410] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({بل لا تكرمون اليتيم * ولا تحاضون على طعام المسكين * وتأكلون التراث أكلا لما * وتحبون المال} 20 - 17
قرأ أبو عمرو (كلا بل بلا يكرمون، ولا يحضون، ويأكلون، ويحبّون) بالياء وحجته أنه أتى عقيب الخبر عن النّاس فأخرج الخبر عنهم إذ أتى في سياق الخبر عنهم ليأتلف الكلام على نظام واحد
وقرأ الباقون بالتّاء على المخاطبة أي قل لهم وقالوا إن المخاطبة بالتوبيخ أبلغ من الخبر فجعل الكلام بلفظ الخطاب). [حجة القراءات: 763] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («3» قَوْلُهُ: {تُكْرِمُونَ، وَتَأْكُلُونَ، وَتَحَاضُّونَ، وَتُحِبُّونَ} قَرَأَهُ أَبُو عَمْرٍو بِالْيَاءِ فِي الأَرْبَعِ الْكَلِمَاتِ، عَلَى لَفْظِ الْغَيْبَةِ، لِتَقَدُّمِ ذِكْرِ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ اسْمٌ لِلْجِنْسِ، يَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ بِلَفْظِهِ، فَرَجَعَتْ عَلَيْهِ الْيَاءَاتُ لِغَيْبَتِهِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ فِيهِنَّ، عَلَى الْخِطَابِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ عَلَى مَعْنَى: قُلْ لَهُمْ يَا مُحَمَّدُ كَذَا وَكَذَا، وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ {تَحَاضُّونَ} بِأَلِفٍ قَبْلَ الضَّادِ، وَيَمُدُّونَ الأَلِفَ، لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ أَوَّلِ الْمُشَدَّدِ، بِمَنْزِلَةِ {وَلاَ الضَّالِّينَ} «الْفَاتِحَةِ 7»، وَأَصْلُهُ «تَتَحَاضَضُونَ»، عَلَى وَزْنِ «تَتَفَاعَلُونَ»،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/372]
أَنْ يَحُضَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا [عَلَى إِطْعَامِ الْمِسْكِينِ أَيْ: يُحَرِّضُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا] عَلَى ذَلِكَ، فَحُذِفَتْ إِحْدَى التَّاءَيْنِ اسْتِخْفَافًا، كـ {تُظَاهِرُونَ وَتَسَاءَلُونَ}، وَأُدْغِمَتِ الضَّادُ فِي الضَّادِ. وَقَرَأَ «تَحُضُّونَ» بِغَيْرِ أَلِفٍ، جَعَلُوهُ مِنْ «حَضَّ يَحُضُّ» وَهُوَ فِي الْمَعْنَى كـ {تَحَاضُّونَ}). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/373] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- (بَلْ لا يُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) [آيَةُ/17] بِالْيَاءِ: -
قَرَأَهَا أَبُو عَمْرٍو وَيَعْقُوبُ، وَكَذَلِكَ (وَلا يَحُضُّونَ) بِالْيَاءِ أَيْضًا مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَ(يَأْكُلُونَ) وَ(يُحِبُّونَ)، كُلُّهُنَّ بِالْيَاءِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ عَلَى الإِخْبَارِ عَنِ الْغَيْبِ؛ لأَنَّهُ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ الإِنْسَانِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ} وَيُرَادُ بِالإِنْسَانِ الْجِنْسُ وَالْكَثْرَةُ، فَصَارَ هَذَا الإِخْبَارُ مَحْمُولاً عَلَى مَا تَضَمَّنَهُ لَفْظُ {الإِنْسَانُ} مِنْ مَعْنَى الْكَثْرَةِ،
[الموضح: 1369]
وَلا يَبْعُدُ حَمْلُ الأَسْمَاءِ الدَّالَّةِ عَلَى الْكَثْرَةِ مِنْ جِهَةِ الْعُمُومِ عَلَى اللَّفْظِ تَارَةً وَعَلَى الْمَعْنَى أُخْرَى.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ كُلَّ ذَلِكَ بِالتَّاءِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْخِطَابَ فِيهِ مَحْمُولٌ عَلَى إِضْمَارِ الْقَوْلِ، أَيْ قُلْ لَهُمْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ.
وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ {وَلا تَحَاضُّونَ} بِالأَلِفِ وَفَتْحِ التَّاءِ وَالْحَاءِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ عَلَى وَزْنِ تَتَفَاعَلُونَ، مِنْ حَضَضْتُ الرَّجُلَ عَلَى الشَّيْءِ إِذَا بَعَثْتَهُ عَلَيْهِ، وَالْمَعْنَى لا يَحُضُّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَالتَّفَاعُلُ أَنْ يَكُونَ الشَّيْءُ بَيْنَ اثْنَيْنِ أَوْ جَمَاعَةٍ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (تَحُضُّونَ) بِضَمِّ الْحَاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْمَعْنَى لا تَأْمُرُونَ بِهِ وَلا تَبْعَثُونَ عَلَيْهِ). [الموضح: 1370]

قوله تعالى: {وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بل لا تكرمون اليتيم (17) ولا تحاضّون) (18) (وتأكلون) (19).
قرأ أبو عمرو ويعقوب (يكرمون) و(يحضّون) و(يأكلون) و(يحبون) بالياء فيهن كلهن.
وقرأ الباقون بالتاء فيهن كلهن، إلا أن ابن كثيرٍ ونافعًا وابن عامر قرءوا (تحضون) - بفتح التاء، وضم الضاد -، بغير ألف.
وقرأ الكوفيون (تحاضون) بفتح التاء، وألف بعد الحاء وقبل الضاد.
قال أبو منصور: من قرأها بالياء فللغيبة، ومن قرأها بالتاء فللمخاطبة.
ومن قرأ (لا تحاضون) فمعناه: لا يحضّ بعضكم بعضًا على إطعام المسكين، وكانوا يأكلون أموال اليتامى ظلمًا، فقال الله: (ويأكلون التّراث أكلًا لمًّا).
أي: ميراث اليتامى يلفونه لفًّا). [معاني القراءات وعللها: 3/144] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {ولا تحاضون} [18].
قرأ أهل الكوفة: {تحاضون}.
وقرأ أبو عمرو وحده بالياء: {يحاضون}.
وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: {تحضون} من قرأ بالياء عطفه على ما قبله. ومن قرأ بالتاء فعلى الخطاب أي: لا يحض بعضهم بعضا على إطعام المساكين، كما قال تعالى: {ولا يحض على طعام المسكين} حضضته وحثثته واحد.
ومن قرأ: {تحاضون} فمعناه كمعنى تحضون فاعلته وفعلته. إلا أن المفاعلة من اثنين أكثر.
وحدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء وأن بعضهم قرأ {ولا تحاضون} أي: ولا تحافظون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/479]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: تحضون [الفجر/ 18] بالتاء بغير ألف. وقرأ أبو عمرو وحده بالياء بغير ألف. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: تحاضون بالتاء والألف، [والتاء] في كل ذلك مفتوحة.
قال أبو علي: كأن معنى لا تحضون على طعام المسكين: لا تأمرون به ولا تبعثون عليه، وحجّته قوله في الأخرى: إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين [الحاقة/ 33، 34].
ومن قرأ: تحاضون على تتفاعلون، من هذا، فحذف تاء تتفاعلون، ولا يكون تتفاعلون على هذا كقوله:
إذا تخازرت وما بي من خزر لأنهم لا يبعثون على أن يظهروا الحضّ، وليس بهم الحض فإذا لم يجز هذا كان معنى: تحاضون تحضون، ومن ثم جاء.
تحاسنت به الوشي قرّات الرياح وخورها
[الحجة للقراء السبعة: 6/410]
أي: حسّنته، والتعدّي، قد يدلّ على ذلك، ومثل هذا قولهم: استقرّ في مكانه بمعنى: قرّ، وليس المعنى على أنه استدعى القرار، وعلا قرنه واستعلاه، يعني علاه، وعلى هذا قوله: سبحانه وتعالى عما يقولون [الإسراء/ 43]، أي: علا عنه، فأما القول في يحضون وتحضون فقد تمّ القول فيه في الفصل الذي يلي هذا قبل). [الحجة للقراء السبعة: 6/411]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({بل لا تكرمون اليتيم * ولا تحاضون على طعام المسكين * وتأكلون التراث أكلا لما * وتحبون المال} 20 - 17
قرأ أبو عمرو (كلا بل بلا يكرمون، ولا يحضون، ويأكلون، ويحبّون) بالياء وحجته أنه أتى عقيب الخبر عن النّاس فأخرج الخبر عنهم إذ أتى في سياق الخبر عنهم ليأتلف الكلام على نظام واحد
وقرأ الباقون بالتّاء على المخاطبة أي قل لهم وقالوا إن المخاطبة بالتوبيخ أبلغ من الخبر فجعل الكلام بلفظ الخطاب). [حجة القراءات: 763] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {ولا تحاضون} بالألف أي لا يحض بعضهم على ذلك بعضًا وحجتهم قوله {وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة} أي أوصى بعضهم بعضًا والأصل تتحاضون فحذفت التّاء الثّانية للتاء الأولى
[حجة القراءات: 762]
وقرأ الباقون (تحضون) أي لا تأمرون بإطعام المسكين وحجتهم قوله {إنّه كان لا يؤمن باللّه العظيم} ولا يحض على طعام المسكين قال محمّد بن يزيد قوله (لا يحضون) أي لا يحض الرجل غيره فها هنا مفعول محذوف مستغنى عن ذكره كقوله {تأمرون بالمعروف} أي تأمرون غيركم وحذف المفعول ها هنا كالمجيء به إذ فهم معناه). [حجة القراءات: 763]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («3» قَوْلُهُ: {تُكْرِمُونَ، وَتَأْكُلُونَ، وَتَحَاضُّونَ، وَتُحِبُّونَ} قَرَأَهُ أَبُو عَمْرٍو بِالْيَاءِ فِي الأَرْبَعِ الْكَلِمَاتِ، عَلَى لَفْظِ الْغَيْبَةِ، لِتَقَدُّمِ ذِكْرِ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ اسْمٌ لِلْجِنْسِ، يَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ بِلَفْظِهِ، فَرَجَعَتْ عَلَيْهِ الْيَاءَاتُ لِغَيْبَتِهِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ فِيهِنَّ، عَلَى الْخِطَابِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ عَلَى مَعْنَى: قُلْ لَهُمْ يَا مُحَمَّدُ كَذَا وَكَذَا، وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ {تَحَاضُّونَ} بِأَلِفٍ قَبْلَ الضَّادِ، وَيَمُدُّونَ الأَلِفَ، لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ أَوَّلِ الْمُشَدَّدِ، بِمَنْزِلَةِ {وَلاَ الضَّالِّينَ} «الْفَاتِحَةِ 7»، وَأَصْلُهُ «تَتَحَاضَضُونَ»، عَلَى وَزْنِ «تَتَفَاعَلُونَ»،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/372]
أَنْ يَحُضَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا [عَلَى إِطْعَامِ الْمِسْكِينِ أَيْ: يُحَرِّضُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا] عَلَى ذَلِكَ، فَحُذِفَتْ إِحْدَى التَّاءَيْنِ اسْتِخْفَافًا، كـ {تُظَاهِرُونَ وَتَسَاءَلُونَ}، وَأُدْغِمَتِ الضَّادُ فِي الضَّادِ. وَقَرَأَ «تَحُضُّونَ» بِغَيْرِ أَلِفٍ، جَعَلُوهُ مِنْ «حَضَّ يَحُضُّ» وَهُوَ فِي الْمَعْنَى كـ {تَحَاضُّونَ}). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/373] (م)

قوله تعالى: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بل لا تكرمون اليتيم (17) ولا تحاضّون) (18) (وتأكلون) (19).
قرأ أبو عمرو ويعقوب (يكرمون) و(يحضّون) و(يأكلون) و(يحبون) بالياء فيهن كلهن.
وقرأ الباقون بالتاء فيهن كلهن، إلا أن ابن كثيرٍ ونافعًا وابن عامر قرءوا (تحضون) - بفتح التاء، وضم الضاد -، بغير ألف.
وقرأ الكوفيون (تحاضون) بفتح التاء، وألف بعد الحاء وقبل الضاد.
قال أبو منصور: من قرأها بالياء فللغيبة، ومن قرأها بالتاء فللمخاطبة.
ومن قرأ (لا تحاضون) فمعناه: لا يحضّ بعضكم بعضًا على إطعام المسكين، وكانوا يأكلون أموال اليتامى ظلمًا، فقال الله: (ويأكلون التّراث أكلًا لمًّا).
أي: ميراث اليتامى يلفونه لفًّا). [معاني القراءات وعللها: 3/144] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {كلا بلا تكرمون اليتيم} [17].
{وتحبون} [20] {وتأكلون} [19] قرأ أبو عمرو كل ذلك بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء، فالتاء للخطاب أي: قل لهم يا محمد ذلك. ومن قرأ بالياء أخبر عن من تقدم ذكره أنهم بهذه الصفة لا يكرمون اليتيم، {ويحبون المال حبا جما} أي: شديدا {ويأكلون التراث أكلا لما} أي: الميراث). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/479] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: تحبون- وتكرمون- وتأكلون [الفجر/ 17 - 20] بالتاء. وقرأ أبو عمرو وحده بالياء كلّه.
وجه قول أبي عمرو أنه لما تقدّم ذكر الإنسان في قوله: فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه [الفجر/ 12]، وكان يراد به الجنس والكثرة، وعلى لفظ الغيبة جعل يحبون، ويكرمون، ويأكلون عليه، ولا يمتنع في هذه الأسماء الدالّة على الكثرة أن تحمل مرّة على
[الحجة للقراء السبعة: 6/409]
اللفظ، وأخرى على المعنى كقوله: وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون [الأعراف/ 4] وذلك أكثر من ذاك.
ومن قرأ بالتاء فعلى: قل لهم ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/410] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({بل لا تكرمون اليتيم * ولا تحاضون على طعام المسكين * وتأكلون التراث أكلا لما * وتحبون المال} 20 - 17
قرأ أبو عمرو (كلا بل بلا يكرمون، ولا يحضون، ويأكلون، ويحبّون) بالياء وحجته أنه أتى عقيب الخبر عن النّاس فأخرج الخبر عنهم إذ أتى في سياق الخبر عنهم ليأتلف الكلام على نظام واحد
وقرأ الباقون بالتّاء على المخاطبة أي قل لهم وقالوا إن المخاطبة بالتوبيخ أبلغ من الخبر فجعل الكلام بلفظ الخطاب). [حجة القراءات: 763] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («3» قَوْلُهُ: {تُكْرِمُونَ، وَتَأْكُلُونَ، وَتَحَاضُّونَ، وَتُحِبُّونَ} قَرَأَهُ أَبُو عَمْرٍو بِالْيَاءِ فِي الأَرْبَعِ الْكَلِمَاتِ، عَلَى لَفْظِ الْغَيْبَةِ، لِتَقَدُّمِ ذِكْرِ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ اسْمٌ لِلْجِنْسِ، يَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ بِلَفْظِهِ، فَرَجَعَتْ عَلَيْهِ الْيَاءَاتُ لِغَيْبَتِهِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ فِيهِنَّ، عَلَى الْخِطَابِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ عَلَى مَعْنَى: قُلْ لَهُمْ يَا مُحَمَّدُ كَذَا وَكَذَا، وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ {تَحَاضُّونَ} بِأَلِفٍ قَبْلَ الضَّادِ، وَيَمُدُّونَ الأَلِفَ، لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ أَوَّلِ الْمُشَدَّدِ، بِمَنْزِلَةِ {وَلاَ الضَّالِّينَ} «الْفَاتِحَةِ 7»، وَأَصْلُهُ «تَتَحَاضَضُونَ»، عَلَى وَزْنِ «تَتَفَاعَلُونَ»،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/372]
أَنْ يَحُضَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا [عَلَى إِطْعَامِ الْمِسْكِينِ أَيْ: يُحَرِّضُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا] عَلَى ذَلِكَ، فَحُذِفَتْ إِحْدَى التَّاءَيْنِ اسْتِخْفَافًا، كـ {تُظَاهِرُونَ وَتَسَاءَلُونَ}، وَأُدْغِمَتِ الضَّادُ فِي الضَّادِ. وَقَرَأَ «تَحُضُّونَ» بِغَيْرِ أَلِفٍ، جَعَلُوهُ مِنْ «حَضَّ يَحُضُّ» وَهُوَ فِي الْمَعْنَى كـ {تَحَاضُّونَ}). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/373] (م)

قوله تعالى: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {كلا بلا تكرمون اليتيم} [17].
{وتحبون} [20] {وتأكلون} [19] قرأ أبو عمرو كل ذلك بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء، فالتاء للخطاب أي: قل لهم يا محمد ذلك. ومن قرأ بالياء أخبر عن من تقدم ذكره أنهم بهذه الصفة لا يكرمون اليتيم، {ويحبون المال حبا جما} أي: شديدا {ويأكلون التراث أكلا لما} أي: الميراث). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/479] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: تحبون- وتكرمون- وتأكلون [الفجر/ 17 - 20] بالتاء. وقرأ أبو عمرو وحده بالياء كلّه.
وجه قول أبي عمرو أنه لما تقدّم ذكر الإنسان في قوله: فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه [الفجر/ 12]، وكان يراد به الجنس والكثرة، وعلى لفظ الغيبة جعل يحبون، ويكرمون، ويأكلون عليه، ولا يمتنع في هذه الأسماء الدالّة على الكثرة أن تحمل مرّة على
[الحجة للقراء السبعة: 6/409]
اللفظ، وأخرى على المعنى كقوله: وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون [الأعراف/ 4] وذلك أكثر من ذاك.
ومن قرأ بالتاء فعلى: قل لهم ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/410] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({بل لا تكرمون اليتيم * ولا تحاضون على طعام المسكين * وتأكلون التراث أكلا لما * وتحبون المال} 20 - 17
قرأ أبو عمرو (كلا بل بلا يكرمون، ولا يحضون، ويأكلون، ويحبّون) بالياء وحجته أنه أتى عقيب الخبر عن النّاس فأخرج الخبر عنهم إذ أتى في سياق الخبر عنهم ليأتلف الكلام على نظام واحد
وقرأ الباقون بالتّاء على المخاطبة أي قل لهم وقالوا إن المخاطبة بالتوبيخ أبلغ من الخبر فجعل الكلام بلفظ الخطاب). [حجة القراءات: 763] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («3» قَوْلُهُ: {تُكْرِمُونَ، وَتَأْكُلُونَ، وَتَحَاضُّونَ، وَتُحِبُّونَ} قَرَأَهُ أَبُو عَمْرٍو بِالْيَاءِ فِي الأَرْبَعِ الْكَلِمَاتِ، عَلَى لَفْظِ الْغَيْبَةِ، لِتَقَدُّمِ ذِكْرِ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ اسْمٌ لِلْجِنْسِ، يَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ بِلَفْظِهِ، فَرَجَعَتْ عَلَيْهِ الْيَاءَاتُ لِغَيْبَتِهِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ فِيهِنَّ، عَلَى الْخِطَابِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ عَلَى مَعْنَى: قُلْ لَهُمْ يَا مُحَمَّدُ كَذَا وَكَذَا، وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ {تَحَاضُّونَ} بِأَلِفٍ قَبْلَ الضَّادِ، وَيَمُدُّونَ الأَلِفَ، لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ أَوَّلِ الْمُشَدَّدِ، بِمَنْزِلَةِ {وَلاَ الضَّالِّينَ} «الْفَاتِحَةِ 7»، وَأَصْلُهُ «تَتَحَاضَضُونَ»، عَلَى وَزْنِ «تَتَفَاعَلُونَ»،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/372]
أَنْ يَحُضَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا [عَلَى إِطْعَامِ الْمِسْكِينِ أَيْ: يُحَرِّضُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا] عَلَى ذَلِكَ، فَحُذِفَتْ إِحْدَى التَّاءَيْنِ اسْتِخْفَافًا، كـ {تُظَاهِرُونَ وَتَسَاءَلُونَ}، وَأُدْغِمَتِ الضَّادُ فِي الضَّادِ. وَقَرَأَ «تَحُضُّونَ» بِغَيْرِ أَلِفٍ، جَعَلُوهُ مِنْ «حَضَّ يَحُضُّ» وَهُوَ فِي الْمَعْنَى كـ {تَحَاضُّونَ}). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/373] (م)

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس