عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 10:30 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الغاشية

[ من الآية (8) إلى الآية (16) ]
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)}

قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8)}
قوله تعالى: {لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9)}
قوله تعالى: {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10)}
قوله تعالى: {لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لا تسمع فيها لاغيةً (11)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب (لا يسمع فيها لاغيةً) وقرأ نافع (لا تسمع) بالتاء.
وقرأ الباقون (لا تسمع فيها لاغيةً).
قال أبو منصور: من قرأ (لا يسمع) أو (لا تسمع فيها لاغية) رفعًا.
فعلى ما لم يسم فاعله.
وذكّر من قرأ بالياء؛ لأنه أراد باللاغية: اللغو.
[معاني القراءات وعللها: 3/140]
ومن قرأ (لا تسمع فيها) بتاء مفتوحة، المعنى: لا تسمع أيها الناعم في الجنة لغوا، وهو: الباطل؛ لأن أهل الجنة أفضوا إلى دار الحق، فلا ينطق أهلها إلا بالحق). [معاني القراءات وعللها: 3/141]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {لا تسمع فيها لاغية} [11].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: {لا يسمع} بالياء {لاغية} بالرفع، وإنما ذكر اللاغية واللاغية مؤثنة أي: الحالفة، لا تسمع فيها نفس حالفة، لأن اللاغية بمعنى اللغو.
وقال آخرون: لما فصل بين الاسم والفعل بحائل ذكره.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/469]
وفيه قول ثالث- وهو الاختيار-: أن تأنيث اللاغية غير حقيقي.
وقرأ نافع: {لا تسمع} بالتاء {لاغية} بالرفع فأنث للفظ لا للمعنى.
وقرأ الباقون: {لا تسمع} بفتح التاء {لاغية} بالنصب على تقدير لا تسمع أنت يا محمد في الجنة لاغية.
وفيها قراءة رابعة. قرأ بان أبي إسحاق {لا يسمع} بالياء مضمومة {لاغية} بالنصب على تقدير: لا يسمع الوجوه لاغية). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/470]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: لا يسمع فيها [الغاشية/ 11] بالياء مضمومة، لاغية رفع، وروى عبيد وعباس واليزيدي وأبو زيد وعبد الوارث، وعليّ بن نصر عن أبي عمرو لا يسمع* بضمّ الياء، وروى هارون فيما حدّثني به الخزاز عن محمد بن يحيى عن عبيد عن
[الحجة للقراء السبعة: 6/399]
هارون والنضر بن شميل عن هارون وعبد الوهاب عن أبي عمرو بالياء والتاء جميعا.
وقرأ نافع وحده: لا تسمع فيها بالتاء مضمومة، لاغية رفع.
خارجة عن نافع: لا تسمع بالتاء مفتوحة فيها لاغية نصب.
حدّثنا محمد بن الجهم عن خلف عن عبيد عن شبل عن ابن كثير: لا تسمع* بالتاء رفع. وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: لا تسمع بالتاء مفتوحة، فيها لاغية نصبا.
أبو عبيدة: لا تسمع فيها لاغية: لغوا، نصبا. قال أبو علي: كأن اللاغية مصدر بمنزلة: العاقبة، والعافية، ويجوز أن يكون صفة كأنه: لا تسمع كلمة لاغية والأول الوجه لقوله: لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما [الواقعة/ 25]، ولا يسمع على بناء الفعل للمفعول به حسن، لأن الخطاب ليس بمصروف إلى واحد بعينه، وبناء الفعل للفاعل حسن أيضا على الشياع في الخطاب وإن كان لواحد، وعلى هذا: وإذا رأيت ثم رأيت نعيما [الإنسان/ 20]، وقوله: وإذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا [الإنسان/ 19] ويجوز أن يصرف الخطاب إلى النبي صلّى اللّه عليه، وكلّ واحد من الياء والتاء في قوله: تسمع، ويسمع حسن على اللفظ وعلى المعنى، وهذا الضرب من المؤنث إذا تقدّم فعله عليه حسن التذكير فيه). [الحجة للقراء السبعة: 6/400]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا تسمع فيها لاغية} 11
قرأ ابن كثير وابو عمرو {لا يسمع} بضم الياء {لاغية} رفع على ما لم يسم فاعله قالوا لأن الخطاب ليس بمصروف إلى واحد وإنّما ذكروا واللاغية مؤنّثة لأن تأنيث اللاغية غير حقيقيّ أي لغو قال اليزيدي المعنى لا يسمع فيها من أحد لاغية قال أبو عبيدة {لاغية} أي لغوا ويجوز أن يكون صفة كأنّه قال لا تسمع كلمة لاغية
وحجتهما أنّها موافقة لإعراب رؤوس الآيات قبلها وبعدها من قوله {خاشعة} {عاملة ناصبة} وبعدها {عين جارية} 12 {مرفوعة} 13 {مصفوفة} 15 فجرى على ذلك
وقرأ نافع {لا تسمع} بضم التّاء {فيها لاغية} رفع على ما لم يسم فاعله وأتت لا تسمع على لفظ اللاغية دون المعنى
وقرأ أهل الشّام والكوفة {لا تسمع} بفتح التّاء {لاغية} نصب وحجتهم أنّها تنصرف إلى وجهين يجوز أن تسند السماع إلى الوجوه المذكورة لأن ذلك أتى عقيب الخبر على الوجوه الناعمة إذ لم يعترض بين ذلك وبين الوجوه شيء يصرف إليه عنها والمعنى لأصحاب الوجوه والوجه الآخر أن يكون على مخاطبة النّبي صلى الله عليه فكأنّه قال لا تسمع يا محمّد في الجنّة لاغية بدلالة قوله {وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيما وملكا كبيرا}). [حجة القراءات: 760]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («2» قَوْلُهُ: {لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً} قَرَأَهُ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِيَاءٍ مَضْمُومَةٍ، وَرَفْعِ «لاَغِيَةً»، وَكَذَلِكَ قَرَأَ نَافِعٌ إِلاَّ أَنَّهُ قَرَأَ بِالتَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ مَفْتُوحَةً وَنَصْبِ «لاَغِيَةً»، وَحُجَّةُ مَنْ قَرَأَ بِالْيَاءِ مَضْمُومَةً وَبِرَفْعِ «لاَغِيَةً» أَنَّهُ ذَكَرَ الْفِعْلَ حَمْلاً عَلَى الْمَعْنَى، لأَنَّ «لاَغِيَةً» و «لَغْوًا» سَوَاءٌ، فَذَكَّرَ لِتَذْكِيرِ اللَّغْوِ حَمْلاً عَلَى الْمَعْنَى، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذَكَّرَ لَمَّا فَرَّقَ بَيْنَ الْمُؤَنَّثِ وَفِعْلِهِ بِقَوْلِهِ: {فِيهَا}، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذَكَّرَ لأَنَّ تَأْنِيثَ «لاَغِيَةً» غَيْرُ حَقِيقِيٍّ، فَأَمَّا ضَمُّهُ لِلْيَاءِ فَإِنَّهُ بَنَى الْفِعْلَ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَرَفَعَ «لاَغِيَةً» لِقِيَامِهَا مَقَامَ الْفَاعِلِ، وَكَذَلِكَ حُجَّةُ مَنْ قَرَأَ بِالتَّاءِ وَالرَّفْعِ، إِلاَّ أَنَّهُ أَنَّثَ لِتَأْنِيثِ لَفْظِ «لاَغِيَةً»، فَأَجْرَى الْكَلاَمَ عَلَى ظَاهِرِهِ [وَلَمْ يَحْمِلْهُ عَلَى الْمَعْنَى].
وَحُجَّةُ مَنْ فَتَحَ التَّاءَ وَنَصَبَ «لاَغِيَةً» أَنَّهُ بَنَى الْفِعْلَ لِمَا سُمِّيَ فَاعِلُهُ، فَتَعَدَّى إِلَى «لاَغِيَةً»، فَنَصَبهَا بـ {تَسْمَعُ}، وَالْفَاعِلُ هُوَ الْمُخَاطَبُ، وَهُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، و«اللاَّغِيَةُ» مَصْدَرٌ بِمَعْنَى «اللَّغْوِ» كـ «الْعَاقِبَةِ، وَالْعَافِيَةِ». وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ صِفَةً، عَلَى تَقْدِيرِ: وَلاَ تَسْمَعُ فِيهَا
كَلِمَةً لاغِيَةً، أَيْ كَلِمَةَ لَغْوٍ. وَقَوْلُهُ: {لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا} «مَرْيَمَ 62» يَدُلُّ عَلَى حَمْلِ «لاَغِيَةً» عَلَى الْمَصْدَرِ، فَذَلِكَ أَوْلَى بِهَا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/371]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- (لا يُسْمَعُ) بِالْيَاءِ مَضْمُومَةً، (لاغِيَةٌ) بِالرَّفْعِ [آيَةُ/11]: -
قَرَأَهُمَا ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَيَعْقُوبُ- يس-.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْفِعْلَ مُسْنَدٌ إِلَى (لاغِيةٌ) ، وَتَأْنِيثُهَا غَيْرُ حَقِيقِيٌّ؛ لأَنَّهُ يُرَادُ بِهَا اللَّغْوُ، وَقِيلَ الْمَأْثَمُ، فَاللاَّغِيَةُ فَاعِلَةٌ هِيَ مَصْدَرٌ، كَالطَّاغِيَةِ بِمَعْنَى الطُّغْيَانِ، وَقِيلَ: اللاَّغِيَةُ هِيَ الْكَلِمَةُ ذَاتُ اللَّغْوِ، وَالْكَلِمَةُ هِيَ التَّكَلُّمُ، فَمَعْنَاهَا التَّذْكِيرُ عَلَى أَنَّ الْكَلِمَةَ وَلَوْ كَانَتْ مُؤَنَّثَةً، فَإِنَّهُ يَجُوزُ تَذْكِيرُ فِعْلِهَا إِذَا تَقَدَّمَ وَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا فَصْلٌ، وَالْفَصْلُ هَاهُنَا هُوَ قَوْلُهُ {فِيهَا}.
وَقَرَأَ نَافِعٌ (لا تُسْمَعُ) بِالتَّاءِ مَضْمُومَةً، (لاغِيَةٌ) رَفْعًا.
وَالْوَجْهُ أَنَّ (لاغِيَةٌ) مُؤَنَّثَةٌ لِمَكَانِ الْهَاءِ الَّتِي فِيهَا، فَجَازَ إِلْحَاقُ عَلامَةِ التَّأْنِيثِ بِالْفِعْلِ لِذَلِكَ.
وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَالْكُوفِيُّونَ ويَعْقُوبُ -ح و- ان- {لا تَسْمَعُ} بِفَتْحِ التَّاءِ، {لاغِيَةً} بِالنَّصْبِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْفِعْلَ مَبْنِيٌّ لِلْفَاعِلِ، وَالْمُرَادُ لا تَسْمَعُ أَنْتَ، وَالْخِطَابُ وَإِنْ كَانَ لِوَاحِدٍ فِي اللَّفْظِ فَهُوَ عَلَى الشِّيَاعِ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا} وَكَمَا قَالَ {إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا}، وَالْمَعْنَى لا تَسْمَعُ أَيُّهَا الرَّجُلُ فِي الْجَنَّةِ إِنْ دَخَلْتَهَا لَغْوًا. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [الموضح: 1363]

قوله تعالى: {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12)}
قوله تعالى: {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13)}
قوله تعالى: {وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14)}
قوله تعالى: {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15)}
قوله تعالى: {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس