عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 11:56 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة عبس

[ من الآية (24) إلى الآية (32) ]
{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) }

قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24)}
قوله تعالى: {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّا صببنا الماء صبًّا (25).
قرأ عاصم وحمزة والكسائي (أنّا صببنا الماء) بفتح الألف.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب (إنّا) بكسر الألف.
قال أبو منصور: من قرأ (إنّا) فهو استئناف.
ومن قرأ (أنّا) فعلى البدل من الطعام. ويكون (أنّا) في موضع خفض؛ لأنه بدل من الطعام ولما اتصل به في وسط الكلام صار مفتوحًا، كأنه قال: فلينظر الإنسان إلى أنّا صببنا الماء صبًّا.
ومعناه: فلينظر الإنسان إلى صبّنا الماء صبًّا، فأقام (أنّا) والفعل في موضع المصدر). [معاني القراءات وعللها: 3/122]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {أنا صببنا الماء صبا} [25].
قرأ أهل الكوفة: {أنا} بفتح الهمزة، فيكون موضعه حرًا، {فلينظر الإنسان إلى طعامه} إلى أنا صببنا الماء صبا.
وقال آخرون: موضعه نصب، لأن الأصل: بأنا ولأنا، فلما سقط الخافض نصب بتلخيص: فلينظر أنا صببنا.
وقرأ بعضهم: {أني صببنا} بمعنى كيف صببنا، كما قال تعالى: {أنى يحيي هذه الله بعد موتها} {فأنبتنا فيها حبا} يعني البر، و{قضبا} يعني القت، و{حدائق غلبا} الحدائق: البساتين، غلبا: جمع غلباء، وهي ذات الشجر الملتف، و{فكهة وأبا} سمعت ابن دريد يقول الأب
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/440]
المرعي، وأنشد:
جدنا قيس ونجد دارنا = ولنا الأب به والمكرع
وأنشد ابن عرفة لشاعر يمدح النبي عليه السلام:
له دعوة ميمونة ريحها الصبا = بها ينبت الله الحصيدة والأبا
قال ابن دريد أب الرجل: إذا نزع إلى وطنه. وأب الرجل: إذا رد يده إلى سيفه ليستله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/441]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: إنا صببنا [عبس/ 25] بالكسر.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: أنا صببنا بالفتح.
من قال: إنا صببنا الماء صبا فكسر إن* كان ذلك تفسيرا للنظر إلى طعامه، كما أن قوله: لهم مغفرة [المائدة/ 9]، تفسير للوعد.
ومن فتح فقال: أنا صببنا فالمعنى على البدل، بدل الاشتمال، لأن هذه الأشياء تشتمل على كون الطعام وحدوثه، فهو على نحو: يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه [البقرة/ 217] وقتل أصحاب الأخدود، النار [البروج/ 4] وقوله: وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره [الكهف/ 63]، لأن الذكر كالمشتمل على المذكور، وقال: إلى طعامه [عبس/ 24]، والمعنى: على كونه وحدوثه وهو موضع الاعتبار). [الحجة للقراء السبعة: 6/378]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلينظر الإنسان إلى طعامه * أنا صببنا الماء صبا} 25 24
قرا عاصم وحمزة والكسائيّ {أنا صببنا الماء} بفتح الألف على البدل من الطّعام ويكون {إنّا} في موضع خفض المعنى فلينظر الإنسان إلى أنا صببنا الماء صبا وقال إلى طعامه والمعنى على كونه وحدوثه وهو موضع الاعتبار
وقرأ الباقون {إنّا} بالكسر على الاستئناف ويكون ذلك تفسيرا للنّظر إلى طعامه). [حجة القراءات: 750]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («2» قَوْلُهُ: {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ} قَرَأَهُ الْكُوفِيُّونَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، عَلَى بَدَلِ الاشْتِمَالِ مِنَ الطَّعَامِ، لأَنَّ انْصِبَابَ الْمَاءِ وَانْشِقَاقَ الأَرْضِ سَبَبٌ لِحُدُوثِ الطَّعَامِ، وَمَعْنَى {إِلَى طَعَامِهِ} إِلَى كَوْنِ طَعَامِهِ، أَوْ إِلَى حُدُوثِ طَعَامِهِ، فَهُوَ
مَوْضِعُ الاعْتِبَارِ، وَلَيْسَ النَّظَرُ إِلَى الطَّعَامِ اعْتِبَارًا، إِنَّمَا الاعْتِبَارُ فِي النَّظَرِ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي يَتَكَوَّنُ مِنْهَا الطَّعَامُ، وَهِيَ صَبُّ الْمَاءِ وَانْشِقَاقُ الأَرْضِ وَالإِنْبَاتُ، ثُمَّ حُدُوثُهُ وَانْتِقَالُهُ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ، وَلا يَكْمُلُ إِلاَّ بِذَلِكَ، فَهَذَا مِمَّا اشْتَمَلَ فِيهِ الثَّانِي عَلَى الأَوَّلِ فِي الْبَدَلِ، وَهُوَ كَثِيرٌ فِي
الْكَلاَمِ، فَأَتَى فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ، وَأَجَازَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَكُونَ {أَنَّا} فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ، عَلَى مَعْنَى: هُوَ أَنَّا صَبَبْنَا أَيْ: هُوَ صَبُّنَا الْمَاءَ.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/362]
وَالأَوَّلُ أَحْسَنُ وَأَقْوَى، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْكَسْرِ عَلَى الاسْتِئْنَافِ، جَعَلُوا الْجُمْلَةَ تَفْسِيرًا لِلنَّظَرِ، أَيْ إِلَى حُدُوثِ الطَّعَامِ كَيْفَ يَكُونُ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/363]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {أَنَّا صَبَبْنَا} [آيَةُ/25] بِفَتْحِ الأَلِفِ: -
قَرَأَهَا الْكُوفِيُّونَ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ بَدَلٌ عَنْ {طَعَامِهِ} وَأَنَّ وَمَا بَعْدَهُ فِي مَعْنَى الْمَصْدَرِ كَأَنَّهُ قَالَ فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ إِلَى صَبِّنَا الْمَاءَ، فَهُوَ بَدَلُ اشْتِمَالٍ مِنْ {طَعَامِهِ}؛ لأَنَّهُ أَرَادَ: فَلْيَنْظُرْ إِلَى كَوْنِ طَعَامِهِ وَحُدُوثِهِ، ثُمَّ أَبْدَلَ مِنْهُ صَبَّ الْمَاءِ وَشَقَّ الأَرْضِ وَإِنْبَاتَ النَّبَاتِ، وَالْكُلُّ يَشْتَمِلُ عَلَى حُدُوثِ الطَّعَامِ، وَهَذَا كَمَا يَقُولُ تَعَالَى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ}.
[الموضح: 1341]
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى الْعِلَّةِ فَيَكُونُ عَلَى تَقْدِيرِ اللامِ، كَأَنَّهُ قَالَ لأَنَّا صَبَبْنَا.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ (أَنَّى) بِمَعْنَى كَيْفَ، فَيَجُوزُ فِيهِ الإِمَالَةُ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (إِنَّا) بِكَسْرِ الأَلِفِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ عَلَى الاسْتِئْنَافِ، وَهُوَ تَفْسِيرٌ لِلطَّعَامِ، كَمَا أَنَّ قَوْلَهُ {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} تَفْسِيرٌ لِلْوَعْدِ. وَقَدْ سَبَقَ مِثْلُهُ). [الموضح: 1342]

قوله تعالى: {ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26)}
قوله تعالى: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27)}
قوله تعالى: {وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28)}
قوله تعالى: {وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29)}
قوله تعالى: {وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30)}
قوله تعالى: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31)}
قوله تعالى: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس