عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 08:20 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المدثر

[ من الآية (32) إلى الآية (48) ]
{كَلَّا وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37) كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)}

قوله تعالى: {كَلَّا وَالْقَمَرِ (32)}
قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (واللّيل إذ أدبر (33).
[معاني القراءات وعللها: 3/102]
قرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم، والكسائي (إذا دبر) بفتح الدال.
وقرأ الباقون (إذ أدبر) بقطع الألف، وسكون الدال.
وقال الفراء والزجاج. هما لغتان: دبر النهار، وأدبر.
ودبر الصيف وأدبر.
وكذلك قبل وأقبل، فإذا قالوا: أقبل الركب، وأدبر.
لم يقولوا إلا بالألف). [معاني القراءات وعللها: 3/103]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {والليل إذ أدبر} [33].
قرأ نافع وحمزة وحفص عن عاصم: {إذ أدبر}.
وقرأ الباقون: {إذا دبر} فقال قوم: دبر وأدبر: لغتان، وقبل وأقبل: لغتان، والاختيار عندهم دبر لعلتين:
إحداهما أن ابن عباس قال: يا عكرمة هذا حين دبر الليل.
والعلة الثانية: أن العرب تقول: دبر فهو دابر وأنشد:
صدعت غزالة قلبه بكتيبة = تركت مسامعة كأمس الدابر
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/410]
وفيها قراءة ثالثة: قرأ أبي بن كعب: {إذا أدبر} بزيادة ألف.
وحجة نافع وحمزة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا فقد أفطر الصائم». قال أبو عبيد: أدبر: ولي، ودبر: جاء خلفي). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/411]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وابن عامر والكسائي: إذا دبر [33]. [بفتح الدال].
وقرأ نافع وعاصم في رواية حفص وحمزة: والليل إذ أدبر بتسكين الدال.
[الحجة للقراء السبعة: 6/338]
ابن سلّام عن يونس قال يونس: دبر: انقضى، وأدبر: تولّى، قال ابن سلام، ذكر غير واحد من أصحاب الحديث عن الحسن أنه قال: إدبار النجوم: ركعتا الفجر، وإدبار السجود ركعتان بعد المغرب، قال: وقال يونس: إدبار النجوم: انقضاؤها، وإدبار السجود آثار السجود، وفي حرف عبد الله: والليل إذا أدبر فيما زعموا، وروي أن مجاهدا سأل ابن عباس عنها، فلما ولّى الليل قال له: يا مجاهد، هذا حين دبر الليل، قال قتادة: والليل إذا دبر: إذا ولّى، ويقال: دبر.
وأدبر، قال:
وأبي الذي ترك الملوك وجمعهم بصهاب هامدة كأمس الدابر وقد قالوا أيضا: كأمس المدبر، والوجهان جميعا حسنان). [الحجة للقراء السبعة: 6/339]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({واللّيل إذ أدبر * والصّبح إذا أسفر} 33 32
قرأ نافع وحمزة وحفص {واللّيل} إذ بغير ألف {أدبر} بالألف وحجتهم قول الرّسول صلى الله عليه وسلم إذا أقبل اللّيل من ها هنا وأدبر النّهار من ها هنا فقد أفطر الصّائم
وقرأ الباقون {إذا} بالألف دبر بغير ألف وهما لغتان يقال دبر اللّيل وأدبر وكذلك قبل اللّيل وأقبل وقال يونس
[حجة القراءات: 733]
دبر انقضى وأدبر ولى قال أبو عبيد الاختيار إذا بالألف دبر بغير ألف لموافقة الحرف الّذي يليه ألا ترى قال والصّبح إذا أسفر فكيف يكون في أحدهما إذا وفي الآخر إذ قال فلهذا اخترنا أن نجعلهما جميعًا إذ على لفظ واحد). [حجة القراءات: 734] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {وَاللَّيْلِ إِذَا} بغير ألف {أَدْبَرَ} بقطع الألف على أفعل [آية/ 33]:-
قرأها نافع وحمزة وعاصم ص- ويعقوب.
والوجه أن {إِذْ} للوقت الماضي، وإذا للوقت المستقبل، و{أَدْبَرَ}: ولى، وهو ضد أقبل.
وقرأ الباقون {إِذَا} بالألف {دَبَرَ} بغير ألف على وزن فعل.
والوجه أن {أَدْبَرَ} بمعنى انقضى وذهب، وقيل: دبر وأدبر واحد. قال الشاعر:
173- وأبي الذي ترك الملوك وجمعهم = بصهاب هامدة كأمس الدابر). [الموضح: 1312]

قوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({واللّيل إذ أدبر * والصّبح إذا أسفر} 33 32
قرأ نافع وحمزة وحفص {واللّيل} إذ بغير ألف {أدبر} بالألف وحجتهم قول الرّسول صلى الله عليه وسلم إذا أقبل اللّيل من ها هنا وأدبر النّهار من ها هنا فقد أفطر الصّائم
وقرأ الباقون {إذا} بالألف دبر بغير ألف وهما لغتان يقال دبر اللّيل وأدبر وكذلك قبل اللّيل وأقبل وقال يونس
[حجة القراءات: 733]
دبر انقضى وأدبر ولى قال أبو عبيد الاختيار إذا بالألف دبر بغير ألف لموافقة الحرف الّذي يليه ألا ترى قال والصّبح إذا أسفر فكيف يكون في أحدهما إذا وفي الآخر إذ قال فلهذا اخترنا أن نجعلهما جميعًا إذ على لفظ واحد). [حجة القراءات: 734] (م)

قوله تعالى: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّها لإحدى الكبر (35).
اتفقوا كلهم على (إنّها لإحدى الكبر) بالألف إلا ما روى لابن كثير، قال ابن مجاهد: حدثني ابن أبي خيثمة، وإدريس عن خلف عن وهب بن جرير عن أبيه قال: سمعت عبد الله بن كثير يقول، (لحدى الكبر) لا يهمز ولا يكسر، وروى قنبل عن النبّال عن أصحابه عن ابن كثير
(لإحدى الكبر) مهموزة مثل قراءة حمزة.
قال أبو منصور: (لحدى) ليس بشيء،
ومعنى (لإحدى الكبر): لداهية عظيمة تفوق الدواهي، كما يقال: فلان أحد الأحدين.
معناه: أنه لا نظير له). [معاني القراءات وعللها: 3/103]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {إنها لإحدى} [35].
اتفقت القراء السبعة على قطع الألف من {إحدى} كما قال تعالى: {إحدى ابنتي هاتين} وإنما ذكرته لأن ابن مجاهد حدثني عن ابن أبي خيثمة وإدريس عن خلف عن وهب بن جرير عن أبيه قال: سمعت ابن كثير يقرأ: {إنها لحدي الكبر} لا يهمز ولا يكسر.
قال أبو عبد الله: أسقطت الهمزة تخفيفًا، كما تقول العرب: زيد الأحمر وزيد لحمر {وأصحاب الأيكة} {وأصحاب ليكة} والاختيار قطع الألف؛ لأن العرب إذا حذفت مثل هذا نقلت حركة الهمزة إلى الساكن قبله واللام قبل هذه الهمزة متحركة، واللام في الأحمر لام التعريف ساكنة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/411]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال أبو علي: قنبل عن ابن كثير: إنها لإحدى الكبر [المدّثر/ 35] مهموز مثل أبي عمرو. وحدّثني غير واحد منهم أحمد بن أبي خيثمة، وإدريس عن خلف قال: حدّثنا وهب بن جرير عن أبيه قال: سمعت عبد الله بن كثير يقرأ: لحدى الكبر لا يهمز ولا يكسر.
وقال قتادة: إنها لإحدى الكبر: جهنم. قال أبو علي: التخفيف في لإحدى الكبر أن تجعل الهمزة فيها بين بين نحو: سيم، وإذ قال ابراهيم [الأنعام/ 74، إبراهيم/ 35، الزخرف/ 26]، فأما حذف الهمزة فليس بقياس، ووجه ذلك أن الهمزة حذفت حذفا
[الحجة للقراء السبعة: 6/339]
كما حذفت في قوله:
ويلمّها في هواء الجوّ طالبة ولا كهذا الّذي في الأرض مطلوب ويشبه أن يكون الذي حسّن ذلك لقائله، أنه وجد الهمزة تحذف حذفا في بعض المواضع في التخفيف، وليس هذا منها، ولكنه مثل:
ويل أمّها، كان القياس أن تجعل بين الهمزة والواو، فحذفت حذفا، وقد جاء ذلك في غير موضع في الشعر، قال أبو الأسود لزياد:
يا با المغيرة ربّ أمر معضل فرّجته بالنّكر منّي والدّها وقال آخر: أنشده أحمد بن يحيى:
إن كان حرّ لك با فقيمه باعك عبدا بأخسّ قيمه وقال آخر:
إن لم أقاتل فالبسوني برقعا وفتحات في اليدين أربعا
[الحجة للقراء السبعة: 6/340]
حذف الهمزة حذفا ولم يخفّف على القياس.
ومن ذلك قول الفرزدق:
فعليّ إثم عطيّة بن الخيطفى واثم التي زجرتك إن لم تجهد فهذا مثل قراءة ابن كثير، ألا ترى أن لإ* في قوله لإحدى الكبر مثل: وإثم التي، وهذا النحو في الشعر غير ضيّق في القياس، وقد جاء منه في الكلام، وحكمها في القياس أن تجعل بين الهمزة والألف، وفي هذا الحذف ضعف لأنه إذا حذفها بقي بعدها حرف ساكن يكون أول الكلمة بعد الحذف، ولهذا لم يتخفّف الهمزة أولا، لأن التخفيف تقريب من الساكن كأن لا يكون فيما يلزم الابتداء به ساكنا أجدر، ومن ثم لم يجزموا متفا، لأن السكون يلحق الزحاف فيلزم فيه الابتداء بالساكن، ووجهه أن اللام اللاحقة أول الكلمة لما لم تفرد صار بمنزلة ما هو من نفس الكلمة فصار حذف الهمزة كأنه يحذف في تضاعيف الكلمة، ومن ثم قالوا: لهو خير الرازقين [الحج/ 58] فخفّفوه كما خفّفوا عضدا ونحوه، مما هو كلمة واحدة). [الحجة للقراء السبعة: 6/341]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {لَإِحْدَى الْكُبَرِ} [آية/ 35]:-
قرأها القراء جميعًا بإثبات الهمزة إلا ما روي عن ابن كثير وهو {لَحْدَى الْكُبَرِ} بترك الهمزة.
والوجه في {لَحْدَى} أن الهمزة حذفت من الكلمة اعتباطًا، وهو أن يكون
[الموضح: 1312]
حذفها عن غير قياس ولا مقتض من صنعة إلا طلب الخفة، وذلك حذفت من ويلمها، والأصل ويل أمها قال:
174- ويلمها في هواء الجو طالبة = ولا كهذا الذي في الأرض مطلوب
ولا يكون هذا على التخفيف القياسي؛ لأنه لو كان كذلك لكان حكم الهمزة ههنا أن تجعل بين بين، لكنها حذفت حذفًا، ومثل ذلك كثير، قال:
175- يا بالمغيرة رب أمر معضل = فرجته بالنكر مني والدها
وقال الفرزدق:
176- فعلي إثم عطية بن الخيطفى = وثم التي زجرتك إن لم تجهد
وحذف الهمزة في هذا الموضع وإن كان قد جاء مثله في الشعر وغيره ضعيف؛ لأن أول الكلمة يبقى بعد حذف الهمزة منها ساكنًا، وعذره أن اللام
[الموضح: 1313]
اللاحقة في أول الكلمة صارت بمنزلة ما هو من نفس الكلمة فكأن أول الكلمة لام متحركة). [الموضح: 1314]

قوله تعالى: {نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36)}
قوله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37)}
قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38)}
قوله تعالى: {إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39)}
قوله تعالى: {فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40)}
قوله تعالى: {عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41)}
قوله تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)}
قوله تعالى: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43)}
قوله تعالى: {وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44)}
قوله تعالى: {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45)}
قوله تعالى: {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46)}
قوله تعالى: {حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47)}
قوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس