عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 25 صفر 1440هـ/4-11-2018م, 05:41 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التحريم

[ من الآية (10) إلى الآية (12) ]
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)}

قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)}
قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11)}
قوله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وصدّقت بكلمات ربّها وكتبه).
قرأ أبو عمرو، وحفص عن عاصم، ويعقوب (بكلمات ربّها وكتبه)، وقرأ الباقون (وكتابه).
قال أبو منصور من قرأ (وكتبه) فهو جمع الكتاب.
ومن قرأ (وكتابه) فهو واحدٌ ينوب عن الكتب). [معاني القراءات وعللها: 3/78]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {وكتبه} [12].
قرأ أبو عمرو وحفص عن عاصم بالجمع.
والباقون: {وكتبه} على التوحيد، وقد ذكرته في (البقرة).
فإن قيل: لم لم يقل: من القانتات، ومريم مؤنثة؟
فقل: التقدير: وكانت مريم من القوم القانتين، ومن الأنبياء القانتين أي: المطيعين لله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/376]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى في هذه السورة: {فنفخنا فيه}.
فذكر أراد: نفخنا في جيب درعها. فلذلك ذكر.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/376]
قال ابن مجاهد: اتفق القراء على فتح الياء {نبأني العليم الخبير}.
قال أبو عبد الله: نبأني، وأنبأني، وخبرني، وأخبرني، كله بمعنى.
حدثنا ابن مجاهد عن السمري عن الفراء، قال: قرأ على أعرابي (والضحى) فقال: {وأما بنعمة ربك فخبر} قلت: إنما هو {فحدث}، قال حدث وخبر واحد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/377]

قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ أبو عمرو وحفص عن عاصم، وخارجة عن نافع: وكتبه [التحريم/ 12] جماعة.
وقرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: وكتابه واحدا.
حجّة من قال: وكتبه* فجمع، أنه موضع جمع، ألا ترى أنها قد صدّقت بجميع كتب اللّه، فمعنى الجمع لائق بالموضع حسن.
ومن قال: كتابه* أراد الكثرة والشياع، وقد يجيء ذلك في الأسماء المضافة كما جاء في المفردة التي بالألف واللام. قال: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها [إبراهيم/ 34]، فكما أن المراد بنعمة اللّه الكثرة، كذلك في قوله: وكتابه). [الحجة للقراء السبعة: 6/304]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي رجاء: [وَكَتْبِهِ وَكَانَت]، ساكنة التاء، واختلف عنه.
وقرأ [وكتابه].
قال أبو الفتح قال أبو حاتم: كتبه أجمع من كتابه، وكل صواب. وعلى كل حال ففيه وضع المضاف موضع الجنس، وقد تقدم تفسيره). [المحتسب: 2/324]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين} 12
قرأ أبو عمرو وحفص {وكتبه} جماعة وحجتهما أنّها صدقت بجميع كتب الله فالجمع أولى وأحسن
وقرأ الباقون (وكتابه) أرادوا الجنس كما تقول كثر الدّرهم في ايدي النّاس تريد الجنس وكما قال جلّ وعز {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} المراد الكثرة فكذلك قوله (وكتابه) ). [حجة القراءات: 715]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {وكتبه} قرأه أبو عمرو وحفص «وكتبه» بالجمع لكثرة كتب الله، فحمل على المعنى؛ لأن مريم لم تؤمن بكتاب واحد بل آمنت بكتب الله كلها، ولما قال: بـ {كلمات} فجمع بلا اختلاف، وجب مثله في {وكتبه}
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/326]
أن يكون بالجمع أيضًا، وقرأ الباقون بالتوحيد، يراد به الجمع لأنه مصدر يدل على الكثير بلفظه، وقد مضى له نظائر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/327]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {وَكُتُبِهِ} [آية/ 12] بغير ألفٍ على الجمع:-
والوجه أنه جمع كتابٍ، وإنما جُمع لأن ما عُطف عليه جمع أيضًا، وهو قوله {بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا}، وأراد مواعيده، وقيل عجائبه وبدائعه، فلما كان المعطوف عليه جمعًا جُعل المعطوف أيضًا جمعًا.
ويجوز أن يكون المعنى صدقت بجميع كتب الله المنزلة.
وقرأ الباقون {وَكِتَابِهِ} على الوحدة.
والوجه أنه واحدٌ؛ لأنه معطوفٌ على {كَلِمَاتٍ}، والكلمات قد قيل في تفسيرها إنها عيسى عليه السلام، والمراد كلمة ربها، كما قال تعالى {وَكَلِمَتُهُ
[الموضح: 1280]
أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَم} فلما أريد بالكلمات واحدٌ جعل ما عطف عليه واحدًا أرضًا.
ويجوز أن يكون الكتاب يُراد به الجمع أيضًا، كقوله تعالى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لَا تُحْصُوهَا} ). [الموضح: 1281]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس