عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 25 صفر 1440هـ/4-11-2018م, 05:39 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التحريم

[ من الآية (6) إلى الآية (9) ]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ: [وُقُودُهَا] - بضم الواو - مجاهد والحسن وطلحة وعيسى الهمداني.
قال أبو الفتح: هذا على حذف المضاف، أي: ذو وقودها يعنى ما تطعمه النار من الوقود وقد مضى ذكره، وتفسير ما فيه). [المحتسب: 2/324]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7)}
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (توبةً نصوحًا).
[معاني القراءات وعللها: 3/76]
قرأ نافع في رواية خارجة عنه، ويحيى عن أبي بكر عن عاصم " نصوحًا " بضم النون.
وقرأ حفص عن عاصم، والأعشى عن أبي بكر، ونافع - من غير رواية خارجة - وجميع القراء، (نصوحًا) بالفتح.
قال أبو منصور: من قرأ (نصوحًا) فهي صفة للتوبة، ومعناه: توبة بالغة في النصح لصاحبها؛ لأن (فعولاً) يجيء للمبالغة كما يقال: رجل صبور، وشكور.
ومن قرأ (نصوحًا) فمعناه: ينصحون فيها نصوحًا.
ويقال: نصح الشيء نصوحًا، إذا خلص.
قال ساعدة يصف مشتارًا:
فأزال ناصحها بأبيض مفرطٍ... من ماء أنهابٍ عليه التّألب). [معاني القراءات وعللها: 3/77]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {توبة نصوحًا} [8].
قرأ عاصم في رواية ابن بكر: {نصوحًا} جعله مصدرًا مثل قعد قعودًا.
وقرأ الباقون: {نصوحًا} بفتح النون جعلوه صفة والتوبة النصوح:؛ هو الذي ينوي الرجل إذا تاب أن لا يعود.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/375]
وقال آخرون: هو أن ينوي أن لا يعود، ولا يعود إلى أن يموت على ذلك، فإن نوي أن لا يعود، ولم يعد برهة ثم عاد لم تكن التوبة نصوحًا. قال: إنما النصوح التي يستوجب صاحبها بها الجنة، وإنما يكون هذا على الخاتمة.
فإن قيل لك: لم لم يقل توبة نصوحة، وهي مؤنثه؟
فقل: لأن (فعولا) قد بني على غير الفعل فيستوي فيه المذكر والمؤنث، فتقول: أرض طهور وما طهور، ورجل صبور، وامرأة صبور، وأرض ذلول. ولو بنيته على الفعل لأنث، فقلت صبرت فهي صابرة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/376]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (أبو بكر عن عاصم، وخارجة عن نافع: توبة نصوحا [التحريم/ 8] بضم النون. حفص عن عاصم توبة نصوحا بفتح النون، وكذلك قرأ الباقون.
قال أبو الحسن: الفتح كلام العرب وقراءة الناس، قال: ولا
[الحجة للقراء السبعة: 6/303]
أعرف الضمّ، قال أبو علي: يشبه أن يكون مصدرا، وذلك أن ذا الرمة قال:
أحبّك حبّا خالطته نصاحة فالنّصاحة على فعالة، وما كان على فعال من المصادر، فقد يكون فيه المفعول نحو: الذهاب والذهوب، والمضاء، والمضيّ، فيكون أن يكون النّصوح مع النّصاحة كالمضاء والمضيّ، فيكون قد وصف بالمصدر نحو: عدل ورضى. وقال أبو الحسن: نصحته في معنى صدقته، وقال: توبة نصوحا صادقة). [الحجة للقراء السبعة: 6/304]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة سهل بن شعيب: [وَبِإيْمَانِهِم]، مكسورة الهمزة.
قال أبو الفتح: قد تقدم القول على ذلك، وأنه معطوف عل الظرف، على أن الظرف حال). [المحتسب: 2/324]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يا أيها الّذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا} 8
قرأ أبو بكر {توبة نصوحًا} بضم النّون جعله مصدرا من نصح ينصح نصحا ونصاحة ونصوحا مثل شكرت شكورًا وجلست جلوسًا وقعدت قعودا المعنى ينصحون فيها نصوحًا يقال نصح الشّيء نصوحًا أي خلص
وقرأ الباقون {نصوحًا} بالفتح جعلوه صفة للتّوبة ومعناه توبة بالغة في النصح لأن فعولًا لا يستعمل إلّا للمبالغة في الوصف كما تقول رجل صبور وشكور وجاء في التّفسير أن التّوبة النصوح الّتي لا ينوى معها معاودة
[حجة القراءات: 714]
وقال عبد الرّحمن بن زيد نصوحًا صادقة وقيل خالصة وإنّما قيل {نصوحًا} ولم يقل نصوحة لأن فعولًا يستوي فيه المذكر والمؤنث فتقول أرض طهور وماء طهور ورجل صبور وامرأة صبور). [حجة القراءات: 715]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {توبة نصوحًا} قرأه أبو بكر بضم النون، وفتح الباقون.
وحجة من ضم أنه جعله مصدرًا أتى على «فعول»، وهو قليل، كما أتى مصدره أيضًا على «فعالة» قالوا: نص نصاحة، فهذا نادر، كذلك «فعول» فيه نادر، وأنكره الأخفش، وقد قالوا: ذهب ذهوبًا، ومضى مضيًا، والتوبة على هذا موصوفة بالمصدر، كما قالوا: رجلٌ عدل ورضيً.
4- وحجة من قرأ بالفتح أنه المصدر المعروف المستعمل في مصدر «نصح»، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه، وحكى الأخفش «نصحته» بمعنى «صدقته» وقال: توبة نصوحًا، أي: صادقة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/326]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {تَوْبَةً نَصُوحًا} [آية/ 8] بضم النون:-
قرأها عاصم ياش-.
والوجه أنه مصدر على فعول؛ لأن هذا الفعل قد جاء مصدره على فعالةٍ كالنصاحةٍ، فيجوز فيه الفعول أيضًا، كالذهاب والذهوب والمضاء والمضي فيكون النصوح ههنا مصدرًا وُصف به، كعدل ورضا.
وقرأ الباقون {تَوْبَةً نَصُوحًا} بفتح النون.
والوجه أنه صفة على وزن فعول كالشكور والصبور، وهما وصفان للمبالغة من الشكر والصبر، والمراد توبة مبالغة في النصح). [الموضح: 1280]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس