عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 25 صفر 1440هـ/4-11-2018م, 05:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الطلاق

[ من الآية (1) إلى الآية (3) ]
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) }

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ: [فَطَلِّقُوهُنَّ فِي قُبلِ عِدَّتِهنَّ]- النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان وابن عباس وأبي بن عب وجابر بن عبد الله ومجاهد وعلي بن الحسين وجعفر بن محمد، رضي الله عنهم.
قال أبو الفتح: هذه القراءة تصديق لمعنى قراءة الجماعة: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}، أي: عند عدتهن. ومثله قول الله تعالى: {لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ}، أي: عند وقتها). [المحتسب: 2/323]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إلّا أن يأتين بفاحشة مبينة} 1
بفاحشة مبينة و{مبينات} قد ذكرنا في سورة النّور). [حجة القراءات: 712]

قوله تعالى: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2)}
قوله تعالى: {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (إنّ اللّه بالغٌ أمره).
قرأ حفص والمفضل عن عاصم (بالغ أمره).
وقرأ الباقون " بالغٌ أمره).
قال أبو منصور: من قرأ (بالغ أمره) بالكسر فللإضافة.
ومن نوّن نصب (أمره) بالفعل.
وهذا كقولك: فلان ضارب زيدٍ، وضاربٌ زيدًا). [معاني القراءات وعللها: 3/75]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {إن الله بالغ أمره} [3].
روي حفص عاصم: {بالغ أمره} مضافًا.
والباقون: {بالغ أمره}. وقد ذكرت علة ذلك والفرق بينهما في (الأنفال) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/373]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وكلّهم قرأ: بالغ أمره [الطلاق/ 3] منوّن، وروى حفص والمفضل عن عاصم: بالغ أمره مضاف.
قال أبو علي: بالغ أمره على: سيبلغ أمره فيما يريده فيكم، فهذا هو الأصل وهذا حكاية حال، ومن أضاف حذف التنوين استخفافا، والمعنى معنى ثبات النون مثل: عارض ممطرنا [الأحقاف/ 24] وإنا مرسلو الناقة [القمر/ 27] ومستقبل أوديتهم [الأحقاف/ 24] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/300]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة داود بن أبي هند: [إِنَّ اللَّهَ بَالِغٌ] - منونة - [أَمْرُه]، بالرفع.
قال أبو الفتح: معناه أن أمره بالغ ما يريده الله به، فقد بلغ أمر الله ما أرداه، والمفعول كما ترى محذوف). [المحتسب: 2/324]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن الله بالغ أمره} 3
قرأ حفص {إن الله بالغ أمره} مضافا وقرأ الباقون بالغ أمره أي سيبلغ أمره فيما يريد فيكم فهذا هو الأصل ومن أضاف حذف التّنوين استخفافًا والمعنى معنى ثبات النّون {إنّا مرسلو النّاقة} قد ذكرنا). [حجة القراءات: 712]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {بالغ أمره} قرأ حفص بالإضافة فـ «الأمر» مخفوض بإضافة {بالغ} إليه، وقرأ الباقون بالتنوين ونصب «الأمر» وهما لغتان في إثبات التنوين في اسم الفاعل، إذا كان بمعنى الاستقبال أو الحال وحذفه، وقد مضى له نظائر، وهو مثل {متم نوره} «الصف 8»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/324]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {إِنَّ الله بَالِغُ أَمْرِهِ} [آية/ 3] بالإضافة:-
رواها ص- عن عاصم.
والوجه أنه على إضافة بالغ إلى أمره إضافة مجازية على نية التنوين، والمعنى بالغ أمره، منونًا، إلا أن التنوين حُذف تخفيفًا، وأضيف اسم الفاعل إلى ما بعده مجازًا، كما ذكرنا في قوله تعالى {وَالله مُتِمُّ نُورِهِ}.
وقرأ الباقون و-ياش- عن عاصم {بَالِغٌ} بالتنوين، {أَمْرَهُ} بالنصب.
والوجه أنه اسم فاعلٍ يعمل عمل الفعل، والمعنى سيبلغ أمره فيكم، فبالغٌ في معنى يبلغ، و{أَمْرَهُ} منصوبٌ). [الموضح: 1275]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس