عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 25 صفر 1440هـ/4-11-2018م, 11:16 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحشر

[ من الآية (11) إلى الآية (17) ]
{أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (12) لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (13) لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14) كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (15) كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11)}
قوله تعالى: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (12)}
قوله تعالى: {لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (13)}
قوله تعالى: {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أو من وراء جدرٍ).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: (أو من وراء جدارٍ). وقرأ الباقون (أو من وراء جدرٍ).
قال أبو منصور: جدر جمع جدار.
ومن قرأ (جدارٍ) أراد به الجنس.
[معاني القراءات وعللها: 3/63]
واتفق القراء إلا من شذ عنهم " كيلا يكون دولةً " بالضم.
والدّولة: اسم المال الذي يتداول فيكون مرةً لهؤلاء ومرةً لهؤلاء.
وأما الدّولة فإنها تكون في الحروب، وانتقال من حال إلى حال.
وقرأ ابن كنير ونافع وأبو عمرو: (إنّي أخاف اللّه) وأسكنها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 3/64]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {أو من ورآء جدر} [14].
قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: {جدر} على التوحيد.
وقرأ الباقون: {جدر} على الجمع، مثل ثمار وثمر، ومن وحد قالوا: جدار ينوب عن الجماعة. قال الله تعالى: {أو الطفل الذين لم يظهروا}.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/357]
قال ابن خالوية: حدثنا ابن مجاهد عن عبد الرحمن بن محمد بن حما، أخبرنا يحيي عن وهيب، وقال: قال: هارون في قراءة ابن كثير: {أو من ورآء جدر} مفتوحة الجيم مقصورة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/358]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: من وراء جدار [14] بألف.
والباقون: جدر.
[الحجة للقراء السبعة: 6/283]
قال أبو علي: المعنى في الجمع أنهم لا يصحرون معكم للقتال، ولا يبرزون لكم، ولا يقاتلونكم حتى يكون بينكم وبينهم حاجز من حصن أو سور، فإذا كان كذلك، فالمعنى على الجمع، إذ ليس المعنى أنهم يقاتلونكم من وراء جدار واحد، ولكن من وراء جدر، كما لا يقاتلونكم إلا في قرى محصّنة. فكما أن القرى جماعة، كذلك الجدر ينبغي أن تكون جمعا، وكأنّ المراد في الإفراد الجمع، لأنه يعلم أنهم لا يقاتلونهم من وراء جدار واحد). [الحجة للقراء السبعة: 6/284]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي رجاء وأبي حية: [جُدْر]، بضم الجيم، وتسكين الدال.
قال أبو الفتح: هذه مخففة من جُدُر، جمع جِدَار. وأما من قرأ: [مِنْ وَرَاءِ جِدَار] فيحتمل أمرين:
أحدهما أن يكون واحد وقع موقع الجماعة، كقوله تعالى: {ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا}، أي: أطفالا.
وفيه وجه آخر لطيفن وفيه الصنعة، وهو أن يكون "جدار" تكسير جدار أيضا، فتكون ألف جدار في الواحد، كألف كتاب وحساب، وفي الجماعة كألف ظراف وكرام.
[المحتسب: 2/316]
ومثله مما كسر من من فعال على فعال قولهم: ناقة هجان ونوق هجان، ودرع دلاص وأدرع دلاص. ويدل على أن هجانا ليس لفظا واحد يقع على الواحد فما فوقه كجنب وبابه- قولهم: هجانان، وهذا واضح.
وإنما جاز تكسير فعال على فعال من حيث كانت فعال أخت فعيل. ألا ترى كل واحد منهما ثلاثيا وقيل لامه حرف لين؟ فكما كسر فعيل على فعال كشريف وشراف، وكريم وكرام - كذلك أيضا جاز تكسير فعال على فعال، وكما أن ألف جدار في الواحد ليست ألف جدار في الجمع - فكذلك كسرة الجيم فيه غير كسرته فيه، وفتحة الدال فيه غير فتحته فيه، كما أن كسرة الشين في شراف غير فتحتها في شريف، وكما أن فتحة الدال في جدار غير كسرة الراء من شريف.
فهذا الخلاف لفظا هو الذي سوغ اعتقاد المتفقين لفظا مختلفين تقديرا ومعنى.
وهذا غور من العربية بطين، وله نظائر كثيرة، وفيه صنعة لطيفة, وقد أفردنا له بابا في كتابنا الخصائص فيما اتفق لفظه واختلف معناه من الحروف والحركات والسكون، ومثله سواء قول الله تعالى : {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}، يكون "إمام" مع إمام، على ما شرحناه في جدار. وذهب أبو الحسن إلى أنه جمع آم، كقائم وقيام). [المحتسب: 2/317]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا يقاتلونكم جميعًا إلّا في قرى محصنة أو من وراء جدر} 14
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (من وراء جدار) بالألف وقرأ الباقون {جدر} وهو جمع جدار مثل حمار وحمر وكتاب وكتب وحجتهم أنه أتى عقيب قوله {إلّا في قرى محصنة} فأخرجوا القرى
[حجة القراءات: 705]
بلفظ الجمع ثمّ عطفوا بقوله {أو من وراء جدر} فكان الجمع أشبه بلفظ ما تقدمه من التّوحيد ليأتلف الكلام على نظم واحد ومن قرأ جدار فهو واحد يؤدّي عن معنى الجمع). [حجة القراءات: 706]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {أو من وراء جدر} قرأه ابن كثير وأبو عمرو بالتوحيد، بألف، ويميله أبو عمرو على أصله المذكور، فالتوحيد على معنى أن كل فرقة منهم وراء جدا، لأنهم كلهم وراء جدار واحد، ويجوز أن يكون أتى بالواحد، والمراد الجمع؛ لأن المعنى يدل على الجمع، إذ لا يكون كلهم وراء جدار واحد، وقد قيل: إن الجدار في هذه القراءة يُراد به السور، والسور واحد يعم جميعهم ويسترهم، فتصح القراءة على هذا بالتوحيد، وقرأ الباقون بالجمع على معنى
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/316]
أن كل فرقة منهم وراء جدار، فهي جدر كثيرة يستترون بها في القتال، فجمع على هذا المعنى لكثرة الجدران التي يستترون خلفها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/317]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ} [آية/ 14] بالألف وكسر الجيم:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو.
والوجه أنه على الواحد الذي يُراد به الجمع؛ لأنهم أهل قرىً محصنةً، فمعلوم أنهم لا يُقاتلونهم من وراء جدار واحد.
وقرأ الباقون {مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ} مضمومة الجيم والدال، بغير ألفٍ.
[الموضح: 1259]
والوجه أنه على الجمع؛ لأن المعنى عليه، يدل على ذلك قوله تعالى {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ}، فكما أن القرى جمعٌ فكذلك ينبغي أن يكون الجدر أيضًا جمعًا). [الموضح: 1260]

قوله تعالى: {كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (15)}
قوله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: نصب ابن كثير ونافع وأبو عمرو: إني أخاف الله* [الحشر/ 16]، وأسكنها الباقون.
قال أبو علي: التحريك والإسكان حسنان). [الحجة للقراء السبعة: 6/284]

قوله تعالى: {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس