عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 10:13 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القمر

[ من الآية (23) إلى الآية (32) ]
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (24) أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الأَشِرُ (26) إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ (28) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (32)}

قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23)}
قوله تعالى: {فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (24)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي السمال: [أبَشَرٌ مِنا] - بالرفع - {وَاحِدًا نَتَّبِعُه}، بالنصب.
قال أبو الفتح: "بشر" عندي مرفوع بفعل يدل عليه قوله: {أوْلْقِي عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا}، فكأنه قال: أينبأ، أو يبعث بشر منا؟
فأما انتصاب "واحدا" فإن شئت جعلته حالا من الضمير في "منا" أي: أينبأ بشر كائن منا؟ والناصب لهذه الحال الظرف، كقولك: زيد في الدار جالسا.
[المحتسب: 2/298]
وإن شئت جعلته حالا من الضمير في قوله: {نتبعه} أي: نتبعه واحد منفردا ولا ناصر له. ويؤكده قوله: {وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ}. ونظائره في القرآن كثيرة، نحو قوله تعالى: {أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ}؟ وقوله: {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا}؟ ونحو ذلك). [المحتسب: 2/299]

قوله تعالى: {أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25)}
قوله تعالى: {سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الأَشِرُ (26)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (سيعلمون غدًا (26).
قرأ ابن عامر وحمزة " ستعلمون " بالتاء، وكذلك قرأ يعقوب.
وقرأ الباقون بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فللمخاطبة.
ومن قرأ بالياء فللغيبة). [معاني القراءات وعللها: 3/43]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- ...... عند الله.
وقرأ الباقون بالياء إخبارًا عن غيب: {سيعلمون غدا من الكذاب الأشر} [26] أي: البطر المتكبر عن العبادة.
وقرأ مجاهد: {الأشر} بضم الشين، وهو أبلغ في الذم كما يقال: رجل حذر، وهذا عبد ورجل فطن.
وروي عن بعضهم: {الكذاب الأشر} وهذه اللغة ليست بجيدة مختارة، ولأن العرب تستعمل خيرًا وشرًا بحذف الألف من أوله لكثرة الاستعمال، ولأنه لا يتصرف منهما فعل عند الأخفش. قال أبو حاتم: وإنما سمعت في بيت لرؤية زيد أخير من عمرو فقال:
يا قاسم الخيرات أنت الأخير
وأنت من سعد مكان مقفر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/331]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن عامر وحمزة وهبيرة عن حفص وعاصم: ستعلمون غدا [القمر/ 26] بالتاء، وقال غير هبيرة عن حفص عن عاصم بالياء، وكذلك قرأ الباقون، وأبو بكر عن عاصم بالياء حجّة الياء: أن قبله غيبة وهو قوله: فقالوا: أبشرا منا [القمر/ 24] سيعلمون غدا [القمر/ 26] ووجه التاء: أنه على: قيل لهم: ستعلمون غدا). [الحجة للقراء السبعة: 6/243]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي قلابة: [الْكَذَّابُ الْأَشَرُ].
مجاهد: [الأَشُرُ]، بضم الشين خفيفة.
قال أبو الفتح: [الأشَرُّ] بتشديد الراء هو الأصل المرفوض، لأن أصل قولهم: هذا خبر منه وهذا شر منه -هذا أخير منه، وأشر منه. فكثر استعمال هاتين الكلمتين، فحذف الهمزة منهما. ويدل على ذلك قولهم: الخورى والشرى، تأنيث الأخير والأشر. وقال رؤبة:
بلاد خير الناس وابن الأخير
فعلى هذا جاءت هذه القراءة.
وأما [الأَشُرُ] بضم الشين، وتخفيف الراء فعلى أنه من الأوصاف التي اعتقب عليها المثالان اللذان هما فعل وفعل فأشر وأشر، كحذر وحذر، ويقظ "ويقظ"، ورجل حدث وحدث: حسن الحديث، ووظيف عجر وعجر، أي: صلب. والضم أقوى معنى من الكسر؛ لأنه أبعد عن مثال الفعل، فأشر -من آشر- كضروب من ضارب. ومطعان من طاعن، والاسم البطر). [المحتسب: 2/299]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({سيعلمون غدا من الكذّاب الأشر}
قرأ ابن عامر وحمزة (ستعلمون غدا) بالتّاء على الخطاب على أن رسولهم خاطبهم فقال لهم (ستعلمون غدا)
وقرأ الباقون {سيعلمون غدا} بالياء وحجتهم قوله بعدها {فتنة لهم} ولم يقل لكم). [حجة القراءات: 689]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {سيعلمون غدًا} قرأه حمزة وابن عامر بالتاء على الخطاب، على معنى: قل لهم ستعلمون غدًا، وقرأ الباقون بالياء على الغيبة، لأن قبله لفظ
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/297]
الغيبة، فرد على ما قبله، وهو قوله: {فقالوا أبشرًا منا واحدًا} «24» وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه وفي القراءتين معنى التهديد والتخويف، والتهدد مع المخاطبة آكد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/298]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {سَتَعْلَمُونَ غَدًا} [آية/ 26] بالتاء:-
قرأها ابن عامر وحمزة ويعقوب يس-.
والوجه أنه على إضمار قل، والتقدير: قل لهم ستعلمون غدًا.
وقرأ الباقون وح- عن يعقوب {سَيَعْلَمُونَ} بالياء.
والوجه أنه على الغيبة؛ لأن ما قبله كذلك، وهو قوله تعالى {فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ} ). [الموضح: 1226]

قوله تعالى: {إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27)}
قوله تعالى: {وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ (28)}
قوله تعالى: {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29)}
قوله تعالى: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {عذابي ونذر} [30].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/331]
أثبت الياء ورش عن نافع في خمسة مواضع فقرأ {ونذري} فأثبت الياء على الأصل.
والباقون يحذفون، لأن رءوس الآي فيها واو. والنذر: جمع نذير والنذير: القرآن. والنذير: النبي صلى الله عليه وسلم. والنذير: المشيب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/332]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وروى ورش عن نافع ونذري [القمر/ 30] بياء وروى غيره عنه: بغير ياء، وقرأ الباقون: بغير ياء.
حذف الياء لأنه فاصلة فيجري مجرى القافية في حذف الياء منها، كما قال:
من حذر الموت أن يأتين). [الحجة للقراء السبعة: 6/243]

قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [كَهَشِيمِ الْمُحْتَظَرِ]، بفتح الظاء.
[المحتسب: 2/299]
قال أبو الفتح: المحتظر هنا مصدر، أي: كهشيم الاحتظار، كقولك: كآجر البناء وخشب النجارة. والاحتظار: أن يجعل حظيرة. وإن شئت جعلت [المحتظر] هنا هو الشجر، أي: كهشير الشجر المتخذة منها الحظيرة، أي: كما يتهافت من الشجر المجعولة حظيرة والهشيم: ما تهثم منه، وانتشر). [المحتسب: 2/300]


قوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (32)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس