عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 09:33 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النجم

[ من الآية (19) إلى الآية (23) ]
{أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى (23)}


قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس ومنصور بن المعتمر وطلحة: [اللَّاتَّ].
قال أبو الفتح: روينا عن قطرب: كان رجل بسوق العكاظ يلت السويق والسمن عند صخرة، فإذا باع السويق والسمن صب على الصخرة، ثم يلت. فلما مات ذلك الرجل عبدت ثقيف تلك الصخرة، إعظاما لذلك الرجل صاحب السويق. قال أبو حاتم: كان رجل يلت لهم السويق، فإذا شرب منه أحد سمن، فعبدوا ذلك الرجل. وحكى أبو الحسن فيها [أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتِ]، بكسر التاء. وذهب إلى أنها بدل من لام الفعل، بمنزلة التاء في كبت وذيت، وأن الألف قبلها عين الفعل، بمنزلة ألف شاة وذات مال). [المحتسب: 2/294]

قوله تعالى: {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ومناة الثّالثة الأخرى (20)
قرأ ابن كثير، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم (ومناءة الثالثة).
وقرأ الباقون (ومناة الثّالثة) مقصورة.
قال أبو منصور: المدّ والقصر في (مناة) - وهو: صنم - جائز، وكان لثقيف.
وقال بعضهم: (مناة): صخرة كانت لهذيل وخزاعة يعبدونها من دون الله.
وأنشد الكسائي بيتًا في (مناءة) ممدودة
[معاني القراءات وعللها: 3/37]
ألا هل أتى تيم بن عبد مناءة... على الشّنء فيما بيننا ابن تميم). [معاني القراءات وعللها: 3/38]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال قرأ ابن كثير وحده: ومناءة الثالثة [النجم/ 20] مهموزة ممدودة.
[الحجة للقراء السبعة: 6/231]
وقرأ الباقون: ومناة.
قال أبو عبيدة: اللّات والعزّى: أصنام من حجارة كانت في جوف الكعبة، ومناة أيضا صنم حجارة، ولعل مناءة بالمدّ لغة، ولم أسمع بها عن أحد من رواة اللّغة، وقد سمّوا، زيد مناة، وعبد مناة، ولم أسمعه بالمدّ، وقال جرير:
أزيد مناة توعد يا بن تيم تبيّن أين تاه بك الوعيد). [الحجة للقراء السبعة: 6/232]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ومناة الثّالثة الأخرى}
قرأ ابن كثير (ومناءة الثّالثة) مهموزة ممدودة وقرأ الباقون {ومناة} بغير همز وهما لغتان). [حجة القراءات: 685]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {ومناة الثالثة} قرأه ابن كثير بالمد والهمز، أعني في «مناة» وقرأ الباقون بغير مد ولا همز، وهما لغتان، فترك الهمز أكثر وأشهر، قال أبو عبيدة: لم أسمع فيه المد وهو اسم صنم، وترك المد أحب إلي، لأنها اللغة المستعملة، ولأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/296]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {وَمَنَاءَةَ الثَّالِثَةَ} [آية/ 20] بالمد والهمز:-
قرأها ابن كثير وحده.
والوجه أنها لغة في {وَمَنَاةَ} بالقصر، وهي صنم من حجارة كانت لهذيل وخزاعة وثقيف في الجاهلية، وقد سمت العرب عبد مناة، وقد مدوها أيضًا، أنشد الكسائي:-
164- ألاهل أتى التيم بن عبد مناءة = على الشنء فيما بيننا ابن تميم
وقرأ الباقون {وَمَنَاةَ} بالقصر من غير همز.
والوجه أن {وَمَنَاةَ} بالقصر هي المشهورة. قال جرير:
165- أزيد مناة توعد يابن تيم = تبين أين تاه بك الوعيد
وأصل مناة منوة، فقلبت الواو ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وقيل بل أصله من الياء، والصحيح هو الأول؛ لأنك إذا جمعت قلت منوات). [الموضح: 1218]

قوله تعالى: {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21)}
قوله تعالى: {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قسمةٌ ضيزى (22).
قرأ ابن كثير وحده (ضئزى) بالهمز.
وقرأ الباقون بغير همزٍ.
قال أبو منصور: المعنى في: ضيزى وضئزى واحد، يقال: ضازه يضيزه، إذا نقصه حقه.
ويقال أيضًا: ضأزه يضأزه - بالهمز -: بمعنى واحد و(ضيزى) بغير همزٍ، في الأصل: ضيزى بضم الضاد على (فعلى) فثقلت الضمة مع الياء، فكسرت الضاد؛ لأن الياء أخت الكسرة، كما قالوا: أبيض وبيض.
وأصله: بيض. على (فعلى)، كما يقال: حمر وسودٌ.
وإنما قلنا هذا لأنه ليس في كلام العرب صفة على (فعلى)، إنما الصفات تجيء على (فعلى) نحو: سكري، وغضبى.
وعلى (فعلى) نحو: حبلي، وفضلى.
وقيل في تفسير (ضيزى): إنها بمعنى: جائرة). [معاني القراءات وعللها: 3/38]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ ابن كثير: ضئزى [النجم/ 22] مهموزة.
وقرأ الباقون ضيزى بغير همز.
أبو عبيدة: قسمة ضيزى: ناقصة، يقال: ضزته حقّه، وضزته، أي: نقصته، ومنعته.
قال أبو علي: قوله: تلك إذا قسمة ضيزى. أي: ما نسبتموه إلى الله سبحانه من اتخاذ البنات قسمة جائرة.
فأمّا قولهم: قسمة ضيزى، ومشية حبلى، فإن النحويين يحملونه على أنّه في الأصل، فعلى، وإن كان اللّفظ على فعلى كما أن البيوت والعصيّ في الأصل فعول، وإن كانت الفاء مكسورة، وإنّما حملوها على أنّها فعلى دون ما عليه اللّفظ، لأنّهم لم يجدوا في الصّفات شيئا على
[الحجة للقراء السبعة: 6/232]
فعلى، كما وجدوا الفعلى نحو: الحبلى، والفعلى نحو: السّكرى، فلمّا لم يجدوا ذلك حكموا عليه بأنّ الفاء في الأصل مضمومة. ومن جعل العين فيه واوا على ما حكاه أبو عبيدة من قولهم: ضزته، فينبغي أن يقول: ضوزى، وقد حكي ذلك، فأمّا من جعله من قولك: ضزته فكان القياس أن يقول أيضا: ضوزى، ولا يحفل بانقلاب الياء إلى الواو، لأنّ ذلك
إنّما كره في بيض، وعين، جمع بيضاء، وعيناء لقربه من الظرف، وقد بعد من الظرف بحرف التأنيث، وليست هذه العلامة في تقدير الانفصال كالتاء، فكان القياس أن لا يحفل بانقلابها إلى الواو كما لم يبال ذلك في حولل، وعوطط، وكأنّهم آثروا الكسرة والياء على الضّمّة والواو من حيث كانت الكسرة والياء أخفّ، ولم يخافوا التباسا حيث لم يكن في الصفة شيء على فعلى*، وإنّما هو فعلى*، ولولا ذلك لكان حكمه حكم: كولل وكولل في الاسم والفعل، وحكم عوطط، وحولل، ألا ترى أنّه قال: سمعناهم يقولون: تعيّطت الناقة؟ ثم قال:
مظاهرة نيّا عتيقا وعوططا
[الحجة للقراء السبعة: 6/233]
فإن قلت: فكيف قال: إنّ فعلى لا تكون في أبنية الصفات، وقد حكى أحمد بن يحيى: رجل كيصى: إذا كان يأكل وحده، وقد كاص طعامه، إذا أكله وحده؟ قيل: إنّ سيبويه إنّما قال: لم يحك فعلى صفة، والذي حكاه أحمد بن يحيى بالتنوين، فليس هو ما قاله سيبويه، ولا يمتنع أن تجيء الألف آخرا للإلحاق بهجرع ونحوه.
وأمّا قول ابن كثير: ضئزى بالهمز فإنّ التوزيّ قد حكى الهمز في هذه الكلمة فقال: ضأزه يضازه: إذا ظلمه، وأنشد:
إذا ضأزانا حقّنا في غنيمة ولا ينبغي أن يكون ابن كثير أراد بضيزى فعلى، لأنّه لو أراد ذلك لكان ضوزى، ولم يرد به أيضا فعلى صفة لأنّ هذا البناء لم يجيء صفة، ولكن ينبغي أن يكون أراد به المصدر مثل الذكرى، فكأنّه قال:
قسمة ذات ظلم، فعلى هذا يكون وجه قراءته). [الحجة للقراء السبعة: 6/234]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({تلك إذا قسمة ضيزى}
قرأ ابن كثير (تلك إذا قسمة ضئزى) بالهمز وقرأ الباقون
[حجة القراءات: 685]
بغير همز وهما لغتان تقول ضازني حقي أي نقصني وضازني وضازه ويضيزه وضأزه يضأزه بمعنى
أجمع النحويون على أن وزنه فعلى وأن أصل ضيزي ضوزى بالضّمّ مثل حبلى لأن الصّفات لا تأتي إلّا على فعلى بالفتح نحو سكرى وغضبى أو بالضّمّ نحو حبلى والفضلى والحسنى ولا تأتي بالكسر والواو الأصل في ضيزي فلو تركت الضّاد على ضمتها لانقلبت الياء واوا لانضمام ما قبلها فكسرت لتصح الياء كما قالوا أبيض وبيض). [حجة القراءات: 686]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {ضيزى} قرأها ابن كثير بالهمزة، وقرأ الباقون بغير همز، وهما لغتان حكى التوزي وغيره: ضأزه يضأزه، إذا ظلمه، فهو مصدر في قراءة من همز كالذكرى، تقديره: قسمة ذات ظلم، وقرأه الباقون بغير همز لغة، يقال: ضازه يضوزه ويضيزه، حكى أبو عبيدة: ضزته حقه وضزته إذا نقصته إياه ومنعته منه، فالمعنى أنه قيل للمشركين: جعلكم البنات لله والبنين لأنفسهم قسمة ضيزى، أي ناقصة جائزة، والأصل في {ضيزى} «ضوزى» لأنه لما كانت صفة للقسمة، ولم تأت في الصفات «فعلى» فعلى أنها «فعلى» لأن «فعلى» تقع كثيرًا في الصفات كـ «حبلى» فلما كسروا أوله انقلبت الواو ياء في هذا، إذا جعلته من: ضاز يضوز، وإن جعلته من: ضاز يضيز، فالياء في {ضيزى} غير منقلبة من واو، بل هي أصلية، وتكون الواو من «ضوزى» منقلبة من ياء، لانضمام ما قبلها على مذهب من جعله من: ضاز يضيز، ويجوز أن تكون القراءة قراءة من لم يهمز على مثل قراءة من همز، إلا أنه خفف الهمزة، فأبدل منها ياء لانكسار ما قبلها، فتكون القراءتان بمعنى واحد على لغة
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/295]
واحدة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/296]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {قِسْمَةٌ ضِئزَى} [آية/ 22] بالهمزة:-
قرأها ابن كثير وحده.
والوجه أنه فعلى بكسر الفاء من قولهم ضأزه يضأزه إذا ظلمه، و{ضِئزَى} بالهمز: فعلى، وهي مصدر وليس بصفة؛ لأن الصفات لا تجيء على فعلى بالكسر، وإنما تجيء على فعلى بالضم نحو حبلى، وفعلى بالفتح نحو سكرى، فينبغي أن يكون {ضِئزَى} مصدرًا على فعلى، مثل ذكرى، فيكون التقدير: ذات ضئزى أي ذات ظلم.
وقرأ الباقون {ضِيزَى} بغير همز.
والوجه أن {ضِيزَى} فعلى بضم الفاء وليس بفعلى بكسرها، وإن كان الضاد مكسورة لما ذكرنا من أن الصفات لا تجيء على فعلى بكسر الفاء، إلا أنهم لما أرادوا بناء فعلى بضم الفاء من الضيز، وهو النقصان، خافوا انقلاب الياء فيها واوًا إذا انضم ما قبلها، فتكون الكلمة ضوزى فيشبه بنات الياء ببنات الواو، فأبدلوا حينئذ من ضمة الفاء كسرة لتبقى الياء فيها غير منقلبة إلى الواو فبقي {ضِيزَى} بكسر الضاد، وهو فعلى بالضم، وهذا كما قالوا بيض وعين، والأصل بيض وعين؛ لأنهما على فعل بضم الفاء، فخافوا أن تنقلب الياء فيهما واوًا فأبدلوا من ضمة الفاء منهما كسرة فقالوا بيض وعين، إلا أن القياس في {ضِيزَى} أن يضم الضاد ولا يحفل بانقلاب الياء واوًا، كما قالوا الخورى والضوقى في فعلى من الخير والضيق، لأنها ليست بجمع ولا الإعلال فيها قريبًا من الطرف، والقياس في بيض أن لا يضم لكونه جمعًا وللقرب من الطرف، على أنهم قد قالوا: الضوزى بالواو على القياس، لكن يمكن أن يقال إنهم آثروا الياء ههنا لأنها أخف). [الموضح: 1219]

قوله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى (23)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس