عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 09:31 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النجم

[ من الآية (12) إلى الآية (18) ]
{أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)}

قوله تعالى: {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أفتمارونه على ما يرى (12)
قرأ حمزة والكسائي والحضرمي " أفتمرونه " بفتح التاء، بغير ألف.
وقرأ الباقون "أفتمارونه " بالألف وضم التاء.
قال أبو منصور: من قرأ (أفتمرونه) أفتجحدونه.
ومن قرأ (أفتمارونه) فمعناه: أفتجادلونه في أنه رأى من آيات ربّه ما رأى. يقال: ما ريت فلانًا، أي: جادلته. ومريته أمريه، أي: جحدته). [معاني القراءات وعللها: 3/37]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة والكسائي: أفتمرونه [النجم/ 12] مفتوحة التاء بغير ألف.
وقرأ الباقون: أفتمارونه بألف.
من قرأ: أفتمارونه فمعناه: أتجادلونه، أي: أتجادلونه جدالا ترومون به دفعه عمّا علمه وشاهده من الآيات الكبرى، ويقوّي هذا الوجه قوله: يجادلونك في الحق بعد ما تبين [الأنفال/ 6].
ومن قرأ: أفتمرونه كان المعنى: أتجحدونه.
وقال الشاعر:
ما خلف منك يا أسماء فاعترفي معنّة البيت تمري نعمة البعل أي: تجحدها، وزعموا أنّ: أفتمرونه قراءة مسروق وإبراهيم والأعمش، والمجادلة كأنّه أشبه بهذا، لأنّ الجحود كان منهم في هذا وفي غيره، وقد جادله المشركون، عليه السلام، في الإسراء به، فكان ممّا قالوا له: صف لنا عيرنا في طريق الشام، ونحو هذا). [الحجة للقراء السبعة: 6/230]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (قرأ حمزة والكسائيّ (أفتمرونه) بغير ألف أي أفتجحدونه يقال: مراني وهو يمريني حقي مريا: جحدني
وقرأ الباقون {أفتمارونه} بالألف أي أفتجادلونه تقول ماريت وهو يماري وحجتهم إجماع الجميع على قوله {ألا إن الّذين يمارون في السّاعة} ). [حجة القراءات: 685]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {أفتمارونه} قرأه حمزة والكسائي بفتح التاء من غير ألف، وقرأ الباقون بضم التاء، وبألف بعد الميم.
وحجة من قرأ بفتح التاء أنه حمله على «مرى يمري» إذا جحد، فتقديره: أفتجحدونه على ما يرى، إذ كان شأن المشركين الجحود لما يأتيهم به محمد صلى الله عليه وسلم فحمل على ذلك.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/294]
3- وحجة من قرأه بضم التاء أنه حمله على «مارى يماري» إذا جادل، فالمعنى: أفتجادلونه فيما علمه ورآه كما قال: {يجادلونك في الحق} «الأنفال 6» وقد تواترت الأخبار بمجادلة قريش النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الإسراء والقراءتان متداخلتان؛ لأن من جادل في إبطال شيء فقد جحده، ومن جحد شيئًا جادل في إبطاله، والقراءة بضم التاء أحب إلي؛ لأن الأكثر عليه، ولأن «تمارون» يتعدى بـ «على»، ولا يتعدى «جحد» بـ «على» فالألف أليق به، لدخول «على» بعده). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/295]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {أَفَتَمْرُوَنهُ} [آية/ 12] بفتح التاء من غير ألف:-
قرأها حمزة والكسائي ويعقوب.
والوجه أن معناه تجحدونه، يقال مريته أمريه إذا جحدته، والمراد أتكذبونه فيما أخبر أنه شاهده من الآيات العظيمة، والخطاب مع الكفار.
وقرأ الباقون {أَفَتُمَارُونَهُ} بالألف وضم التاء.
والوجه أن المعنى أتجادلونه، والمماراة: المجادلة، وهي أيضًا مأخوذة من الجحود؛ (لأن) كل واحد من المجادلين يجحد ما أتى به صاحبه، والمراد في الآية: أتجادلونه جدالاً تحاولون به دفع ما شاهده من الآيات؛ لأنهم قالوا له صف لنا عيرنا في طريق الشام). [الموضح: 1217]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير، وعاصم وابن عامر هذه السورة كلّها بفتح أواخر آيها. عاصم في رواية أبي بكر [يميل] مثل: رآه [13] ورأى [11].
حفص عن عاصم يفتح ذلك كلّه وقرأ أبو عمرو ونافع: بين الفتح والكسر). [الحجة للقراء السبعة: 6/229] (م)

قوله تعالى: {عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)}
قوله تعالى: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ: {جَنَّةُ الْمَأْوَى}، بالهاء - علي عليه السلام وابن الزبير -بخلاف- وأبو هريرة وأنس -بخلاف- وأبو الدرداء وزر بن حبيش وقتادة ومحمد بن كعب.
قال أبو الفتح: يقال: جن عليه الليل، وأجنه الليل، وقالوا أيضا: جنه، بغير همز، ولا حرف جر.
وروينا عن قطرب، قال: سأل ابن عباس أبا العالية: كيف تقرءونها يا أبا العالية؟ فقال: {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى}، فقال: صدقت، هي مثل الأخرى: [جَنَّاتُ الْمَأْوَى] فقالت عائشة -رحمة الله عليها-: من قرأ: {جَنَّةُ الْمَأْوَى} يريد جن عليه، فأجنه الله. قال قطرب أيضا: وقد حكى عن علي -عليه السلام- أنه قرأ [جنه]، يعني فعله.
قال أبو حاتم: روى عن ابن عباس وعائشة وابن الزبير قالوا: من قرأها: [جَنَّهُ الْمَأْوَى] فأجنه الله، قال: وقال سعد بن مالك: وقيل إن فلانا يقرأ: [جَنَّهُ الْمَأْوَى]، فقال ماله أجنه الله؟ وروى أيضا أبو حاتم عن عبد الله بن قيس قال: سمعت عبد الله بن الزبير يقرؤها: [جَنَّهُ الْمَأْوَى]، بالهاء البينة، قال: يعني فعله المأوى، والمأوى هو الفاعل، فقد ترى إلى اختلاف هذا الحديث. والذي عليه اللغة أن جنه الليل: أدركه الليل، وجن عليه الليل، وأجنه: ألبسه سواده. جن عليه الليل جنونا وجنانا، وأجنه أجنانا. قال:
ولولا جنون الليل أدرك ركضنا ... بذي الرمث والأرطي عياض بن ناشب
[المحتسب: 2/293]
والمعنى الجامع لتصريف ج ن ن أين وقعت إنما هو الاستخفاء والستر. ومنه الجن، والجنة. والجان، والجنان لا ستتار الجن، ومنه المجن -للترس- لسرته، ومنه الجنين لاستتاره في الرحمن ومنه الجنة؛ لأنها لا تكون جنة حتى يكون فيها شجر، وذلك ستر لها، والجنان: روح القلب لاستتار ذلك، والجنن: القبر، وعليه بقية الباب). [المحتسب: 2/294]

قوله تعالى: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16)}
قوله تعالى: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)}
قوله تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس