عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة يس
[ من الآية (55) إلى الآية (58) ]

{إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ (56) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ (57) سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ (58)}


قوله تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (في شغلٍ فاكهون (55)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو (في شغلٍ) ساكنة الغين.
وقرأ الباقون (في شغلٍ) بضمتين.
قال أبو منصور: همما لغتان، مثل: عمر، وعمر. وعذر، وعذر.
واجتمع القراء على (فاكهون) بالألف ها هنا: وقال المفسرون: فاكهون: ناعمون.
وقال الفراء: الفاكهة من التفكه.
وقيل: فاكهون ذوو فاكهة.
وقرأ بعضهم (فكهون) وهو شاذ.
والفكه: الطيّب النفس الضحوك). [معاني القراءات وعللها: 2/309]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {في شغل فاكهون} [55].
قرأ أهل الكوفة وابن عامر: {شغل} بضمتين مثل الرعب، والسحت.
وقرأ الباقون: {شغل} ساكنًا، فيكونان لغتين ويجوز أن يكون الشغل مخففا من شغل، ويقال: المشغل والشغل بمعنى الشغل، وينشد.
ما كان حبسي عنك إلا شغلا
وقال المفسرون: في قوله تعالى: {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل} قيل: افتضاض الأبكار، وقيل: استماع الألحان، {فاكهون}، أي: قد
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/234]
كثرة ذلك عندهم، وأنشد:
أغرزتني وزعمت أنـ = ـنك لابن في الصيف تامر
أي: كثير اللبن وكثير التمر.
حدثنا أبو عبيد أخو المحاملي قال: حدثنا محمد بن عبد الله مولى بني هاشم قال: حدثنا أبو سفيان الحميري قال: سمعت أبا هريرة يقرأ: {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون} بفتحتين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/235]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن أصحاب الجنّة اليوم في شغل فاكهون * هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون} 55 و56
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {في شغل} ساكنة الغين استثقلوا الضمتين في كلمة واحدة فسكنوا الغين وقرأ الباقون {في شغل} بضمّتين على أصل الكلمة). [حجة القراءات: 601]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- قوله: {في شغل} قرأ الكوفيون وابن عامر بضم الغين، وأسكن الباقون وهما لغتان كالسُّحْت والسُّحُت). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/219]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {فِي شُغْلٍ فَاكِهُونَ} [آية/ 55] بسكون الغين من {شُغْل}:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو ان- عن يعقوب.
وقرأ الباقون {فِي شُغُلٍ} بضمتين.
[الموضح: 1076]
والوجه فيهما قد تقدم، وذكرنا جواز التخفيف في فُعُلٍ كطُنُبٍ وطُنْبٍ وعُنُقٍ وعُنْقٍ). [الموضح: 1077]

قوله تعالى: {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ (56)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (في ظلالٍ على الأرائك (56)
[معاني القراءات وعللها: 2/309]
قرأ حمزة والكسائي (في ظللٍ).
وقرأ الباقون (في ظلالٍ).
قال أبو منصور: من قرأ (في ظللٍ) فهو جمع ظلّة مثل: حلّة، وحلل.
وقلّة، وقلل.
ومن قرأ (ظلالٍ) فهو جمع الظّلّ.
وكلٌّ حسن). [معاني القراءات وعللها: 2/310]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {في ظلال} [56].
قرأ حمزة والكسائي {ظلل} جمع ظلة، مثل قبلة وقبل، والظلة: السحاية، كما قال: {يوم الظلة}.
وقرأ الباقون: {في ظلال}جمع ظل، والظل ما نسخته الشمس، وهو ما كان من أول النهار، والفيء: ما كان بعد الزوال؛ لأنه ظل فاء من جانب إلى جانب، أنشدني ابن عرفة:
فلا الظل من رد الضحى تستطيعه = ولا الفيء من برد العشي تذوق
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/235]
والظل: الستر: يقال: أنا في ظلك أي: في سترك، وكذلك ظل الجنة، وظل الشجرة، ويقال في الدعاء: «اللهم ظللنا يوم لا ظل إلا ظلك». فظل الليل سواده، لنه يستر كل شيء. والعرب تقول: فلان خفيف الظل، أي: خفيف الروح مقبول كيس، وتقول العرب في شدة قصر الليل واليوم: هو «أقصر من ظل التلح» «وسالفة الذباب» والتلح؛ لا ظل له. وسالفه العنق: صفحتاه، والسالفة لا تكون للذباب، و«هو أقصر من إبهام القطاة»؛ لأن القطاة لا إبهام لها، وينشد:
ويوم كإبهام القطاة مزين = إلى صباه غالب لي باطلة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/236]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة والكسائي في ظلل [يس/ 56] وقرأ الباقون في ظلال بكسر الظاء.
أمّا الظّلل فجمع ظلّة، كغرفة وغرف، وقربه وقرب، وجورة وجور، وفي التنزيل: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام [البقرة/ 210].
[الحجة للقراء السبعة: 6/43]
وأمّا ظلال فيحتمل أمرين: يجوز أن يكون جمع ظلة، كعلبة وعلاب، وجفرة وجفار، وبرمة وبرام، فيكون على هذا معنى القراءتين واحدا، ويجوز أن يكون ظلال جمع ظلل، وفي التنزيل: يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل [النحل/ 48] وقال:
تتبّع أفياء الظّلال عشيّة على طرق كأنّهنّ سبوب). [الحجة للقراء السبعة: 6/44]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (وقرأ حمزة والكسائيّ (في ظلل على الأرائك) بغير ألف وضم الظّاء الظلل جمع ظله كما تقول حلّة وحلل وغرفة وغرف وقربة وقرب وحجتهما إجماع الجميع على قوله في {ظلل من الغمام} وقال {ظلل من النّار} فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى وقرأ الباقون {في ظلال} بالأف جمع ظلة مثل قلّة وقلال وحلة وحلال وحفرة وحفار فيكون على هذا معنى القراءتين واحدًا ويجوز أن تكون {ظلال} جمع ظلّ وحجتهم {يتفيأ ظلاله عن اليمين والشّمائل} ). [حجة القراءات: 601]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (17- قوله: {في ظلال} قرأ حمزة والكسائي بضم الظاء، من غير ألف على وزن «فعل» مثل «عُمر» وقرأ الباقون «ظلال» بكسر الظاء وبألف بعد اللام.
وحجة من ضم الظاء أنه جعله جمع «ظلة»، كغرفة وغرف ودليله إجماعهم على قوله: {في ظلل من الغمام} «البقرة 210».
18- وحجة من كسر الظاء أنه يحتمل أن يكون أيضًا جمع «ظلة» كبرمة وبرام، وعلبة وعلاب، فتكون القراءتان بمعنى، وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه، ويجوز أن يكون جمع «ظلل» كما قال: {يتفيأ ظلاله} «النحل 48» جمع «ظل»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/219]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {فِي ظُلَلٍ} [آية/ 56] بضم الظاء من غير ألفٍ:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه جمع ظُلّةٍ كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ، قال الله تعالى {فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}.
وقرأ الباقون {فِي ظِلَالٍ} بكسر الظاء، وبالألف.
والوجه أنه يجوز أن يكون جمع ظُلّةٍ كبُرمةٍ وبِرامٍ، ويجوز أن يكون جمع ظِلٍ كَلِصْبٍ ولِصابٍ وشِعْبٍ وشِعَابٍ وقِحْفٍ وقِحَافٍ، قال الله تعالى {يَتَفَيَّؤُا ظِلَالُهُ} ). [الموضح: 1077]

قوله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ (57)}
قوله تعالى: {سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ (58)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة محمد بن كعب القُرَظيّ: [وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ * سِلْمٌ قَوْلًا].
[المحتسب: 2/214]
وقرأ عيسى الثقفي: [سَلامًا قَوْلًا] نصبا جميعا.
قال أبو الفتح: أما الرفع فعلى أوجه:
أحدها أن يكون مقطوعا مستأنفا، كأنه لما قال: {وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ} قال: [سِلْمٌ] أي: ذاك [سِلْمٌ]، أي: ثابت لا نزاع فيه ولا ضيم ولا اعتراض، بل هو سِلْمٌ لهم.
ووجه ثان: أن يكون على: ما يدعون سِلْمٌ لهم، أي: مسلَّمٌ لهم، فـ"لهم" على هذا متعلق بنفس [سِلْمٌ]، وليس بمصدر، بل هو بمعنى اسم الفاعل أو المفعول، وإنما على مُسَالِم لهم، أو على مسلَّم لهم. ولم يجز بمعنى المصدر؛ لأنه كان يكون في صلته، ومحال تقدم الصلة أو شيء منها على الموصول.
ووجه ثالث، وهو أن يكون: "لهم" خبرا عن: {ما يدعّون} و[سِلْم] بدل منه.
ووجه رابع، وهو أن يكون "لهم" خبرا عن {ما يدعّون} و[سِلْمٌ] خبر آخر، كقولنا: زيد جالس متحدث، كما جاز أن يكون بدلا من "لهم" فكذلك يجوز أن يكون خبرا معه آخر.
فإن قلت: فإذا كان لهم سلم لا حرب لهم فما فيه من الفائدة؟ قيل: قد يكون الشيء لك لكن على خلاج وبعد شواجر الخلاف، وذلك كالشيء المتناهَب، فقد يحصل لأحد الفريقين، لكن على أغراض من النزاع باقية فيه، ولم يَصْفُ صفاء ما لا تعلق للمتبِع به، فمعلوم أن هذه الثوابت لأربابها لا تتساوى أحوالها في انحسار الشُّبَه والزخارف عنها.
ونَصب "قولا" على المصدر، أي: قال الله ذلك قولا أو يقال ذلك قولا. ودل على الفعل المحذوف لفظ مصدره، وأن القرآن إنما هو أقوال متابِعة. وأما {سلامًا} بالنصب فحال مما قبله، أي: ذلك لهم مسلَّما، أو مُسالِما، أي: ذا سلام وسلامة. ونصب {قولا} على المصدر كما مضى). [المحتسب: 2/215]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس