عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 05:02 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النمل

[ من الآية (59) إلى الآية (64) ]
{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64)}


قوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (21- وقوله تعالى: {الله خير أما يشركون} [59].
قرأ عاصم وأبو عمرو: {يشركون} بالياء.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/159]
والباقون بالتاء، فأما قوله: {يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} فاتفقوا على تخفيفه، وأما قوله: {فظن أن لن نقدر عليه} فقرأ الحسن: {أن لن نقدر عليه} بالتشديد أي: أن لن نضيق عليه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/160]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({آللّه خير أما يشركون} 59
قرأ أبو عمرو وعاصم {آللّه خير أما يشركون} بالياء جعلا الكلام خبرا عن أهل الشّرك وهم غيب فجرى الكلام على لفظ الخبر عنهم لغيبتهم
وقرأ الباقون بالتّاء وحجتهم أن الكلام أتى عقيب المخاطبة فأجروا الكلام على لفظ ما تقدمه وذلك قوله {قل الحمد لله وسلام على عباده الّذين اصطفى} ثمّ قال آللّه خير أم ما تشركون إذ كان أمره أن يقول لهم مخاطبا لهم). [حجة القراءات: 533]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (25- قوله: {أما يشركون} قرأه أبو عمرو وعاصم بالياء، رداه على
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/163]
لفظ الغيبة قبله في قولهم: {وأمطرنا عليهم} «58» و{المنذرين}، وعلى لفظ الغيبة بعده في قوله {بل أكثرهم لا يعلمون} «61» و{بل هم قوم عدلون} «60» فحمله على ما قبله وما بعده من لفظ الغيبة، وقرأ الباقون بالتاء على المخاطبة للكفار، أي: قل لهم يا محمد الله خير أما تشركون، وإن شئت حملته على لفظ الخطاب في قوله: {ويجعلكم خلفاء الأرض} «62»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/164]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} [آية/ 59] بالياء:
قرأها أبو عمرو وعاصم ويعقوب.
والوجه أنه على الغيبة، والمعنى: آلله خير أما يشرك هؤلاء الكفار.
وقرأ الباقون {أَمَّا تُشْرِكُونَ} بالتاء.
والوجه أنه على الخطاب؛ لأن ما قبله أيضًا على الخطاب، وهو قوله {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ}، والمعنى: قل يا محمد للكفار الحمد لله على هلاككم وسلامٌ على عباده الذين اصطفى وهم الأنبياء والرسل، ثم قل لهم آلله خير أما تشركون أيها الكفار). [الموضح: 967]

قوله تعالى: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعمش، وقد اختلف عنه: [أَمَنْ خَلَقَ]، خفيفة الميم.
قال أبو الفتح: "مَنْ" هنا خبر بمنزلة الذي، وليست باستفهام كقراءة الجماعة: {أَمْ مَنْ خَلَقَ}، فكأنه قال: الذي خلق السموات والأرض، وأنزل لكم من السماء ماء، فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها خير أم ما تشركون ثم حذف الخبر الذي هو خير أم ما تشركون؛ لدلالة ما قبله عليه، وهو قوله تعالى: {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ}. وما يحذف خبره لدلالة ما هناك عليه أكثر من أن يحصى، فابنِ على هذا). [المحتسب: 2/142]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أإله مع الله} 60 64
قرأ نافع وأبو عمرو (آيله مع الله) بهمزة واحدة مطوّلة وأصل الكلمة إله ثمّ دخلت همزة الاستفهام فصار أإله فاستثقل الجمع بين الهمزتين أدخل بينهما ألف ليبعد هذه من هذه ثمّ لين الثّانية
وقرأ ورش وابن كثير (أيله) بهمزة واحدة من غير مد وهو أن تحقق الأولى وتخفف الثّانية ولم تدخل بينهما ألفا
[حجة القراءات: 533]
وقرأ هشام عن ابن عامر آإله بهمزتين بينهما مدّة وهو أن تزاد الألف بين الهمزتين ليبعد المثل عن المثل ويزول الاجتماع فيخف اللّفظ بالهمزتين مع الحائل بينهما
وقرأ أهل الشّام والكوفة {أإله} بهمزتين وقد ذكرت حجتهم في سورة البقرة). [حجة القراءات: 534] (م)

قوله تعالى: {أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61)}
قوله تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قليلًا ما تذكّرون (62)
قرأ أبو عمرو وحده (قليلًا ما يذكّرون) بالياء.
وقرأ الباقون (ما تذكّرون) بالتاء.
وروى عبيد عن أبي عمرو بالتاء.
قال أبو منصور: من قرأ بالياء فللغيبة.
ومن قرأ بالتاء فللمخاطبة، وكل جائز). [معاني القراءات وعللها: 2/243]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (22- وقوله تعالى: {أإله مع الله قليلا ما تذكرون} [62].
قرأ أبو عمرو وحده: {تذكرون} إخبار عن غيب.
وقرأ البافون: {تذكرون} على الخطاب بالتاء.
غير أن حمزة والكسائي وحفصًا يخففون الذال، لأنهم أسقطوا التاء.
والباقون شددوا ذلك؛ لأنهم أدغموا التاء في الذال وجميع ما في هذه السورة إله إله فإنك تقف على كل ما يأتي في هذه السورة إله مع الله. وذلك أن الله تعالى ذكرهم نعمه، وعددها عليهم فقال: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه} [62] {أمن خلق السموات} [60] {أمن يهديكم} [63] أإله مع الله يا معشر الجهلة، فلم تعبدون معه غيره من لا يقدر على ضر ولا نفع؟! فالوقف على {أءله مع الله} [64] تام، والهمزة الأولى ألف توبيخ في لفظ الاستفهام والثانية: أصلية، فاء الفعل إله وآلهة مثل رداء وأردية، ومن همز قوله: {ءانذرتهم} {وءإذا} قرأ {ءإله} ومن مد هناك مد هنا. ومن لين الثانية هناك لين هاهنا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/160]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء، من قوله جلّ وعزّ: قليلا ما تذكرون [النمل/ 62].
فقرأ أبو عمرو وحده: (قليلا ما يذكرون) [النمل/ 62] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء، وروى عبيد عن أبي عمرو بالتاء. وروى هشام بن عمار عن ابن عامر بالياء مثل أبي عمرو، وروى ابن ذكوان عن ابن عامر بالتاء، ورأيت في كتاب موسى بن موسى عن ابن ذكوان [عن ابن عامر] بالياء.
[قال أبو علي]: (قليلا ما يذكرون) [النمل/ 62]، أي ما يذّكر هؤلاء المشركون الذين يجعلون مع الله آلهة أخرى، أو إلها آخر، ووجه الخطاب والتاء، أنّ الخطاب مصروف إليهم دون المسلمين، كأنّه: قل لهم يا محمد: قليلا ما تذكرون [النمل/ 62] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/399]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون}
قرأ أبو عمرو وهشام (قليلا ما يذكرون) بالياء وحجتهما ما تقدم من رؤوس الآيات من قوله {بل هم قوم يعدلون} {بل أكثرهم لا يعلمون} فلمّا جاءت خاتمة هذه الآية في سياقهن أجرى بلفظهن ليأتلف الكلام على نظام واحد وأراد التوفقة بين رؤوس الآيات
وقرأ الباقون {قليلا ما تذكرون} بالتّاء وحجتهم أنّها قريب من المخاطبة في قوله {ويجعلكم خلفاء الأرض} فأجروا بلفظ المخاطبة إذ كانت أقرب إليها من قوله {يعدلون} و{لا يعلمون} ). [حجة القراءات: 534]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (26- قوله: {قليلًا ما تذكرون} قرأه أبو عمرو وهشام بالياء، وقرأ الباقون بالتاء.
وحجة من قرأ بالياء أنه رده على لفظ قبله في قوله: {بل أكثرهم لا يعلمون} «61» و{بل هم قوم يعدلون} «60» فأجرى الكلام كله على أوله، على لفظ الغيبة، لتتفق رؤوس الآي.
27- وحجة من قرأ بالتاء أنه رده على الخطاب الذي هو أقرب إليه في قوله: {ويجعلكم خلفاء الأرض}، وقد تقدم ذكر الاختلاف في التخفيف والتشديد في قراءة من قرأ بالياء، والتاء الاختيار؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/164]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {قَلِيلًا مَا يَذَّكَّرُونَ} [آية/ 62] بالياء وتشديد الذال:
قرأها أبو عمرو ويعقوب ح-.
[الموضح: 967]
والوجه أن المراد: قليلًا ما يذّكّر هؤلاء المشركون الذين يجعلون مع الله إلهًا آخر، والأصل في يذّكّرون: يتذكرون، فأُدغمت التاء في الذال.
وقرأ حمزة والكسائي و-ص- عن عاصم {تَذَكَّرُونَ} بالتاء وتخفيف الذال.
والوجه أن الخطاب معهم دون المؤمنين، كأنه قال: قل لهم يا محمد قليلًا ما تذّكّرون، والأصل فيه: تتذكرون بتائين، فحذفت إحداهما تخفيفًا.
وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر و-ياش- عن عاصم ويعقوب في غير رواية ح- {تَذَّكَّرُونَ} بالتاء وتشديد الذال.
والوجه في المخاطبة قد سبق، والأصل: تتذكرون، فأُدغمت التاء الثانية في الذال). [الموضح: 968]

قوله تعالى: {أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ومن يرسل الرّياح بشرا بين يدي رحمته} 63
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائيّ (ومن يرسل الرّيح) بغير ألف وقرأ الباقون بالألف وقد ذكرت الحجّة في سورة البقرة قوله {نشرا} وقد ذكرنا أيضا في سورة الأعراف). [حجة القراءات: 534]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (22- {وَمَنْ يُرْسِلِ الرِّيحَ} [آية/ 63] على الوحدة:
قرأها ابن كثير وحمزة والكسائي.
وقرأ الباقون {الرِّيَاحَ} على الجمع.
وقد سبق الكلام في مثله). [الموضح: 968]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {بُشْرًا} [آية/ 63] بضم الباء وسكون الشين:
قرأها عاصم وحده.
وقرأ ابن عامر {نُشْرًا} بالنون مضمومة، وإسكان الشين.
وقرأ حمزة والكسائي {نَشْرًا} بالنون المفتوحة، والشين ساكنة.
[الموضح: 968]
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب {نُشُرًا} بضم النون والشين جميعًا.
وقد سبق الكلام على هذا). [الموضح: 969]

قوله تعالى: {أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس