عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 12:06 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المؤمنون

[من الآية (71) إلى الآية (77) ]
{وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71) أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72) وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (73) وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (74) وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (75) وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76) حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)}


قوله تعالى: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة يحيى: [وَلَوُ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ]، بضم الواو.
قال: الضم في هذه الواو قليل، وإنما بابها الكسر كقراءة الجماعة، غير أن من ضمها شبهها -لسكونها وانفتاح ما قبلها- بواو الجمع، كقول الله تعالى: {اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ}، كما شبه بعضهم واو الجمع هذه بها فقرأ: [اشْتَرَوِا الضَّلالَةَ]، ومثل ضم هذه الواو ضم واو قوله:.....
[المحتسب: 2/97]
وقرأ بعضهم: [اشْتَرَوَا الضَّلالَةَ] بفتح الواو، كل ذلك لالتقاء الساكنين. فمن كسر فعلى أصل حركة التقاء الساكنين، ومن ضم فلأجل واو الجمع. ومن فتح تبلَّغ بالفتحة لخفتها). [المحتسب: 2/98]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة قتادة: [بَلْ أَتَيْنَاهُمْ نُذَكِّرهم]، [بل أَتيتَهم بِذِكْرِهِمْ]، و[بل أَتيتُهم بذِكْرِهِمْ]، بكلٍّ قد قرئ، وذلك أنه إذا أتاهم بذكرهم فإنه قد ذكرهم به، فالمعنى إذًا واحد). [المحتسب: 2/98]

قوله تعالى: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {فخراج ربك خير} [72]
قرأ ابن عامر، {خرجا فخراج ربك}.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم: {خرجا فخراج ربك}.
وقرأ حمزة والكسائي (خارجا * فخراج ربك) وقد ذكرت علته في (الكهف) وهي الأتاوة التي يأخذها السلطان من بعض الرعية). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/93]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن عامر (خرجا فخرج ربك) [المؤمنون/ 72] بغير ألف في الحرفين.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم: خرجا بغير ألف فخراج ربك بألف.
وقرأ حمزة والكسائي (خراجا، فخراج ربّك) في الحرفين جميعا بألف.
أبو عبيدة: العبد يؤدّي إليك خرجه، أي: غلّته، والرعيّة تؤدّي إلى الأمير الخرج، قال: والخرج أيضا من السحاب، ومنه نرى اشتقّ
[الحجة للقراء السبعة: 5/298]
هذا أجمع، قال أبو ذؤيب:
إذا همّ بالإقلاع هبّت له الصّبا... وأعقب نوء بعدها وخروج
قال: وزعم أبو عمرو الهذلي أنه سمّي خرجا وخروجا للماء الذي يخرج منه.
وفيما حكاه أبو عبيدة من قوله: الرعية تؤدّي إلى الأمراء الخرج، دلالة على من قرأ: (خرجا فخرج ربّك) فكأن الخرج يقع على الضريبة التي على الأرضين وعلى الجزية.
وحكى غير أبي عبيدة: أدّ خرج رأسك، والخرج: ما يخرج إلى من يخرج ذلك إليه وإن لم يكن ذلك ضريبة، ويدلّ على ذلك قراءة من قرأ: فهل نجعل لك خرجا [الكهف/ 94]، وقد يقع على هذا الخراج بدلالة قول العجاج:
يوم خراج يخرج السّمرّجا فهذا ليس على الضريبة، والاسم الأخص بالضريبة المضروبة
[الحجة للقراء السبعة: 5/299]
على الأرضين الخراج، قال:
طرمحوا الدّور بالخراج فأضحت مثل ما امتدّ من عماية نيق فمعنى هذا: بأموال الخراج، وإذا كان كذلك فقول ابن كثير ومن تبعه: خرجا فخراج ربك خير معناه: أنك لا تسألهم شيئا يخرجون إليك، كما قال: قل ما أسألكم عليه من أجر [الفرقان/ 57] وما نسألهم عليه من أجر [يوسف/ 104] فخراج ربك كأنه إضافة إلى الله تعالى، لأنه أوجبه وألزمه هذه الأشياء من الحقوق في الأرضين وجزى الرءوس، فلهذا قال: فخراج ربك خير. وقول حمزة والكسائي: (خراجا فخراج ربك) فقولهما:
فخراج ربك بيّن على ما تقدم، و (خراج) الذي قرأه غيرهما:
خرجا قد جاء فيه الخراج أيضا، بدلالة قول العجاج، وزعموا أن أكثر القراءة: خرجا، فخراج ربك قال أبو الحسن: لا أدري أيهما أكثر في كلام العرب). [الحجة للقراء السبعة: 5/300]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير} 72
قرأ حمزة والكسائيّ (أم تسألهم خراجا فخراج ربك) جميعًا بالألف وقرأ ابن عامر جميعًا بغير ألف
[حجة القراءات: 489]
وقرأ الباقون {أم تسألهم خرجا} بغير ألف {فخراج} بالألف
قال السّديّ (أم تسألهم خراجا) أي رزقا {فخراج ربك خير} أي رزق ربك خير قال ومن قرأ {خرجا} أراد جعلا وقال آخرون الخرج الجعل والخراج العطاء وقال آخرون الخرج والخراج بمعنى واحد). [حجة القراءات: 490]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (14- قوله: {خرجا فخراج} قرأها حمزة والكسائي بألف بعد الراء فيهما، وقرأ ابن عامر بغير ألف فيهما.
وقرأ الباقون الألف بغير ألف والثاني بألف، وقد مضى الكلام على ذلك في آخر الكهف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/130]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {خَرْجًا فَخَرْجُ رَبِّكَ} [آية/ 72] بغير ألف فيهما:
قرأهما ابن عامر وحده.
[الموضح: 897]
والوجه أن الخرج هو الأجر والجعل.
وعن أبي عبيدة: الخرج ما يؤديه العبد من الغلة، وما يؤديه الرعية إلى الأمير، الخرج والخراج أيضًا.
وعلى هذا قالوا: إن الخرج يقع على الضريبة التي تكون على الأرضين وعلى الجزية.
وقيل: الخرج ما تخرجه إلى غيرك وإن لم يكن ضريبة، والمعنى: أم تسألهم شيئًا يخرجونه إليك من مالهم فما نجعله لك من الرزق، وقيل من الثواب، خير لك.
وقرأ حمزة والكسائي {خَرَاجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ} بالألف فيهما.
والوجه أنه في معنى الأول وهو الأجر أو الجعل وما يجعل من المال للغير، على أن الخراج لما يضرب على الأرضين أكثر. قال الشاعر:
103- طرمحوا الدور بالخراج فأضحت = مثل ما امتد من عماية نيق
والمعنى بأموال الخراج، وطرمحوا: رفعوا.
وقرأ الباقون {خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ} بغير الألف في الأول، وبالألف في الثاني.
والوجه أنه لما كانت اللغتان لمعنىً واحدٍ، أراد هؤلاء الأخذ باللغتين). [الموضح: 898]

قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (73)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (74)}
قوله تعالى: {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (75)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76)}
قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس