عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 10:45 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحج

[من الآية (34) إلى الآية (37) ]
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35) وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)}


قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (منسكًا (34)
قرأ حمزة والكسائي (منسكًا) بكسر السين في الحرفين، وقرأ الباقون (منسكًا) بفتح السين فيهما.
[معاني القراءات وعللها: 2/180]
قال أبو منصور: من قرأ (منسكًا) جعله اسمًا، فمن جعله من نسك ينسك فلا سؤال فيه، ومن جعله من نسك ينسك عدّه في الحروف التي جاءت على (مفعل) من باب (فعل يفعل) نحو: المطلع، والمشرق، والمغرب، والمفرق.
ومن قرأ (منسكًا) فهو القياس في هذا الباب مصدرًا كان أو اسمًا؛ لأن أكثر الكلام في (المفعل) الذي يكون من باب (فعل يفعل) يجيء بفتح العين مثل: المحضر، المقعد، المخرج، إلا ما شذّ عنه). [معاني القراءات وعللها: 2/181]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {جعلنا منسكًا} [34].
قرأ حمزة والكسائي بكسر السين.
والباقون بالفتح.
وهما لغتان؛ المنسك والمنسك - وهما المكان المعتاد المألوف يقصده الناس وقتًا بعد وقت، وقال آخرون: النسيكة الذبيحة، يقال نسكت الشاة
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/77]
ذبحتها، فكأن المذبح الموضع الذي يذبح فيه، وهو الاختيار في كل ما كان على فعل يفعل مثل قتل يقتل أن يجئ المصدر واسم المكان على مفعل مثل المقتل، ولا يقال المقتل إلا في أحرف جئن نوادر وهي المسجد والمنسك والمجزر. وقد ذكرت علة ذلك في سورة (الكهف) فأغني عن الإعادة ها هنا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/78]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح السين وكسرها من قوله عز وجل: (منسكا) [الحج/ 34 - 67].
فقرأ حمزة والكسائي، (منسكا) بكسر السين في الحرفين جميعا.
[الحجة للقراء السبعة: 5/277]
وقرأ الباقون: منسكا بفتح السين في الحرفين جميعا.
قال أبو علي: الفتح أولى لأنه لا يخلو من أن يكون مصدرا أو مكانا، وكلاهما مفتوح العين، إذا كان الفعل على: فعل يفعل، نحو:
قتل يقتل مقتلا، وهذا مقتلنا.
ووجه الكسر: أنه قد يجيء اسم المكان على المفعل من هذا النحو، نحو: المطلع، وإنما هو من طلع يطلع، والمسجد وهو من يسجد، فيمكن أن يكون هذا مما شذّ أيضا عن قياس الجمهور، فجاء اسم المكان على غير القياس، ولا يقدم على هذا إلا بالسمع، ولعلّ الكسائي سمع ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/278] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام}
قرأ حمزة والكسائيّ {ولكل أمة جعلنا منسكا} بكسر السّين
[حجة القراءات: 476]
وهو المكان الّذي ينحر فيه كما يقال مجلس لمكان الجلوس قال الفراء هو المكان المألوف الّذي يقصده النّاس وقتا بعد وقت والمناسك سميت بذلك
وقرأ الباقون {منسكا} بالفتح والمنسك بمعنى المصدر وحجتهم ما روي عن مجاهد في قوله {منسكا} قال ذبحا تقول نسكت الشّاة أي ذبحتها المعنى جعلنا لكل أمة أن تتقرب بأن تذبح الذّبائح لله ويدل على ذلك قول {ليذكروا اسم الله على ما رزقهم} أي عند ذبحها إيّاها ويقوّي المصدر قوله {لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه} فصار فعلا وقال بعض النّحويين من قال نسك ينسك قال منسكا بالفتح كما تقول دخل يدخل مدخلًا ومن قال نسك ينسك قال منسكا بالكسر فعلى هذا القول الفتح أولى لأنّه لا يخلو من أن يكون مصدرا أو مكانا وكلاهما مفتوح العين وإذا كان الفعل منه على فعل يفعل فالمصدر منه واسم المكان على مفعل نحو قتل يقتل مقتلا وهذا مقتلنا ودخل يدخل مدخلًا وهذا مدخلنا وكل ما كان على فعل يفعل مثل جلس يجلس فالاسم منه بالكسر والمصدر مفعل بالفتح والمكان مفعل بالكسر مثل مغرس اسما ومغرس مصدرا فلهذا قلنا الفتح أولى لأنّه يدل على المصدر والمكان والكسر يدل على المكان فحسب). [حجة القراءات: 477]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {منسكًا} قرأه حمزة والكسائي بكسر السين، وقرأ الباقون بالفتح على أنه مصدر أو اسم للمكان، لأن الفعل إذا كان على «فعل يفعل» أتى المصدر واسم المكان على «مفعل»، تقول: قتلته مقتلًا، أي قتلًا، وتقول: هذا مقتل القوم، فأما الكسر فهو اسم المكان، فقد يأتي اسم المكان من «فعل يفعل» بالكسر، قالوا: المطلع والمسجد، وهو خارج عن القياس، وكذلك «المنسك» بالكسر اسم المكان خارج عن القياس، وهذا لا يوجد إلا سماعا من العرب، لأن فيه خروجًا عن الأصول، والفتح هو الاختيار، لأنه الأصل في المصدر والمكان من «فعل يفعل» ولأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/119]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {مَنْسَكًا}[آية/ 34 و67] بكسر السين في الحرفين:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه يقال: نسك ينسك وينسك بالضم والكسر في المضارع، فيجوز أن يكون قوله {مَنْسَكًا}بكسر السين اسم المكان من نسك ينسك بالكسر، فيكون على القياس؛ لأن القياس يقتضي في المكان من يفعل بالكسر أن يكون على مفعل بالكسر أيضًا، ويجوز أن يكون من نسك ينسك
[الموضح: 879]
بالضم، فيكون شاذاً، كما قالوا: المطلع، من طلع، والمسجد من سجد، على الشذوذ، ويتوقف فيه على السماع. والكسائي لم يقرأ إلا بما سمع.
ويجوز أن يكون {مَنْسَكًا}مصدراً جاء شاذاً أيضًا، والقياس يقتضي الفتح، إلا أنه مثل المرجع مصدراً، كقوله تعالى {إلَى الله مَرْجِعُكُمْ}أي رجوعكم.
وقرأ الباقون {مَنْسَكًا}بفتح السين في الحرفين.
والوجه أنه إذا كان من نسك ينسك بالضم، فإنه يصح أن يكون مصدراً أو مكانًا، فكلاهما مفتوح العين، إذا كان الفعل على فعل يفعل بالضم نحو قتل يقتل مقتلاً وهذا مقتلنا، وأما إذا كان من نسك ينسك بالكسر، فإنه يكون مصدراً، فإن المصدر في القياس لا يكون إلا بالفتح، سواء كان المضارع بضم العين أو بكسرها.
وأما المعنى فإنه إذا كان مكانًا فالمراد: لكل أمة جعلها موضع عبادة، وإذا كان مصدراً فالمراد: لكل أمة جعلنا ذبيحة يُتنسك بها، والذبيحة تسمى نسكاً ومنسكاً على المصدر، ويجوز أن يكون المراد به وإن كان مصدراً: المكان أيضًا، فيكون على حذف المضاف، كأنه قال: موضع منسكٍ). [الموضح: 880] (م)

قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن أبي إسحاق، ورويت عن أبي عمرو: [وَالْمُقِيمِي الصَّلاةَ]، بالنصب.
قال أبو الفتح: أراد "المقيمين"، فحذف النون تخفيفا، لا لِتُعَاقِبَها الإضافة، وشبه ذلك باللذين والذين في قوله:
فإنَّ الذِي حانَتْ بفلجٍ دماؤهُم ... هُمُ القومُ كلُّ القومِ يا أمَّ خالدِ
حذف النون من الذين تخفيفا لطول الاسم، فأما الإضافة فساقطة هنا، وعليه قول الأخطل:
أبَنِي كُلَيبٍ إنَّ عَمِّيَّ اللَّذا ... قَتَلا الملوكَ وفَكَّكَا الأغلالا
حذف نون "اللذان" لما ذكرنا، لكنّ الغريبَ من ذلك ما حكاه أبو زيد عن أبي السمال أو غيره أنه قرأ: [غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهَ]، بالنصب. فهذا يكاد يكون لحنا؛ لأنه ليست مع لام التعريف المشابهة للذي ونحوه، غير أنه شبه "معجزي" بالمعجزي، وسوغ له ذلك علمه بأن "معجزي" هذه لا تتعرف بإضافتها إلى اسم الله تعالى ، كما لا يتعرف بها ما فيه الألف واللام، وهو [الْمُقِيمِي الصَّلاةَ] فكما جاز النصب في [الْمُقِيمِي الصَّلاةَ] كذلك شبه به [غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهَ]. ونحو [الْمُقِيمِي الصَّلاةَ]
بيت الكتاب:
الحافِظُو عَوْرَةَ العشِيرَةَ لَا ... يأْتِيهِمُ مِنْ وَرَائِهِمْ نَطَفُ
بنصب "العورةَ" على ما ذكرتُ لك. وقال آخر:
قَتَلْنَا ناجيًا بقتِيلِ عَمْرِو ... وَخَيْرُ الطَّالِبي التِّرَةَ الغَشُومُ
ومثل قراءة من قرأ: [غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهَ]، بالنصب قول سويد:
ومَسَامِيحُ بِِمَا ضَنَّ بِهِ ... حَابِسُو الأنْفُسَ عنْ سُوءِ الطَّمَعْ
[المحتسب: 2/80]
وقرأ بعض الأعراب: [إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابَ الْأَلِيمَ]، بالنصب.
وأخبرنا أبو علي عن أبي بكر عن أبي العباس، قال: سمعت عمارة يقرأ: [وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارَ]، فقلت له: ما أردت؟ فقال: أردت: سابقٌ النهارَ، فقلت له: فهلا قلته. فقال: لو قلته لكان أوزن، يريد: أقوى وأقيس. وقد ذكرنا هذا ونحوه في كتابنا الخصائص وغيره من كتبنا). [المحتسب: 2/81]

قوله تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود وابن عمر وابن عباس وإبراهيم وأبي جعفر محمد بن علي والأعمش، واختلف عنهما، وعطاء بن أبي رباح والضحاك والكلبي: [صَوَافِنَ].
وقرأ: [صَوَافِيَ] أبو موسى الأشعري والحسن وشفيق وزيد بن أسلم وسليمان التيمي، ورويت عن الأعرج.
قال أبو الفتح: هي [الصافنات] في قول الله تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَاد}، إلا أنها استعملت هنا في الإبل. والصافن: الرافع إحدى رجليه، واعتماده منها على سنبكها. قال عمرو بن كلثوم:
تَرَكْنَا الْخَيْلَ عاكِفَةً عَلَيْهِ ... مُقَلَّدَةً أَعِنَّتَهَا صُفُونَا
[المحتسب: 2/81]
و[صَوَافِيَ] أي: خوالص لوجهه وطاعته. وقال العجاج:
حتَّى إذا ما آضَ ذا أعرافِ ... كالْكَوْدَنِ المَشْدُودِ بالْوِكَافِ
قالَ الذِي عِنْدَكَ لِي صَوَافِي). [المحتسب: 2/82]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي رجاء: [القنِعَ].
قال أبو الفتح: يريد {القانع}، وهي قراءة العامة، إلا أنه حذف الألف تخفيفا وهو يريدها وقد ذكرنا ذلك فيما مضى، وأنشدنا فيه قوله:
أصبحَ قَلْبِي صَرِدَا ... لا يشْتِهِي أنْ يَرِدَا
إلا عِرَادًا عِرَادَا ... وصِلِّيَانًا بَرٍدَا
وَعَنْكَثًا مُلْتَبِدَا
يريد عارِدًا وبارِدًا. ونحوه ما رويناه عن قطرب من قول الشاعر:
أَلَا لَا بارَكَ اللهُ في سُهَيْلِ ... إذا مَا اللهُ بارَكَ في الرِّجالِ
أراد: لا بارَكَ اللهُ، فحذف الألف تخفيفًا. وعليه قول الآخر:
مثل النَّقا لّبده ضرب الطَّلَلْ
يريد الطَّلال، كما قال القحيف العقيلي:
ديارُ الْحَيِّ تضرِبُها الطِّلالُ ... بِها أهلٌ مِنَ الخافي ومالُ). [المحتسب: 2/82]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي رجاء وعمرو بن عبيد: [والْمُعْتَرِي] خفيفة، من اعتريت.
[المحتسب: 2/82]
قال أبو الفتح: يقال: عَرَاهُ يَعْرُوهُ عَرْوًا فهو عَارٍ، والمفعول مَعْرُوّ. واعتراه يعتريه اعتراء فهو مُعتَرٍ. والمفعول مُعترًى. وعرَّه يَعَرُّه عرًّا فهو عَارٌّ. والمفعول معرور. واعتره يعترُّه اعترارًا فهو معتَرٌّ، والمفعول مُعْتَرٌّ أيضا. لفظ الفاعل والمفعول به سواء. وكله: أتاه وقصده. والقانع: السائل، والمعتر: المتعرض لك من غير مسألة. قال ابن أحمر:
ثُمّ تَعُرُّ الماءَ فِيمَنْ يَعُر
قال طرفة:
في جِفَانٍ تَعتَرِي نَادِيَنَا ... وسَدِيف حِينَ هَاجَ الصِّنَّبِرْ). [المحتسب: 2/83]

قوله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التّقوى منكم (37)
قرأ يعقوب وحده (لن تنال اللّه لحومها ولا دماؤها ولكن تناله التّقوى منكم) بالتاء في الحرفين.
وقرأ الباقون بالياء فيهما.
قال أبو منصور: إذا تقدم فعل الجماعة فأنت بالخيار إن شئت أنّثت وإن شئت ذكّرت.
فمن ذكّره ذهب به إلى الجمع وهو مذكر، ومن أنّث ذهب به إلى الجماعة وهي مؤنثة). [معاني القراءات وعللها: 2/181]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى}[آية/ 37] بالتاء، وكذلك فيما قبله:
قرأهما يعقوب وحده.
[الموضح: 880]
والوجه أنه إنما أُنث الفعل فيهما لتأنيث الفاعل.
أما الأول وهو قوله {لَن تَنَالَ الله لُحُومُهَا}فإنما أُنث {تَنَالَ}؛ لأن فاعله جماعة، وهي قوله {لُحُومُهَا}. وأما الثاني وهو قوله {تَنَالُهُ التَّقْوَى}فإنما أُنث؛ لأن فاعله {التَّقْوَى}وهي مصدر مؤنث؛ لكونه على فعلى.
وقرأ الباقون بالياء فيهما.
والوجه أن تذكير الفعل إنما هو للفصل بين الفعل وفاعله.
أما الأول فقد فصل بين الفعل منه وهو {يَنَالَ}وبين فاعله وهو: اللحوم، بلفظ {الله}، وأكد التذكير أن تأنيث اللحوم تأنيث جمع، فيجوز تذكيره.
وأما الثاني فقد فصل بين الفعل منه وفاعله بالهاء وهو ضمير المفعول في قوله {يَنَالُهُ التَّقْوَى}، والتأنيث في الفاعلين كلاهما غير حقيقي، فالأمر فيه أسهل). [الموضح: 881]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس