عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (21) إلى الآية (23) ]

{ وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21) هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23) }

قوله تعالى: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {إنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا يَمْكُرُونَ} [آية/ 21] بالياء:
قرأها يعقوب وحده- ح- و- ان-.
والوجه أنه على الغيبة ليوافق ما قبله، وهو قوله تعالى {إذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا} والضمير في {لَهُم} عائد إلى لفظ {النَّاسُ} في قوله تعالى {وَإذَا أَذَقْنَا النَّاسَ}.
وقرأ الباقون {مَا تَمْكُرُونَ} بالتاء، وكذلك- يس- عن يعقوب.
والوجه أنه محمول على القول في قوله تعالى {قُلِ الله أَسْرَعُ مَكْرًا إنَّ
[الموضح: 619]
رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ} فالرسول صلى الله عليه وسلم مأمور بأن يخاطبهم بجميع ذلك). [الموضح: 620]

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (هو الّذي يسيّركم).
قرأ ابن عامر وحده (ينشركم) بالشين، من النّشر، وقرأ الباقون (يسيّركم) بالسين من التسيير.
[معاني القراءات وعللها: 2/41]
قال أبو منصور: من قرأ (ينشركم) فمعناه: يبثكم، ومن قرأ (يسيّركم)
فهو (تفعيل) من سار، وسيّره غيره). [معاني القراءات وعللها: 2/42]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- [وقوله تعالى: {يسيركم} [22]]
قرأ ابن عامر {ينشركم} بالشين.
وقرأ الباقون {يسيركم} بالسين غير معجمة.
فالشين من النشر، ومنه نشرت الثوب ومعناه: يبسطكم عن البر والبحر وينبتكم، وشاهده قوله: {فانشروا في الأرض} و{إذا أنتم بشر تنتشرون} والسين من السير، وشاهده {سيروا} و{أو لم يسيروا} واختراها بغير التاء [لقوله:] {جرين}، وقال: لأنهما أشبه بقوله: {وجرين بهم بريح طيبة} [22] والوجهان مختاران.
وهذا المعنى موجود في النشر لغير هذا بسير وغيره). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/265]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله [عزّ وجلّ]: هو الذي يسيركم في
[الحجة للقراء السبعة: 4/264]
البر والبحر [يونس/ 22]، فقرأ ابن عامر وحده: هو الذي ينشركم بالنون والشين، من النّشر.
وقرأ الباقون: يسيركم بضم الياء وفتح السين من السّير.
قال أبو علي: قالوا: سار الدابّة، وسرته. قال:
فلا تجزعن من سنّة أنت سرتها وقالوا أيضا: سيّرته.. قال لبيد لسيّان حرب أو تبوءوا
بخزية... وقد يقبل الضّيم الذّليل المسيّر
فهذا يدل على قراءة من قرأ: يسيركم. ويقوي هذا الوجه قوله سبحانه وتعالى: فامشوا في مناكبها [الملك/ 15]، وانتشروا في الأرض [الجمعة/ 10] قل سيروا في الأرض [الأنعام/ 11 النمل/ 69 العنكبوت/ 20 الروم/ 42].
[الحجة للقراء السبعة: 4/265]
وحجة ابن عامر: أنّ ينشركم في المعنى مثل قوله:
وبث منهما رجالا كثيرا ونساء [النساء/ 1]، ومن آياته خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة [الشورى/ 29]، فالبثّ تفريق ونشر في المعنى). [الحجة للقراء السبعة: 4/266]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أم الدرداء: [حتى إذا كننتم في الفُلْكِيِّ] بكسر الكاف وتثبت الياء.
قال أبو الفتح: اعلم أن العرب زادت ياء الإضافة فيما لا يحتاج إليها؛ من ذلك قولهم في الأحمر: أَحمريّ، وفي الأَشهر: أَشهريّ.
قال العجاج:
والدهر بالإنسان دَوّاريّ
[المحتسب: 1/310]
أي: دوَّار. وقال فيها أيضًا:
غُضْف طواها الأَمس كَلَّابي
أي: كَلَّاب.
فإن قيل: فإن هذا أمر يختص بالصفات، وليس "الفلك" بصفة فتلحقه ياء النسب، قيل: قد جاء ذلك في الاسم أيضًا.
ألا ترى إلى قول الصلتان:
أنا الصلتانيّ الذي
وأيضًا فقد شُبه كل واحد من الاسم والصفة بصاحبه، فغير منكَر أن يُشَبه الفلك بالحلو والمر. ويزيد في شبهه به أن الفلك عندنا اسم مكسَّر، وليس عندنا كما ذهب إليه الفراء فيه من أنه اسم مفرد يقع على الواحد والجمع؛ كالطاغوت ونحوه. وإذا كان جمعًا مكسرًا أشبه الفعل من حيث كان التكسير ضربًا من التصرف، وأصل التصرف للفعل، ألا ترى أن ضربًا من الجمع أشبه الفعل فمُنع من الصرف وهو باب مفاعل ومفاعيل؟ ولأن التكسير أيضًا ثانٍ كما أن الفعل ثانٍ، وإذا أشبه التكسير الفعل من حيث وصفنا قارب الصفة لشدة ملابسة الصفة للفعل لفظًا ومعنًى وعملًا، فهذا عندي هو العذر في إلحاق [الفُلك] ياءي الإضافة في هذه القراءة). [المحتسب: 1/311]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({هو الّذي يسيركم في البر والبحر}
قرأ ابن عامر (هو الّذي ينشركم) بالنّون والشين أي يبثكم وهو من النشر وحجته قوله تعالى {فانتشروا في الأرض} وقرأ الباقون {يسيركم} من التسيير أي يحملكم في البر والبحر وعن ابن عبّاس يحفظكم إذا سافرتم). [حجة القراءات: 329]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {هو الذي يسيركم} قرأه ابن عامر بالنون والشين، من النشور، فالمعنى: هو الذي يبثكم ويفرقكم في البر والبحر، كما قال: {فانتشروا في الأرض} «الجمعة 10» وقال: {وبث فيها من كل دابة} «البقرة 164» وقال: {وبث منها رجالًا كثيرًا ونساء} «النساء 1» والبث التفريق والنشر، وقرأ الباقون بالياء والسين من التسيير وهو السير وهو المشي كما قال: {قل سيروا في الأرض} «النمل 69» أي: امشوا فيها، وقد قال: {فامشوا في مناكبها} «الملك 15» وهو الاختيار، للإجماع عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/516]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {هُوَ الَّذِي يَنْشُرُكُمْ} [آية/ 22] بفتح الياء ونون بعده وشين مضمومة:
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أنه من النشر الذي هو التفريق، يقال نشرته فانتشر، والمعنى يفرقكم في البر والبحر، كما قال {ومِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ ومَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ فالبث والنشر كلاهما بمعنى واحد وهو التفريق.
وقرأ الباقون {يُسَيِّرُكُمْ} بضم الياء وبالسين والياء مشددة.
والوجه أنه من التسيير، أي يجعلكم تسيرون فيها، كما قال {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا} و{قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ} ). [الموضح: 620]

قوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (متاع الحياة الدّنيا (23)
قرأ حفص عن عاصم (متاع الحياة الدّنيا) نصبًا وكذلك روى هارون عن ابن كثيرٍ، وقرأ الباقون بالرفع.
قال أبو منصور: من قرأ (متاع الحياة الدّنيا) فعلى المصدر، المعنى: تمتعون (متاع الحياة الدّنيا).
ومن: قرأ (متاع الحياة الدّنيا) بالرفع فمن جهتين:
إحداهما: أن يكون (متاع الحياة الدّنيا) خبرًا لقوله (إنّما بغيكم على أنفسكم متاع)
ويجوز أن يكون: خبر الابتداء قوله (على أنفسكم): ويكون (متاع الحياة الدّنيا) على إضمار (هو)، والمعنى: إن ما تنالونه بهذا الفساد والبغي، إنما تتمتعون به في الدنيا ثم إلينا مرجعكم). [معاني القراءات وعللها: 2/42]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله: {متاع الحياة الدنيا} [23].
روى حفص عن عاصم {متاع} بالنصب.
وقرأ الباقون بالرفع على ضربين:
- أن تجعله خبر: {إنما بغيكم على أنفسكم متاع}.
- والوجه الثاني: أن يتم الوقف على قوله: {بغيكم على أنفسكم} ثم تبتدئ: {متاع الحياة الدنيا} على تقدير: هو متاع الحياة الدنيا كما قال تعالى: {بشر من ذلكم} ثم قال: - {النار وعدها الله ...} أي: هي النار، ومتاع لا يثنى ولا يجمع ومثله الأُاث، والمتاع في اللغة: كل ما لتذ به قال الشاعر:
أرحلت من سلمى بغير متاع = قبل الفراق ورعتها بوداع
قال: معنى {بغير متاع} هنا: قبلة كانت وعبرته. ويقال: متاع وأمتعة وأثاث وأثثه، وقيل: أثاث وأثث، وقيل: أثاثة واحد، والجمع: أثاث. وقال آخرون: يجوز أن تقول: أثاث وأثث وآثاث وآثة، ومتاع وأمتعة وامتاع ومتع.
وحجة حفص في نصب «متاع» أنه جعله حالاً وقطعًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/266]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: كلّهم قرأ: إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا [يونس/ 23] رفعا إلّا ما رواه حفص عن عاصم فإنّه روى عنه متاع الحياة الدنيا نصبا، حدّثني عبيد الله بن علي عن [نصر بن علي] عن أبيه عن هارون عن ابن كثير متاع نصبا.
قال أبو علي: قوله على أنفسكم يحتمل تأويلين:
أحدهما: أن يكون متعلّقا بالمصدر لأن فعله متعدّ بهذا الحرف، يدلّك على ذلك قوله سبحانه: بغى بعضنا على بعض [ص/ 22] وثم بغي عليه لينصرنه الله [الحج/ 60]، فإذا جعلت الجارّ من صلة المصدر كان الخبر:
متاع الحياة الدنيا*، والمعنى: بغي بعضكم على بعض متاع الحياة الدنيا، وليس مما يقرّب إلى الله، وإنما تأتونه لحبّكم العاجلة، وإيثارها على ما يقرّب إلى الله من الطاعات.
[الحجة للقراء السبعة: 4/266]
ويجوز أن تجعل على* متعلقا بمحذوف، ولا تجعله من صلة المصدر؛ فإذا جعلته كذلك كان خبرا للمصدر، وفيه ذكر يعود إلى المصدر، كما أنك إذا قلت: الصلاة في المسجد، كان كذلك، والمعنى: أن المصدر مضاف إلى الفاعل، ومفعول المصدر محذوف، المعنى: إنّما بغي بعضكم على بعض عائد على أنفسكم، ف «على» هذا متعلّق بمحذوف دون المصدر المبتدأ، وهذا في المعنى كقوله: ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله [فاطر/ 43]، من نكث فإنما ينكث على نفسه [الفتح/ 10]، وفي قوله سبحانه ثم بغي عليه لينصرنه الله [الحج/ 60] إبانة عن هذا المعنى، ألا ترى أن المبغيّ عليه إذا نصره الله لم ينفذ فيه بغي الباغي عليه ولا كيده، فإذا لم ينفذ ذلك فيه صار كالعائد على الباغي.
فإذا رفعت متاع الحياة الدنيا* على هذا التأويل، كان خبر مبتدأ محذوف، كأنك قلت:
ذلك متاع الحياة الدنيا، أو هو متاع الحياة الدنيا.
ومن نصب متاع الحياة الدنيا احتمل النصب فيه وجهين: أحدهما: أن تجعل على* من صلة المصدر، فيكون الناصب للمتاع هو المصدر الذي هو البغي، ويكون خبر المبتدأ محذوفا، وحسن حذفه لطول الكلام، ولأن بغيكم* يدلّ على تبغون، فيحسن الحذف لذلك، وهذا الخبر المقدّر، لو أظهرته
[الحجة للقراء السبعة: 4/267]
لكان يكون مذموم أو مكروه أو منهيّ عنه، أو نحو ذلك.
والآخر: أن تجعل على* من قوله: على أنفسكم خبر المبتدأ، فإذا جعلته على هذا احتمل نصب متاع وجهين:
أحدهما: تمتّعون متاعا، فيدلّ انتصاب المصدر عليه.
والآخر: أن تضمر تبغون، وما يجري مجرى ذكره قد تقدم، كأنه لو أظهره، لكان: تبغون متاع الحياة الدنيا، فيكون مفعولا له. ومثل هذا قوله تعالى: إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون [الشعراء/ 72] تقديره: مقتكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون، ألا ترى أن قوله: إذ تدعون لا يجوز أن يتعلّق بالمصدر للفصل بين الصلة والموصول، فكذلك لا يجوز أن أن يتعلّق المنصوب بالمصدر في قوله: إنما بغيكم على أنفسكم متاع وقد جعلت على* خبرا لقوله: إنما بغيكم على أنفسكم لفصلك بين الصّلة والموصول). [الحجة للقراء السبعة: 4/268]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إنّما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدّنيا}
[حجة القراءات: 329]
قرأ حفص عن عاصم {متاع الحياة الدّنيا} وقرأ الباقون {متاع} بالرّفع ورفعه من وجهين أحدهما أن يكون {متاع الحياة الدّنيا} خبرا لقوله تعالى {بغيكم على أنفسكم} والوجه الثّاني أن يتم الوقف على قوله {بغيكم على أنفسكم} ثمّ يبتدأ {متاع الحياة} على تقدير هو متاع فيكون خبر الابتداء قال الزّجاج ومعنى الكلام أن ما تنالونه لهذا الفساد والبغي تتمتعون به في الدّنيا). [حجة القراءات: 330]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {متاع الحياة الدنيا} قرأه حفص بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع.
وحجة من نصب أنه أعمل فيه البغي على أنه مفعول له، أي: إنما بغيكم على أنفسكم من أجل متاع الحياة الدنيا، أي: يبغي بعضكم على بعض لأجل متاع الحياة الدنيا، فـ «على» متعلقة بـ «البغي» في صلته، وخبر البغي محذوف تقديره: إنما بغي بعضكم على بعض لأجل طلب الدنيا مذموم أو مكروه، ونحوه، ويجوز نصب «متاع» على تقدير: يمتنعون متاع الحياة الدنيا، ويكون {على أنفسكم} خبرًا لـ «البغي» غير داخل في صلة البغي، ويجوز أن تنصب {متاع الحياة} بإضمار فعل دل عليه الكلام، والتقدير: يبغون متاع الحياة الدنيا، ودل «بغيكم» على «تبغون» المحذوف.
10- وحجة من رفعه أنه جعله خبرًا لـ «بغيكم»، و«على» متعلقة بالبغي، وتقديره: إنما بغي بعضكم على بعض متاع الحياة الدنيا، ويجوز أن ترفع «متاعًا» على إضمار مبتدأ وتجعل «على أنفسكم» خبرًا لـ «بغيكم» على تقدير: إنما بغيكم راجع واله عليكم، أي: بغي بعضكم على بعض عائد
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/516]
على «أنفسكم» هو متاع الحياة الدنيا، وذلك متاع، والرفع الاختيار، لصحته في الإعراب، ولأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/517]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا} [آية/ 23] بفتح العين:
قرأها عاصم وحده- ص-.
والوجه أنه يجوز أن يكون منصوبًا على أنه مفعول البغي، والبغي مصدر عمل عمل الفعل، والمعنى طلبكم متاع الحيوة الدنيا، وقوله {عَلَى أَنفُسِكُم} من صلة البغي في هذا التقدير، وليس بخبر المبتدأ، بل خبر المبتدأ محذوف، والتقدير: بغيكم متاع الحيوة الدنيا محذور أو مكروه.
[الموضح: 620]
ويجوز أن يكون {مَّتَاعَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا} منصوبًا بفعل مضمر دل عليه {بَغْيُكُمْ والتقدير: إنما بغيكم واقع وباله على أنفسكم، ثم قال تبغون متاع الحياة الدنيا، وهذا إذا جعلت قوله {عَلَى أَنفُسِكُم} خبر المبتدأ الذي هو {بَغْيُكُمْ}.
وقرأ الباقون و- ياش- عن عاصم {مَّتَاعَ الحَيَاةِ} بالرفع.
والوجه أنه يجوز أن يكون خبراً لقوله {بَغْيُكُمْ وقوله {عَلَى أَنفُسِكُم} من صلة البغي، و{مَّتَاعَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا} خبرا لمبتدأ، والمبتدأ هو {بَغْيُكُمْ}.
ويجوز أن يكون {مَّتَاعَ الحَيَاةِ} خبراً لمبتدأ محذوف، وقوله {عَلَى أَنفُسِكُم} خبراً لبغيكم، والتقدير: ذاك متاع الحياة الدنيا، أو هو متاع الحيوة الدنيا). [الموضح: 621]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس