عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (38) إلى الآية (41) ]

{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)}

قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)}

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39)}

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قل أرأيتكم... (40)، و: (أرأيت) و(أرأيتم).
[معاني القراءات وعللها: 1/352]
قرأ نافع كل هذا في القرآن بألف في تقدير الهمز، ولا يهمز، وقرأ الكسائي بغير ألف وبغير همز (أريتكم) وقرأ الباقون بالهمز في هذا كله.
قال أبو منصور: من قرأ (أرأيتكم) و(أرأيتم) بالهمز فعلى أن أصل الحرف مهموز، ومن قرأ (أرايتم) فعلى تخفيف الهمز، ومن قرأ (أريتكنم) و(أريتم) فعلى حذف الهمز، وكلها لغات صحيحة.
والعلة في قوله (أرأيتكم) هو خطاب للجماعة، ولم يقل: (أرأيتموكم)؛ لأن العرب إذا أرادت بمعنى (أرأيت) الاستخبار تركوا التاء مفتوحة في الواحد والجمع والمؤنث، وإذا أرادوا رؤية العين ثنوا وجمعوا وأنّثوا، فقالوا للرجلين: (أرأيتماكما)، وللجماعة: (أرأيتموكم)، وللنساء: (أرأيتنّكن)، وللمرأة: (أرأيتك) بكسر التاء.
فاعرف الفرق بين المعنيين.
ومعنى قول الله عزّ وجلّ: (قل أرأيتكم) استفهام معناه التقرير، يستخبرهم ليقرّرهم). [معاني القراءات وعللها: 1/353]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {قل أرأيتم ....} [40].
قرأ نافع جميع ما في القرآن من الاستفهام بترك الهمزة تخفيفًا؛ وذلك أنه كره أن يجمع بين همزتين الأولى: همزة استفهام، وهي زائدة والثانية: عين الفعل، وهي أصلية، وهذا إنما يكون في الماضي فأما الفعل المضارع نحو يرى وترى فإجماع القراء والعرب على ترك الهمزة إلا الشاعر كإنه إذا اضطر همز على الأصل كقوله:
أرى عيني ما لم ترأياه
كلانا عالم بالترهات
وأهل الحجاز يقولون في الأمر: يا زيد براء واحدة، وتزيد هاء للسكت
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/156]
فتقول: ره. وتميم إرء بالهمز يردون الهمزة.
وقرأ الكسائي: {أرايت} بإسقاط الهمزة من غير تليين. وذلك أن الكسائي لما وجد العرب مجتمعة على ترك الهمز في المستقبل بنى الماضي على المستقبل مع زيادة الهمزة في أولها، وهل لغة مشهورة قال الشاعر:
أريت إن جئت به أملودا
مرجلاً ويلبس البرودا
أقائلن أحضروا الشهودا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/157]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله} 40
[حجة القراءات: 249]
قرأ نافع {قل أرأيتكم} و{أرأيتم} بالألف من غير همز وحجته في ذلك أنه كره أن يجمع بين همزتين ألا ترى أنه قرأ {وإذا رأيت} بالهمز لأنّه لم يتقدمه همزة الاستفهام فيترك الثّانية
وقرأ الكسائي (أريتكم) بغير همزة ولا ألف وحجته إجماع العرب على ترك الهمزة في المستقبل في وقولهم ترى ونرى فبني الماضي على المستقبل مع زيادة الهمزة في أولها فإذا لم تكن في أولها همزة الاستفهام لم يترك الهمزة مثل رأيت لأن من شرطه إذا تقدمها همزة الاستفهام فحينئذٍ يستثقل الجمع بينهما وأخرى وهي أنّها كتبت في المصافح بغير ألف
وقرأ الباقون {أرأيتكم} و{أرأيتم} بالهمزة وحجتهم أنهم لم يختلفوا فيما كان من غير استفهام فكذلك إذا دخل حرف الاستفهام فالحرف على أصله ألا ترى أنهم لم يختلفوا في قوله {رأيت المنافقين} و{ورأيت النّاس} ). [حجة القراءات: 250]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (17- قوله: {أرأيتكم} و{أرأيتم} و{أرأيت} الكهف «63» قرأ نافع في ذلك كله، حيث وقع بتخفيف الهمزة الثانية، وحذفها الكسائي، وحققها الباقون.
وحجة من حقق أنه أتى بالكلمة على أصلها، والأصل الهمز، لأن همزة الاستفهام دخلت على «رأيت» فالهمزة عين الفعل، والياء ساكنة، لاتصال المضمر المرفوع بها.
18- وحجة من خفف الثانية أنه استثقل اجتماع همزتين في فعل، مع اتصال الفعل بضمير، وذلك كله ثقيل، فخفف الثانية بين الهمزة والألف على الأصل المتقدم الذكر، والياء ساكنة على أصلها، ولم يمتنع تخفيف الهمزة بين بين، مع سكونها ما بعدها، لأنها في زنة المخففة المتحركة، وقد روي عن ورش أنه أبدل من الهمزة ألفًا، لأن الرواية عنه أنه يمد الثانية، والمد لا يتمكن إلا مع البدل، والبدل فرع على الأصول، والأصل أن تجعل الهمزة بين الهمزة المفتوحة والألف، وعليه كل من خفف الثانية غير ورش، وحسن جواز البدل في الهمزة، وبعدها ساكن؛ لأن الأول حرف مد ولين، فالمد الذي يحذف مع الساكن يقوم مقام حركة، يوصل بها إلى النطق بالساكن الثاني، وقد مضى ذكر هذا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/431]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ} [آية/ 40] بغير همز:-
قرأها الكسائي وحده، وكذلك مثلها في جميع القرآن.
والوجه أنه حذف الهمزة حذفًا على غير التخفيف القياسي؛ لأن القياس في تخفيفها فهنا أن تجعل بين بين، كما قرأ نافع، لكن هذا حذف على غير قياس، كما قالوا: ويلمه.
وكان نافع يشير بعد الراء إلى الألف من غير همز في جميع القرآن.
[الموضح: 467]
ووجهه أنه خفف الهمزة على القياس، وقياسها إذا خففت في هذا النحو أن تجعل بين بين.
وقرأ الباقون {أَرَأَيْتَكُمْ} وبابها بالهمز في كل القرآن، وهو الأصل في الكلمة؛ لأن الأصل فيها تحقيق الهمزة؛ لأنها فعلت من الرؤية، فالهمزة عين الفعل). [الموضح: 468]

قوله تعالى: {بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس