الموضوع: المجيد
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 شعبان 1438هـ/20-05-2017م, 12:51 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح ابن القيم (ت:751هـ) [ الشرح المطول]

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: ( (المجيدُ ):
( (( المجيدُ )) مَن اتَّصَفَ بصفاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ منْ صفاتِ الكمالِ، ولَفْظُهُ يَدُلُّ على هذا؛ فإنَّهُ مَوْضُوعٌ للسَّعَةِ والكثرةِ والزيادةِ؛ ((لأنَّ لَفْظَ " م ج د " في لُغَتِهِم يدُورُ على معنَى الاتِّسَاعِ والكثرةِ، فمنهُ قولُهُم: أَمْجَدَ النَّاقَةَ عَلَفاً؛ أيْ: أَوْسَعَهَا عَلَفاً، ومنهُ: مَجُدَ الرَّجُلُ فهوَ مَاجِدٌ إذا كَثُرَ خَيْرُهُ وإحسانُهُ إلى الناسِ، قالَ الشاعِرُ:

أَنْتَ تَكُونُ مَاجِدٌ نَبِيل = إذا تَهُبُّ شَمْأَلٌ بَلِيلُ ([1])

ومنهُ قولُهُم: في كلِّ شَجَرٍ نارٌ، وَاسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَارُ؛ أيْ: كَثُرَت النَّارُ فيهما))([2]). ومنهُ: { ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15)} [البروج: 15] صفةٌ للعرشِ لِسَعَتِهِ وعِظَمِهِ وشَرَفِهِ.
وتَأَمَّلْ كيفَ جاءَ هذا الاسمُ مُقْتَرِناً بطلبِ الصلاةِ من اللهِ على رسولِهِ كما عَلَّمَنَاهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأنَّهُ في مَقَامِ طَلَبِ المزيدِ والتَّعَرُّضِ لِسَعَةِ العطاءِ وكثرتِهِ ودوامِهِ، فَأَتَى في هذا المطلوبِ باسمٍ تَقْتَضِيهِ كما تقولُ: اغْفِرْ لي وَارْحَمْنِي إنَّكَ أنتَ الغفورُ الرحيمُ، ولا يَحْسُنُ: إنَّكَ أنتَ السميعُ البصيرُ)([3]).

(وهوَ المجيدُ صفاتُهُ أوصافُ تعـظيمٍ = فَشَأْنُ الوصفِ أَعْظَمُ شَانِ)([4])

([فـ]المَجْدُ…مُسْتَلْزِمٌ للعظمةِ والسَّعَةِ والجلالِ كما يَدُلُّ عليهِ موضوعُهُ في اللغةِ، فهوَ دالٌّ على صفاتِ العظمةِ والجلالِ)([5])، (و…التَّمْجِيدُ هوَ الثناءُ بصفاتِ العظمةِ والجلالِ)([6])
). [المرتبع الأسنى: ؟؟]


(1) هذا البيتُ لأمِّ عَقِيلِ بنِ أبِي طَالبٍ كانَتْ تُلَعِّبُ بِه ابْنَها.
([2]) بَدَائِعُ الفوائدِ (2/93)، الضوءُ المنيرُ (1/33).
([3]) بَدَائِعُ الفوائدِ (1/160) .
([4]) القصيدةُ النُّونيَّةُ (240) .
([5]) جلاءُ الأفهامِ (165) .
([6]) الكلامُ على مسألةِ السَّماعِ (198) .
وقال رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى في القصيدةِ النونيةِ (240):
(وَهُوَ الْمَجِيدُ صِفَاتُهُ أَوْصَافُ تَعْـ = ـظِيمٍ فَشَأْنُ الْوَصْفِ أَعْظَمُ شَانِ)


رد مع اقتباس