عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 10:37 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة لقمان
[ من الآية (12) إلى الآية (15) ]

{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)}
قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير (يا بني لا تشرك بالله) [لقمان/ 13] بوقف الياء، و (يا بنيّ إنّها) مكسورة الياء، ويا بني أقم الصلاة [لقمان/ 17] بنصب الياء هذه رواية ابن أبي بزّة. وأمّا قنبل فأقرأني الأولى والثالثة بوقف الياء وكسر الياء في الوسطى.
وروى حفص عن عاصم الثلاثة بفتح الياء فيهنّ. أبو بكر عن عاصم
[الحجة للقراء السبعة: 5/453]
بكسر الياء في الثالثة، وكذلك قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي. المفضّل عن عاصم: يا بني نصب في الثلاثة المواضع.
[قال أبو علي]: من قال (يا بنيّ) فأسكن في الوصل فإنّه يجوز أن يكون على قول من قال: يا غلام أقبل فلمّا وقف قال يا غلام، فأسكن الحرف للوقف، ويكون قد أجرى الوصل مجرى الوقف، وهذا يجيء في الشعر كقول عمران:
قد كنت عندك حولا لا يروّعني... فيه روائع من إنس ولا جان
فإنّما خفّف جان للقافية ثم وصل بحرف الإطلاق، وأجرى الوصل مجرى الوقف وهذا لا نعلمه جاء في الكلام، ومن قال: (يا بني إنها) [لقمان/ 16] فهو على قولك: يا غلام أقبل، وهذا حسن لأنّ المستحسن في هذه الياء أن تحذف من المنادى لوقوعها موقع التنوين، وكونها بمنزلته، والتنوين يحذف في النداء فكذلك هذه الياء تحذف فيه.
ومن قال: يا بني ففتح الياء، فإنّه على قولك يا بنيّا فأبدل من ياء الإضافة ألفا، ومن الكسرة فتحة وعلى هذا حمل أبو عثمان قول من
[الحجة للقراء السبعة: 5/454]
قال: (يا أبت لم تعبد) [مريم/ 42] ويرى إبدال الألف من الياء مطّردا [في هذه الياءات] وقد تقدم ذكر ذلك فيما سلف من هذا الكتاب). [الحجة للقراء السبعة: 5/455] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يا بني لا تشرك باللّه}
قرأ ابن كثير {يا بني لا تشرك باللّه} بإسكان الياء خفيفة لأنّه صغر الابن ولم يضفه إلى نفسه فحذف ياء وهي الّتي كانت لام الفعل وهذه الياء المبقاة هي ياء التصغير ولو أتى به على الأصل لقال يا بني لأنّه نداء مفرد ولو كان أراد الإضافة يا بني لكسر الياء وإنّما حذف الياء لأن باب النداء باب الحذف والتّخفيف ألا ترى أنّك تقول يا زيد فتحذف منه التّنوين وتقول يا قوم فتحذف منه الياء فكذلك حذفت الياء من {يا بني}
قرأ حفص يا بني بفتح الياء في جميع القرآن أراد يا بنياه فرخم قد ذكرت في سورة هود
وقرأ الباقون {يا بني} بكسر الياء لأنهم أرادوا يا بنييي بثلاث ياءات الأولى للتصغير والثّانية أصليّة لام الفعل والثّالثة ياء الإضافة إلى النّفس فحذفت الأخيرة اجتزاء بالكسر وتخفيفا وأدغمت ياء التصغير في ياء الفعل فالتشديد من أجل ذلك
قرأ ابن كثير في رواية قنبل {يا بني أقم الصّلاة} بالتّخفيف مثل الأول وفتح البزي وحفص وكسر الباقون وقد ذكرت الحجّة). [حجة القراءات: 564]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {يَا بُنَيْ لَا تُشْرِكْ} [آية/ 13] بسكون الياء من {بُنَيْ}:
قرأها ابن كثير وحده.
وقرأ الثانية {يَا بُنَيِّ إِنَّهَا} بكسر الياء، والثالثة {يَا بُنَيْ أَقِمْ} مختلف فيه عنه.
و-ص- عن عاصم بالفتح في الثلاثة.
وقرأ الباقون بالكسر في الأحرف الثلاثة.
والوجه في جميع قد تقدم في سورة هود). [الموضح: 1014]

قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (الحُلوانيّ عن شباب عن أحمد بن موسى عن أبي عمرو وعيسى الثقفي: [حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهَنًا عَلَى وَهَنٍ]، بفتح الهاء فيهما.
قال أبو الفتح: الكلام هنا كالكلام فيما ذكرناه آنفا في قوله تعالى: {إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ}، وعلى أنه قد حكى أبو زيد: [فَمَا وَهِنُوا]، قراءة. فقد يمكن أن يكون "الوهَن" مصدر هذا الفعل، كقولهم: وَضِرَ وَضَرًا، ووَحِرَ وَحَرًا). [المحتسب: 2/167]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن بخلاف وأبي رجاء الجحدري وقتادة ويعقوب: [وَفِصَلُهُ فِي عَامَيْنِ].
قال أبو الفتح: الفصل أعم من الفصال؛ لأنه مستعمل في الرضاع وغيره، والفصلا هنا أوقع؛ لأنه موضع يختص بالرضاع. فإما الفصال مصدر فاصلته فغير هذا المعنى وإن كان الأصل واحدا. ومعنى ف ص ل قريب من معنى ف س ل؛ وذلك أن الفسل الدني من الناس، والدني هو الساقط. وإذا سقط الإنسان انقطع عن معظم ما عليه الناس، ولذلك قالوا: فيه هو ساقط. ومنقطع ومتأخر، فالمعنى إذا راجع إلى الانفصال والانقطاع). [المحتسب: 2/167]

قوله تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس