عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:29 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنبياء

[من الآية(78)إلى الآية(82)]
{وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81) وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (82) }


قوله تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78)}
قوله تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79)}
قوله تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ليحصنكم من بأسكم (80)
قرأ ابن عامر وحفص (لتحصنكم) بالتاء، وقرأ أبو بكر والحضرمي (لنحصنكم) بالنون.
وقرأ الباقون (ليحصنكم) بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ (لتحصنكم) بالتاء أراد الصنعة، علمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم.
ويجوز أن يكون اللبوس معناه: الدّروع، وهي مؤنثة.
ومن قرأ (ليحصنكم) فله وجهان:
أحدهما: ليحصنكم الله.
والوجه الثاني: ليحصنكم اللبوس، ذكّره للفظه.
ومن قرأ (لنحصنكم) فالله يقول: نحن، أي: لنقيكم به بأس السلاح). [معاني القراءات وعللها: 2/168]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {لتحصنكم من بأسكم} [80].
قرأ ابن عامر، وحفص عن عاصم بالتاء، يريد: الدرع.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر {لنحصنكم} بالنون، الله تعالى يخبر عن نفسه.
وقرأ الباقون بالياء، ردًا على اللبوس {صنعة لبوس لكم ليحصنكم} اللبوس.
وحدثني أحمد عن على عن أبي عبيد أن أبا جعفر المدني قرأ
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/64]
{لتحصنكم من بأسكم} بالتاء ردًا على الصنعة. وكان الله تعالى قد ألان الحديد لداود، فكان يحيله في يده كالشمعة، كما قال: صلى الله عليه وسلم {وألنا له الحديد أن اعمل سابغات} يعني: الدروع {وقدر في السرد} يعني الثقب، والحلق. والبأس: الحرب والشدة. فجعل الله تعالى الدروع والسلاح والخيل حصونًا لبني آدم من عدوهم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/65]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي: (ليحصنكم) بالياء.
وقرأ ابن عامر وحفص عن عاصم: لتحصنكم بالتاء.
وروى أبو بكر عن عاصم: (لنحصنكم) بالنون.
وجه الياء في قوله (ليحصنكم) يجوز أن يكون الفاعل اسم الله لتقدّم علمناه، ويجوز أن يكون اللباس، لأن اللبوس بمعنى اللباس من حيث كان ضربا منه، ويجوز أن يكون داود، ويجوز أن يكون التعليم يدل عليه علمناه. ومن قرأ لتحصنكم حمله على المعنى لأنها الدرع. ومن قرأ (لنحصنكم) فلتقدم قوله: وعلمناه أي علمناه لنحصنكم). [الحجة للقراء السبعة: 5/258]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون} 80
قرأ ابن عامر وحفص {لتحصنكم} بالتّاء أرادوا الدرع والدرع تؤنث وتذكر وقال الزّجاج من قرأ بالتّاء أراد الصّنعة
وقرأ أبو بكر (لنحصنكم) بالنّون الله جلّ وعز يخبر عن نفسه
وقرأ الباقون (ليحصنكم) بالياء أي ليحصنكم الله مثل النّون ويجوز ليحصنكم هذا اللبوس). [حجة القراءات: 469]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {لتحصنكم} قرأ ابن عامر وحفص بتاء مضمومة وقرأه أبو بكر بنون مضمومة، وقرأ الباقون بياء مضمومة.
وحجة من قرأ بالتاء أنه ردّه على «الصنعة» وقيل: ردّه على معنى «اللبوس» لأن «اللبوس» الدرع، والدرع مؤنثة.
8- وحجة من قرأ بالياء أنه رده على لفظ اللبوس، ولفظ مذكر، لأنه بمعنى اللباس، وقيل: هو مردود إلى الله جل ذكره، أي: ليحصنكم الله من بأسكم، لتقدم ذكره في قوله: {وعلمناه}، وفيه خروج من الإخبار إلى الغيبة، وقيل: هو لداود. أي ليحصنكم بذلك داود من بأسكم، وقد تقدم ذكر داود فحسن الإخبار عنه، وقيل هو للتعليم، لقوله: {وعلمناه} فالمعنى: ليحصنكم التعليم. ودل: {علمناه} على التعليم.
9- وحجة من قرأ بالنون أنه رده على {علمناه} لقربه منه، وهو ظاهر في المعنى؛ لأنه أجرى الفعلين على نظام واحد. والاختيار الياء لأن الأكثر عليه، ولتمكن الوجوه فيه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/112]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {لِتُحْصِنَكُم}[آية/ 80] بالتاء:
قرأها ابن عامر و- ص- عن عاصم.
والوجه أن التأنيث لأجل المعنى؛ لأن اللبوس: الدرع، والدرع مؤنثة.
وقرأ عاصم- ياش- ويعقوب- يس- {لِنُحْصِنَكُم}بالنون.
والوجه أنه لموافقة ما قبله وهو قوله {وعَلَّمْنَاهُ}أي علمناه لنحصنكم.
وقرأ الباقون و- ح- و- ان- عن يعقوب {لِيُحْصِنَكُم}بالياء.
[الموضح: 864]
والوجه أنه يجوز أن يكون الفعل لله تعالى، يدل عليه قوله تعالى {وعَلَّمْنَاهُ}أي علمه الله ليحصنكم.
ويجوز أن يكون الفعل للبوس على اللفظ، واللبوس فعول بمعنى مفعول، أراد الملبوس، أي ليحصنكم الملبوس، فذكر الفعل على اللفظ.
ويجوز أن يكون الفعل لمعنى التعليم الذي يدل عليه {عَلَّمْنَاهُ}، كأنه قال: ليحصنكم التعليم). [الموضح: 865]

قوله تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81)}
قوله تعالى: {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (82)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس