عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 08:55 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر للّه ومن يشكر فإنّما يشكر لنفسه ومن كفر فإنّ اللّه غنيٌّ حميدٌ (12)}
اختلف السّلف في لقمان، عليه السّلام: هل كان نبيًّا، أو عبدًا صالحًا من غير نبوّةٍ؟ على قولين، الأكثرون على الثّاني.
وقال سفيان الثّوريّ، عن الأشعث، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: كان لقمان عبدًا حبشيًّا نجّارًا.
وقال قتادة، عن عبد اللّه بن الزّبير، قلت لجابر بن عبد اللّه: ما انتهى إليكم من شأن لقمان؟ قال: كان قصيرًا أفطس من النّوبة.
وقال يحيى بن سعيدٍ الأنصاريّ، عن سعيد بن المسيّب قال: كان لقمان من سودان مصر، ذا مشافر، أعطاه اللّه الحكمة ومنعه النّبوّة.
وقال الأوزاعيّ: رحمه اللّه، حدّثني عبد الرّحمن بن حرملة قال: جاء رجلٌ أسود إلى سعيد بن المسيّب يسأله، فقال له سعيد بن المسيّب: لا تحزن من أجل أنّك أسود، فإنّه كان من أخير النّاس ثلاثةٌ من السّودان: بلالٌ، ومهجع مولى عمر بن الخطّاب، ولقمان الحكيم، كان أسود نوبيًّا ذا مشافر.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن وكيع، حدّثنا أبي، عن أبي الأشهب، عن خالدٍ الرّبعيّ قال: كان لقمان عبدًا حبشيًّا نجّارًا، فقال له مولاه: اذبح لنا هذه الشّاة. فذبحها، فقال: أخرج أطيب مضغتين فيها. فأخرج اللّسان والقلب، فمكث ما شاء اللّه ثمّ قال: اذبح لنا هذه الشّاة. فذبحها، فقال: أخرج أخبث مضغتين فيها. فأخرج اللّسان والقلب، فقال له مولاه: أمرتك أن تخرج أطيب مضغتين فيها فأخرجتهما، وأمرتك أن تخرج أخبث مضغتين فيها فأخرجتهما. فقال لقمان: إنّه ليس من شيءٍ أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا.
وقال شعبة، عن الحكم، عن مجاهدٍ: كان لقمان عبدًا صالحًا، ولم يكن نبيًّا.
وقال الأعمش: قال مجاهدٌ: كان لقمان عبدًا أسود عظيم الشّفتين، مشقّق القدمين.
وقال حكّام بن سلم، عن سعيد الزّبيديّ، عن مجاهدٍ: كان لقمان الحكيم عبدًا حبشيًّا غليظ الشّفتين، مصفح القدمين، قاضيًا على بني إسرائيل.
وذكر غيره: أنّه كان قاضيًا على بني إسرائيل في زمن داود، عليه السّلام.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن حميد، حدّثنا الحكم، حدّثنا عمرو بن قيسٍ قال: كان لقمان، عليه السّلام، عبدًا أسود غليظ الشّفتين، مصفّح القدمين، فأتاه رجلٌ وهو في مجلسٍ أناسٍ يحدّثهم، فقال له: ألست الّذي كنت ترعى معي الغنم في مكان كذا وكذا، قال: نعم. فقال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: صدق الحديث، والصّمت عمّا لا يعنيني.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا صفوان، حدّثنا الوليد، حدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد عن جابرٍ قال: إنّ اللّه رفع لقمان الحكيم بحكمته، فرآه رجلٌ كان يعرفه قبل ذلك، فقال له: ألست عبد بني فلانٍ الّذي كنت ترعى بالأمس؟ قال: بلى. قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: قدر اللّه، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وتركي ما لا يعنيني.
فهذه الآثار منها ما هو مصرّح فيه بنفي كونه نبيًّا، ومنها ما هو مشعرٌ بذلك؛ لأنّ كونه عبدًا قد مسّه الرّقّ ينافي كونه نبيًّا؛ لأنّ الرّسل كانت تبعث في أحساب قومها؛ ولهذا كان جمهور السّلف على أنّه لم يكن نبيًّا، وإنّما ينقل كونه نبيًّا عن عكرمة -إن صحّ السّند إليه، فإنّه رواه ابن جريرٍ، وابن أبي حاتمٍ من حديث وكيع عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن عكرمة فقال: كان لقمان نبيًّا. وجابرٌ هذا هو ابن يزيد الجعفيّ، وهو ضعيفٌ، واللّه أعلم.
وقال عبد اللّه بن وهبٍ: أخبرني عبد اللّه بن عيّاشٍ القتباني، عن عمر مولى غفرة قال: وقف رجلٌ على لقمان الحكيم فقال: أنت لقمان، أنت عبد بني الحسحاس؟ قال: نعم. قال: أنت راعي الغنم؟ قال: نعم. قال: أنت الأسود؟ قال: أما سوادي فظاهرٌ، فما الّذي يعجبك من أمري؟ قال: وطء النّاس بساطك، وغشيهم بابك، ورضاهم بقولك. قال: يا بن أخي إن صغيت إلى ما أقول لك كنت كذلك. قال لقمان: غضّي بصري، وكفّي لساني، وعفّة طعمتي، وحفظي فرجي، وقولي بصدقٍ، ووفائي بعهدي، وتكرمتي ضيفي، وحفظي جاري، وتركي ما لا يعنيني، فذاك الّذي صيّرني إلى ما ترى.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا ابن نفيل، حدّثنا عمرو بن واقدٍ، عن عبدة بن رباح، عن ربيعة، عن أبي الدّرداء، رضي اللّه عنه، أنّه قال يومًا -وذكر لقمان الحكيم -فقال: ما أوتي ما أوتي عن أهلٍ ولا مالٍ، ولا حسبٍ ولا خصالٍ، ولكنّه كان رجلًا صمصامة سكّيتًا، طويل التّفكّر، عميق النّظر، لم ينم نهارًا قطّ، ولم يره أحدٌ قطّ يبزق ولا يتنخّع، ولا يبول ولا يتغوّط، ولا يغتسل، ولا يعبث ولا يضحك، وكان لا يعيد منطقًا نطقه إلّا أن يقول حكمةً يستعيدها إيّاه أحدٌ، وكان قد تزوّج وولد له أولادٌ، فماتوا فلم يبك عليهم. وكان يغشى السّلطان، ويأتي الحكّام، لينظر ويتفكّر ويعتبر،فبذلك أوتي ما أوتي.
وقد ورد أثرٌ غريبٌ عن قتادة، رواه ابن أبي حاتمٍ، فقال:
حدّثنا أبي، حدّثنا العبّاس بن الوليد، حدّثنا زيد بن يحيى بن عبيدٍ الخزاعيّ، حدّثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة قال: خيّر اللّه لقمان الحكيم بين النّبوّة والحكمة، فاختار الحكمة على النّبوّة. قال: فأتاه جبريل وهو نائمٌ فذرّ عليه الحكمة -أو: رشّ عليه الحكمة -قال: فأصبح ينطق بها.
قال سعيدٌ: فسمعت عن قتادة يقول: قيل للقمان: كيف اخترت الحكمة على النّبوّة وقد خيّرك ربّك؟ فقال: إنّه لو أرسل إليّ بالنّبوّة عزمة لرجوت فيه الفوز منه، ولكنت أرجو أن أقوم بها، ولكنّه خيّرني فخفت أن أضعف عن النّبوّة، فكانت الحكمة أحبّ إليّ.
فهذا من رواية سعيد بن بشيرٍ، وفيه ضعفٌ قد تكلّموا فيه بسببه، فاللّه أعلم.
والّذي رواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، في قوله تعالى: {ولقد آتينا لقمان الحكمة} أي: الفقه في الإسلام، ولم يكن نبيًّا، ولم يوح إليه.
وقوله: {ولقد آتينا لقمان الحكمة} أي: الفهم والعلم والتّعبير، {أن اشكر للّه} أي: أمرناه أن يشكر اللّه، عزّ وجلّ، على ما أتاه اللّه ومنحه ووهبه من الفضل، الّذي خصّه به عمّن سواه من أبناء جنسه وأهل زمانه.
ثمّ قال تعالى: {ومن يشكر فإنّما يشكر لنفسه} أي: إنّما يعود نفع ذلك وثوابه على الشّاكرين لقوله تعالى: {ومن عمل صالحًا فلأنفسهم يمهدون} [الرّوم: 44].
وقوله: {ومن كفر فإنّ اللّه غنيٌّ حميدٌ} أي: غنيٌّ عن العباد، لا يتضرّر بذلك، ولو كفر أهل الأرض كلّهم جميعًا، فإنّه الغنيّ عمّن سواه؛ فلا إله إلّا الله، ولا نعبد إلا إياه). [تفسير ابن كثير: 6/ 333-335]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ لا تشرك باللّه إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ (13) ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهنًا على وهنٍ وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير (14) وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما وصاحبهما في الدّنيا معروفًا واتّبع سبيل من أناب إليّ ثمّ إليّ مرجعكم فأنبّئكم بما كنتم تعملون (15)}
يقول تعالى مخبرًا عن وصيّة لقمان لولده -وهو: لقمان بن عنقاء بن سدون. واسم ابنه: ثاران في قولٍ حكاه السّهيليّ. وقد ذكره [اللّه] تعالى بأحسن الذّكر، فإنّه آتاه الحكمة، وهو يوصي ولده الّذي هو أشفق النّاس عليه وأحبّهم إليه، فهو حقيقٌ أن يمنحه أفضل ما يعرف؛ ولهذا أوصاه أوّلًا بأن يعبد اللّه وحده ولا يشرك به شيئًا، ثمّ قال محذّرًا له: {إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ} أي: هو أعظم الظّلم.
قال البخاريّ حدّثنا قتيبة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة،عن عبد اللّه، رضي اللّه عنه، قال: لمّا نزلت: {الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ} [الأنعام: 82]، شقّ ذلك على أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، وقالوا: أيّنا لم يلبس إيمانه بظلمٍ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أنه ليس بذاك، ألا تسمع إلى قول لقمان: {يا بنيّ لا تشرك باللّه إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ}.
ورواه مسلمٌ من حديث الأعمش، به). [تفسير ابن كثير: 6/ 336]

تفسير قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قرن بوصيّته إيّاه بعبادة اللّه وحده البرّ بالوالدين. كما قال تعالى: {وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إيّاه وبالوالدين إحسانًا} [الإسراء: 23]. وكثيرًا ما يقرن تعالى بين ذلك في القرآن.
وقال هاهنا {ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهنًا على وهنٍ}. قال مجاهدٌ: مشقّة وهن الولد.
وقال قتادة: جهدًا على جهدٍ.
وقال عطاءٌ الخراسانيّ: ضعفًا على ضعفٍ.
وقوله: {وفصاله في عامين} أي: تربيته وإرضاعه بعد وضعه في عامين، كما قال تعالى: {والوالدات يرضعن أولادهنّ حولين كاملين لمن أراد أن يتمّ الرّضاعة} [البقرة: 233].
ومن هاهنا استنبط ابن عبّاسٍ وغيره من الأئمّة أنّ أقلّ مدّة الحمل ستّة أشهرٍ؛ لأنّه قال تعالى في الآية الأخرى: {وحمله وفصاله ثلاثون شهرًا} [الأحقاف: 15].
وإنّما يذكر تعالى تربية الوالدة وتعبها ومشقّتها في سهرها ليلًا ونهارًا، ليذكّر الولد بإحسانها المتقدّم إليه، كما قال تعالى: {وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا} [الإسراء: 24]؛ ولهذا قال: {أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير} أي: فإنّي سأجزيك على ذلك أوفر الجزاء.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا عبد اللّه بن أبي شيبة، ومحمود بن غيلان قالا حدّثنا عبيد اللّه، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهبٍ قال: قدم علينا معاذ بن جبلٍ، وكان بعثه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقام فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: إنّي [رسول] رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إليكم: أن تعبدوا اللّه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تطيعوني لا آلوكم خيرًا، وأن المصير إلى اللّه، وإلى الجنّة أو إلى النّار، إقامةٌ فلا ظعن، وخلودٌ فلا موت). [تفسير ابن كثير: 6/ 336-337]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما} أي: إن حرصا عليك كلّ الحرص على أن تتابعهما على دينهما، فلا تقبل منهما ذلك، ولا يمنعنّك ذلك من أن تصاحبهما في الدّنيا معروفًا، أي: محسنًا إليهما، {واتّبع سبيل من أناب إليّ} يعني: المؤمنين، {ثمّ إليّ مرجعكم فأنبّئكم بما كنتم تعملون}.
قال الطّبرانيّ في كتاب العشرة: حدّثنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، حدّثنا أحمد بن أيّوب بن راشدٍ، حدّثنا مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هندٍ [عن أبي عثمان النّهديّ]:أنّ سعد بن مالكٍ قال: أنزلت فيّ هذه الآية: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما} الآية، وقال: كنت رجلًا برًّا بأمّي، فلمّا أسلمت قالت: يا سعد، ما هذا الّذي أراك قد أحدثت؟ لتدعنّ دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتّى أموت، فتعيّر بي، فيقال: "يا قاتل أمّه". فقلت: لا تفعلي يا أمه، فإنّي لا أدع ديني هذا لشيءٍ. فمكثت يومًا وليلةً لم تأكل فأصبحت قد جهدت، فمكثت يومًا [آخر] وليلةً أخرى لا تأكل، فأصبحت قد اشتدّ جهدها، فلمّا رأيت ذلك قلت: يا أمّه، تعلمين واللّه لو كانت لك مائة نفسٍ فخرجت نفسا نفسًا، ما تركت ديني هذا لشيءٍ، فإن شئت فكلي، وإن شئت لا تأكلي. فأكلت). [تفسير ابن كثير: 6/ 337]

رد مع اقتباس