عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 08:10 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المزمل

[ الآية (20)]
{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)}

قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه (20).
قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب. (ونصفه وثلثه) خفضا.
وقرأ الباقون (ونصفه وثلثه)
وروى عن ابن كثير (وثلثه) بسكون اللام، رواه شبل.
قال أبو منصور: من قرأ (ونصفه وثلثه) فهو بيّن حسن، وهو تفسير مقدار قيامه؛ لأنه لما قال (أدنى من ثلثي اللّيل) كان قوله (ونصفه) مبيّنًا
[معاني القراءات وعللها: 3/100]
لذلك الأدنى، كأنه يقول: تقوم أدنى من الثلثين فتقوم النصف والثلث.
ومن قرأ (ونصفه وثلثه) فالمعنى: وتقوم أدنى من نصفه وثلثه.
والوجهان بيّنان). [معاني القراءات وعللها: 3/101]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {نصفه وثلثه} [20].
قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر بكسر الفاء، والثاء على معنى: أنك تقوم أدني من نصفه وثلثه.
وقرأ الباقون: {نصفه وثلثه} بالنصب على أنك تقوم نصفه وثلثه.
وحدثني ابن مجاهد عن السمري عن خلف عن عبيد عن شبل عن ابن كثير {وثلثه} مخففًا وهما لغتان الربع والربع والعشر والعشر.
وروي الحلواني عن هشام عن ابن عامر: {ثلثي الليل} ساكنًا أيضًا.
قال أبو عبيد: الاختيار الخف في {نصفه وثلثه}، لأن الله تعالى قال: {علم أن لن تحصوه} قال فكيف يقدر على أن يعرفوا ثلثه ونصفه وهم لا يحصونه.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/407]
وقال غيره: ليس معنى {لن تحصوه} ما ذهب إليه أبو عبيد، وكلن معناه: لن تطيقوه، يعني قيام الليل، فخفف الله تعالى ذلك عليهم، قال: والاختيار النصب؛ لأنها أصح في النظر. قال الله تعالى لنبيه عليه السلام: {قم الليل إلا قليلا} أي: صل الليل إلا شيئًا قليلاً منه تنام فيه، وهو الثلث والثلث يسير عند الثلثين، ثم قال: نصفه، فاكتفي بالفعل الأول من الثاني؛ لأنه دليل عليه، وانقص من النصف قليلا إلى الثلث، أو زد على النصف إلى الثلثين، جعل الله له سعة في مدة قيامة في الليل، فلما نزلت هذه الآيات قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائفة من المؤمنين معه أدني من ثلثي الليل شيئًا يسيرًا وقاموا نصفه، وثلثه، وأخذ المسلمون أنفسهم بالقيام على المقادير حتى شق ذلك عليهم. فأنزل الله تعالى: {إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه} أي: تقوم نصفه وثلثه، {وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار} مقدار ثلثيه ونصفه، وثلثه، وسائر أجزائه، ويعلم أنكم لن تحصوه، أي: لن تطيقوا القيام على هذه المقادير {فتاب عليكم فاقرؤا ما تيسر من القرءان}.
فذهب الشافعي رضي الله عنه إلى أن ما تيسر من القرآن هو (الحمد)، وقيل: مائة آية، ورخص لهم في أنيقوموا ما أمكن، ثم نسخ الله ذلك بالصلوات الخمس.
قال أبو عبيد فأما نصفه فأجمع القراء على كسر النون وإسكان الصاد وللعرب فيه أربع لغات: يقال: نصف الشيء، ونصفه ونصفه، ونصيفه. ومن ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه». قال الشاعر:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/408]
لم يغذها مد ولا نصيف = ولا تميرات ولا تعجيف
والنصيف في غير هذا: الخمار.
حدثني أحمد عن على عن أبي عبيد أن زيد بن ثابت قرأ: {فلها النصف} بضم النون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/409]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ أبو عمرو ونافع وابن عامر: ونصفه وثلثه [المزمل/ 20] كسرا، وقرأ الباقون: ونصفه وثلثه نصبا.
من نصب فقال: ونصفه وثلثه حمله على أدنى وأدنى في موضع نصب.
[الحجة للقراء السبعة: 6/336]
قال أبو عبيدة: أدنى: أقرب. فكأنه: إن ربّك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل، وتقوم نصفه وثلثه.
وأمّا من جرّ فقال: من ثلثي الليل ونصفه وثلثه، فإنه يحمله على الحال.
قال أبو الحسن: وليس المعنى عليه فيما بلغنا لأن المعنى يكون على أدنى من نصفه وأدنى من ثلثه، قال: وكأن الذي افترض الثلث أو أكثر من الثلث، قال: وأما الذين قرءوا بالجرّ، فعلى أن يكون المعنى: أنكم لم تؤدّوا ما افترض عليكم، فقوموا أدنى من ثلثي الليل ومن نصفه ومن ثلثه.
ابن ذكوان عن ابن عامر وثلثه وثلثي الليل مثقّل، وزاد الحلواني عن هشام عن ابن عامر ثلثي خفيفا وثلثه مثقّل.
وروى لنا محمد بن الجهم عن خلف عن عبيد عن شبل عن ابن كثيرو ثلثه ساكنة اللام.
حجّة التثقيل قوله: فلأمه الثلث [النساء/ 11]. وحجّة التخفيف: أن هذا الضرب قد يخفّف، فيقال: العنق والعنق، والطنب والطنب، والرّسل والرّسل، والأسد والأسد). [الحجة للقراء السبعة: 6/337]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن ربك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه}
قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو {ونصفه وثلثه} بالكسر حملوه على الجار أي تقوم أدنى من نصفه ومن ثلثه والمعنى في ذلك يكون على تأويل إن ربك يعلم أنّك تقوم أحيانًا أدنى من ثلثي اللّيل وأحيانا أدنى من نصفه وأحيانا أدنى من ثلثه غير عارف بالمقدار في ذلك التّحديد بدلالة قوله بعدها {علم أن لن تحصوه} وقوله والله
[حجة القراءات: 731]
يقدر اللّيل والنّهار فكأنّه قال أنا أعلم من مقادير قيامك باللّيل ما لا تعلمه من تحديد السّاعات من آخر اللّيل قال أبو عبيد الاختيار الخفض في نصفه وثلثه لأن الله تعالى قال {علم أن لن تحصوه} فكيف يقدرون على أن يعرفوا نصفه وثلثه
وقرأ الباقون بالنّصب بوقوع الفعل أي يقوم نصفه وثلثه وحجتهم في ذلك أن النصب أصح في النّظر قال الله لنبيه صلى الله عليه {قم اللّيل إلّا قليلا} أي صل اللّيل إلّا شيئا يسيرا منه تنام فيه وهو الثّلث والثلث يسير عند الثّلثين ثمّ قال {نصفه أو انقص منه قليلا} أي من الثّلث قليلا أي نصفه أو أنقص من النّصف قليلا إلى الثّلث أو زد على النّصف إلى الثّلثين فإذا قرأت بالخفض كان معناه أنهم قد كانوا يقومون أقل من الثّلث وفي هذا مخالفة لما أمروا به لأن الله تعالى قال {اللّيل إلّا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا} إلى الثّلث أو زد على الثّلث ولم يأمرهم بأن ينقصوا من الثّلث شيئا وأما قوله {علم أن لن تحصوه} أي لن تطيقوه كما قال صلى الله عليه
استقيموا ولن تحصوا أي ولن تطيقوا والله أعلم). [حجة القراءات: 732]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {ونصفه وثلثه} قرأ ذلك الكوفيون وابن كثير بالنصب فيهما، عطفوهما على {أدنى}، الذي هو منصوب بـ {تقوم}، والتقدير: وتقوم نصفه وثلثه، وقرأ الباقون بالخفض فيهما، على العطف على {ثلثي الليل}، أي: وأدنى من نصفه وأدنى من ثلثه، وكلا القراءتين حسن، غير أن النصب أقوى، لأن الفرض كان على النبي صلى الله عليه وسلم قيام ثلث الليل، فإذا نصبت {ثلثه} أخبرت أنه كان يقوم بما فرض الله عليه وأكثر، فإذا خفضت {ثلثه} أخبرت أنه كان يقوم أقل من الفرض، لكن قوله: ونصفه، بالخفض يجوز أن يكون معناه الثلث وأكثر منه، فيكون قد قام ما فرض الله عليه في القراءة بالخفض أيضًا، ويجوز أن يكون قوله: ونصفه، بالخفض.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/345]
معناه أقل من الثلث، فيكون لم يقم ما فرض الله عليه، فالقراءة بالنصب أقوى لهذا المعنى؛ لأن فيها بيانًا أنه صلى الله عليه وسلم قام ما فرض عليه، وأكثر منه بقوله: {ونصفه}، بالنصف، وقوله: {قم الليل إلا قليلًا نصفه أو انقص منه قليلًا} «2، 3» يدل على نصب {وثلثه} في آخر السورة، على أن الذي نقص من النصف ثلث النصف، وهو السدس، وأن الفرض عليه كان قيام ثلث الليل، ويدل أيضًا على أن الثلث داخل في خبر القليل، إذا أضفته إلى «الكل» لقوله: {أو انقص منه قليلًا}، فسمى المنقوص وهو ثلث النصف قليلًا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/346]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {من ثلثي الليل} قرأه هشام بإسكان اللام على التخفيف كـ «الرسُل والرسْل»، وقرأ الباقون بالضم على الأصل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/346]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ} [آية/ 20] بالجر فيهما:-
قرأهما نافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب.
والوجه أنه معطوف على ما عمل فيه من، والمعنى: وتقوم أدنى من نصفه وثلثه.
وقرأ الباقون {وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ} بالنصب فيهما.
والوجه أنه معطوف على {أَدْنَى}؛ لأنه في موضع نصب بأنه ظرف، والتقدير: إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل وتقوم نصفه وثلثه). [الموضح: 1310]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس