عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 25 صفر 1440هـ/4-11-2018م, 04:45 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصف

[ الآية (14) ]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) }

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كونوا أنصار اللّه).
[معاني القراءات وعللها: 3/68]
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو (أنصارًا للّه) منونًا وقرأ الباقون، (أنصار اللّه) مضافًا.
قال أبو منصور: المعنى واحد في القراءتين.
وقيل في قوله: (من أنصاري إلى اللّه) من أنصاري مع اللّه وقيل معناه: من أنصاري إلى نصر اللّه). [معاني القراءات وعللها: 3/69]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {أنصار الله} [14].
قرأ أهل الكوفة وابن عامر مضافًا {أنصار الله}.
وقرأ الباقون: {أنصارًا لله} فمن نون جعله نكرة، ومن أضاف فهو معرفة، وأنصار: أفعال، واحدها ناصر، وفاعل على أفعال قليل، إنما جاء صاحب وأصحاب، وشاهد وأشهاد، ومعنى {من أنصاري إلى الله} أي: من أعواني في ذات الله، ومن ينصرني على أعداء الله.
وحدثني أبو عبيد الحافظ، قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: حدثنا عمرو بن حماد عن أسباط، عن السدي، قال: ليس اليهود اسمًا قبيحًا إنما سموا بذلك حين قالوا: {إنا هدنا إليك} أي: تبنا وليس النصارى باسم قبيح إنما سموا بذلك حين قال عيسى عليه السلام: {من أنصاري إلى الله} قال أبو عبد الله: وفي غير هذا الحديث إنما سموا نصاري لأنهم تسموا إلى قرية يقال لها: ناصرة، وواحدة النصاري نصراني، والمرأة نصرانية، وقيل: الواحد نصري مثل رومي). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/365]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: كونوا أنصارا الله [الصف/ 14] منوّنة.
وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائيّ: أنصار الله مضاف.
قال أبو علي: زعموا أن في حرف عبد اللّه أنتم أنصار الله، وإذا كان كذلك فليس موضع ترجية إنما هو إخبار عنهم بأنهم أنصار اللّه، ويكون قوله: كونوا أمرا بإدامة النصر والثبات عليه كقوله: يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله [النساء/ 136]، وموضع الكاف نصب على الحمل على المعنى ممّا في أنصار اللّه، من معنى الفعل، كأن: نصرتم اللّه مثل نصرة الحواريّين لدين اللّه عزّ وجلّ، ولا يدلّ قوله: قال الحواريون نحن أنصار الله [الصفّ/ 14] على اختيار الإضافة من قوله كونوا أنصار الله، لأن أولئك قد كان منهم ذلك، فأخبروا عن أمر كان وقع منهم، ويجوز أن يكون غيرهم، في ترجية إلى ذلك في قول من نوّن أنصارا للّه). [الحجة للقراء السبعة: 6/290]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: حرّك نافع في هذه السورة: من أنصاري إلى الله* [الصفّ/ 14]، وأسكنها الباقون.
وكلا الأمرين حسن). [الحجة للقراء السبعة: 6/290]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو (كونوا أنصارا لله) منونا أي كونوا لله أنصارا أي اثبتوا أو دوموا على هذا
[حجة القراءات: 708]
وقرأ الباقون {أنصار الله} على الإضافة كما تقول كن ناصر زيد وحجتهم في ذلك إجماع الجميع على الإضافة في قوله {نحن أنصار الله} ولم يقل نحن أنصار لله فكان رد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى أنصار واحدها ناصر مثل شاهد وأشهاد وصاحب وأصحاب). [حجة القراءات: 709]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {كونوا أنصار الله} قرأه الكوفيون وابن عامر بإضافة أنصار إلى ما بعده، وقرأ الباقون بالتنوين في {أنصار} من غير إضافة.
وحجة من أضاف أنه على معنى: دوموا على ذلك، فهم أنصار الله،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/320]
قبل قوله لهم: {كونوا أنصارا} وإنما حضهم على الثبات والدوام على النصرة لدين الله، ودليل ذلك أن في حرف عبد الله: «أنتم أنصار» على أنهم على ذلك كانوا قبل أمره لهم، فإنما أمرهم بالثبات على ما هم عليه، وهو مثل قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا} «النساء 136» أي: دوموا على الإيمان، ومثله قوله: {اهدنا الصراط} «الفاتحة 6» أي: ثبتنا على الدوام على الهداية، وقد كانوا مهتدين، فسألوا الثبات على ما هم عليه.
4- وحجة من نونه أنه حمله على معنى أنه أمرهم أن يدخلوا في أمر لم يكونوا عليه، فالمعنى: فافعلوا النصر لدين الله فيما تستقبلون، ويجوز أن تكون القراءتان بمعنى، كما تقول: كن ناصرًا لدين الله، وكن ناصر زيد، وكن ضاربًا لزيد، وكن ضارب زيد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/321]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {أَنْصَارًا} بالتنوين، {للَّهِ} بلام الإضافة [آية/ 14]:-
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو.
والوجه أن قوله {أَنْصَارًا} منصوبٌ بأنه خبر {كُونُوا}، وإنما نكر {أَنْصَارًا}؛ لأن المعنى: كونوا بعضًا ممن ينصر دين الله، والمعنى: دوموا على نصر الله، فتكون كان هذه هي الناقصة التي تحتاج إلى الاسم والخبر، إلا أنها بمعنى الدوام، والمعنى أثبتوا ودوموا؛ لأنهم كانوا كذلك، فأُمروا بالثبات عليه، والخطاب لأهل المدينة وهم الأنصار، وكانوا سبعين نفرًا بايعوا رسول الله صلى الله عليه (وسلم) وليلة العقبة.
والوجه أنه أضيف وفاقًا لقوله تعالى {نَحْنُ أَنْصَارُ الله}، كأنه قيل لهم: كونوا أنصار الله، فقالوا نحن أنصار الله، إذ لا فرق بين قوله {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى الله} وبين قوله {كُونُوا أَنْصَارَ الله} ). [الموضح: 1266]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس