عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 25 صفر 1440هـ/4-11-2018م, 04:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصف

[ من الآية (7) إلى الآية (9) ]
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)}


قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ طلحة: [وَهُوَ يَدَّعِي إِلَى الْإسْلامِ].
قال أبو الفتح: ظاهر هذا أن يقال: يدعى الإسلام، إلا أنه لما كان يدعى الإسلام: ينتسب إليه قال: يدعى إلى الإسلام، حملا على معناه، كقول الله تعالى: {هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} وعادة الاستعمال: هل لك في كذا، لكنه لما كان معناه أدعوك إلى أن تزكى استعمل "إلى" هنا، تطاولا نحو المعنى. وقد تقدم هذا، وهو غور عظيم). [المحتسب: 2/321]

قوله تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (واللّه متمٌّ نوره).
قرأ ابن كثير وحفص وحمزة والكسائي (متمّ نوره) بكسر الراء.
وقرأ الباقون (متمٌّ نوره) بفتح الراء، والتنوين.
قال أبو منصور: من قرأ (متمّ نوره) فهو على الإضافة.
ومن قرأ (متمٌّ نوره) نصب النور بإيقاع الإتمام عليه.
والمعنى واحد في القراءتين). [معاني القراءات وعللها: 3/68]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {والله متم نوره} [8].
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم بالإضافة من غير تنوين.
والباقون ينونون وينصبون. وقد ذكرت عله ذلك في (الأنفال) عند قوله: {موهن كيد الكافرين} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/364]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي: متم نوره [الصفّ/ 8] مضاف.
وقرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر وأبو عمرو وابن عامر: متم نوره رفع منوّن.
قال أبو علي: الإضافة فيه يكون بها الانفصال، كما يقدر في قوله: عارضا مستقبل أوديتهم [الأحقاف/ 24]، ومثل ذلك: ذائقة الموت [آل عمران/ 185] وإنا مرسلو الناقة [القمر/ 27].
والنصب في: متم نوره على أنه في حال الفعل، وفيما يأتي، ومثل ذلك: هل هن كاشفات ضره [الزمر/ 38] وكاشفات ضره). [الحجة للقراء السبعة: 6/289]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والله متم نوره ولو كره الكافرون} 8
قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر {والله متم} منون
[حجة القراءات: 707]
نوره نصب وحجتهم أن الفعل منتظر فالتنوين الأصل وهو وعد من الله فيما يستقبل وفي حال الفعل كا ت قول أنا ضارب زيدا
وقرأ الباقون {متم نوره} على الإضافة وقد ذكر فيها وجهان أحدهما أن الإضافة قد استعملتها العرب في الماضي والمنتظر وأن التّنوين لم يستعمل إلّا في المنتظر خاصّة فلمّا كانا مستعملين وقد نزل بهما القرآن أخذ بأكثر الوجهين أصلا والوجه الآخر أن يراد به التّنوين ثمّ يحذف التّنوين طلبا للتّخفيف كما قال جلّ وعز {كل نفس ذائقة الموت} وقوله {إنّكم لذائقوا العذاب الأليم} ). [حجة القراءات: 708]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {متم نوره} قرأه ابن كثير وحفص وحمزة والكسائي بالإضافة وخفض {نوره} على التخفيف، وقرأ الباقون بالتنوين، ونصب {نوره}، وهو الأصل في اسم الفاعل إذا كان للحال أو الاستقبال، وحذف التنوين منه والإضافة لغة كثيرة على الاستخفاف، فالقراءتان بمعنى وبلغتين معتدلتين). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/320]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {مُتِمُّ نُورِهِ} {آية/ 8] بالإضافة وجر {نُورِهِ}:-
قرأها ابن كثير وحمزة والكسائي و-ص- عن عاصم.
والوجه أنه أضيف اسم الفاعل وهو {مُتِمُّ} إلى ما بعده إضافةً غير محضةٍ؛ لأنها على نية الانفصال وتقدير التنوين؛ لأنه يعمل عمل الفعل،
[الموضح: 1264]
وقد أضيف إلى معموله، ليخف اللفظ بحذف التنوين، والتنوين منوي، كأنه قال: متم نوره، على معنى أنه يتم نوره، كما قال {عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِم} والتقدير: مستقبلاً أوديتهم، وإنما عمل اسم الفاعل عمل الفعل؛ لأنه بمعنى الحال والاستقبال.
وقرأ الباقون {مُتِمُّ} منونًا، {نُورَهُ} نصبًا.
والوجه أنه اسم فاعل عمل عمل الفعل؛ لأنه على معنى الحال والاستقبال، كما سبق، واسم الفاعل إذا كان كذلك عمل، وإنما نون لأن الإضافة يكون في نية الانفصال وثبات التنوين، فلأن يكون منونًا في اللفظ أولى، وهذا كما تقول هذا مكرم زيدًا الساعة وضاربٌ عمرًا غدًا). [الموضح: 1265]

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس