عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 25 صفر 1440هـ/4-11-2018م, 11:30 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الممتحنة

[ من الآية (1) إلى الآية (3) ]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1)}
قوله تعالى: {إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)}
قوله تعالى: {لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (يفصل بينكم).
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو (يفصل) بضم الياء، وفتح الصاد خفيفة.
وقرأ عاصم ويعقوب (يفصل) بفتح الياء، وكسر الصاد.
وقرأ ابن عامر (يفصّل) بضم الياء وفتح الصاد مشددة.
وقرأ حمزة والكسائي (يفصّل بينكم) بضم الياء وكسر الصاد مشددة.
قال أبو منصور: المعنى راجع إلى شيء واحد في هذه القراءة: الله يفصل بين الخلق يوم القيامة.
وقد جاء الفاصل في صفات الله، ويفصل للتكثير، وكذلك (يفصّل) ). [معاني القراءات وعللها: 3/65]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: يفصل* [3] برفع الياء وتسكين الفاء ونصب الصاد، وقرأ عاصم بفتح الياء وكسر الصاد.
وقرأ ابن عامر: يفصل* برفع الياء وتشديد الصاد. وفتحها.
وقرأ حمزة والكسائي يفصل* برفع الياء والتشديد وكسر الصاد.
قال أبو علي: يذهب أبو الحسن في هذا النحو إلى أن الظرف أقيم مقام الفاعل، وترك على الفتح الذي كان يجري عليه في الكلام لجريه في آخر الكلام منصوبا، وكذلك يقول في قوله: وإنا منا الصالحون ومنا دون ذلك [الجن/ 11]، وكذلك يجيء على قياس قوله: لقد تقطع بينكم [الأنعام/ 94]، فاللفظ على قوله مفتوح، والموضع رفع، كما كان اللفظ في قوله: كفى بالله [العنكبوت/ 52] وما جاءني من رجل، مجرورا، والموضع موضع رفع.
والقول في قراءة ابن عامر: يفصل* مثل القول في: يعمل،
[الحجة للقراء السبعة: 6/285]
وقول عاصم: يفصل، حسن والضمير يرجع إلى اسم اللّه عزّ وجلّ، ودلّ عليه قوله: وأنا أعلم بما أخفيتم [الممتحنة/ 1] وكذلك قول حمزة والكسائي: يفصل* مثل ما قرأ عاصم في إسناد الفعل إلى الضمير الذي دلّ عليه قوله: وأنا أعلم بما أخفيتم). [الحجة للقراء السبعة: 6/286]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم} 3
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {يوم القيامة يفصل بينكم} برفع الياء وفتح الصّاد على ما لم يسم فاعله وحجتهم قوله {وهو خير الفاصلين} ولم يقل المفصلين وقوله {ليوم الفصل} ولم يقل ليوم التّفصيل
قرأ عاصم {يفصل} بفتح الياء وكسر الصّاد مثل يضرب والمعنى يفصل الله بينكم كما قال {إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة}
قرأ حمزة والكسائيّ {يفصل} بضم الياء وكسر الصّاد والتّشديد أي يفصل الله بينكم قالوا فلتردد الفعل وكثرة ما يفصل الله بينهم يوم القيامة وقع التّشديد لأن التّشديد إنّما يدخل في الكلام لتردد الفعل
[حجة القراءات: 706]
قرأ ابن عامر {يفصل} بفتح الصّاد مع التّشديد على ما لم يسم فاعله). [حجة القراءات: 707]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {يفصل بينكم} قرأه الحرميان وأبو عمرو بضم الياء، وإسكان الفاء، وفتح الصاد مخففًا، وكذلك قرأ حمزة والكسائي غير أنهما فتحا الفاء، وكسرا الصاد، وشدداها، ومثلهما ابن عامر غير أنه فتح الصاد، وقرأه عاصم بفتح الياء، وإسكان الفاء، وكسر الصاد مخففًا.
وحجة من ضم الياء وفتح الصاد وشدد أو خفف أنه بنى الفعل لما لم يسم فاعله، والظرف عند الأخفش يقوم مقام الفاعل، لكنه تُرك على الفتح، لوقوعه مفتوحًا في أكثر المواضع، ومثله عنده قوله: {ومنا دون ذلك} «الجن 11» {دون} في موضع رفع على الابتداء، ولكنه ترك مفتوحًا لكثرة وقوعه كذلك، وقيل: المصدر مضمر، يقوم مقام الفاعل، أي: يفصل الفصل بينكم، ويجوز أن يكون فيه مضمر يقوم مقام الفاعل، تقديره: ويوم القيامة يفصل فيه بينكم، وفيه بعد للحذف.
2- وحجة من ضم الياء، وكسر الصاد أو فتح الياء، وكسر الصادر، أنه أضاف الفعل إلى الله جل ذكره، لتقدم لفظ الإخبار منه تعالى عن نفسه في قوله: {وأنا أعلم} «1» والتشديد فيه معنى التكثير، والتخفيف يحتمل التكثير والتقليل، والذي عليه الحرميان وأبو عمرو هو الاختيار، والقراءة في هذا الحرف ترجع إلى معنى واحد، وهو أن الله هو الفاصل بينهم يوم القيامة، وقد تقدم ذكر {أسوة} في الأحزاب). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/318]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ} [آية/ 3] بضم الياء وإسكان الفاء وفتح الصاد مخففة:-
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو.
والوجه أن الفعل مبني لما لم يسم فاعله؛ لأن هذا الفعل لاشك في أن فاعله هو الله تعالى، فلعدم الالتباس بُني الفعل لما لم يُسم فاعله وأسند إلى الظرف، فأقيم مقام الفاعل.
وقرأ عاصم ويعقوب {يَفْصِلُ} بفتح الياء وكسر الصاد مخففة.
والوجه أن الفعل مبني للفاعل، وفاعل الفعل هو ضمير اسم الله تعالى، ويدل عليه قوله {وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ}، ويؤيده ما بعده وهو قوله تعالى {وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
وقرأ ابن عامر {يَفْصِلُ} بضم الياء، وفتح الفاء والصاد مشددة
[الموضح: 1261]
والوجه أن الفعل لما لم يُسم فاعله على ما تقدم، والتشديد فيه يدل على الكثير من الفعل، كأنه أخبر عن كثرة ما يُفصل.
وقرأ حمزة والكسائي {يُفَصِّلُ} بضم الياء، وفتح الفاء، وكسر الصاد مشددة.
والوجه أن الفعل مسند إلى الله تعالى على ما سبق، كأنه قال يُفصل الله، والتشديد يدل على الكثرة كما سبق). [الموضح: 1262]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس