عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 05:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحديد

[ من الآية (22) إلى الآية (24) ]
{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24)}

قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)}
قوله تعالى: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولا تفرحوا بما آتاكم (23).
[معاني القراءات وعللها: 3/56]
قرأ أبو عمرو وحده " بما أتاكم " بقصر الألف.
وقرأ الباقون " بما آتاكم " بألف مقطوعة.
قال أبو منصور: من قرأ (بما أتاكم) بقصر الألف فالمعنى: لا تفرحوا
بما أتاكم فتبطروا، أي: جاءكم من حطام الدّنيا، فإنه فانٍ لا بقاء له.
ومن قرأ (بما آتاكم) فمعناه: لا تأشروا بما أعطاكم الله من غضارة الدنيا). [معاني القراءات وعللها: 3/57]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله [تعالى]: {ولا تفرحوا بمآ ءاتكم} [23].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/351]
قرأ أبو عمرو: {بما أتاكم} قصرًا، أي: جاءكم.
وقرأ الباقون: {ءاتكم} ممدودًا، أي: أعطاكم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/352]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ أبو عمرو وحده: بما أتاكم [الحديد/ 23] قصرا، وقرأ الباقون: بما آتاكم ممدودة.
من حجّة من قصر فقال: أتاكم* أنه معادل ب فاتكم*. فكما أن الفعل للغائب في قوله: فاتكم* كذلك يكون الفعل الذي في قوله: بما أتاكم والعائد إلى الموصول من الكلمتين الذكر المرفوع بأنه فاعلي، وأنشد أبو زيد:
[الحجة للقراء السبعة: 6/275]
ولا فرح بخير إن أتاه ولا جزع من الحدثان لاع ومن حجّة من مدّ أن الخير الذي يأتيهم هو مما يعطيه اللّه فإذا مدّ كان ذلك منسوبا إلى اللّه سبحانه، وهو تعالى المعطي لذلك، ويكون فاعلي القول في أتاكم* ضميرا عائدا إلى اسم اللّه، والهاء محذوفة من الصلة تقديره: بما أتاكموه). [الحجة للقراء السبعة: 6/276]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} 23
قرأ أبو عمرو {ولا تفرحوا بما آتاكم} قصرا أي جاءكم وحجته في ذلك أن {فاتكم} معادل به {آتاكم} فكما أن الفعل للغائب في قوله {فاتكم} كذلك يكون الفعل للآتي في قوله بما أتاكم
قال أبو عمرو وتصديقها في آل عمران {ولا ما أصابكم} قال ف اصابكم وجاءكم سواء
[حجة القراءات: 701]
وقرأ الباقون {بما آتاكم} بالمدّ أي أعطاكم وحجتهم في ذلك أن في حرف ابي وابن مسعود (بما أوتيتم) أي أعطيتم). [حجة القراءات: 702]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {بما آتاكم} قرأه أبو عمرو بالقصر، وقرأ الباقون بالمد.
وحجة من قصر أنه جعله ماضيًا بمعنى المجيء، فأضاف الفعل إلى {ما} ففي {آتاكم} ضمير {ما} مرفوع، يعود على {ما} ولما كان {فاتكم} ماضيًا ثلاثيًا، وفاعله {ما}، وفيه ضمير يعود على {ما} وجب أن يكون عديله ماضيًا ثلاثيًا أيضًا، وفاعله {ما} وفيه ضمير يعود على {ما} وهو {آتاكم}، ليتفق نظم الكلام آخره بأوله.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/311]
11- وحجة من مد أنه أضاف الفعل إلى الله جل ذكره، وجعله ماضيًا من الإعطاء، فالفاعل مضمر في {آتاكم} يعود على الله جل ذكره، لتقدم ذكره في قوله: {إن ذلك على الله يسير} «22» فالهاء محذوفة من الصلة، تقديره: بما آتاكموه، ولا حذف «هاء» في القراءة بالقصر؛ لأن الممدود يتعدى إلى مفعولين، وليس كذلك المقصور). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/312]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ} [آية/ 23] مقصورةً:-
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أن أتى بمعنى جاء، والمعنى لا تفرحوا بالذي جاءكم من الخير، فهو في مقابله قوله {لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} فقد قابل الفوات بالإتيان.
[الموضح: 1250]
وقرأ الباقون {بِمَا آَتَاكُمْ}.
والوجه أن {آَتَاكُمْ} بالمد بمعنى أعطاكم، والإيتاء: الإعطاء، والمُعطي هو الله تعالى، وفي {آَتَاكُمْ} ضمير اسمه سبحانه، والمعنى لا تفرحوا بما آتاكم الله). [الموضح: 1251]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فإنّ اللّه هو الغنيّ الحميد (24).
قرأ نافع وابن عامر " فإن الله الغنّى الحميد " بغير (هو)، وكذلك هو في
مصحف أهل الشام وأهل المدينة مكتوبٌ.
وقرأ الباقون (فإنّ اللّه هو الغنيّ الحميد).
وكذلك كتب في مصاحف أهل العراق ومكة.
من قرأ (فإنّ الله هو) (فهو) عماد، ويسميه البصريون فصلا.
ومعناه: إن الله هو الغنى دون الخلائق؛ لأنّ كلّ غنىّ إنما يغنيه الله، وكل غنى من الخلق فقير إلى رحمة الله.
ومن قرأ (إن الله الغني الحميد) فمعناه: إن الله الغني الذي لا يفتقر إلى أحد.
و (الحميد): المحمود على كل حال). [معاني القراءات وعللها: 3/57]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {فإن الله هو الغني الحميد} [24]
قرأ نافع وابن عامر: {فإن الله الغني الحميد}بغير هو، وكذلك في مصاحفهم.
وقرأ الباقون بزيادة: {هو} وكذلك في مصاحف أهل الكوفة، فمن أسقط جعل {الغني} خبر إن. و{الحميد} نعته، ومن زاد {هو} فله مذهبان في النحو:
أحدهما: أن تجعل {هو} عمادًا أو فاصلة زائدة.
والمذهب الثاني: أن يجعل {هو} ابتداء و{الغني} خبره وتكون الجملة في موضع خبر «إن» ومثله {إن شانئك هو الأبتر} و{أنه هو رب الشعرى} فكلما ورد عليك في التنزيل فهذا إعرابه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/352]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ نافع وابن عامر: فإن الله الغني الحميد [الحديد/ 24] ليس فيها هو، وكذلك في مصاحف أهل المدينة والشام.
وقرأ الباقون: هو الغني الحميد.
قال أبو علي: ينبغي أن يكون هو* في قول من قال: هو الغني الحميد فصلا، ولا يكون مبتدأ لأن الفصل حذفه أسهل، ألا ترى أنه لا موضع للفصل من الإعراب وقد يحذف، فلا يخلّ بالمعنى كقوله: إن ترني أنا أقل منك مالا وولدا [الكهف/ 39] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/276]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({الّذين يبخلون ويأمرون النّاس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغنيّ الحميد} 24
قرأ حمزة والكسائيّ {ويأمرون النّاس بالبخل} بفتح الباء والخاء وقرأ الباقون بالبخل وهما لغتان مثل الرشد والرشد
قرأ نافع وابن عامر (فإن الله الغنيّ الحميد) ليس فيها هو وكذلك في مصاحفهما وقرأ الباقون {فإن الله هو الغنيّ الحميد} فمن أسقط فإنّه جعل {الغنيّ} خبر {إن} و{الحميد} نعت ومن زاد {هو} فله مذهبان في النّحو أحدهما أن يجعل هو عمادا أو فاصلة والمذهب الثّاني أن يجعل هو ابتداء والغني خبره وتكون الجملة في موضع خبر إن ومثله {إن شانئك هو الأبتر}). [حجة القراءات: 702]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {فإن الله هو الغني الحميد} قرأه نافع وابن عامر بغير {هو}، وكذلك ثبت إسقاطها في مصاحف المدينة والشام، وقرأ الباقون بزيادة {هو} وكذلك هو في مصاحف أهل الكوفة والبصرة ومكة، وإثبات {هو} أبين في التأكيد، وأعظم في الأجر، وهو الاختيار لذلك، ولأن عليه الأكثر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/312]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {بِالْبُخْلِ} [آية/ 24] بفتح الباء والخاء:-
قرأها حمزة والكسائي.
وقرأ الباقون {الْبُخْلِ} بضم الباء وإسكان الخاء.
والوجه أنهما لغتان البخل والبخل كالرشد والرشد والسقم والسقم والعدم والعدم). [الموضح: 1251]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {فَإِنَّ الله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [آية/ 24] بغير {هُوَ}:-
قرأها نافع وابن عامر.
والوجه أن قوله {الله} اسم إن، و{الْغَنِيُّ} خبره، وليس فيه فصلٌ؛ لأن قوله هو فصلٌ بين الاسم والخبر لا موضع له من الإعراب، فلما لم يكن له موضعٌ إعرابيٌ ترك، وأيضًا فإن فائدة الفصل هي أن يفصل بين الخبر والصفة، والرفع في {الْغَنِيُّ} ههنا يفصله عن الصفة، فيعلم أنه خبر إن وليس بصفةٍ للاسم.
[الموضح: 1251]
وقرأ الباقون {فَإِنَّ الله هُوَ الْغَنِيُّ} بإثبات {هُوَ}.
والوجه أن قوله {هُوَ} يجوز أن يكون فصلاً يُسميه الكوفيون عمادًا، ولا موضع له من الإعراب.
وسُمي فصلاً لما ذكرنا من فصله بين أن يكون ما بعده صفةً وبين أن يكون خبرًا، كقولك: زيدٌ العالم، فإنه يجوز في العالم أن يكون صفة لزيد، والخبر متوقعٌ، ويجوز أن يكون خبرًا له، فإذا قلت زيدٌ هو العالم، فقد انفصل عن الصفة، وذُكر للفصل فائدةٌ أخرى وهي كون معنى الخبر مقصورًا على المخبر عنه دون غيره، كأنك قلت زيدٌ هو العالم حقيقةً دون غيره.
ويجوز أن يكون {هُوَ} غير فصل، بل يكون مبتدأ، و{الْغَنِيُّ} خبره، والجملة خبر {إِنَّ} ). [الموضح: 1252]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس