عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 05:59 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (46) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا قيل لهم اتّقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلّكم ترحمون (45) وما تأتيهم من آيةٍ من آيات ربّهم إلا كانوا عنها معرضين (46) وإذا قيل لهم أنفقوا ممّا رزقكم اللّه قال الّذين كفروا للّذين آمنوا أنطعم من لو يشاء اللّه أطعمه إن أنتم إلا في ضلالٍ مبينٍ (47)}
يقول تعالى مخبرًا عن تمادي المشركين في غيّهم وضلالهم، وعدم اكتراثهم بذنوبهم الّتي أسلفوها، وما هم يستقبلون بين أيديهم يوم القيامة: {وإذا قيل لهم اتّقوا ما بين أيديكم وما خلفكم} قال مجاهدٌ: من الذّنوب. وقال غيره بالعكس، {لعلّكم ترحمون} أي: لعلّ اللّه باتّقائكم ذلك يرحمكم ويؤمّنكم من عذابه. وتقدير كلامه: أنّهم لا يجيبون إلى ذلك ويعرضون عنه. واكتفى عن ذلك بقوله: {وما تأتيهم من آيةٍ من آيات ربّهم} أي: على التّوحيد وصدق الرّسل {إلا كانوا عنها معرضين} أي: لا يتأمّلونها ولا ينتفعون بها). [تفسير ابن كثير: 6/ 580]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (47) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإذا قيل لهم أنفقوا ممّا رزقكم اللّه} أي: وإذا أمروا بالإنفاق ممّا رزقهم اللّه على الفقراء والمحاويج من المسلمين {قال الّذين كفروا للّذين آمنوا} أي: عن الّذين آمنوا من الفقراء، أي: قالوا لمن أمرهم من المؤمنين بالإنفاق محاجّين لهم فيما أمروهم به: {أنطعم من لو يشاء اللّه أطعمه} أي: وهؤلاء الّذين أمرتمونا بالإنفاق عليهم، لو شاء اللّه لأغناهم ولأطعمهم من رزقه، فنحن نوافق مشيئة اللّه فيهم، {إن أنتم إلا في ضلالٍ مبينٍ} أي: في أمركم لنا بذلك.
قال ابن جريرٍ: ويحتمل أن يكون من قول اللّه للكفّار حين ناظروا المسلمين وردّوا عليهم، فقال لهم: {إن أنتم إلا في ضلالٍ مبينٍ}، وفي هذا نظر). [تفسير ابن كثير: 6/ 580]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (48) ما ينظرون إلا صيحةً واحدةً تأخذهم وهم يخصّمون (49) فلا يستطيعون توصيةً ولا إلى أهلهم يرجعون (50)}
يخبر تعالى عن استبعاد الكفرة لقيام السّاعة في قولهم: {متى هذا الوعد [إن كنتم صادقين]}؟ {يستعجل بها الّذين لا يؤمنون بها} [الشّورى: 18]). [تفسير ابن كثير: 6/ 581]

تفسير قوله تعالى: {مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {ما ينظرون إلا صيحةً واحدةً تأخذهم وهم يخصّمون} أي: ما ينتظرون إلّا صيحةً واحدةً، وهذه -واللّه أعلم- نفخة الفزع، ينفخ في الصّور نفخة الفزع، والنّاس في أسواقهم ومعايشهم يختصمون ويتشاجرون على عادتهم، فبينما هم كذلك إذ أمر اللّه تعالى إسرافيل فنفخ في الصّور نفخةً يطوّلها ويمدّها، فلا يبقى أحدٌ على وجه الأرض إلّا أصغى ليتًا، ورفع ليتًا -وهي صفحة العنق-يتسمّع الصّوت من قبل السّماء. ثمّ يساق الموجودون من النّاس إلى محشر القيامة بالنّار، تحيط بهم من جوانبهم؛ ولهذا قال: {فلا يستطيعون توصيةً} أي: على ما يملكونه، الأمر أهمّ من ذلك، {ولا إلى أهلهم يرجعون}.
وقد وردت هاهنا آثارٌ وأحاديث ذكرناها في موضعٍ آخر ثمّ يكون بعد هذا نفخة الصّعق، الّتي تموت بها الأحياء كلّهم ما عدا الحيّ القيّوم، ثمّ بعد ذلك نفخة البعث). [تفسير ابن كثير: 6/ 581]

رد مع اقتباس